انعقد المؤتمر الرابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني(الحزب الديمقراطي الكوردستاني- العراق) في بغداد في 04 -10- 1959 وبشكل علني، بعد عودة الجنرال مصطفى بارزاني ورفاقه من الاتحاد السوفيتي وحسم مشكلات الحزب الداخلية.
اوضاع الحزب قبل المؤتمر
شارك #جلال طالباني# في عام 1955 ممثلاً عن اتحاد الشبيبة الديمقراطي الكوردستاني مع منظمة الشبيبة الديمقراطي العراقي التابعة للحزب الشيوعي العراقي في مؤتمر الشبيبة العالمي في العاصمة البولندية وارشو. وبعد دعوته توجه الى العاصمة الصينية بكين لغرض المشاركة في مهرجان الشباب. وفي طريق عودته مروراً بالاتحاد السوفيتي، تمكن جلال طالباني من الاتصال بالزعيم مصطفى بارزاني مرتين في موسكو العاصمة عبر الهاتف حول الحزب و للحصول على التعليمات.
وفي وقت سابق ، إطّلع بارزاني على مشكلات وأوضاع الحزب من قبل جلال طالباني في رسالة، وخلال تلك الاتصالات دعا الزعيم بارزاني إلى إنهاء الخلافات بين حمزة عبد الله وإبراهيم أحمد للم شملهما.
وبناء على طلب الزعيم مصطفى بارزاني ، نظمت عدة لقاءات بين حمزة عبد الله وإبراهيم أحمد من أجل التوحيد وحل الخلافات بينهما. وأخيراً صدر بيان عن الجبهة المتقدمة للحزب الديمقراطي الكوردي ، الذي كان يتزعمه حمزة عبد الله، بهدف حل نفسها والعودة إلى صفوف البارتي.
بعد عودة جناح حمزة عبد الله إلى البارتي في أوائل عام 1956، انضمت مجموعة من الماركسيين الكورد الأعضاء في الحزب الشيوعي العراقي بعد سلسلة من المفاوضات إلى صفوف البارتي وفق شروط. وبعودة جناح حمزة عبد الله وانضمام مجموعة من الأعضاء الكورد في الحزب الشيوعي العراقي، أبرزهم نزاد أحمد عزيز وخسرو توفيق فتح الله ، وفي اجتماع اللجنة المركزية تم تغيير اسم الحزب من (الحزب الديمقراطي الكوردستاني- العراق) الى(الحزب الديمقراطي الكوردستاني الموحد) وتم تعيين قيادة جديدة للحزب، طبعا كانت هذه التغييرات مخالفة للنظام الداخلي للحزب وكان من المفروض أن يتم اقرارها في مؤتمر أو في كونفرانس عام.
تألفت اللجنة المركزية الجديدة من:
1- إبراهيم أحمد أميناً عاماً
2- حمزة عبد الله
3- علي عبد الله
4- نوري أحمد طه
5- عمر مصطفى
6- جلال طالباني
7- حبيب محمد كريم
8- نجاد أحمد عزيز
9- خصرو توفيق فتح الله
وتشكل بعدها المكتب السياسي من أربعة أعضاء هم: إبراهيم أحمد ، عمر مصطفى ، حمزة عبد الله وجلال طالباني.
وجراء هذا التوحيد، فقد طرأ تغيير على لسان حال البارتي، حيث تم طبع ونشر مطبوع لسان حال البارتي بإسم( خەباتی كوردستان- نضال كردستان).
بعد هذه التغييرات، وفي عام 1957، توصلت قيادة الفرع الكوردستاني للحزب الشيوعي العراقي، ضمت كل من صالح حيدري، حميد عثمان، كمال فؤاد، إلى استنتاج مفاده أن الكورد يجب أن يتحدوا جميعاً في حزب واحد. وقام فرع الحزب الشيوعي الكوردستان بحل انفسهم و انضموا الى صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني الموحد، حيث جرت تغيرات في قيادة الحزب مرة اخرى، واضيف كل من صالح الحيدري وحميد عثمان إلى اللجنة المركزية. وتشكل المكتب السياسي من ابراهيم احمد، صالح حيدري، حمزة عبد الله، حميد عثمان وجلال طالباني.
بعد ثورة 14-07-1958، انتهى النظام الملكي وحل محله النظام الجمهوري، ودخلت جمهورية العراق مرحلة جديدة وحدثت العديد من التغييرات الهامة. انسحبت جمهورية العراق من معاهدة بغداد في 24 -03-1959 ومن الاتفاقية الأنجلو-عراقية في 30 أيار من العام ذاته، ، وفي 04-04- 1959 انسحبت آخر الوحدات العسكرية للجيش البريطاني من العراق، وفي أوائل شهرحزيران خرجت جمهورية العراق من الباون الإسترليني.
خلقت ثورة 14 يوليو وما بعد الثورة اجواء مواتية للتنظيمات السرية، حيث بدأ الحزب بإعادة تنظيم هيكلة المنظمات الجماهيرية والمهنية، وكانت عودة الزعيم مصطفى بارزاني ورفاقه من الاتحاد السوفيتي في 06-10-1958لها تأثير كبير على تأجيج حماس الجماهير والانضمام إلى البارتي.
أثرت هيمنة الشيوعيين في عهد عبد الكريم قاسم على البارتي وأدت إلى تفككه تدريجياً، لا سيما من خلال كوادر الحزب الشيوعي الذين انضموا إلى صفوف البارتي في الفترات الماضية.انّ التحاق الشيوعيين بصفوف البارتي وتأثيرهم على حمزة عبد الله سرعان ما ادى الى السيطرة على الحزب.
وفي الخطوة الأولى، تمت إقالة إبراهيم أحمدي بتهمة اليمين، وعين محله حمزة عبد الله سكرتيرًا للحزب، وعُزل جلال طالباني الذي كان عضواً للمكتب السياسي لنفس الأسباب. وأقيمت علاقة سرية بين المكتب السياسي والحزب الشيوعي، حيث تحول البارتي الى فرع من فروع الحزب الشيوعي، امتد هذا الدعم للحزب الشيوعي تدريجياً إلى قاعدة الحزب وأعضائه، وعلى خلفية هذه الاوضاع تلقى الزعيم مصطفى بارزاني العديد من الشكاوى من المنظمات الحزبية وأعضائها حول وطُلب منه التعجيل بانعقاد المؤتمر لإنهاء المشكلات. وفي المقابل كان المكتب السياسي يضع العراقيل أمام انعقاد المؤتمر بإستمرار ويحاول تأجيله.
عقد مؤتمر
وبغية انهاء المشكلات واجتثاثها، دعا الزعيم مصطفى بارزاني إلى عقد اجتماع للجنة المركزية للبارتي، وفي 30-06- 1959 اجتمعت اللجنة المركزية للحزب بكامل اعضائها في منزل الزعيم مصطفى بارزاني في بغداد دون حضور سكرتير الحزب والمكتب السياسي، وبعد الاجتماع قررت اللجنة المركزية تجميد عضوية سكرتير الحزب حمزة عبد الله و كل من خسرو توفيق، نزاد أحمد، صالح رشدي، حميد عثمان وصالح حيدري، كما تقرر التحضير للمؤتمر الرابع للبارتي، وقد تم تشكيل لجنة تحضيرية لهذا الغرض.
بعد الأستحضارات الكاملة، عقد المؤتمر في الفترة من 4 إلى 7 -10- 1959، بحضور 120 مندوبًا في منزل كاكه زيادي كويه، وعُقد الاجتماع بشكل علني وفي جو هادئ وسلمي، وتمت في المؤتمر الموافقة على برنامج ونظام داخلي جديد، واتخذت عدد من القرارات، كان من أهمها ما يأتي:
• طرد رؤساء التكتلات من الحزب.
• عاد البارتي إلى المسار الوطني الأساس، فقد اتجه الى الاستفادة من الماركسية بدلاً من تبنيها.
• اعادة تغييراسم البارتي إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني - العراق.
• للمرة الأولى تقرر إنشاء اللجنة العليا للرقابة والتفتيش.
حضر الزعيم مصطفى بارزاني مؤتمر البارتي لأول مرة وأعيد انتخابه كرئيس للحزب بحضوره شخصياً، وفي الختام تم انتخاب قيادة جديدة من قبل مندوبي المؤتمر، وهم:
1- مصطفى بارزاني رئيساً
2- إبراهيم أحمد سكرتيراً
3- نوري شاويس
4- علي عبد الله
5- عمر مصطفى
6- جلال شواني (استاذ جلال عبدالرحمن أمين)
7- أحمد آميدي (أحمد عبدالله محمد)
8- عوني يوسف
9- سيد عزيز شمزيني (عزيز عبد الله عبد القادر)
10- نوري أحمد طه
11- الدكتور مراد عزيز (مراد رزم آور)
12- الملا ماتور (عبدالله اسماعيل احمد)
13- جلال طالباني
كما انتخب نعمان عيسى عضوا احتياطيا في اللجنة المركزية.
وتم لأول مرة تشكيل اللجنة العليا للمراقبة والتفتيش، وتألفت من خمسة أعضاء: شمس الدين مفتي، حبيب محمد كريم ،علي عسكري ، يد الله فيلي، وزكية إسماعيل حقي ميرزا.
و قد فُصل في المؤتمر كل من: حمزة عبد الله ،حميد عثمان، صالح حيدري، نزاد أحمد عزيز آغا خسرو توفيق فتح الله، وحمة كريم فتح الله وصالح رشدي ومؤيديهم من صفوف الحزب.[1]