$عفرين تحت الاحتلال (267): قرى استيطانية وتغيير الهندسة الديموغرافية، اعتقالات تعسفية، إتاوات على موسم الزيتون، حرق غابة، العمشات تنهب$
بتمويلٍ قطري وكويتي وفلسطيني ومن شبكات الإخوان المسلمين العالمية، تواصل سلطات الاحتلال التركي بناء قرى استيطانية جديدة في #عفرين# ، لتوطين مئات الآلاف من العرب والتركمان المستقدمين من محافظات سورية أخرى، على حساب وجود الكُرد الذين تعرضوا لأسوأ تهجير قسري، بغية ترسيخ وتوسيع عمليات تغيير الهندسة الديموغرافية تحت مسمى “المنطقة الآمنة” المزعومة في شمالي سوريا، ترافقاً مع عمليات الترحيل القسري المتواصلة للاجئين السوريين في تركيا.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= قرية استيطانية في معبطلي:
في 08-06-2023م أعلنت “منظومة وطن – WATAN Foundation” البدء بتشييد “قرية التميز الإنساني الكويتي السكنية 2” المؤلفة من /50/ وحدة سكنية في بلدة معبطلي بالتعاون مع جمعية التميز الإنساني- الكويتية، بحجة إيواء المتضررين من الزلزال!
وكنّا قد نشرنا في تقريرنا “عفرين تحت الاحتلال (243) تاريخ 29-04-2023م” عن تسوية قسم من أراضي بيادر بلدة “مابتا/معبطلي”- ممتلكات خاصة لأهاليها- وهدم غرفة فيها وهي عائدة ل”حسن خوجة” لأجل تنفيذ مشروع بناء قرية استيطانية جديدة، وذلك بالتعاون مع ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” التي تسيطر على البلدة وبموافقة “مجلس معبطلي المحلي” المعيّن من قبل الاحتلال.
بعد الانتهاء من بناء القرية مع مدرسة ومسجد وتجهيز البنية التحتية، يوم الأحد 12-11-2023م، كانت “وطن” تنوي توزيع الوحدات السكنية على قسمٍ من المستقدمين القاطنين في حوالي /150/ خيمة منصوبة في ذات الموقع، إلّا أنّه إثر خلافاتٍ حول التوزيع، نشب عراكٌ بين المستقدمين ومسلحين من “الفرقة”، وأصيب البعض بجروح، ولاتزال “وطن” صامتة حيال الحدث.
يُذكر أن “وطن” تأسست رسمياً في تركيا عام 2012م وفق موقعها الالكتروني، ولها أنشطة عديدة في عفرين وغيرها من مناطق سورية تحت نفوذ واحتلال تركيا وبإشراف استخباراتها.
وكانت “جمعية الأيادي البيضاء- تركيا”، صيف هذا العام، قد بنت مسجداً في بلدة معبطلي تحت اسم “مسجد السلام” ضمن “حملة نور الهدى لإعمار المساجد في الشمال السوري” التي وصلت إلى /27/ مسجداً بمآذن من الطراز العثماني، في إطار الحملة الدعوية الدينية المتشددة التي تشهدها المنطقة منذ احتلالها في آذار 2018م.
= توسيع قرية “بسمة” الاستيطانية:
أشارت “جمعية الأيادي البيضاء” مؤخراً إلى توسيع الخدمات الطبية التي تقدمها لقاطني قرية “بسمة” الاستيطانية- جنوبي قرية شاديره/شيروا- من مستقدمي محافظات سورية أخرى إلى عفرين، التي افتتحت على مرحلتين، الأولى بتاريخ 04-10-2021م ب/8 وحدات سكنية = 96 شقة/، والثانية في 22-03-2022م ب/10 وحدات سكنية = 125شقة/، وأوضحت في منشورٍ لها بتاريخ 17-10-2023م: “لا تزال الأعمال مستمرة في قرية بسمة السكنية، حيث يتم بناء الأبنية السكنية، حتى تحقيق الهدف وهو نقل جميع العوائل المتواجدة في المخيمات إلى أبنية سكنية مجهزة لحياة كريمة”، أي توطين جميع المستقدمين في المنطقة وتمليكهم عقارات ثابتة، بغية ترسيخ واقع التغيير الديموغرافي الواسع الذي خططت له ونفذته تركيا منذ احتلالها لعفرين في آذار 2018م.
وقد نشرت الجمعية في 9-9-2023م، أنها أنجزت بناء /30 وحدة سكنية = 360 شقة/ في قرية “بسمة” منذ بدء تشييدها، ولازالت الأعمال مستمرة، وذلك بتمويل من “جمعية العيش بكرامة – فلسطين 48” التي تتخذ حساباً لدى بنك “هبوعليم- Hapoalim” الإسرائيلي لأجل جمع التبرعات.
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 15-11-2023م، أفرجت سلطان الاحتلال عن المواطن “حسن شكري سيدو /45/ عاماً” من أهالي قرية “إيسكا”- شيروا من سجن “ماراته” بعفرين، وكان في استقباله حشدٌ من أحبائه وأهالي القرية، وذلك بعد مضي خمسة أعوام على اعتقاله التعسفي في 16-11-2018م من قبل ميليشيات “فيلق الشام” وإبقائه قيد الاحتجاز في سجنها الخاص بمبنى “مدجنة المرحوم فاروق عزت مصطفى” في القرية لغاية أوائل شباط 2022م، دون محاكمةٍ أو توكيل محامٍ، حيث أحيل إلى “الشرطة العسكرية في جنديرس” ومن ثم إلى سجن “ماراته” بتقرير كيدي على أساس تُهم ملفّقة- وهو مدني لم يحمل السلاح يوماً- وحوكم عليه بالسجن /5/ سنوات؛ كما لم توافق “المحكمة” على احتساب (ربع المدة) من محكوميته حتى يُخلى سبيله في شهر آب 2022م، رغم معاناته من أمراضٍ ألمّت به؛ كما أُصيب والده المسن بجلطة دماغية، نتيجة القهر والحزن عليه، بعد زيارته له في سجن “ماراته”، فوقع في حالةٍ يرثى لها، إلى أن توفي منذ حوالي خمسة أشهر.
وقد اعتقلت سلطات الاحتلال:
– منذ أكثر من شهرين، الفتاة “دانيال علي حبش /26/ عاماً” من أهالي قرية “قاسم”- راجو، في مدينة استنبول، التي تعيش فيها مع والدتها وأشقائها منذ أكثر من سبع سنوات، حيث اعتقلت مع مجموعة /15 عاملة سورية في ورشة خياطة/ اللواتي أفرج عنهن بعد مضي عشرة أيام، ما عدا “دانيال” التي بقيت قيد الاحتجاز إلى الآن رغم توكيل محامٍ عنها من قبل ذويها.
– أوائل شهر تشرين الأول الماضي، المواطن “ريزان محمد حسو /40/ عاماً” من أهالي قرية “حسنديرا”- بلبل، بُعيد عودته من وجهة النزوح – حلب إلى قريته، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، حيث أُطلق سراحه في 13-11-2023.
– منذ حوالي الشهر، المواطن “محمد بطال قره محمد /65/ عاماً” من أهالي قرية “عربا”- مابتا/معبطلي، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، بعد عودته من وجهة النزوح – حلب إلى قريته منذ أربعة أشهر، ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي في سجن “ماراته” المركزي؛ حيث أنه يعاني من أمراض القلب.
– منذ حوالي الشهر، المواطنة “حياة جميل عجو /47/ عاماً” من أهالي قرية “خدريا”- بلبل، بُعيد عودتها من وجهة النزوح حلب إلى قريتها، لعدة أيام في مركز بلبل بعد التحقيق معها لثلاث مرات، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وكذلك احتجاز نجلها “جميل محمد آدم” ليوم وضربه بحجة التحقيق في كيفية عودة والدته.
– بتاريخ 06-11-2023م، المواطن “محمد عبدو شيخو /53/ عاماً” من أهالي قرية “كمروك”- مابتا/معبطلي، بعد عودته من وجهة النزوح حلب إلى قريته، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.
– بتاريخ 06-11-2023م، المواطن “أحمد حنيف خشمان /55/ عاماً” من أهالي قرية “كَوَندا/ميدانا”- راجو، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.
– بتاريخ 11-11-2023م، الشاب القاصر “روهات حسين خالد /16/ عاماً” من أهالي قرية “گازيه/ميدانا”- راجو، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي في مركز عفرين، دون أن نتمكن من معرفة التهم الموجهة له.
= موسم الزيتون:
– بمحاذاة طريق راجو، بدءًا من مفرق بلدة “مابتا/معبطلي” لغاية مفرق قرية “بربنيه/بربند”، تقع تحت سيطرة ميليشيات “أحرار الشرقية”، وقد فرضت إتاوة /5-10/% على انتاج موسم الزيتون للمواطنين المتواجدين و 40% على انتاج حقول الغائبين.
– في بلدة شيه/شيخ الحديد ومعظم القرى التابعة لها وقرى “آشكان غربي، مروانية تحتاني وفوقاني، هيكجه”- جنديرس، ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” بالإضافة لإتاوة 5% على كامل انتاج الزيت في كل معصرة من ممتلكات الغائبين والمتواجدين، تفرض /20/ دولار أمريكي على كلّ شجرة زيتون سهلية و /3.5/ دولار على كل شجرة جبلية (سواء أكانت حاملة أم لا) من أملاك الغائبين، و دولار واحد على كلّ شجرة سهلية و /4/ دولار على كل أربعة أشجار جبلية (سواء أكانت حاملة أم لا) من أملاك المتواجدين؛ حيث هناك من لا يقتدر على الدفع من الذين أشجارهم غير حاملة، وهم مهددون بالعقاب.
= حرق الغابات:
بتاريخ 18-11-2023م، أكّد “الدفاع المدني في عفرين” على أنّ فرقه أخمدت حريقاً في غابة حراجية بالقرب من قرية “مروانية”- جنديرس، كان قد أضرم فيها بعد منتصف الليل، حيث يتبين في الصورة المنشورة مع الخبر جذوع أشجار مقطوعة سابقاً بغية التحطيب والتجارة.
= فوضى وفلتان:
– بتاريخ 12-11-2023م، إثر خلافٍ حول توزيع الوحدات السكنية في “قرية التميز 2” الاستيطانية بمدخل بلدة مابتا/معبطلي، وقعت مشاجرة بين المستقدمين القاطنين في المخيم بذات الموقع ومسلّحين من ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات”، تطورت إلى رمي الحجارة وقطع الطريق الرئيسي المؤدي للبلدة من قبل المستقدمين وإطلاق الرصاص الحي من قبل المسلحين، فأدى إلى إصابة البعض بجروح متفاوتة وتوتر الوضع هناك، وقامت “العمشات” بنصب حاجز مسلح جديد في مفرق مؤدي لتجمعات المستقدمين.
يُذكر أن للقاطنين في مخيم معبطلي ومخيمي “قطرانيه، منشرة كوكانيه” المجاورين تعديات مستمرة على ممتلكات أهالي البلدة وإطلاق التهديدات ضدهم والاعتداء على بعضهم، بالإضافة إلى انتهاكات “العمشات” الواسعة.
= انتهاكات أخرى:
– قامت جمعية بهار مؤخراً بتوزيع مساعدات عينية على القاطنين في قرى جقلي وغيرها بناحية شيه/شيخ الحديد بقيمة /65/ دولار لكل عائلة، ولكنها مضطّرة لشراء المواد من محلات تابعة لميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” بأسعار أعلى من الرائجة وبفارق /15/ دولاراً تذهب للعمشات.
وفي مرّةٍ سابقة قامت “بهار” بتوزيع قسائم نقدية ب/75/ دولار لكل عائلة وجمعية أخرى وزّعت أيضاً قسائم بذات المبلغ لكل عائلة في تلك القرى، ولكن “العمشات” أجبرت كلّ عائلة على دفع /50/ دولاراً لها من قيمة القسيمتين الممنوحتين.
إنّ التهجير القسري والتغيير الديموغرافي جريمة بحق الإنسانية وفق المعايير الدولية، حيث تمارس بحق منطقة عفرين وأهاليها الكُرد السكّان الأصليين تحت أنظار المجتمع الدولي الصامت حيال ممارسات وسياسات الاحتلال التركي العدائية ضدهم.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]