نسرين شيخو
ثائرات الحرية.. عاشقات السلام.. عزيزات النفس.. نادرات الأوصاف.. مانحات الحياة لمن حولهن.
المأساة تُلاحقها وكأنه خُلقت من أجلها وعلى مقاسها، مُحاطة بالألم بكل جوانبها كظلِها وروحِها اللذين لا تفارقهما، بائسة كشمسٍ متعبة لا تود أن تشرق لكنها تكافح في سبيل ألا تُستعبد، كل ما على الأرض يدفعها نحو الشراسة والقساوة على الرغم من أنه يمكن لفراشة أن تجرح رقتها.
نصف المجتمع، والنصف الآخر الذي أنجبته، والموت تاريخها ومحكومٌ بها، لكنها تجابه الموت الذي يختبئ خلف الباب والبؤس الذي يكاد يُخلق مع بداية تكوينها، كأنها توأمها في رحم والدتها ورفيقة دربها في حياتها.
المرأة الثورية الصلبة المنتصبة كالجبال في شموخها وعزتها، تقف على قدميها وتُعاند الأعراف الجاهلية والشهوات وكل ما يقف في طريقها ولا تسمح لأي مخلوقٍ كان أن يُروضَ لها قلبها، ويُكبّل يديها لأنها المرأة التي لا تقبل بالعبودية، وتشعل النار بكل من يستعبدها، كالبارود والنار، تُحرِق كل مُعتدٍ على حريتها وفكرها وجسدها أيضاً، وتؤمن بأن الحرية حقها وتبتر يد كل لص يحاول سرقتها منها.
وحدات حماية المرأة، خلاصُ النساء في هذا العالم الدنيء المليء بقبح ووحشية الأفكار المتطرفة. اليوم الجديد بالنسبة لكل امرأة هو بما يحوي من فوائد كحمامة بيضاء تئن من الألم والمرارة، وكربيع وكوثر لكل امرأة متعطشة للحرية. الوحيدات، الثائرات في وجه الطغيان والطغاة، يقلبن العالم رأساً على عقب في محاولة الوصول إلى كل امرأة حين ينهش الفكر المتطرف والذهنية الذكورية روحها وينخر عظامها ويقطع جسدها مراتِ عديدة كل يوم، ويقبضنًّ على أرواحهم الملعونة.
أكثر قوة من الألم، من الرعب، من اللئم والرهبة، أكثر قوة منهم، استمدنَ قوتهن من رحم المعاناة التي عاشوها والقدر الذي لم يرحمها وشردها في متاهات العنف. تنتقم من كل من يجردّها من حقوقها، وخُلقت من لهيب الانتقام من العنف الممارس بحقها على مدى عصور طويلة. قادرات خارقات، حقيقيات، ذوات إيمانٍ قوي، كمعجزاتٍ سماوية، أتين إلى هذه الدنيا كرسالة ربانية، ليؤمنَّ للنساء جواً قابل للممارسة الحياة والحرية وليس الكآبة والظلم والعنف.
الهاجس الأكبر لمرتزقة القاعدة، أنهم يفزعون من ذكر أسمائهن أمامهم، فعظمتهن خلقت رهبة في نفوسهم، حقهم أن يخافوا، ألا يخاف العبيد من أسيادهم؟، وحققن انتصارات عديدة، وحررن #كوباني# #وشنكال# وتمددنَ بانتصاراتهن.
ينحدرنَّ من سلالة الطيور الحرة، والمملوءة قدرها بالوحوش والسلاطين وعشاق جسدها وليس قلبها الحر وفكرها المتمرد، ستبقى حرة شاسعة كالسماء مهما طال عليها الظَلام والظُلّام. معتقداتهن، مبادئهن، خُطاهن من فكرٍ طاهر ومُقدس، ومن أعظم شخصيات التاريخ وعملاق الحرية ألا وهو القائد #عبد الله أوجلان#، وكيف لا يُحققن الانتصارات والإنجازات والقيادة رمز السلام وأيقونة وترياق الحرية؟
يرسمنًّ بإرادتهن الصلبة مسارهن نجمة نجمة بخطوات شاهقة نحو التقدم وتحقيق الإنجازات، يدفعنًّ غالب عمرهن في سبيل العيش حتى ولو لقليل من اللحظات بحرية.[1]