روناهي/ عين عيسى
ندّدت نساء مقاطعة #كري سبي#/ تل أيبض بعنف السلطات القمعية الإيرانية الممارس ضد النساء، والذي يهدف لكسر إرادة المرأة، ووضع الحواجز والعراقيل أمام تحررها من الذهنية الذكورية المتسلطة، داعيات بمواصلة النضال والمقاومة لتحرير النساء كافة من القيود المصطنعة.
وتستمر حوادث قتل النساء، واغتصابهن في ظل حكم السلطات القمعية الفاشية، والتي كان آخرها قتل الشابة (#جينا أميني#) على يد السلطات الإيرانية خلال الأسبوع المنصرم، والتي اندلعت على إثرها عدة مظاهرات في عدد من مدن روجهلات كردستان، وأرجاء إيران، رافقها موجة عارمة من الاحتجاجات، وبيانات منددة وصادرة من منظمات حقوقية ونسوية عالمية منددة بهذه الجريمة، ومطالبة برفع يد السلطات القمعية، عن ارتكاب الجرائم بحق النساء، ومحاسبة مرتكبي جريمة قتل الشابة (جينا).
الانتفاضة بوجه السلطات القمعية
وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا “روناهي” عدة لقاءات مع نساء من مقاطعة كري سبي/ تل أبيض حول جريمة قتل الشابة، والجرائم المرتكبة بحق النساء، حيث قالت زهرة عثمان: “حادثة قتل الشابة (جينا أميني) ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، طالما هنالك سلطات قمعية، لا تؤمن بتحرر المرأة، بسبب هيمنة الفكر الذكوري المتسلط على مفاصل السلطة كافة، وتغييب النساء كافة، اللاتي يؤمنَّ بالفكر التحرري، وأهمية تحرير بنات جنسهن من براثن تلك الأنظمة، هذا الأمر يدعو للاستهجان بأقسى الكلمات، كما أنه يثير التساؤل… إلى متى تبقى النساء، تحت رحمة هذه الأنظمة، وتتعرض للجرائم؟! لذلك يجب أن تنتفض النساء كافة، ويطالبن بحقوقهن؛ لتكون مقدمة لتحقيق التغيير المنشود على يد النساء”.
وأردفت: “مناطقنا، التي عاشت سنوات طويلة من القمع والاضطهاد، تشكل اليوم نموذجاً، يُحتذى به لنساء العالم كافة، حيث استطاعت المرأة أن تتبوأ الأماكن المرموقة، وأن تكون مفيدة للمجتمع، بدل أن تكون محصورة بين أربع جدران تعاني الظلم، والاضطهاد بسبب العقلية السائدة، والتي ترعاها عادة الأنظمة المستبدة، وتشجع على ترسيخها بالمجتمع من قبيل: (المرأة ضلع أعوج لا مكان للمرأة الا بيتها… الخ) من هذه المقولات الخاطئة، التي دمرت المجتمع، وكان لزاماً الخلاص منها للأبد، في ظل تطور المجتمعات الأخرى، التي وجدت في النساء المحرك الأساسي لتقدم مجتمعاتها”.
وأنهت “زهرة” حديثها بالتأكيد على وقوف النساء كافة في مناطق شمال وشرق سوريا، إلى جانب بنات جنسهن، في كل مكان حتى تحقيق أهدافهن، والنهوض بمجتمعاتهن، وقطع يد الأنظمة الفاشية، ووقف هذه الجرائم.
المرأة الكردية قائدة الثورة
من جهتها أعربت الشابة، ألحان حمي عن استنكارها قتل الشابة (جينا أميني) على يد السلطات القمعية الإيرانية، مبينةً خطورة ما تمارسه هذه السلطات مع الأخذ بعين الاعتبار ردود الأفعال العالمية، التي تلت قتل الشابة، وهذا مؤشر إيجابي بالرغم عدم وجود رادع لوقف تكرار هذه الجرائم على يد السلطات الفاشية، لكونها تهيمن على المفاصل الحياتية، وتكبل النساء، وتقيدها بعادات وتقاليد تجعل من المرأة فريسة سهلة من خلال الأحكام، والمفاهيم المحددة لحياتها.
وأضافت: “الآن المرأة الكردية في روجهلات كردستان، أصبحت رائدة لتتولى زمام الثورة النسائية، التي من الممكن أن تقود قريناتها من النساء لتحقيق الحرية والعدالة في عموم البلاد، لتكون مكملة لثورة المرأة، التي قامت بها النساء السوريات في مناطق شمال وشرق سوريا، وفي باكور، وباشور، وروج آفا كردستان، وغيرها من المناطق الأخرى”.
وختمت “ألحان” بالتأكيد على أهمية رفع وتيرة النضال والمقاومة في المناطق كافة، التي تعاني فيها النساء من ظلم، ومن قتل وجرائم لا أخلاقية، ولا إنسانية لتحريرهنَّ، والعمل على تطوير مجتمعاتهن، للوصول إلى “ثورة المرأة الشاملة”.[1]