$عفرين تحت الاحتلال (189): قرية “قره كول”- تغيير ديمغرافي واستيلاء واسع، اعتقالات تعسفية، قرية استيطانية نموذجية جديدة، منع معرض فني، قطع غابات$
بتوسُّع بناء القرى الاستيطانية النموذجية لإسكان المستقدمين إلى عفرين فيها وتمليكهم، تنكشف مرةً أخرى المرامي العدائية للاحتلال التركي ضد الكُرد في سوريا، التي تورطت فيها الميليشيات السورية والائتلاف السوري – الإخواني وحكومته المؤقتة.
فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:
= قرية “قره كول- Qirigol“:
تتبع ناحية بلبل وتبعد عن مدينة عفرين شمالاً ب/31/ كم، مؤلفة من حوالي /210/ منازل، وكان فيها حوالي /1300/ نسمة سكّان كُرد أصليين، وبقي منهم حوالي /110 عائلة= 420 نسمة/ أغلبهم مسنون والآخرون هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /200 عائلة= 1200 نسمة/ من المستقدمين في القرية، إذ يسكنون في المنازل المستولى عليها وفي /40/ خيمة منصوبة بمحيط القرية.
تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة السلطان مراد وفرقة الحمزات”، وتتخذ من ثلاثة منازل ل”المرحوم أحمد حمو وفيلا نجله صلاح حمو، محمد ياسين أحمد” مقرّات عسكرية، وبسبب العمليات الحربية تضررت ثلاثة منازل بشكلٍ جزئي؛ وقد سرقت الميليشيات معظم محتويات المنازل من مؤن وأثاث وأواني نحاسية وأدوات وتجهيزات كهربائية وغيرها، وميكروباص عدد/2/ ل”مجيد محمد جابو، محمد جابو” وجرار زراعي عدد/2/ ل”عائلة المرحوم بلال محمد بكو، مجيد محمد جابو”، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة، وعدادات مياه الشرب، وكافة تجهيزات محطة ضخ مياه الشرب، وكافة آلات معصرة زيتون ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) عائدتين ل”بحري طاهر”.
كما استولت على أملاك جميع الغائبين، والتي تُقدر بحوالي /13/ آلاف شجرة زيتون، منها ل”أولاد طاهر عمر، حبش أحمد ديكو، عارف أحمد ديكو، حنان أحمد ديكو، أنور حسن سيدو، محمد بلال بكو، بلال محمد بكو، خالد بكو، شوكت ياسين، عثمان محمد سيدو، رشيد معمو حسو، بكر عكاش خليل، أولاد المرحوم محمد دلو”، وفرضت إتاوة 10-20% على انتاج أملاك المتواجدين عدا حالات سرقة ثمار الزيتون من الحقول بشكلٍ عشوائي؛ وقامت في هذا العام بزراعة أراضي الحقول المستولى عليها بالعدس والجلبان وغيرهما، الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور أشجار الزيتون.
هذا، وتعرّض المتبقون من أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، من قتل واختطاف واعتقالات تعسفية وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، حيث قامت الميليشيات بعد عشرة أيام من اجتياحها للقرية في 14-03-2018م بتجميع الرجال والشباب والقاصرين في ساحة القرية، ووجهت إليهم الإهانات وأطلقت الرصاص الحي بالقرب منهم وفوق رؤوسهم بالإضافة إلى ضرب معظمهم، ونتيجة ذاك الرعب مَرِضَ المواطن “شيخموس علو /75/ عاماً” وأُصيب بالخرس؛ وفيما بَعد اعتقل العشرات لمدد مختلفة مع فرض غرامات مالية، ولا يزال مصير المعتقل المخفي قسراً “نوري إبراهيم جابو /43/ عاماً” منذ أوائل نيسان 2018م مجهولاً. وكان المرحوم “رستم عكاش خليل /49/ عاماً” قد اختطف بتاريخ 15-10-2019م، من قبل مجموعة مسلّحة ملثمة، التي أفرجت عنه بعد يوم من التعذيب ومصادرة سيارته البيك آب هونداي الحديثة، فأصيب بمرض السرطان بعد أن عانى من ظروفٍ قاسية واضطّر للهجرة القسرية إلى حلب بتاريخ 03-05-2021م ليتوفى فيها بتاريخ 28-05-2021م.
وقد استشهدت من مدنيي القرية المواطنة “فردوس سيدو بنت محمد /64/ عاماً” وحفيدها الطفل “محمد بكو بن عارف /12/ عاماً” في مجزرة حي المحمودية بعفرين نتيجة القصف التركي.
” الشهيدان “فردوس سيدو بنت محمد، محمد بكو بن عارف”.”
وقامت الميليشيات بقطع آلاف أشجار الزيتون بشكلٍ جائر، والغابة الحراجية المطلّة على القرية في جبل هاوار، وأشجار الصنوبر “مرخي بكر” مقابل مفرق القرية، بغاية التحطيب والتجارة. وكذلك أكملت تدمير مزار “مدور” الإسلامي بعد أن تعرّض للقصف أثناء العدوان، وحفرته بحثاً عن كنوز دفينة وسرقتها مع سرقة حديد سقف مبناه، وقطعت الأشجار المحيطة به أيضاً.
وتُجبر أحياناً أصحاب الجرارات من أهالي القرية على تأمين صهاريج مياه الشرب لمنازل عناصرها وللذين تم توطينهم دون دفع الأجور، عدا حالات السرقة المتكررة لبعض منازل القرية، مثل منزل الأرملة المسنة “صديقة حنان”.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– بتاريخ 22-02-2022م، القاصر “أياز حسن زلخوكو /14/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا”، من منزل أحد أقربائه في مدينة عفرين، من قبل “الشرطة العسكرية”، ولا يزال مصيره مجهولاً، دون أن نتمكن من معرفة الأسباب.
– بتاريخ 27-02-2022م، المواطن “نجدت خليل عمر /72/ عاماً” من أهالي قرية “شوربة”- مابتا/معبطلي، بتاريخ 27/2/2022، من قبل الشرطة، ولمدة أربعة أيام مع فرض غرامة مالية، بحجة مشاركته في الحراسة الليلية أثناء الإدارة الذاتية السابقة.
– بتاريخ 02-03-2022م، المواطن “محمد نوري محمد /37/ عاماً” من أهالي قرية “قيبار”، من قبل حاجز “القوس” المسلّح – مدخل مدينة عفرين الشرقي، ولا يزال مصيره مجهولاً، ودون أن نتمكن من معرفة الأسباب، حيث أنه يعمل سائق جرار لدى المجلس المحلي.
– بتاريخ 03-03-2022م، الشاب “محمد محمد أوسو” من أهالي قرية “كاخرة”- مابتا/معبطلي، من قبل الاستخبارات التركية، والشابين “لقمان نوري مصطفى، محمود أحمد حاجي” من ذات القرية، من قبل الحاجز المسلّح في مدخل مدينة #جنديرس# ، دون أن نتمكن من معرفة الأسباب، ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
– بتاريخ 06-03-2022م، المواطنين “جوان عارف مسته بن عدنان /32/ عاماً- قرية حج حسنا والمعتقل في مرةٍ سابقة، كيفارا حسين عمو /37/ عاماً- قرية جقلي جومه” من أهالي مدينة جنديرس، مع احتجاز سيارتهما، من قبل الاستخبارات التركية- الحاجز المسلّح في مدخل مدينة أعزاز، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، أثناء توجههما إلى هناك بقصد شراء بعض الحاجيات.
– بتاريخ 06-03-2022م، المواطن “عارف محمد حمدوش /50/ عاماً” من أهالي قرية “كفرجنة” – شرّا/شرّان، من قبل “الشرطة العسكرية في أعزاز”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة في عفرين. ولا يزال المواطنون “يكبون عثمان علي /40/ عاماً وشقيقه خندوفان عثمان علي /36/ عاماً، إبراهيم رشيد حمدوش /38/ عاماً” من ذات القرية والمعتقلون منذ أوائل تشرين الأول 2021م قيد الاحتجاز التعسفي بتهم جائرة.
= مشروع قرية استيطانية نموذجية جديدة:
أعلنت إدارة ما يسمى ب “مشروع السكن لمهجري البوكمال” على صفحتها الفيس بوك بِدأها بتسوية الأرض وتقسيمها وفتح الطرقات لأجل بناء منازل على /112/ محضر مساحة الواحد /400/م2 ضمن “تجمع البركة” الذي يقع ضمن مشروع “الضاحية الشامية” الجاري تنفيذه على أرضٍ منحها “المجلس المحلي” بمساحة /20/ ألف دونم مجاناً والتي قُسِّمت إلى قطاعات، وهي تبعد عن عفرين شرقاً ب/10/ كم وتمتد من جوار قرية “خالتا” المهدّمة والمُهجّرة في جبل ليلون لغاية الموقع المطلّ على قرية “كورزيليه”- شيروا؛ وذلك بغاية التملُّك، وأوضحت أنّ بعض المسجلين في المشروع مقيمون في تركيا وأوضاع أغلب المشتركين المادية والمعيشية جيدة، وأنها حصلت على موافقات رسمية من “المجلس المحلي في عفرين” ومن الوالي التركي.
يُذكر أنه ضمن هذه الضاحية افتتحت قرية “كويت الرحمة” بتاريخ 30-08-2021م التي تضم /380/ شقة سكنية ومسجد ومدرسة ومستوصف ومعهد لتحفيظ القرآن وسوق تجاري، وذلك لتوطين المستقدمين وتمليكهم.
وذلك في سياق خطة ممنهجة لبناء قرى استيطانية نموذجية في المنطقة وإحداث تغيير ديمغرافي مستدام ضد أهاليها وسكّانها الأصليين الكُرد.
= منع معرضٍ عن الزواج المبكر:
بتاريخ 02-03-2022م، قامت ميليشيات “غرفة عزم” بإلغاء معرض “لوحات فنية” الذي أعدّته منظمة “صوت امرأة- women’s voice initiative” تحت عنوان “بعدني صغيرة- لا للزواج المبكر” ودعت لحضوره بين 2-4 آذار الجاري في “الصالة الشبابية” فوق “فرن أبو عماد” بمدينة عفرين، والذي كان يهدف إلى “التوعية بمخاطر الزواج المبكر وتجسيد آثارها النفسية والجسدية والاجتماعية” حسب المنظمة، وذلك بناءً على دعوةٍ من دائرة الإفتاء في عفرين التي تشرف عليها “وقف ديانت التركي” بشكلٍ مباشر، والتي أوضحت في بيان لها بتاريخ 03-03-2022م أنّ هكذا أنشطة “تهدف لنشر أفكار وآراء بعيدة كل البعد عن ديننا وأخلاقنا وأعرافنا…” وأنها “دعوة تبشيرية” تؤثر سلباً على المجتمع، وأهابت بالجهات المسؤولة لإيقاف عمل هكذا منظمة؛ ومصادر محلية أضافت أن الفنانين المشاركين في المعرض والقائمين عليه تلقوا تهديدات من مسلًحين ونشطاء متطرفين، حيث طالبت “الشبكة الشبابية السورية” المستضيفة للمعرض الجهات المسؤولة بحماية وسلامة أعضائها.
بينما في ذات التاريخ 3 آذار، أقامت “كلية التربية في عفرين/جامعة غازي عنتاب” ندوةً بعنوان “الزواج بين العلم والإعلام والغرب”، ألقى فيها ثلاثة محاضرين أفكارهم وزودت بمداخلات من الحضور، مدّعين أنّ الإعلام الغربي يحاول “تحريف الزواج عن مقصده ومفهومه الشرعي” وأنّ “الزواج لا يحدد بعمرٍ معين”، وهناك “دور مشبوه لبعض المنظمات في إدخال مفاهيم مغلوطة عن الزواج وتقييده بعمر معين من خلال عناوين جذابة تدغدغ المشاعر لمنع بناء الأسرة على أسس سليمة وتشجيع العلاقات غير الشرعية”، حسب صفحة الكليّة.
يأتي منع المعرّض في سياق انتشار حركة دينية متشددة واستمرار أنشطتها المختلفة، إذ تم افتتاح روضة براعم الجنة “العدد 20 في جنديرس و 21 في عفرين” بحضور وفدٍ ديني تركي رسمي في الشهر الفائت على سبيل المثال لا الحصر، وقد زار “أحمد سونيتشي” رئيس قسم الهجرة وخدمات الدعم المعنوية في رئاسة الشؤون الدينية التركية بتاريخ 4 آذار الجاري مرافق دينية في مدينة عفرين للوقوف على أوضاعها وسبل دعمها؛ بحيث يكون في كل قرية مهما كانت صغيرة مسجد ومعهد لتحفيظ القرآن وغيره من مؤسسات دينية، مع إقامة دورات ومحاضرات متتالية وتكريم طلاّبها وتحفيزهم.
ويُذكر أن ظاهرة الزواج المبكّر وتعدد الزوجات منتشرة بشكلٍ واسع بين المستقدمين في المنطقة، وهي غير مألوفة في المجتمع المحلي/السكّان ألأصليين، خاصةً وأنّ الإدارة الذاتية السابقة قد منعت زواج الفتيات دون سن ال/18/ وتعدد الزوجات بشكلٍ صارم.
= قطع غابات:
بالمقارنة بين صورتين التقطتا من قبل غوغل إيرث لغابة طبيعية بقرية “مست عشورا”- مابتا/معبطلي وبمساحة تقديرية /21/ هكتار، في (تموز 2018م قبل القطع، آب 2020م بعد الاحتلال والقطع)، نجد أنّ نسبة القطع تصل إلى 80%.
وبين صورتين لغابة طبيعية جنوب قرية “كاخريه”- مابتا/معبطلي وبمساحة تقديرية /46/ هكتار، في (تموز 2017م قبل الاحتلال والقطع، آب 2020م بعد الاحتلال والقطع)، نجد أنّ نسبة القطع تصل إلى 50%.
وباعتبار أن القطع مستمر من التاريخ الثاني إلى الآن (أكثر من عامين ونصف)، تكون الغابتان قد أبيدتا بشكلٍ شبه تام.
= انتهاكات أخرى:
– بعد العدوان على المنطقة واحتلالها، واستهداف أغلب محطات ضخ مياه الشرب بالقصف والسرقات الواسعة، تدنت مستوى خدمات تلك البنية التحتية، فواجه السكّان مصاعب كبيرة وتكاليف مالية إضافية؛ ورغم مساهمة جمعيات في إعادة تجهيز وتشغيل بعضها لفترات متقطعة، لكنّها تعرّضت للسرقات مجدداً أو الاستغلال من قبل الميليشيات؛ من بينها محطة قرية “ماراته” التي سرقت منها عناصر “فرقة الحمزات” كوابلها الكهربائية وبعض تجهيزاتها بعد توقف الجمعية عن دعمها، فخرجت عن الخدمة منذ حوالي سبعة أشهر.
إنّ تلك المشاريع السكنية تخرج من إطارها الإنساني إلى فضاء الجريمة ضد مكونٍ أساسي من مكونات سوريا، ما دامت تؤدي إلى إحداث تغيير ديمغرافي ضد وجود ودور أهالي المنطقة.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]