#مؤيد عبد الستار#
نظرة في كتاب : قبيلة كه لﮪر في زمن المشروطية
والكتاب في الاصل باللغة الفارسية للكاتب الايراني علي ره زا كوده رزي ، ترجمه الى اللغة الكردية السيد فاضل محمد اكبر بعنوان : ئيلي كه لهر له سه رده مي مه شروتييه ت .
والمشروطية حركة تدعو الى الالتزام بالدستور ظهرت اواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين في تركيا ، أجبرت السلطان عبد الحميد الثاني على الالتزام بالدستور عام 1908 م .وتطورت الاحداث الى ثورة قادتها جمعية الاتحاد والترقي أدت الى استقالة السلطان عبد الحميد الثاني .
وفي ايران التي كانت تحت حكم الشاه محمد علي القاجاري ، اشتدت المطالبة بالدستور ايضا، فالمشروطية هي شروط او مواد الدستور الذي يحكم البلاد بدلا من سلطة الشاه المطلقة ودخلت مرجعية النجف على هذه الحركة بسبب مطالبة الناس برأي المرجعية في المشروطية ، فانقسمت المرجعية الى مؤيدة لتطبيق الدستور وهي التي قادها محمد كاظم الخراساني ، ورافضة لها ومؤيدة لسلطة الحاكم المطلق برئاسة المرجع محمد كاظم اليزدي ، فحدثت اضطرابات في ايران أدت الى صدور الدستور الايراني عام 1907م .
ومن مفارقات المشروطية في ايران ، ماحدث لتجار البازار ، فمن تقاليد ايران ان المحتجين يلجأون الى مسجد او مقام رفيع مقدس فلا تهاجمهم السلطات ما داموا معتصمين فيه ، وكان ان تعرض بعض التجار الى الظلم وفرضت السلطات عليهم ضريبة عاليه ، فتوجهوا الى أحد المساجد ليعتصموا فيه احتجاجا ، ولكن امام المسجد لم يسمح لهم بالبقاء في المسجد وطردهم فتوجهوا الى القنصلية البريطانية واعتصموا هناك ، وما لبث ان التحق بهم جمع كبير فنصبوا لهم الخيام داخل حديقة القنصلية البريطانية ، وشجعتهم زوجة القنصل البريطاني على تشديد مطالبهم ورفع سقفها الى المطالبة بالعدالة وانهاء سلطة الشاه .
كما حدث مثل ذلك في كربلاء في زمن الدعوة الى المشروطية اذ اعتصم عدد من التجار في احدى الساحات ولكن السلطات الحاكمة انذرتهم وطلبت اليهم انهاء احتجاجهم وامهلتهم اسبوعا واحدا ، فحاولوا الاعتصام في القنصلية البريطانية ولكنها لم تفتح لهم الابواب ، فهاجمتهم الشرطة و فتحت عليهم النار وقتلت ما يزيد على سبعين معتصما فانفرط عقدهم وولوا فرارا .
يدرس الكاتب أحوال قبيلة كلهور الكردية في حقبة زمنية محددة خلال حركة المشروطية التي عرفت كحركة دستورية عام 1905 في ايران .
يشمل الكتاب عدة فصول منها فصل خاص بتسمية القبيلة ومعنى كلمة كلهور، فيقول انها تتألف من كلمتين كه ل + هور وتلفظ كلهور ، و كلهر و كه لر، وهي تعني :
كه ل من كلمة كه له اشارة الى رأس الظبي ، وهو رمز النشاط والذكاء والسرعة . أما كلمة هور فهي في القاموس الفارسي تعني شمس منقولة من خور ، خورشيد.
وفي الفصل الثالث ص 98 يتناول المشروطية ومحمد علي شاه ، يذكر فيه تأثير الثورة الفرنسية على ايران وانها كانت احد الاسباب في المطالبة بالدستور وذلك بسبب زيارات البلاط الشاهنشاهي الى باريس وكذلك زيارة المثقفين الى فرنسا ما ساهم في نشر الوعي بالحقوق السياسية ورفض سلطة الشاه المطلقة . كما يذكر تأثير زيارة المفكر جمال الدين الاسدابادي المعروف بجمال الدين الافغاني ، الذي ساهم في مقاومة الاستبداد .
ومن فصول الكتاب فصل بعنوان : كرماشان في عصر المشروطية يتناول فيه الاضطرابات التي حدثت في كرماشان، ودور سالار الدولة في تلك الاحداث* .
انتفاضة سالار الدولة
هو ابو الفتح المعروف ب سالار الدولة ، الابن الثالث لمظفر الدين شاه القاجاري ، ولد في تبريز وتعلم فيها وخدم في الجيش القاجاري برتبة عميد ( سبهدار ) ثم عين سكرتيرا لحاكم كرماشان حسام الملك عام 1898 م .
كان طامعا في استلام الحكم ، لذلك عمل على كسب ود القبائل الكردية .
بعد سلسلة من الاحداث والتمرد قام عام 1911 بطرد جميع موظفي الحكومة والدعوة الى عودة الشاه المخلوع محمد على القاجاري مما تسبب في اشتداد النزاع بين القبائل الكردية والسلطات الحكومية .
واتفقتت الحكومة مع القبائل البختيارية على محاربة سالار الدولة الذي تحالف مع قبيلة الكلهر ولكنه خسر المعركة وتوجه الى بشتكوه في حماية قبائل اللور.(1)
وفي تشرين الاول عام 1912 قرر الزحف نحو العاصمة طهران ولكنه لم يفلح في استلام السلطة فتوجه نحو مازندران وبدأ البحث عن حلول سياسية بعد أن فشل في حسم الامور عسكريا .ثم انتقل الى مدينة سنندج الكردية في ايران واضطر الى اللجوء للقنصلية الروسية .
تم الاتفاق معه اخيرا - بناء على وساطة روسيا القيصرية -على الاقامة في سويسرا مقابل حصولة على مرتب شهري قدره 8000 تومان .
* راجع حركة ابو الفتح ميرزا سالار الدولة 1911-1913 للباحث د. أحمد عبد العلاق . دورية كان التاريخية العدد الثالث والعشرون ، مارس 2014 www.kanhistorique.org
(1) اللور : اسم يطلق على مجموعة من القبائل الكردية التي تستوطن جبال بيشتكوه ، ومن تلك القبائل : اللك ، الممسني ، البختيارية ،الكهكيلوية ، كَله دار ، ومجاميع وعشائر اخرى كثيرة ، ينتشرون في مناطق شاسعة تمتد من كرماشان الى اطراف بوشهر . ولهم مواطن كثيرة في مختلف مناطق ايران والعراق.
ينظر كتاب اللور ، أمان اللهي ، ترجمة سلام برزو، بغداد 2018.[1]