تذخر مقاومة الكرامة في #سري كانيه# بقصص البطولة والفداء، إحداها للمقاتل مظلوم مادورا الذي فقد قدميْه الاثنتين وبقي محاصراً في مشفى روج أثناء الهجوم #الاحتلالي التركي# على المدينة في تشرين الأول عام 2019. ويقول إنه لا يزال يملك يدين تستطيعان حمل السلاح.
لكل حرب حصيلة، ولشمال وشرق سوريا في حربها ضد المرتزقة والاحتلال أكثر من 11 ألف شهيد، و25 ألف جريح.
وقد دوّن مقاتلوها أثناء مقاومتهم ودفاعهم عن شعبهم وأرضهم قصصاً بطولية ملحمية، منهم مَن قدم روحه فداء لهذه الأرض المقدسة، ومنهم مَن فقد أجزاءً من جسده لإعاقة العدو ومنعه من إبادة شعبه.
في ملحمة جديدة من الفداء والمقاومة، سطرت قوات سوريا الديمقراطية، مقاومة منقطعة النظير ضد جيش الاحتلال التركي، ثاني أقوى قوة في حلف الشمال الأطلسي (الناتو) الذي هاجم مدينة سري كانيه ومقاطعة #كري سبي#/ تل أبيض في 9 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2019، مدججاً بطيرانه القاتل ومختلف أنواع الأسلحة المتطورة والحديثة.
وقوبل بمقاتلين لا يمتلكون سوى أسلحتهم الخفيفة، لكنهم تحلوا بروح المقاومة والفداء، لذلك أطلق اسم مقاومة الكرامة على مقاومة هؤلاء المقاتلين في سري كانيه.
مظلوم مادورا، أحد المقاتلين الذين شاركوا في مقاومة الكرامة بمدينة سري كانيه.
انضم مادورا إلى صفوف وحدات حماية الشعب عام 2014، وشارك في جميع الحملات العسكرية لتحرير مناطق شمال وشرق سوريا من احتلال داعش، وأصيب خلال حملة تحرير مدينة الرقة عام 2017، لكنه أبى الانكفاء وتابع مسيرته النضالية حتى تحرير آخر معاقل مرتزقة داعش في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، في آذار عام 2019.
وعندما شن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته هجماتهم الاحتلالية على منطقة سري كانيه ومقاطعة كري سبي في 9 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019، توجّه مظلوم مادورا مع رفاقه إلى سري كانيه للدفاع عنها.
يقول عن ذلك اتخذنا، نحن المقاتلون، تدابيرنا وتمركزنا في نقاطنا للدفاع عن المنطقة، لكن هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته كانت وحشية، استخدموا خلالها الطائرات والمسيّرات والأسلحة الثقيلة، كما استخدموا الأسلحة المحرمة دولياً، ليس ضدنا فحسب، بل ضد المواطنين العزّل أيضاً.
واستخدمت دولة الاحتلال التركي الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ضد الأهالي في سري كانيه بتاريخ 13 تشرين الأول 2019، وكان الطفل محمد حميد البالغ من العمر (13 عاماً)، الذي احترق جسده بشدة بمادة الفوسفور الأبيض، خير دليل.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية آنذاك، إنها سوف تحقق في الحادثة، إلا أن دولة الاحتلال أعاقت إجراء التحقيق، وبهذا الشكل تمت التغطية على جرائم دولة الاحتلال التركي على الرغم من الأدلة الدامغة.
'واجهنا الأسلحة الحديثة بالروح الرفاقية والفدائية'
عن ما عايشه مظلوم مادورا، أثناء الهجوم الاحتلالي التركي، قال واجهنا تلك الأسلحة والهجمات الوحشية بأسلحتنا الخفيفة وبمقاومة كبيرة وبروحنا الرفاقية. الرفاقية التي كنا نتحلى بها كانت تشجعنا على المقاومة والنصر، اخترنا المقاومة، وكلمتنا الأخيرة كانت الدفاع عن المنطقة وعدم تركها للمحتل ومرتزقته.
وتطرق خلال حديثه، إلى تضحيات رفاقه في الجبهات هناك أمثلة كثيرة وحية عن الروح التي كان يتحلى بها رفاقنا، فبعضهم كانوا يصابون بشظايا في أجسادهم، وعلى الرغم من حالاتهم الحرجة، إلا أنهم يعودون إلى القتال. كل هذا يدل على الإصرار والروح الفدائية التي كان يتحلى بها رفاقنا.
'لم يحترموا قوانين الحرب كانوا يحاولون إبادة الجرحى أيضاً'
أصيب المقاتل مظلوم مادورا في اليوم التاسع من مقاومة الكرامة في مدينة سري كانيه، وسرد تفاصيل إصابته في اليوم التاسع من وجودنا في مدينة سري كانيه كانت الساعة تقارب العاشرة صباحاً، استُهدِفنا من قبل طائرة مسيّرة، كنا خمسة رفاق، حينها تمكن رفاقنا من إسعافنا إلى مشفى روج بمدينة سري كانيه، مكثنا في المشفى لمدة ثلاثة أيام، لم نستطع الخروج منها؛ كوننا كنا محاصرين من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، ونتلقى العلاج بالإمكانات المتوفرة.
ومضى مادورا في حديثه بالقول كنت قد فقدت قدميّ، كان هناك العديد من المصابين برفقتي ومنهم من فقد أجزاءً من جسده مثلي، وعلى الرغم من كل ذلك لم يحترم الاحتلال التركي قوانين الحرب والإنسانية، واستهدف المشفى بشكل مباشر، كان يريد إبادتنا.
'ما زال بمقدور اليد حمل السلاح للدفاع عن هذه الأرض'
على الرغم من فقدانه لقدميْه، إلا أنه مفعم بروح المقاومة والتحدي نعم لقد فقدت قدميْ الاثنتين، لكن ما تزال يداي قادرتان على حمل السلاح، وزاد نحن جاهزون لمواجهة أعدائنا، وتحرير مناطقنا.
'على الشبان حمل السلاح'
في ختام حديثه، وجّه مظلوم مادورا رسالة إلى شبيبة شمال وشرق سوريا وبشكل خاص المهاجرين منهم، وقال على الرغم من كل ما قدمناه من أجل هذه الأرض، نرى أن هناك من يتخلى عنها ويتوجّه إلى بلاد أخرى، على هؤلاء العودة إلى ديارهم والدفاع عن مقدساتها، كما على الشبيبة حمل السلاح والانخراط في صفوف قواتنا.
(م ح)
ANHA
[1]