قام السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان يرافقه وفد رفيع من حكومة اقليم كوردستان مؤخراَ بزيارة الى تركيا و التقى سيادته خلالها كلاً من رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و وزير الخارجية، زيارة رئيس اقليم كوردستان هذه وفي هذه الظروف لها دلالات و معانٍ و ابعاد مختلفة، وتثبت أن علاقات الأقليم و تركيا ينبغي أنّ يًنظر اليها من زاوية ستراتيجية ، وللحديث عن هذا الجانب كان لكولان هذا اللقاء مع السيد سعات كينكلي اوغلو وهو احد السياسيين البارزين في تركيا و قد اصبح عضواً في البرلمان التركي عام 2007 عن قائمة حزب العدالة و التنمية و عضواَ قيادياً في الحزب عام 2009 و حتى 2012، و يشغل الآن منصب المدير التنفيذي للمركز الستراتيجي في انقرة.
ترجمة/ بهاءالدين جلال
قام السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان يرافقه وفد رفيع من حكومة اقليم كوردستان مؤخراَ بزيارة الى تركيا و التقى سيادته خلالها كلاً من رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و وزير الخارجية، زيارة رئيس اقليم كوردستان هذه وفي هذه الظروف لها دلالات و معانٍ و ابعاد مختلفة، وتثبت أن علاقات الأقليم و تركيا ينبغي أنّ يًنظر اليها من زاوية ستراتيجية ، وللحديث عن هذا الجانب كان لكولان هذا اللقاء مع السيد سعات كينكلي اوغلو وهو احد السياسيين البارزين في تركيا و قد اصبح عضواً في البرلمان التركي عام 2007 عن قائمة حزب العدالة و التنمية و عضواَ قيادياً في الحزب عام 2009 و حتى 2012، و يشغل الآن منصب المدير التنفيذي للمركز الستراتيجي في انقرة.
* زار الرئيس البارزاني تركيا و التقى الرئيس التركي عبدالله كويل و رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان، وكانت لهذه الزيارة نتائج مهمة، ماهي قراءتكم و تفسيركم للزيارة؟
- في البداية اعتقد أن زيارة الرئيس البارزاني الى تركيا كانت مهمة للغاية، وذلك باعتبار ان الأوضاع في المنطقة هشة و متوترة، وبالأخص بعد استباحة قوات داعش مدينة الموصل حيث ادت الى المزيد من عدم الأستقرار الأمني بالنسبة الى جميع الجهات، اذاً انه من الضروري أنْ تواصل السلطات الكوردية مباحثاتها عن كثب، و كما تعلمون سوف يجري الحديث خلال اللقاءات بشأن الجانب الأقتصادي و خاصة مسألة النفط في اقليم كوردستان.
* لم يبق في الوقت الحاضر فاصل حدودي مع العراق، وانّ هناك نحو 1050 كيلومتر مع داعش، وهذا ادى الى فصل دولة تركيا عن داعش، السؤال هو: الى أي حد تركيا مستعدة لمساعدة اقليم كوردستان لدرء مخاطر الأرهاب عن حدودها؟
* المعروف أنّ تركيا لها مصالح كبيرة في ابعاد تهديدات تركيا عن اراضيها، لأنها تكفيها كل هذه المشكلات التي تأتي من الحدود السورية ، وآخر شىء نحتاجه هو عبور المشكلة الينا من الحدود العراقية، ولكن علينا النظر الى العلاقات بين الأقليم و تركيا من زاوية شمولية و ستراتيجية، كما اننا نرفض وجود الأنشطة الأرهابية و البربرية على حدودنا، بغض النظر عن وجود الحدود مع كوردستان، لأنّ ذلك سوف يُحرج اخواننا الكورد الى حد كبير و يعتبر تهديداَ مشتركاً و يحتاج ايضاً الى حلول مشتركة.
* يصدّر اقليم كوردستان نفطه عبر الأراضي التركية و ينوي الآن اضافة انابيب نفط كركوك الى انابيبه و يخطط ايضاً لزيادة صادراته بحيث تصل الى مليون برميل في اليوم، ما اهمية تركيا في هذه المعادلة؟
- هذه لها اهمية، لأنّ الأوضاع الراهنة في جنوب العراق لايمكن الأعتماد عليها، ومن اجل تصدير النفط من جنوب العراق فإن الأختيار الأول هو التصدير عبر تركيا، و لكن اود التأكيد على انّ ما يهم تركيا من مصالح هو المحافظة على حقوق و مصالح المواطنين التركمان لأن لدى تركيا حساسية قوية بشان التركمان، و اظن انه يجوز انْ تعمل تركيا مع اقليم كوردستان ولكن المهم هو المحافظة على الحقوق الثقافية للأخوة التركمان، و قد بدأت اولى الشحنات المصدرة لنفط الأقليم عبر تركيا، و بالتأكيد هناك بعض المسائل القانونية و بعض التعقيدات بين بغداد و انقرة، ولكن بغداد و انقرة و اربيل تراقب الأوضاع عن كثب، وعلينا الأنتظار حول ما يمكن انْ تؤثر داعش على وحدة الأراضي العراقية و كذلك على وحدة الصفوف السياسية، و اعتقد اننا في الوقت الحاضر نعيش لحظات ينبغي انْ نراقب فيها التطورات، ومن ثم صياغة ستراتيجية عمل وفق تلك التطورات.
* اعلن وزير الخارجية التركي داود اوغلو ان بلاده ارادت مساعدة المالكي، ولكن الأخير اعتبرها تدخلاً في شؤون العراق الداخلية، اذاً فإنّ تدهور الأوضاع الراهنة كلها تعود للسياسة الفاشلة للمالكي، ما ادى الى الفشل العام لوجود العراق على الخارطة، و بروز دولة اسلامية، نتسائل الى أي حد يمكن لتركيا أنْ تدعم و تؤيد دولة امر واقع المستقلة في كوردستان؟
- دعم تركيا لأقليم كوردستان يعود لسنوات عدة، ولكن كما اشرتُ اليه فإن تركيا تراقب الأوضاع عن كثب، و الواضح أنّه من الصعب التعامل مع المالكي و حكومته، و لكن لا اعتقد ان انقرة تريد تفكك العراق، المهم هو استقالة المالكي و الأبتعاد عن الحكم، ومن ثم تشكيل حكومة تعددية، ولكن في حال عدم تحقيق ذلك، فإنّ تركيا سوف تراقب التطورات على ارض الواقع وبعده تقرر اتخاذ الموقف الرسمي، ولكن بغض النظر عن ما يصل اليه العراق ككيان سياسي، فإنّ علاقات تركيا مع اقليم كوردستان سوف تتطور باستمرار.
* هل بأستطاعة العراق العودة الى اوضاع ماقبل احداث الموصل؟
- هذا صعب للغاية، ولكن في الدبلوماسية، عليك مراقبة الأوضاع عن كثب قبل الأدلاء بأي تصريح معين، بالتاكيد فإن تدخلات امريكا و ايران في الأوضاع الراهنة يمكن أن تؤدي الى مزيد من التوتر، لذا فهي اوضاع حساسة لا ندرك اين ستتجه.
* من الواضح أنّ أية دولة و من بينها امريكا غير مستعدة لأرسال القوات من اجل دحر الدولة الاسلامية في العراق و الشام ( داعش) الموجودة حالياً في العراق و انهاء الأحتلال، الجيش العراقي مفكك الآن و المليشيات ليست لها القدرة في التحكم حتى على بغداد، ولكن القوة العسكرية الوحيدة التي تستطيع مقاتلة داهش هي قوات بيشمركة اقليم كوردستان، الى أي حد تعتبر امريكا و الأعضاء الأخرى في الناتو مستعدة لمساعدة البيشمركة من اجل حماية اقليم كوردستان من تهديدات داعش؟
- لايمكن تحقيق رؤيا مشتركة بين اعضاء الناتو، فإن امريكا تقدم دعمها من منظور وجود عراق موحد، ولكن من المعلوم أنّ التطورات على ارض الواقع مختلفة، اعتقد أنّ ما يمكن رؤيته في الأسابيع و الأشهر القادمة هو الهجمات العكسية ضد داعش، وتتألف القوات من قوى عراقية و ايرانية و قد تشارك فيها امريكا، ولكن من السابق لأوانه الحكم على ما يمكن لهذه الهجمات من تحقيق نتائج ايجابية، ولكن لو خرجت الأوضاع عن السيطرة حينذاك تتفاقم الأمور و الأحداث و لايمكن حتى لبغداد الدفاع عن نفسها، وعندها قد تقوم امريكا و دول أخرى من الناتو بالدفاع عن اقليم كوردستان، ولكن امريكا ترغب في استمرار سياسة تبقي على العراق الموحد.
* هذا يعني أنّ تركيا لاتريد انْ تظهر كأنها تشارك في تقسيم العراق، و لكن في حال اعلنت كوردستان استقلالها ، فإنها سوف تقدم لها مزيد من الدعم الواضح؟
- اذا اعلن اقليم كوردستان استقلاله، لا نعلم ماذا سيكون الموقف التركي الرسمي ازاء ذلك، ولكن اعتقد أنّ هناك اشخاصاً قلقون جداً من انْ يظهروا كأنهم مشاركون في تفكك دولة جارة، و قد تحذو تركيا حذو الدول الأخرى.
* الا من الأفضل أنْ تبقى كوردستان جارة لتركيا حيث تربطهما علاقات وثيقة و خاصة من النواحي الأقتصادية و الطاقة؟
- لاشك أنّني غير قريب رسمياً من الحكومة، ولهذا لا ادري بماذا يفكر المسؤولون، قد يكون لديهم رأي مختلف، ولكن بتقديري فأنهم يتخذون موقفاً حذراً، وهذا يتوقف كلياً على تطورات الأحداث على ارض الواقع، و ما يمكن ان تفعله امريكا و بغداد و داعش في الأسابيع و الأشهر القادمة.[1]