بقلم: الشاعر رمزي عقراوي - 21-04-2017
صفحات مطوية من حياة الشاعر الكوردي العملاق
(أحمد نالبند 1892=1963كوردستان – العراق)
دراسة أدبية وثائقية بقلم الشاعر رمزي عقراوي – كوردستان -
== أحمد امين مخلص نالبند (نَعَلْبَنْد) يعتبر من اعظم واشهرشعراء الكورد المعاصرين خلال القرن العشرين في منطقة بادينان بكوردستان – العراق وهو عالم وفقيه ومتصوف إسلامي 0 عاش ومات (منتحرا ميؤوساً من حياة الفقر والذل) في زمن ليس زمانه وفي مكان أيضا هو ليس مكانه الصحيح – حيث كان يعتبرمن المعجزات (في حينه أي في القرن الماضي) مَن كان يطلبُ زوجة فاضلة وملابس لائقة وينتعل حذاءا بسيطا ويأكل ثلاث وجبات أكل في اليوم الواحد ؟؟؟
= أصل شاعرنا من مدينة العمادية (ئاميدی) التابعة لمحافظة دهوك – كان له خمسة أشقاء وأختين أثنتين – ولد سنة (1892
في ناحية 0 بامرنی0 التابعة أيضا لمحافظة دهوك والقريبة لقضاء العِمادية – وقد تعلّم قراءة القرآن الكريم علی يد والدته (فاطمة)
وعمره ست سنوات كما أنه درس كتب الشريعة الإسلامية المختلفة
لمدة سنتين في بامرنی وبعدها سافر الی العمادية ليدرس في مدرستها المشهورة (قوبهان) مدة سنة واحدة فقط وبعدها رجع الی بامرنی حيث بقي سنة واحدة وسافر بعدها الی مدينة زاخو ليدرس
هناك سنة واحدة كما رجع أيضا الی مدينته بامرنی وبعد ذلك سافر الی محافظة دهوك (ووقتها طبعا لم تكن محافظة) ليدرس هنا مدة
ثلاث سنوات وفي سنة 1333للهجرة سافر الی قرية 0 بيدوهی 0
التي تقع في منطقة برواري بالا وهكاري وبادينان حيث اكمل دراسته العلمية الإسلامية علی الطريقة القديمة والمشهورة جدا في حينها في الوقت الذي لم تكن المدارس النظامية المعروفة اڵان متوفرة أو منتشرة في القری والمدن الكوردية وغيرها ؟ علی يد الشيخ
(محمد بارسای) ابن الشيخ طه المائي لمدة سنتين وبعد ان توفي شيخه هذا سنة 1335 للهجرة أصبح هو (شيخ الطريقة في القرية)
كما قام بتدريس تلاميذه العلوم الشرعية ويخدم أسرة أستاذه الراحل
سنة 1924حين هجمت قوات الأنكليز(وكانت قد احتلت العراق بأكمله حينذاك ووصلت الی أقصی الشمال العراقي) بمرافقة ودعم من قوات الليفي التي كانت قد شكّلتها (وهي ميليشيات مسيحية تعيش في الجبال المجاورة من الاثوريين والذين يسمون اليوم أنفسهم باڵاشوريين) هذه القری والمناطق الكوردية المتاخمة للحدود العراقية التركية في اقصی الشمال حيث احرقوها ونهبوها وقتلوا الكثير من سكانها اڵامنين
الأبرياءغدرا – وقد أضطر أهاليها الی الرحيل قسرا الی منطقة
(جلی) التركية وتوزعوا علی قراها وقد أصابوا بكوارث ومآس
ومات منهم الكثير من الجوع والمرض والخوف والمصير المجهول من جراء هذه الهجمات الأنتقامية المفتعلة لعدم انصياع الكورد وقبولهم في الإنضمام الی ما يسمی اڵان بدولة العراق – (حيث كان شاعرنا أحدهم) وبعد ذلك رجع الشاعر الراحل أحمد نالبند
الی قرية (رويسی) ضمن الأراضي العراقية وهناك تزوج
من سيدة فاضلة تدعی (فهيما) وهي بنت السيد عثمان خشخاشي
وأصبح شاعرنا صاحب عائلة ورزقه الله بخمسة أطفال وظل هناك مدة (10) سنوات وبعد مدة توفيت زوجته اڵاولی وتزوّج بأخری من نفس القرية تسمی (صافيا) وبعد فترة ما توفيت هي الأخری
وتركت وراءها بنت وحيدة – وقد ساءت أحواله كثيرا وبقي يتحمّل وزر رعاية أولاده لوحده وتوجّه الی قرية (بيكوفا) ليصبح مُلاّها
لسنتين وفي هذه القرية توفي أبنه البكر محمد وأخته الكبيرة (كولبهار) معا وبقيت له أبنتين هما(أسماء) و(آسيا) ليقوم برعايتهما وقدأضطر أخيرا الی ارسالهما الی جدهما من ناحية الأم
(سيدعثمان) في قرية (خشخاشا) كي يقوم هو برعايتهما ويشرف علی تربيتهما كي يتفرغ هوللتدريس والعمل كمُلاّ لنفس القرية هذه
مدة ست سنوات وفيها تزوجت بنتيه بعدها ترك القرية ليُهيم علی وجههِ وينتقل من قرية لقرية ومن مسجد لمسجد لا احد يهتم لأمره أو يساعده في شيء وأصبح كورقة مقطوعة من شجرة
عندها تفرّغ ليجمع أشعاره المتفرقة في القری والأرياف عسی
أن يطبعها في كتاب ليری تعب السنين وحصاد العمر أمام عينيه
قبل ان يواري الثری حسب قوله في أشعاره ؟؟؟
== أحمد مخلص نالبند – كيف أصبح شاعرا ؟
اشعار احمد نالبند تشبه فيلم سينمائي حقيقي مصور عن صدق
حياته اليومية الكئيبة المحزنة وصورة حال عما كان يعيشه في
ظروف سيئة وأحوال مستفزة وانعكاس مرئي لما كان يعانيه
من جوع وفقر وحرمان وظلم وظلام ؟؟
=== وبداية أشعاره تبدأ من سنة 1924- وهي فترة شبابه الطموح ونضوجه وحيويته
واقباله الشديد علی حُب الحياة والناس اجمعين حيث نری قصائده
مفعمة بالعاطفة الجياشة وزاخرة بالأحاسيس النبيلة وبالغزل العذري والرومانسية الرقيقة – يلفها اڵابداع الثري والعطاء
المثمر وملئ باڵامال الواسعة والطموحات المفرطة ---!!!
=== عندما كان شاعرنا يعمل مساعدا لشيخه في نشر الطريقة الصوفية النقشبندية القادرية في القری واڵارياف وضبط المريدين
والدراويش في المنطقة الكوردية تعلّق قلبه بفتاة رائعة الحُسن والجَمال في قرية (دشتانی) وكان اسمها (أمينة) بنت- مرعان
دشتاني – ومن خلال اطلاعنا العميق علی اشعاره في تلك الفترة الحاسمة من حياته تبيَّن لنا أن شاعرنا قد أصبح مجنونا مولَّها ومغرما بهذه الفتاة التي أنشد لها اجمل واحلی وارق اشعاره الغزلية
ولكن يبدو لنا أيضا ان هذا الحب والهيام لم يُكتَب له النجاح حيث كان هناك موانع وعثرات كثيرة في طريق تحقيق هذا الحب العظيم
بين شاعرنا المغرم وفتاته الجميلة الحسناء !!
وبعد ذلك تزوَّج فتاة اسمها(مريم) بنت مير موسی عمر صادق بيدوهی ولكن لم يدم هذا الزواج فطلّقها بيد أن شاعرنا لم يذكر هذه الحادثة في أشعاره وبعد أن توفي شيخه انقطعت صِلاته مع عائلته
وأصبح هناك موانع وصدود بينه وبين ابن شيخه الراحل (عماد الدين) الذي لم يهتم أبدا بأمر تلميذ والده وممسك طريقته ومن هنا
ساءت أحوال (نالبند) كثيرا جدا حيث كان يعتبر نفسه وريثا شرعيا
وأحد أفراد شيخه وطريقته لكسب المريدين والدراويش – وأصبح شاعرنا بلا أي عائل أوعائلة كأي شخص عادي جدا ليس له ذات قيمة تذكر ؟ وليس لديه مورد رزق أو عمل كمُلاّ ---
وفي المراحل الأخيرة من حياته مرَّ بضيق شديد واصابته آلام
مبرحة وشَعَرَ بجوع كافر وحرمان عاطفي شديد وفراغ نفسي قاسٍ جدا – غير مرتاح في حياته اليومية المملة – كونه أصبح وحيدا
منفردا – منعزلا عن الناس – منطويا علی نفسه الحزينة – ليس له بيت أو مكان ينام فيه أويستقر بين جدرانه الأربع كبقية خلق الله !وكما قلنا ماتت زوجاته واحدة بعد أخری كما مات ابنه البكرواخته الكبری وتزوج بنتيه الأخريتين – كل هذا وذاك كانت من الأسباب
والدوافع القوية التي ادّتْ الی ضياعه والعيش المنفلت في البراري
وجنونه المكتسب وانتحاره المأساوي والتراجيدي الغريب ؟؟؟
لأن الفقر والحاجة والتوهان والحرمان العاطفي وتعطشه الشديد للجنس كأي انسان وحرمانه منه لسنوات طويلة جدا وتراكم المصائب والمآسي والكوارث عليه بمرور الأيام والأشهروالسنين
المتوالية شيئا فشيئا وقد أصبح في قاع المجتمع ليس له أي أهمية
كانسان ضمن اهتمام افراد ذلك المجتمع المتخلف الذي عايشه وعاشه – لم يهتم بأمره الناس والمحيطين به حيث كانوا يهربون منه وينظرون اليه شزرا وبدونية وبعدم عين الأعتبار متنقلا من بيت الی بيت آخر – ملابسه ممزقة ومتسخة لا يغتسل الاّ لماما وجيوبه
فارغة من أي مبلغ يأكل وجبة طعام بسيط جدا وينحرم من وجبات أخری لبقية اليوم – حافي القدمين في ذلك الجو الشتوي القارص
في أعماق الجبال والوديان وقد انقلب عليه وخانوه كل الأصدقاء والأصحاب والمعارف القدامی وكانوا يتهربون من معاشرته ومخالطته ومواجهته أو حتی التقرب منه أو الحديث معه !!!
= رويدا رويدا انهارت أحلامه وذبُلت طموحاته وسقطت كأوراق الخريف في العون والمساعدة من قِبل أفراد مجتمعه الذين كانوا
قبل ذلك يُشجعونه علی المضي قدُما في العطاء وانشاد الأشعار لهم
وأصبحت مجرد أحلام وكوابيس مظلمة بل حياة ظالمة – وقد كان
جميعهم مستعدين لمساعدته علی طبع ديوانه الشعري متی ما أراد
وحين جدَّ الجد كلهم قلبوا له ظهر المجن – ولم يبق أي شخص في محيطه لم يطلب منه نالبند المساعدة والعون من اجل طبع ديوانه الشعري هذا ولكن لاحياة بل لا حياء لمَن تُنادي ؟؟؟
حتی أنه أخيرا أقدم علی الأستجداء تارة وباسم الزكاة تارة أخری
كي يجمع تكاليف الطبع ولكن أبدا أبدا لم يحصل علی أي شيء!!
وقد توقّف عنده الزمن نهائيا وأصبح الناس كالأصنام والتماثيل لا
روح ولا نفَس فيها أبدا !!
== كان شاعرنا المظلوم نالبند يشكو من الزمن الغدار – ومن الناس الجهلاء والأصحاب والأصدقاء الذين واعدوه بطبع أشعاره
ولكن لاجدوی – كان كل أمله في الحياة هو أن يطبع أشعاره ليراها في حياته في مجموعة محترمة كي يطلع عليها الناس !
= حيث كان نالبند يعتبر نفسه شاعرا كورديا مناضلا وأصيلا
وفريدا من نوعه في المنطقة (وهو بالفعل كذلك) وكان يأمل
من أي واحد من بني جِلدته الكورد يكون صاحب غيرة قومية أوانسانية بمد يد العون والمساعدة في هذا السبيل - ولكن ؟؟؟
(أنا راحلٌ مع آلامي وآهاتي = وقد تركتُ جروحي ومآساتي ؟!)
(لم أجِدْ في حياتي صاحب ذرّة غيرةٍ او ضميرٍ من أصحابي وخلاّني = وقد ترقرقتِ الدموعُ من عيني وبكائي من ورائي ؟؟)
===================
000 عندما آنبثقت ثورة أيلول عام 1961في كوردستان- العراق
رجع شاعرنا المظلوم نالبند من جولاته وتسكعاته في القری والأرياف الی قريته الأصلية (خشخاشا) في منطقة برواري بالا
حيث استقر هناك ثانية كون ابنتيه أيضا تسكنان نفس القرية علّ و
عسی أن يتخلّص من حياته البوهيمية الصعبة – حينذاك وصل
الزعيم الكوردي الخالد المُلاّ مصطفی البارزاني قائد الثورة التحررية الكوردية الی المنطقة وقد أفرح شاعرنا كثيرا جدا بهذا الخبروالقدوم لعلّ وعسی أن يلتقي مع البارزاني كي يُساعده في طبع ديوانه الشعري ورغم كل محاولاته المبذولة لهذا الغرض لم تأتِ بنتيجة تُذكر حيث لم يستطع شاعرنا المنكوب أن يلتق به ؟؟؟ ولهذا ارسل اليه هذا المقطع المترجم نثرا ضمن رسالة 0
(أنا مُلاّ العِمادية شاعرْ = أنا المطرُ الذي أمطرَ علی كوردستان
ولكن آهٍ – وألفُ آهٍ ليس لي أهمية = رغم أنَّ الدُّرَ واللالئُ تكمنُ في قلبي ؟؟؟ أتجوّلُ هائما في الشوارع لكسرةِ خبزٍ تسدُّ جوعي !!!
بينما اڵاخرون مُتخَمون من كثرةِ الأكلِ ؟؟؟
من أجلِ أنْ أطبعَ أشعاري ونشرِها كل حياتي قضيتُها في الإستجداء لكن دون جدوی ؟؟؟)
== من سخريات القدر حتی هذه الرسالة لم تصل الی البارزاني
في حينها – وحين علِم بذلك شاعرنا المنكود الحظ أن امله في هذا السبيل قد آنقطع نهائيا أيضا اكتملت جوانب ومسببات انهياره الفظيع وجنونه الهستيري الظالم !!!
=============================
== يقول الأستاذ المرحوم طه مائي جامع ومُحقق (الأعمال الكاملة لأشعار أحمد مخلص نالبند- عام 1998) بأجزائه الخمسة في ص 28 من الجزء الأول (جاءني أحمد مخلص الی بيتنا مصطحبا معه مخطوطاته الشعرية وسلّمها لأخي – محمد –
قائلا له = لقد آنقطعتْ كل آمالي في الحياة وكل طموحاتي في
طبع أشعاري وكوني قد عِشتُ في كنفكم ولي ثقة مطلقة بجنابكم
وآعتبِرُ نفسي واحدا من عائلتكم الكريمة لو سمحتم بذلك ! عندما
يرجع اخوك- طه- الی البيت قُل له أنه من ورثتي وهذه المخطوطات الشعرية تكون له سواء ينشرها في المستقبل أو يُريد
حرقَها ؟؟؟ وهناك تسعة دفاتر مملوءة بأشعاري في زاخو سأبعثها
هي الأخری اليه أيضا --- وبعد كل ذلك آنتهی أمره بالجنون ؟؟؟
والضياع الأبدي وقد كان لديه خنجر يحده ليل نهار ويلتهي به وحينما يراه الناس ويسألونه عما سيفعل بهذا الخنجر ؟؟؟ كان
جوابه 000 سوف تَرَوْن ؟؟؟)
================================
((الموت التراجيدي ؟؟؟ الأنتحار!!!))
منطقة برواري بالا حالها حال كل المناطق الكوردية في كوردستان – العراق في فترة ستينات القرن الماضي واثناء اشتداد الحركة التحررية الكوردية – كان سكانها يتركون منازلهم في النهار ويتوجهون للإختباء في الكهوف والمغارات في الجبال المجاورة ويرجعون اليها ليلا وذلك بسبب القصف الجوي العشوائي لطيران الجيش العراقي حينذاك للمنطقة --- وفي أواخر
أيام شهر أيلول عام1963 عندما رجع الأهالي الی منازلهم في قرية- خشخاشا- لم يرجع معهم شاعرنا نالبند وقد ظلَّ بالهم نحوه
حيث قاموا يفتشون عنه في كل مكان ظانّينَ أنه تحوَّل الی قرية أخری ومع هذا فلقد ركَّزَ السكان علی المناطق التي كان شاعرنا
يتردد عليها بين حين وآخر في تلك المنطقة المنكوبة --- وفجأة
رأوه عاريا وقد تخلَّص من كافة ملابسه ما عدا السروال الداخلي
فوق هضبة عالية وقد شقَّ بطنه بخنجره المذكور وهو لم يزل ممسكا به بشدة --- حيث وجدوه ميتا (أي منتحرا) !!!
== وهكذا آنتهی بهذا الشكل التراجيدي المفجوع حياة أعظم وأشهر الشعراء الكورد المظلومين في منطقة بادينان في كوردستان- العراق بعد أن قضی في هذه الحياة البائسة جدا
(71)عاما من الجوع والحرمان والإهمال والألم والشكوی والفقر
والضياع وعدم الوفاء من قِبل الأصحاب والخلاّن والأصدقاء !!
================================
== متی بدأ نالبند بكتابة الشعر ؟ وكم هو عدد القصائد المنسوبة اليه ؟؟ وما هي المواضيع التي تطرق اليها شاعرنا المظلوم ؟؟
بعدما استطلعنا الكثير من اڵاراء وآستأنسنا بقراءة أشعاره المتعددة
تبيَّن لنا عندما كان شاعرنا يعيش في قرية – بيدوهی- حينها كان
يعشق فتاة جميلة جدا من قرية –دشتانی- اسمها (أمينة) تلك كانت ملهمته ومفتاحه للولوج في ميدان الشعر بأوسع أبوابه – علما أن
لدی الشاعر (704) قصائد وكانت اهتماماته تنحصر في هذه الميادين 1= في العتاب 2= في الغزل 3= في الوصف4= في الأحداث 5= في المديح 6= في الهجاء 7= في الأجتماع 8=
في الوطنية 9= في المناجاة 10= في الدين 11= في التصوف 12= في الرثاء 13= في الهزل 14= في السجال(المباراة)
15= في التخميس 16= في الأدب المكشوف ؟؟؟ كما ان شاعرنا
نالبند كان يجيد اللغتين العربية والكوردية اجادة تامة مطلقة وكان له المام بسيط باللغة الفارسية --
== وأخيرا فان الشاعر الكوردي العبقري الراحل أحمد مخلص
نالبند كتب (81) قصيدة أصلا باللغة العربية في فترة حياته المحزنة
وتعتبر هذه القصائد أكبر كمية ممكنة من القصائد باللغة العربية
يكتبها شاعر كوردي أولا وهي ليست لغته الأم كما لم يكتبه أي شاعر آخر غير ناطق باللغة العربية ثانيا ؟! وتعتبر هذه الخطوة أو الخاصية فضل كبير له وليس عليه علی اللغة العربية ؟! في ذلك الوقت من ستينات القرن الماضي ---
=== وهذه بعض المقاطع الشعرية المترجمة نثرا من الشاعر احمد نالبند لعلها تُقرِّبهُ الی القراء الكرام -
0 أيها الكوردُ انهضوا من النوم لقد تأخَّرتُم كثيرا= يكفيكم الغمُّ والهمُّ والفقرُ والأستعباد ؟!
0 أيها الكوردي كفاك لقد نُمتَ عميقا = عُمرُكَ ذاك ذهبَ هباءا وسُدیً ؟؟؟
0 أيها الكوردُ استفيقوا = كفاكم نوما وغفوة = أنتم محرومون وبلا أًصدقاء 0 رزقكم كسرة خبزٍ وشربة ماء ؟؟؟ انظروا الی الزمان الأغبر ماذا فعَلَ بكم ؟؟؟
0 أنا مُتعصّب للكورد منذ القديم = ولكنهم قلبوا لي ظهر المجن !
ليس لي منهم عون ٌ لطبع أشعاري = ولو أهدرتُ كل عُمري علی جمعِ أشعاري = يقينا أن الكورد لا يعرفون قيمتي = علما أنني لم أقصِّرُ تجاههُم في المدح والثناء ؟!
0 أنا اڵان في كوردستان حاكِمُ الشِّعر وسلطانهُ ---
أنا أريدُ أن أنشُر الأشعارَ لجميع الكورد –
كي لا يطعننا الغرباءُ ويقولون أن الكورد جُهَلاء ؟!
لكل الشعوب لُغاتِها فقط عند الكورد ليس للغتهم أي أهتمام ؟!
أنا أحمد أمين بامرني –
لقد تعبتُ من نظم الشِّعر خلال كل عمري
أليس فيكم رجل رشيد أيها الكوردُ ؟! يُعطيني دينارين لطبع أشعاري كي نتباهی ونفتخربكلامنا الكوردي أمام الغرباء؟؟؟
== وهذين المقطعين كتبهما الشاعر نالبند أصلا باللغة العربية
=== هذا الكتاب لأحمد العِمادي = ما مثلهُ هذا الوقت في الإيجاد
لما كتبتُ كل ما فيه العلي = سمَّيتُه – حديقة الأكراد ؟!
=== تفكَّر في سطورِ الكائناتِ فإنها
من الملأ الأعلی اليكَ رسائل ُ--- ؟؟
شَهِدْنَ بأنَّ الله ذا الملك واحدٌ !!!
وقُلن بهذا نحن نِعمَ الدلائلُ ؟؟؟
وفي كلِّ شئٍ قد يُري اللهَ جهرةً ؟
ولكن عين البصيرة حائلُ !!
0000 ألف رحمة وغفران تنزل علی روح المرحوم شاعرنا المظلوم أحمد مخلص نالبند الذي كان كل أمنيته في الحياة أن يری أشعاره ضمن دفتي كتاب مطبوع – ولكنه ذهب مع الريح في الزمن الأغبر ولم يرَ حصادعُمره وتعب السنين العجاف وشقاءها المميت ؟؟؟
(بقلم الشاعر رمزي عقراوي 0 يوم الجمعة الموافق17=3=2017)[1]