=KTML_Bold=جامعة هارفارد الأمريكية العريقة افتتحت دورة لتعليم اللغة الكُردية أكاديميًّا و لأول مرة في تاريخ الجامعة=KTML_End=
الكاتب: نور الدين أبوحسين
▪︎ مقدمة:
تعد اللغة الكُردية من أعرق و أقدم اللغات في المنطقة و إحدى فروع اللغات الهندو-أوروبية الآرية.
بالرغم من عدم وجود كيان سياسي للكُرد نتيجة تقسيم كُردستان بين أربع دول و منع اللغة الكُردية و الإرث الثقافي العريق للكُرد من التداول تمهيدًا لصهر الكُرد في بوتقة مجتمعات الدول الغاصبة لكُردستان فضلًا عن اتباع حملات القمع و التمييز العنصري و الإضطهاد حتى الإبادة الجماعية التي مورست بحق الشعب الكُردي؛ إلا أن اللغة الكُردية استطاعت الحفاظ على كينونتها واستقلاليتها و لم تندثر كباقي الكثير من لغات شعوب الشرق و هذا دليل على قوة و متانة و مرونة اللغة الكُردية.
تأتي اللغة الكُردية في المرتبة الثامنة بين لغات العالم. (المصدر: الصورة المرفقة).
▪︎ افتتحت جامعة هارفارد -ثاني جامعة على مستوى العالم- هذا الخريف أول دورة في اللغة الكُردية باقتراح من الطلبة الكُرد في الجامعة.
لا تركّز الدورة على اللغة الكُردية فحسب، بل تركّز أيضًا على مواضيع في الثقافة و التاريخ و السياسة الكُردية.
دعت جامعة هارفارد عالم الإجتماع و الأنثروبولوجيا و أستاذ جامعة “بنتلي” أحمد محمد بور لتدريس الدورة حيث أشار البروفيسور أحمد و هو من شرق كُردستان إلى ملايين الأشخاص الذين يتحدّثون باللغة الكُردية حيث قال:
“كيف يمكننا أن نتحدث عن حضارات وثقافات و مفاهيم الشرق الأوسط دون معرفتنا باللغة الكُردية؟ أنا سعيد لأننا وصلنا أخيرًا إلى تحقيق هذا الهدف.”
– قالت الطالبة Janan Iranbomy، و هي رئيسة رابطة الطلاب الإيرانيين بكلية الدراسات العليا للآداب و العلوم في جامعة هارفارد و رئيسة قسم الدفاع عن الطلاب و المشارِكة في مجلس الدراسات العليا في الجامعة:
“فوجِئت، لأن الجامعة لم تقدم دورة دراسية في اللغة الكُردية. تواصلْتُ مع قسم لغات و حضارات الشرق الأدنى لتوضيح أسباب أهمية دراسة اللغة الكُردية من الناحية الأركيولوجية و التعمّق في الثقافات الشرقية.”.
– دلال م حسن، 26 سنة، و هي محررة في إفتتاحية Crimson، أشارت أيضًا إلى أهمية هذه الدورة حيث قالت:
“أردت أن أتعلم اللغة الكُردية بطريقة أكاديمية”.
في بدايات العام الماضي، تواصلت مع قسم NELC و أعربت عن رغبتها في افتتاح مثل هذه الدورة التي لاقت دعمًا و تشجيعًا من قبل المسؤولين في الجامعة. قالت دلال:
“بالنسبة لي شخصيًّا، طالبْتُ بإلحاح لأنني لا أريد تأجيل مثل هذه الفعاليات الثقافية المهمة. أعتقد أنه بالنسبة لشخص لم يأتي من خلفية كرديّة أو لا يشعر حقًّا بحجم القضية؛ فإنه لا يشعر بأنها ذات أولوية كبيرة. أود أن أرى جامعة هارفارد تتخذ المزيد من المبادرات و تحافظ على اللغة الكُردية و ترفع من مستوى الثقافة و التاريخ الكُردي لأن الكثير من الناس لا يعرفون عن الخصوصية الثقافية للكُرد. أعتقد أن هذا الأمر يجب أن يتغير “.
▪︎ أعرب البروفيسور أحمد محمد بور عن أمله الإستمرار في تقديم هذه الدورة في الفصل الدراسي المقبل لتشجيع المزيد من الطلاب على تعلّم اللغة الكرديّة و أن تصبح من أولويات الذين يتابعون دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد.
و بغض النظر عن مستقبل البرنامج، وصف أحمد بور إنشاء مثل هذه الفعالية بأنه “حدث تاريخي” و أردف بالقول:
“جامعة هارفارد، و لأوّل مرّة رسمت البسمة على وجوه الملايين من الكُرد لأنها تقدم اللغة الكُردية بطريقة أكاديمية”.
[1]