$عفرين تحت الاحتلال (160): قرية “قُرت قُلاق” وأجواء الرعب، القتل العمد لمواطنٍ كردي وآخر يفقد حياته، اعتقالات تعسفية، سرقات في “كمروك”، أتاوى$
رغم أن تركيا والائتلاف السوري- الإخواني تدّعيان تَوحُّد معظم الجماعات المسلحة السورية الموالية لهما في إطار ما يسمى “الجيش الوطني السوري”، يُشرف عليه وزير دفاع وهيئة أركان، إلاّ أنها تبقى ذات طابع ميليشياتي فوضوي، تمتهن الارتزاق والإجرام، وتتقاتل فيما بينها بسبب التنازع على نطاقات النفوذ والمنهوبات والممتلكات المستولى عليها؛ وهي التي تعيث في الأرض فساداً، ولا تنفك أنقرة عن زرع الفتن وفرض عمليات الفك والتركيب بينها، لضمان ولائها والتحكم بها كلياً، على غرار ما سمي مؤخراً ب “غرفة عمليات عزم” والتوتر الذي رافق تشكيلها.
فيما يلي جزءٌ من الانتهاكات والجرائم الواقعة في عفرين:
= قرية “قُرت قُلاق – Qurt qulaq“:
تتبع ناحية شرِّا/شرّان وتبعد عن مركزها ب /9/كم، مؤلفة من حوالي /200/ منزل، كان فيها /900/ نسمة سكّان كُرد أصليين و/100/ نسمة من المكون العربي، نزح جميعهم منها تحت القصف، وعاد إليها حوالي /300/ نسمة والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين /110 عائلة= 650 نسمة/ من المستقدمين فيها.
أثناء الحرب وبالقصف، تم تدمير حوالي /20/ منزلاً بشكلٍ كامل، منها ل “مراد جمعة حاج مراد، محمد حاج مراد، منان حاج مراد، حاج مراد جمال مراد، أحمد حاج مراد، عبد الرحمن جمال مقداد، مراد محمد موشو، علي محمد موشو، جمال حاج مراد، حميد شباب موشو، فريد حميد شباب، أكرم طاهر، طاهر إبراهيم، محمد إبراهيم، إيبش بركات، حنان علي شباب، محمد شيخ أحمد، لقمان شيخ أحمد، وليد مسلم بن أحمد “، و/3/ منازل بشكلٍ جزئي. ودُمّرت معصرة زيتون وسرقة بعض آلاتها، العائدة للمواطن “أحمد حاج مراد” الذي أعاد بناءها وتشغيلها من جديد. وكذلك استشهد من أهالي القرية المواطنين “لقمان مرسل بن محمد وطفلته، سعيد محمد بن حبيب /50/ عاماً” أثناء قصف مدينة عفرين في 15-03-2018م، وتم دفن جثامينهم حينها في مقبرةٍ محدثة وسطها، التي انتشلت منها سلطات الاحتلال أواسط تموز الماضي رفات /71/ شهيداً مقاتلاً ومدنياً، بزعم أنها كانت “مقبرةً جماعية”.
“الشهيد “سعيد محمد بن حبيب”- “قرت قلاق”، عفرين 15-03-2018م”
إبّان اجتياح القرية في 10-03-2018م سرقت ميليشيات “فرقة السلطان مراد” معظم محتويات المنازل، من مؤن وأثاث وأدوات نحاسية وتجهيزات الطاقة الكهربائية وغيرها، و/20/ سيارة وجرار، وآلات زراعية، استعيدت معظمها بعد دفع أصحابها لأتاوى مالية؛ وسرقت أيضاً كوابل وبعض أعمدة شبكتي الكهرباء والهاتف الأرضي العامة، وقسم من آلات معصرة زيتون عائدة ل “حاج أحمد مراد” الذي استعادها من اللصوص بعد دفع مبالغ مالية كبيرة.
واتخذت من المركز الحراجي السابق شرقي القرية معسكراً، ومن منزل المواطن “وليد مسلم بن أحمد” مقرّاً عسكرياً.
وتفرّض أتاوى /30%/ على انتاج مواسم أملاك المواطنين الغائبين و/10%/ على انتاج مواسم أملاك الموجودين.
وتعرّضت الغابات الحراجية الواقعة بين القرية وقرية “كورتك” شرقاً، التي زُرعت في عام 1980م وتُقّدر مساحتها ب /650/ هكتار، لإبادة أكثر من 50% من أشجارها، بسبب القطع الجائر المتواصل بغية التحطيب، وتعرّضها لبعض الحرائق.
وكذلك قطعت الميليشيات حوالي /400/ شجرة زيتون عائدة ل”فائق عبدو” بشكلٍ جائر وقلعت /100/ أخرى ل “جمعة علي بركات، ياسر حج مراد وإخوته” في آب 2019م، وقطعت أيضاً أشجار سنديان معمرّة في مزار “عبد القادر كيلاني” الإسلامي جنوبي القرية، وقامت بتخريب ونبش ضريحه، وحفرت تلاً قرب محطة القطار وبعض المواقع في محيط القرية، بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها، علاوةً على تخريب شواهد بعض قبور موتى القرية.
وقد تعرّض أهالي القرية لمختلف الانتهاكات والجرائم، منها الاعتقال والاختطاف والتعذيب والابتزاز المادي وغيره، حيث خلال سنوات الاحتلال الثلاث والنصف الماضية حوالي نصف السكّان الأصليين المتبقين اعتقلوا وتم تعذيبهم وفُرضت عليهم غرامات وفدى مالية، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة؛ ومنذ 11 آب الجاري، وبتلفيق تهمة قتل شخص من المستقدمين منذ سبعة أشهر ضد مواطنين من أهالي القرية، اعتقلت ميليشيات “الشرطة العسكرية- عفرين” بإشراف الاستخبارات التركية وبالتعاون مع ميليشيات “فرقة السلطان مراد” أكثر من عشرين مواطناً، بينهم نساء، حيث أفرجت عن البعض واعتقلتهم مرةً أخرى، ولا يزال “خليل عارف منلا مختار القرية، محمد شيخ أحمد بن أحمد، عدنان شيخ أحمد بن أحمد وزوجته فاطمة ونجليه، عدنان بركات بن بركات، عكيد موشو بن محمد، عبد منان موشو، جوان عبدو بن حنان” قيد الاحتجاز ومجهولي المصير، واعتقلت “فيصل عارف عمر” مساء الأربعاء 25-08-2021م؛ لاسيما تسود القرية حالياً أجواء الرعب، حيث لا يجرؤ أحد على الخروج من بيته إلاّ للضرورة، أو على الاتصال مع الخارج والحديث عمّا يجري، تحت المراقبة الشديدة، خوفاً من التعرض للاعتقال العشوائي والضرب وتفتيش هاتفه الخليوي.
“آثار التعذيب على المواطن المعتقل “خليل عارف منلا”- “قرت قلاق”، آب 2021م.”
كما أن المختار الأسبق “آيات محمد عمر” قد فرّ من القرية بعد عامٍ من احتلالها، بسبب الضغوط الشديدة التي مورست عليه، فاستولى متزعم الميليشيا في القرية على داره المؤلف من منزل حديث ومحلات.
ومن جانبٍ آخر، وفي سياق الحركة الدينية المتشددة النشطة في المنطقة، تم إرغام الأهالي على ارتياد المسجد والالتزام التام بالصلاة والصيام، إضافةً إلى فتح معهدٍ لتحفيظ القرآن.
أما قرية “قُرت قلاق الصغير” المجاورة المؤلفة من /30/ منزلاً، فقد بقي فيها معظم سكّانها الأصليين، وتعرضت مثل جارتها للسرقات والانتهاكات المختلفة.
= القتل العمد لمواطنٍ كردي وآخر يفقد حياته بانفجار لغم أرضي:
– فجر الأحد 22-08-2021م، خرج المواطن “رضوان عبد الرحيم حنان /50/ عاماً” من منزله في قرية “كوندي مَزن- Gundê Mezin”- عفرين بجراره الزراعي، بقصد فلاحة حقل زيتون له يقع على الطريق الواصل إلى قرية “داركير” المجاورة، ولم يعود إلى المساء، فبادر ذويه للبحث عنه، ليجدوا الجرار متوقفاً، وجسده مرمياً في الأرض، مقتولاً ومكبلاً وعليه آثار تعذيب وإصابة بعدة طلقات نارية؛ شُيَّع جثمانه الثرى في اليوم التالي وسط حزن وأسى الأهالي وإدانتهم لهذه الجريمة المروعة.
الشهيد “رضوان عبد الرحيم حنان”- قرية “كوندي مَزن- Gundê Mezin”- عفرين، 22-08-2021م”
الشهيد “رضوان” من عائلةٍ ميسورة، وقد استولت الميليشيات بُعيد اجتياح المنطقة على العديد من عقاراتها، منها مدرسة أزهار عفرين الخاصة التي اتخذتها القوات التركية مقرّاً عسكرياً وسط المدينة، وثلاثة منازل/فيلات في القرية؛ وبعد أن غادرها المدعو “معتز العبد الله متزعم لواء الغاب- الحمزات” مع جماعته المسلحة في 29-07-2021م إثر قرار إعفائه من مهامه من قبل “قيادة فرقة الحمزات” التي طردته بالقوة العسكرية، حاول سرقة أثاث ومحتويات تلك المنازل، ولكن المغدور الذي كان مقيماً في المدينة ولم يتمكن سابقاً من استعادة منازله حضر إلى القرية واعترض على السرقة ومنعها، فتلقى تهديدات عديدة إلى أن قُتل عمداً.
– صباح الخميس 26-08-2021م، فقد الشاب “علي محمد حمرشو /20/ عاماً” حياته نتيجة انفجار لغمٍ أرضي، حيث كان مُهجّرٌ قسراً من قريته “براد” – جبل ليلون/شيروا ومقيماً في قرية “كالوته”- شيروا الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري.
” الشهيد “علي محمد حمرشو”- قرية “براد”- شيروا، 26-08-2021م.”
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 01-08-2021م، اعتقل المواطن “محمد شيخو بن جميل /31/ عاماً” من أهالي بلدة شيه/ شيخ الحديد، من قبل حاجز مسلح للميليشيات الموالية لتركيا، لدى تفتيش هاتفه الخليوي والتحقيق الأولي معه، بعد انتقاله من حلب إلى منبج ودخوله مناطق سيطرتها عن طريق التهريب لقاء دفع مبالغ مالية، بغاية العودة إلى بلدته في عفرين والوقوف إلى جانب والده المريض، إذ أبقى أسرته في حلب؛ وقد اقتيد إلى سجن بلدة الراعي، ولا يزال مصيره مجهولاً.
– بتاريخ 18-08-2021م، اعتقل المواطن “محمد حسين شيخو /56/ عاماً” من قبل الحاجز المسلح قرب جسر مفرق مدينة إعزاز، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال مصيره مجهولاً.
– يوم الأحد 22-08-2021م، اعتقلت الشابة “هيفين عابدين غريبو /20/ عاماً”، وفي اليوم التالي المواطنة “لينا زكريا إيبش /22/ عاماً”، من أهالي بلدة بعدينا، من قبل “الشرطة العسكرية في راجو”، حيث أفرجت عن الأولى بعد يوم وفرض غرامة ألفي ليرة تركية عليها، والثانية اقتيدت إلى سجن ماراته بعفرين.
– بتاريخ 24-08-2021م، اعتقل المواطنون “عماد أحمد بعبو /35/ عاماً، فاروق حنان كوسره /65/ عاماً” من أهالي قرية “شيخؤتكا” و “مصطفى محمود مصطفى /46/ عاماً” من أهالي قرية “عمارا” المجاورة، من قبل ميليشيات “الشرطة – مابتا/معبطلي” بالتعاون مع “جيش النخبة”، ويُطلب من كل واحد غرامة /1500/ ليرة تركية لقاء الإفراج عنه.
– بتاريخ 24-08-2021م، اعتقل الشاب “محمد رشيد مراد بن وقفي” من أهالي بلدة “كفرصفرة”، بعد يومين من عودته إلى مدينة جنديرس قادماً من حلب، حيث تم تطويق مكان وجوده المؤقت ليلاً من قبل مجموعة مسلحة، ولا يزال مصيره مجهولاً.
= انتهاكات متفرقة:
– منذ بداية شهر آب الجاري، تعددت حالات- لا تقل عن العشرين- سرقة محلات ومنازل للمواطنين الكُرد في قرية “كمروك”- مابتا/معبطلي التي تُسيطر عليها ميليشيات “لواء صقور الشمال” ومتزعمه المدعو أحمد غويان (أبو عبدو)، طالت مبالغ مالية وأواني نحاسية وأجهزة هاتف خليوي، من بينها ما يعادل (5 ملايين ل.س، 4 ملايين ل.س، 3 ملايين ل.س) لثلاثة مواطنين، فلا يجرؤ الرجال على النوم ليلاً لأجل حراسة بيوتهم.
– مساء الخميس 26-08-2021م، وأمام منزله أصيب الطفل “مروان علي مروان /3/ سنوات” في قرية “برج القاص”- شيروا الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري برصاصةٍ أطلقتها ميليشيات الاحتلال التركي من الجهة المقابلة للقرية على خطوط التماس في جبل ليلون، فأسعف إلى مشفى في بلدة الزهراء وأُجريت له عملية جراحية، ليستقر وضعه الصحي.
– ميليشيات “الجبهة الشامية” المسيطرة على قرية “ترنده”- عفرين، تفرض على كل هكتار أرض بجانب قنوات ري مياه سد ميدانكي إتاوة /60/ ألف ليرة سورية كل مرةٍ من السقاية.
– الحاجز المسلح لميليشيات “فرقة السلطان مراد” بالقرب من قرية “آستير” تفرض على كل سيارة مارة باتجاه نهر عفرين إتاوة /10/ ليرة تركية.
– بتاريخ 26-08-2021م، اعتدت مجموعة من المستقدمين في قرية “جوقيه”- عفرين بالضرب المبرح على المواطنة “ليلى حاج محمود- أرملة المرحوم خالد شيخو” ونجلها، بسبب مطالبتها بخروجهم من منزلها المستولى عليه منذ ما يقارب ثلاثة أعوام ونصف، ورغم شكاويها السابقة المقدمة دون فائدة. كما قام مسلحون من ميليشيات “فرقة الحمزات” في ذات اليوم بتخريب ما يقارب /20/ ضريحاً في مقبرة القرية.
إن ضمان عودة طوعية آمنة لنازحي ومهجري كافة المناطق السورية، أولاً بحاجة لفتح معابر وطرق تتمتع بالأمان والسلامة، ووضع حدٍ لظاهرة التهريب والاتجار بالبشر أو الخطف والاعتقال التعسفي، وثانياً اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة من قبل السلطات القائمة، لعدم تعرضهم للانتهاكات وتفادي المخاطر المحتملة على حياتهم وتمكينهم من استعادة ممتلكاتهم.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]