=KTML_Bold=إبادة المرأة في كردستان والدول الأربعة الأخرى في عام 2022- 1=KTML_End=
جنوب كردستان والعراق
=KTML_Underline=جيهان بيلكين=KTML_End=
قتلت في جنوب كردستان و العراق87 امرأة خلال 11 شهراً، نتيجة ترسخ الذهنية السلطوية في عقلية المجتمع وتواصل المنظمات النسائية كفاحها لمناهضة إبادة النساء (قتل النساء).
تُدرج قضية العنف ضدّ المرأة والتي يشيع الحديث عنها في الأيام الرمزية ولاسيما في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة والذي يصادف في 25 من تشرين الثاني من كل عام، على الأجندة مجدداً. مع فجر يومٍ عالميٍ آخر لمناهضة العنف ضدّ المرأة تصبح المجزرة التي تُرتكب بحقّ المرأة في العالم والشرق الأوسط وكردستان موضوعاً رئيساً، لكنّ العنف والقتل وارتكاب المجازر بحقّ المرأة لم يتراجع على مدار العام. وقد قمنا بهذه المناسبة بجمع حصيلة العنف الممارس بحقّ المرأة في كردستان خلال عام 2022.
سنتناول في هذا الملف المؤلّف من أربعة أجزاء قضية إبادة المرأة من قبل المحتلّين والحكام في أجزاء كردستان الأربعة.
ترتكب عقلية الهيمنة الذكوريّة الإبادة بحقّ المرأة في أجزاء كردستان الأربعة بمختلف الأشكال والأساليب. وفي هذا الجزء من الملف سنتناول إبادة المرأة في جنوب كردستان والعراق.
من أشكال العنف بحقّ المرأة في جنوب كردستان والعراق هو الختان. فعلى الرغم من أنّ قوانين جنوب كردستان تحظر ختان المرأة، إلّا أنّ هذه القوانين تبقى مجرّد حبرٍ على ورق. ولهذا يتمّ ختان عددٍ كبيرٍ من النساء في جنوب كردستان كل عام. وتؤدّي هذه الجريمة إلى مقتل العديد من النساء أثناء عملية الختان. ولا تبذل حكومة جنوب كردستان أي جهود لمنع هذه الجريمة وحتّى أنّها تفسح المجال لارتكابها. هذا وحظرت منظمة حقوق الإنسان العالميّة ختان المرأة عام 1989.
=KTML_Bold=الوضع الحرج=KTML_End=
وبحسب المادة 409 من قانون العقوبات رقم 111 في الدستور العراقي لسنة 1969؛ فإنّ قتل المرأة بذريعة الشرف لا يعدّ جريمةً. وعلى الرغم من أنّه تمّ تعديل هذه المادة في دستور إقليم كردستان عام 2008 نتيجة لكفاح المرأة، إلّا أنّ الإفراج عن قتلة النساء في جنوب كردستان دون معاقبة وبذرائع مختلفة مستمرٌّ حتّى الآن. كما يتمّ الحكم على القتلة بعقوباتٍ مخففة جدّاً ويتمّ إطلاق سراحهم من السجون بالعفو.
وعلى الصعيد السياسي؛ تعاني المرأة في جنوب كردستان والعراق من الإقصاء. فقد شاركت المرأة في مراكز صنع القرار في القانون والإدارة عقب عام 2003. لكن تمّ في عهد المالكي تخفيض عدد الوزيرات من أربعة إلى واحد. كما تمّ خفض عدد النساء في جميع مراكز صنع القرار والإدارات العامة.
وعلى الرغم من بلوغ حصّة المرأة في برلمان جنوب كردستان ال 25 بالمئة إلّا أنّ تمثيلها في الحكومة ضعيفٌ جدّاً. ونتيجة لكفاح المرأة تمّ عام 2019 رفع عدد الوزيرات من واحد إلى ثلاثة.
ويعدّ وجود المرأة في هذه المراكز مهمّاً لمحاربة عقليّة الهيمنة الذكوريّة. وتهدف مساعي حكومتي العراق وجنوب كردستان إلى إقصاء المرأة واستعبادها. ولأنّ ذهنية السلطة ترسخت في المجتمع؛ فقد ارتفعت نسب الزواج المبكّر، تعدّد الزوجات، الطلاق، الانتحار، القتل، الاغتصاب والاعتقال بشكلٍ مقلق وخطر.
=KTML_Bold=مقتل 87 امرأة خلال 11 شهراً=KTML_End=
مع عدم تطبيق قوانين حماية المرأة في جنوب كردستان؛ تعرّضت 45 امرأة للقتل عام 2021 و25 امرأة عام 2020 دون أنّ يتمّ محاسبة القتلة. والعدد هذا العام أكبر من الأعوام السابقة فقد قُتلت خلال 11 شهراً؛ 57 امرأة في جنوب كردستان و30 امرأة في المناطق العراقيّة.
هذا وتُستهدف النساء اللواتي تقفن ضدّ عقلية الهيمنة الذكورية هذه ويجعلن من أنفسهنّ دروعاً في وجه قتل النساء من قبل دولة الاحتلال التركي وتحالف الحزب الديمقراطي الكردستاني. ومن هؤلاء النساء الرائدات؛ الناشطة في علم المرأة (جنولوجيا) والأكاديمية والصحفية ناكهان آكارسال التي استشهدت إثر تعرّضها لهجومٍ مسلّح بمدينة السليمانيّة في جنوب كردستان في 4 تشرين الأول الماضي.
وتواصل المرأة في جنوب كردستان كفاحها ضدّ هذه الهجمات وعمليات القتل والإبادة. إذ تنظّمن الفعاليات المختلفة من مسيرات، اجتماعات وبيانات رغم العقبات التي تضعها حكومة جنوب كردستان في طريقهنّ. كما يوجد في جنوب كردستان العديد من المنظمات النسائيّة. ففي جنوب كردستان وحده هناك أربعة آلاف و514 منظّمة محليّة وأجنبية تعمل لصالح المجتمع عامةً، و280 منظمة تعمل في مجال نضال المرأة وكفاحها. ولكن من الصعب الحديث عن وجود حركةٍ نسائيّة تضمهنّ جميعاً.
وتختلف منظمة المرأة الحرّة الكردستانيّة (RJAK) عن تلك المنظمات، فهي تقوم على خلق الوعي بالحريّة لدى المرأة وإبراز قوّتها المنظّمة وتنظّم نفسها على هذا الأساس. إلا أنه تُمنع هذه الأعمال للمنظمات النسائيّة من قبل حكومة جنوب كردستان والحكومة العراقيّة.
وقد تحدّثت الإداريّة في منظمة المرأة الحرّة الكردستانيّة؛ بانو حلبجيّ لوكالتنا عن إبادة النساء من قبل حكومتي جنوب كردستان والعراق وأكّدت أنّهن سيحاربن عقلية الهيمنة الذكوريّة بشكل فاعل مهما تعرّضن للضغوط والهجمات.
'تحوّلت جنوب كردستان إلى جزيرةٍ لقتل النساء'
وعلّقت بانو حلبجيّ على اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة؛ مشيرةً إلى أنّ هذا اليوم يؤكّد على وحدة المعاناة، الظلم والعنف الذي تتعرض له المرأة، وقالت: تحوّل جنوب كردستان مؤخّراً إلى جزيرةٍ لقتل النساء. في حين لا يتمّ اعتقال القتلة ولا محاكمتهم. ففي العقليّة العشائرية لا يتمّ المحاسبة على قتل النساء، ولا تحقّق المؤسسات المعنيّة مع قتلة النساء بشكلٍ منهجي. لا تكترث كلتا الحكومتين لهذه الملفات التي يجري إخفاؤها في المحاكم. كما لا يسمح لأحدٍ بالمشاركة في هذه القضايا. ضدّ هذه الملفات تمنع كلتا الحكومتين فعاليات النساء وتهاجمنهن.
'قتلة السياسيات يُرسلون من تركيا'
من ناحية أخرى؛ يُمارس العنف الأشدّ على الصعيد السياسي بهذه الكلمات أشارت بانو حلبجيّ إلى تحوّل جنوب كردستان والعراق إلى مسرحٍ لقتل السياسيّات وإبادتهنّ. وذكرت بانو حلبجيّ أنّ الدولة التركيّة هي التي ترسل قتلة السياسيّات، وقالت: والشهيدة ناكهان آكارسال هي مثال على ذلك. تعتبر الدولة التركية الفاشيّة رفيقتنا ناكهان وجميع النساء الساعيات للحرية خطراً عليها. إنّ هذه الجرائم ترتكب علناً لكنّ الحكومتين تلتزمان الصمت للأسف. تقوم حكومة جنوب كردستان بمهاجمتنا ومهاجمة فعالياتنا بضغطٍ من تركيا.
=KTML_Bold=عصر JIN JIYAN AZADÎالمرأة، الحياة، الحريّة=KTML_End=
وأشارت بانو حلبجيّ إلى العصر الحالي والذي يصدح بشعار Jin Jiyan Azadî أي المرأة، الحياة، الحريّة وقالت: المرأة اليوم قويّة وتطالب بالحريّة في الساحات. وقد تكاتفت النساء الكرديات، الفارسيات، الأذريات والعربيات جميعاً في هذه الانتفاضة وبدأن الثورة تحت شعار Jin Jiyan Azadî. يتردّد صدى هذا الشعار اليوم في جميع أنحاء العالم فقد أصبحت الدعوة إلى حريّة المرأة ضد النظام الرجعي؛ فلسفةً.
تستعدّ جميع المؤسسات والمنظّمات النسائيّة في جنوب كردستان لفعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة والذي يصادف في 25 تشرين الثاني من كل عام. وتحدّثت بانو حلبجيّ عن سلسلة الفعاليات المنظمة بهذه المناسبة هذا العام قائلةً: سننزل مع جميع المنظمات النسائية إلى الشوارع في هذا اليوم ونقوم بفعالياتنا. ثمّ سنقوم بعقد محاضراتٍ وندواتٍ عن هذا اليوم في المدارس والمعاهد والجامعات. وسيتمّ تنظيم هذه الفعاليّات بتعاون من منظومة المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR) مع مشروع Jin jiyane jiyane nekuje أي المرأة حياة فلا تقتلها وعددٍ من المنظمات النسائيّة.
=KTML_Bold='سنكون أينما وُجد العنف ونحمي النساء'=KTML_End=
وفي الختام؛ أشارت بانو حلبجيّ إلى أنّهنّ لا يخشين القتل والعنف وأنّهن سيواصلن كفاحهنّ ضدّهما، وقالت: على كافة النساء والمنظمات النسائيّة العالميّة اتخّاذ موقف حيال الهجمات. سنكون أينما وُجد العنف ونحمي النساء. وبالطبع لو تكفّلت الحكومة بذلك فستكون هناك تغييرات كبيرة على صعيد حريّة المرأة.[1]