$ثورة الكورد في كوردستان العراق بعد حرب الخليج ونتائجها$
أسباب قيام الثورة الكوردية بعد حرب الخليج عام 1990 وردة فعل نظام البعث الصدامي
اثناء ازمة الكويت عام 1990 حذر نظام صدام الكورد بالبقاء هادئين او مواجهة شيء أسوء من حلبجة بعدة مرات ولذلك امتنعت التنظيمات الكوردية عن العمليات العسكرية وبعد هزيمة العراق في الكويت عززت الامال بسقوط نظام صدام وقام الكورد بشن اكبر تمرد على الاطلاق وهذه المرة لم تكن الاحزاب الكوردية التي بادرت بالثورة بل المبادرة خرجت من الكورد الذيين كانوا لفترة طويلة بمعزل عن السياسة في المدن الكوردية ولكن استطاعت الاحزاب الكوردية لاحقا فرض نوع من القيادة عليها
لبضعة اسابيع ساد نوع من الشعور بالحرية وتم تفكيك الجهاز الحكومي القائم في الشمال العراقي واستسلم الجنود العراقيون للكورد او عادوا ببساطة الى منازلهم ولكن فجأة وبشكل مؤلم أصبح جليا ان القوة العسكرية لصدام لم تدمر في حرب الكويت كما كان متوقعا. الدبابات العراقية وطائرات الهليكوبتر هاجمت المدن المنتفضة وقصفتها بالفسفور وحمض الكبريت. (1)
هروب ملايين الكورد خوفا من الاسلحة الكيميائية
أحبطت معنويات العديد من الكورد خوفا من ترسانة العراق الكيمائية وقد دفعهم ذلك للجوء بمئات الالوف الى الجبال نحو الحدود التركية الإيرانية.
اكثر من مليوني شخص حوالي نصف او اكثر من تعداد كورد العراق طردوا من منازلهم كاد صدام ان ينجح حرفيا بتصدير المشكلة الكوردية لديه الى الدول المجاورة
سمحت تركيا بمرور عدة الاف من التركمان بالعبور ولكن ابقت البقية على الحدود. حوالي نصف مليون لاجئ كانوا ينتظرون على الحدود في ظروف قاسية جدا. وتقريبا ثلاث اضعاف هؤلاء اللاجئين وصلوا الى الحدود الإيرانية ولكن على عكس تركيا قامت ايران باستقبالهم جميعا ولكن اثبتت انها غير قادرة على توفيرالاغاثة الكافية للجميع. (2)
تدخل القوات الامريكية وسبب بدأ الكورد بمفاوضة نظام البعث
تدخلت القوات الامريكية بضغط من الرأي العام الغربي وانخرطت في عملية اغاثية ضخمة على الحدود العراقية التركية وانشأت منطقة امنة داخل شمال العراق في منطقة زاخو والعمادية وشجعت اللاجئين على الحدود للرجوع اليها ووعدت بالانسحاب لاحقا وتسليم المنطقة للامم المتحدة.
تيقنت قيادات الاحزاب الكوردية ان نظام صدام قد نجى فعلا من حرب الخليج وبالاضافة الى عدم رغبة الحلفاء في الاطاحة بنظام صدام دفعهم للدخول في العام 1991 في مفاوضات مع نظام البعث
قام صدام بتقديم بعض الوعود لهم ولكن لم يعرف مدة صلاحية هذه الوعود وقامت الاحزاب الكوردية بدعوة اللاجئين الى الرجوع الى قراهم ومدنهم ولكن الكثير منهم لم يبقى لهم بيت ليرجعوا اليه فلقد تدمرت الا ان الاحزاب الكوردية ركزت على افضلية الرجوع على ان يصبحو مهاجرين بلا وطن. (3)
إجرام تركيا بحق اللاجئين الكورد وتورطها في محاولة اخفاء جريمة استخدام السلاح الكيماوي
سابقا في شهر سبتمبر عام 1988 اضطر الآلاف من الكورد الى الهروب من كوردستان الجنوبية واللجوء الى الشمال خوفا من الأسلحة الكيماوية. وقد تأكد استخدام هذه الاسلحة وقررت الأمم المتحدة إيفاد مجموعة من الخبراء الى المنطقة لدراسة شكاوي المصابين. ورفض العراق السماح بدخول الخبراء مما جعلهم يحاولون فحص المصابين من بين اللاجئين الكورد في تركيا ورفضت تركيا بدورها السماح لمجموعة من الخبراء باجراء التحقيق في أراضيها. وقد احتجزت تركيا اللاجئين الفارين خوفا من الاسلحة الكيميائية في مخيمات محاطة بالأسلاك الشائكة وعاملت هؤلاء اللاجئين معاملة السجناء ولقد واجه الصحفيون والدبلوماسيون الأجانب وممثلو المؤسسات الديمقراطية وكل من رغب في اجراء تحقيق في تلك المخيمات صعوبات بالغة. ومن بين حالات المعاملة السيئة للكورد محاولة تسميمهم. ففي منتصف يونيو 1989 تسمم ما يزيد على 500 كوردي من الخبز الذي اكلوه في مخيم Kiziltepe التركي. لقد وقع ذلك فعلا على الرغم نفي المسؤولين الأتراك والصحافة التركية. فقد ثبت اشتراك المخابرات التركية والعراقية في دس السم في الخبز الذي أعد للكورد. (4)
تقرير هيومن رايتس ووتش حول استخدام السلاح الكيماوي في العراق
نشرت هيومن رايتس ووتش HRW في العام 1991:
الهجوم الكيماوي على بلدة حلبجة الكوردية شمال-شرق العراق على الحدود الأيرانية ادت الى موت اكثر من خمسة الاف مدني معظمهم من النساء والأطفال ولكن بالرغم من الإحتجاج الدولي على هذا الحدث السيء الصيت ومنذ احتلال العراق للكويت في اغسطس الماضي لم يسمع في الأمم المتحدة ألا القليل عن تعاملات صدام الوحشية تجاه شعبه. لم يذكر تقريبا أي شيء عن الهجمات الكيميائية السابقة على الأقلية الكوردية, حلبجة لم تكن المرة الاولى التي يوجه فيها العراق تراسانته الكيماوية ضد الكورد. ألاف من الكورد بل عشرات الألوف قد قتلو بالهجمات الكيماوية التقليدية منذ ربيع 1987 الى نهاية 1988 هذه الهجمات كانت جزءا من حملة طويلة الأمد'يقصد بالانفال' دمرت فيها تقريبا كل القرى الكوردية في العراق. (5)
المصدر 1,2,3, : كتاب Agha, shaikh, and state by Martin van Bruinessen الصفحة 45-46 النسخة الانجليزية فقرة وجهة نظر صدام حول حل المسألة الكوردية
المصدر4: كوردستان مستعمرة دولية للكاتب اسماعيل بيشكجي النسخة العربية ترجمة زهير عبد الملك الصفحة 74
المصدر5: ارشيف موقع هيومن رايتس ووتش [1]