أكد الاديب الكوردي بدل رفو، على المثقف ان يكون مرآة لاوجاع شعبه ومكابداته وحضارته.
حاوره/ فائق يزيدي
أكد الاديب الكوردي بدل رفو، على المثقف ان يكون مرآة لاوجاع شعبه ومكابداته وحضارته.
وشدد الاديب بدل رفو، خلال حوار مع دواڕۆژ ، على أن البيئة الثقافية في اقليم كوردستان ليست حاضنة للمثقفين والادباء، داعيا الى ان تكون وزارة الثقافة في الاقليم بأياد مستقلة.
وفيما يأتي نص الحوار:
* البعض يلقبك بسفير الكورد، وابن بطوطة الكورد، لماذا اخترت الترحال الثقافي ان جاز التعبير؟
بدل رفو: حين تلقبني جهة ما واديب ما بلقب ما فهذا دليل على حبهم الكبير لي والجهد الذي ابذله من اجل ان يسافر القارئ معي عبر رحلاتي. ..بدأت الرحلة في داخلي حين كنت في الموصل، وايام مرحلة المتوسطة حين كنت اسافر الى المدن الصغيرة من اجل العمل ومشاهدة المدن وبعدها سافرت الى بغداد للدراسة بالرغم من وجود جامعة في مدينة الموصل ومن هناك كنت اسافر الى المدن العراقية، ومنذ عام 1991 واعيش حرا في دولة لا تقيد حريتي ولا احتاج الكثير من المال ولاني اعيش الحياة العادية في تلك البلدان التي تطا اقدامي ارضها واعيش ببساطة ..وقد وفقت لحد ما وحسب شهادة البروفيسور (عبدالاله الصائغ) في مقدمته الطويلة لكتابي (العالم بعيون كوردية) بان بدل رفو حاول ان يقدم شيئا متميزا يختلف كليا عن الرحالين القدامى! القاب كثيرة رافقتني (سفير الثقافة الكوردية، سندباد الكورد،الباز الكوردي،ابن بطوطة كوردستان) والقاب اخرى !!
* كم عدد البلدان التي زرتها، وكم مرة تم تكريمك في هذه البلدان؟:
بدل رفو: ليس من طبيعتي ان اعد البلدان التي زرتها، ولكني زرت قارات العالم وتتوقف مدى نجاح الرحالة بصفة خاصة على مدى التعايش الوجداني الذي يخلفه في قلب القارئ وضميره، فكلما تأثر القارئ أكثر واندمج في الأحداث التي عاشها الكاتب الرحال فذلك دليل نجاح وقدرة الكاتب وتميزه في الكتابة!.
الإنسان والأديب الحقيقي هو من يمنح التكريمات والمؤسسات هيبة ومكانة وتاريخا لها حين يكرم من جهة ما ..تم تكريمي في دول كثيرة ومنها احتفال تكريمي في جامعة كازاخستان الحكومية، ومهرجان تكريم شعبي في جامعة دهوك والذي يعد بدوره اول مهرجان شعبي يكرم فيه الشعب احد مبدعيه، ولهذا كان بصمة لتاريخي، احتفال تكريمي في المكتبة الوطنية في النمسا، وطبع كتاب حول حياتي باللغة الالمانية، واحتفال تكريمي من مؤسسة خاني للثقافة والاعلام في كوردستان، وطبع كتاب (العالم بعيون كوردية)، وعدة تكريمات في المغرب ولكن افتخر بانهم كرموني بارفع وسام في المغرب وفي مدينة شفشاون وهو المواطنة الفخرية بالاضافة إلى تكريمات أخرى!
*الى ما تهدف من خلال هذه الزيارات، ما هي الرسالة التي تري إيصالها؟
بدل رفو: أدب الرحلات يعد بدوره نافذة تطل على الإنسان والمكان والتاريخ في أماكن مختلفة ويعد من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية، لكون الكاتب الرحال يستقي معلوماته من المشاهد الحية والصورة المباشرة، وإلقاء الضوء على تاريخ الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم وقد أسهم هذا الأدب بنقل ثقافات العالم! خلال رحلاتي تمكنت أن انقل مشاهداتي الحية بالإضافة إلى كتابة قصيدة في تلك البلدان وهي ضمن ديواني (أطفال الهند علموني)، وكذلك القاء المحاضرات في تلك البلدان التي ازورها!! ثلاث مواضيع نقلتها للعالم الوطن والشعب واللغة الكوردية بموسيقاها خلال محاضراتي !
حاولت ان اربط ثقافة وحضارة شعبي بالعالم، وكيف يعرف الآخر بان لنا وجها إبداعيا وثقافة إنسانية فكل ما يعرفه العالم عنا بأننا قوم مضطهدون من الأنظمة !!
*أنت شاعر وقاص وكاتب، أين تجد نفسك بين هذه الاختصاصات الثلاث أكثر؟
بدل رفو: كانت الانطلاقة الحقيقية مع الشعر باللغة العربية في مدينة الموصل عام 1977، وبعدها وخلال دراستي الأكاديمية في بغداد انتقلت الى الترجمة من الكوردية الى العربية والكتابة باللغة الكوردية، وفي منتصف الثمانينيات عملت اعلاميا لصحيفة كوردية (بزاف) مراسلا من الموصل، ووقتها ترجمت ايضا من الروسية الى العربية والكوردية،، وفي المهجر حققت ما كنت احلم به ومازال الحلم مستمرا بان اكتب عن العالم بعيون كوردية ولا تزال الرحلة مستمرة!! ولم اكتب القصة والرواية ولكن ادب الرحلات يوفر مجالا شاسعا تتداخل فيه الرواية التاريخية مع السرد من اجل تقديم مفهوما متقدما للحضارة التي عاشتها الانسانية ولهذا اليوم اجد نفسي في ادب الرحلات بامتياز!
* كم كتابا ألفت وكم منها دواوين شعر وكم منها روايات وقصص؟
بدل رفو: صدر لي لحد 18 كتابا وتضمنت انتلوجيات (مختارات) لشعراء دولة النمسا وشعراء من كوردستان وعدة دواوين شعر والكتاب الاخير صدر لي العالم بعيون كوردية في 410 صفحات من الحجم المتوسط وتم ترجمته الى اللغة الكوردية وسيصدر قريبا بالاضافة الى مشاركتي في انتلوجيات مشتركة لشعراء النمسا بالالمانية بالاضافة الى كتب حولي باقلام كتاب اخرين مثل صقر من كوردستان لروائية نمساوية، وكتاب سندباد القصيدة الكوردية للناقد عصمت شاهين ..صدرت كتبي من العراق وكوردستان ودمشق والقاهرة والنمسا!
*يلاحظ أن قسما كبيرا من المثقفين والادباء والشعراء الكوردي في المهجر، لماذا؟
بدل رفو: الاديب والمثقف عليه ان يكون مرآة لاوجاع شعبه ومكابداته وحضارته بصدق ولذا عليه ان يكون حراً، والادب بحاجة الى الحرية والا يكون الاديب عبداً او مقيداً بأغلال، وانا في الغربة التي غدت لي وطنا حقيقيا ابحث عن هوية وطني الاول، وكما قال ديغول في فترة الاحتلال النازي لبلاده: ان اردت ان تعرف حقيقة وطنك فسافر بعيدا! فهناك مبدعون كورد كثر في المهجر قدروا ان يسجلوا تاريخا لبلادهم الاولى.
*البيئة الثقافية في اقليم كوردستان كيف تقيمها، وهل وزارة الثقافة والجهات المعنية سواء الحكومية او غير الحكومية تؤدي الدور المطلوب لتكون البيئة الثقافية جاذبة وحاضنة للادباء والمثقفين الكورد؟
بدل رفو: البيئة الثقافية الكوردية ليست حاضنة للادباء والمثقفين بالعكس فهي تحاربهم وعلى وزارة الثقافة ان تكون في اياد مستقلة، والوزارة حالها حال مؤسسات الدولة على اساس التحزب والمحاصصة، والخطاب الاعلامي الثقافي في كوردستان مشلول ..ماقيمة وزارة ثقافة حين لا تحضن المثقفين ..وياريت لو يضعوا وزارة الثقافة وكل مدراءها وكادرها في اياد مستقلة بعيدة عن الاحزاب..للاسف ليست لي ثقة بهم !!والبعض يتخذ من منصبه فرصة للنيل والثار من منافسيه والادباء المستقلين .![1]