في البحث عن الفن الميدي الضائع
د. نضال درويش
شاهروخ رازمجو (متحف إيران الوطني، طهران)[1]
عثر خلال التنقيبات الأثرية في الهضبة الإيرانية، على آلاف اللقى الأثرية التي تنتمي إلى فترات زمنية مختلفة، والسؤال الذي كان يطرح دائماً، أي القطع تنتمي إلى الميديين أو على علاقة بهم؟ ولكن يتعذّر دائماً إيجاد جواب مناسب لهذا السؤال. ساعدتنا اللقى التي عثر عليها خلال التنقيبات في تحديد الأسلوب الفني للفترات الزمنية المختلفة، لكن الوضع بالنسبة للفن الميدي يبقى غامضاً. إحدى المشاكل الرئيسية التي يتم مواجهتها هو فقدان النصوص الكتابية التي تشير إلى ارتباط اللقى بالميديين. نتيجة لهذا الأمر ساد الشك بخصوص وجود الفن الميدي. وبشكل خاص فإن الباحثين الجدد لديهم شكوك أكثر من السابق بخصوص الموضوع ويميليون إلى رفض فكرة أن يكون الميديين خلف تنفيذ تلك اللقى الفنية, وبتعبير آخر، يعتقد بعض الباحثين باستمرار فقدان الأدلة التي تشير إلى وجود الفن الميدي. يمكن أن يكون التحدث بشكل علني عن وجود الفن الميدي موضوعاً خطيراً وتعني مغامرة تثير المسخرية من قبل المشككين، لكن عدم التحدث عن المشكلة في العلن يشكل خطورة أكبر، لأن الصمت يمنعنا من تسليط الضوء على إمكانية وجود هذا الفن. باحث هذا المقال اختار النقاش حول إمكانية وجود الفن الميدي وطرح موضوعين للنقاش: الأول بعنوان وجود الفن الميدي بين الميديين. العنوان الثاني وهو المعايير التي يمكن بموجبها أن نحدد فيما إذا كان هذا الفن ميدياً أم لا. البحث الحالي يرى بأن الفن الميدي موجود ويقترح تغيير الإنطباع الحالي بخصوص التعرف عليه. ويقترح اتباع أسلوب جديد للتعرف على هذا الفن. لسوء الحظ توجد تصورات مسبقة حول الفن الميدي، ولم نفكر اطلاقاً كيف يمكن أن يبدو الأمر فعلياً. لا يوجد طوال تاريخ البشرية حضارة لم تترك وراءها بعض الفنون، والفن هو جزء لا يمكن تجنبه أو فصله عن طبيعة الإنسان. مهما كانت طبيعة البشر في جميع أنحاء العالم، سواء كانوا بدائيين، مخربين، فقراء أو أغنياء فإنهم يطورون بطريقة ما شكلاً من أشكال الفن. يمكن العثور على الآثار حتى في الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها في الوقت الحالي ( في الجبال) وكذلك بين الشعوب البدائية في الأدغال أو في استراليا البعيدة. الفن والبشر لا ينفصلان عن بعضهما البعض، والبشر لديهم سويات متباينة من التطور الفني، كلاً لديه الشكل والمستوى الفني الخاص به ولا يوجد شك حول هذا الأمر.
[1] ترجم النص من اللغة الأنكليزية كما هو دون تغيير في فحوى الموضوع. تم وضع أسماء المراجع في الهامش بدلاً من النص، لأن جميع المصادر باللغة الإنكليزية، ووضعها ضمن النص العربي يفقده بعض الجمالية، أما بالنسبة للصور فقد أرفقتها بالنص مباشرة بدلاً من وضعها في نهاية المقال، ليتسنى للقاءئ رؤية الصورة مباشرة، عنوان ومصدر البحث باللغة الأصلية:
Shahrokh RAZMJOU, IN SEARCH OF THE LOST MEDIAN ART (The National Museum of Iran, Tehran), In: Iranica Antiqua, vol. XL, (2005) 271-314.[1]