اعتبر المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، أنه لا يمكن الحديث عن بقاء القوات الأميركية شرق الفرات، في حال انسحابها من العراق.
وقال ألكسندر لافرينتيف، لمراسل شبكة رووداو الإعلامية في موسكو كامبيز شدادي: عندما تغادر القوات الأميركية العراق.. لن يكون بإمكاننا الحديث عن بقاء القوات الأميركية شرق الفرات.
وأكد ضرورة أن تدرك رئاسة الإدارة الذاتية الكوردية بأن الجنود الأميركيين سيغادرون سوريا عاجلاً أم آجلا، وسيضطرون (#الإدارة الذاتية# ) إلى حل مشاكلهم مع السلطة المركزية.
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أعلنت الخميس 25 كانون الثاني نجاح المفاوضات بين الحكومتين العراقية والأميركية التي بدأت منذ آب 2023، وذلك ل صياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق، ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه على الأرض العراقية، وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد #داعش# .
كما أكدت وزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن وبغداد اقتربتا من توافق على بدء عمل اللجنة العسكرية العليا تمهيدا لتحويل مهمة التحالف الدولي لدحر داعش والذي تقوده الولايات المتحدة إلى علاقات ثنائية.
فيما يلي نص سؤال رووداو إجابة المبعوث الروسي إلى سوريا عليه:
رووداو: ما السبب في أن النقاط الخمسة التي توصل اليها اجتماع مسار أستانه كانت جميعها حول روجآفا، وذلك خلافاً للاجتماعات السابقة؟ هل هناك معادلة روسية أو معادلة لمسار أستانه بشأن روجآفا؟
ألكسندر لافرينتيف: سؤالك واضح وصحيح جداً. بشأن هذه المسألة أود أن الفت النظر إلى ما أشرت اليه في كلمتي، وهو أن السبب الرئيس للتعقيد الذي تشهده سوريا حالياً، هو الوجود غير القانوني للجنود الأميركيين في سوريا. وضع شرق الفرات مرتبط بذلك أيضاً. إن كنتم تتذكرون، قبل سنوات قررت الولايات المتحدة في عهد رئاسة دونالد ترمب سحب جنودها من سوريا. مباشرة بعد يوم من ذلك حضر ممثلو الكورد إلى دمشق، وبدأوا مباحثات معها بشكل فاعل، ليس معها وحسب بل معنا أيضاً، ومن خلال وساطتنا كانوا مستعدين لتنفيذ كل الاتفاقات، مثل، انتشار الجيش السوري شرق الفرات، مشاركة قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري، ووعوداً أخرى. لقد اعربوا عن استعدادهم لتنفيذ هذه المسائل. وبعد أن قرر دونالد ترمب بضغط من حاشيته وإدارته بقاء القوات الأميركية في سوريا، تغيير موقف الكورد مباشرة وتخلوا عن المسؤوليات التي أخذوها على عاتقهم.
مع الأسف هذا هو خضوع الإدارة التي يفترض أنها ذاتية كوردية، والتي تصف نفسها وفق ما يسمى بدستورهم الجديد (إدارة) ذاتية ديمقراطية لشمال وشمال شرق سوريا. للأسف، طالما بقيت أميركا بشكل منتظم في سوريا، ستواصل بشكل فاعل دورها في فرص كيان فيدرالي على الجمهورية العربية السورية، والذي يعد مرفوضاً كأساس في ظل الواقع السياسي الراهن.
بالطبع، نحن نؤيد المفاوضات. المفاوضات بين الكورد ودمشق، لكنها لا تسير بشكل جيد للأسف، ليس بسبب خطأ الحكومة السورية المستعدة لها. ربما، لا يكون خطأ الكورد أيضاً الذين على استعداد لدعم المفاوضات، لكنه خطأ الأميركيين. فهم لا يسمحون باجراء مفاوضات عميقة، ولا يسمحون للحكومة السورية أن تعالج هذه المسألة وفق ما تراه مناسباً، لكننا سنواصل جهودنا في هذا الاتجاه.
رغم ذلك، على الإدارة الذاتية الكوردية أن تدرك بأن الجنود الأميركيين سيغادرون سوريا عاجلاً أم آجلا، وسيضطرون (الإدارة الذاتية) إلى حل مشاكلهم مع السلطة المركزية. سيضطرون إلى حلها مع دمشق. لذا، عليهم أن يتوصلوا إلى النتائج اللازمة من الآن. كما تعلمون، منذ نحو أسبوع طالب رئيس الوزراء العراقي السوداني مرة أخرى بانسحاب القوات الأميركية من العراق، عندما تغادر القوات الأميركية العراق، وكما تدركون أيضاً، لن يكون بإمكاننا الحديث عن بقاء القوات الأميركية شرق الفرات. كما نعلم، أعلن الجانب الأميركي استعداده للترحيب بطلب بغداد والبدء بسحب قواته العسكرية من العراق. ما مدى صحة ذلك؟ لايمكننا التأكد في هذه المرحلة. يمكن لهذه العملية أن تستغرق وقتاً طويلاً، وقد تستغرق سنوات.
كما نرى، دخلت الولايات المتحدة بذريعة مواجهة الإرهاب التي أصبحت رائجة الآن، إلى أراضي بعض الدول دون موافقة إداراتها، وتخرج منها بصعوبة بالغة. البلد الوحيد الذي خرجوا منه مؤخراً أفغانستان. جميعنا نتذكر ذلك جيداً، لكن هناك كانت مخاطر جدية على حياة الجنود الأميركيين، لذا، كان عليهم الخروج بسرعة كبيرة بالاتفاق مع طالبان. الآن، ليس مستبعداً أن يتكرر الوضع نفسه في الأراضي العراقية والسورية. لهذا السبب نقول لزملائنا الكورد باستمرار خلال تواصلنا معهم: أيها الأصدقاء، يجب أن تتواصلوا مع الحكومة المركزية وأن تتوصلوا إلى اتفاق، لأنكم مضطرون إلى العيش معاً في دولة موحدة.[1]