المؤتمر القومي الكردستاني نضال متجذر وسعي دؤوب لتوحيد الصف الكردي والكردستاني
أكرم بركات
يُعدّ المؤتمر القومي الكردستاني مؤسسة قومية كردستانية، تناضل، منذ 24 عاماً من أجل توحيد الصف الكردي والكردستاني في أجزاء كردستان الأربعة وفي المهجر.
تأسس المؤتمر القومي الكردستاني (KNK) في 24 أيار 1999، بمقترح من القائد عبد الله أوجلان، وحمل على عاتقه مسؤولية وحدة الصف الكردي. وقد تم الإعلان عنه بشكل رسمي، في 26 أيار 1999، بمشاركة أكثر من 500 شخصية سياسية وثقافية واجتماعية وأكاديمية من أجزاء كردستان الأربعة وفي المهجر.
قبل تأسيس المؤتمر القومي الكردستاني، وفي نيسان 1995، شُكّل برلمان كردستان في الخارج (PKDW)، وكان نشاطه موجّهاً بشكل كثيف نحو شمال كردستان، ولم يكن يلبّي الهدف الأساسي في تحقيق الوحدة الكردية؛ لذلك اقترح القائد عبد الله أوجلان أثناء وجوده في إيطاليا ولقائه بعدد من الشخصيات السياسية والوطنية الكردية والكردستانية، تأسيس كيان يعمل على توحيد الصف الكردي، ليكون سقفاً جامعاً للتنظيمات الكردية والكردستانية، وبموجبه، عُقد في كانون الأول عام 1998 في مدينة بروكسل كونفرانس عام، نوقش خلاله كيفية السير في الخطوات الأولى من أجل تأسيس الكيان.
وكان من المقرر أن يؤسس المؤتمر (الكيان) رسمياً في عيد نوروز 1999، إلا أن المؤامرة الدولية التي طالت القائد عبد الله أوجلان، في 15 شباط 1999، أجّلت جهود ومساعي تأسيسه، وعقب اعتقال القائد عبد الله أوجلان وفي أول لقاء مع محامية في نيسان 1999، سأل عما إذا تم تأسيسه أم لا، لذلك شُكّلت لجنة تحضيرية من القوى السياسية والشخصيات الوطنية الكردستانية من أجل عقد مؤتمر عام يضم الجميع.
اجتمعت اللجنة التحضيرية مع معظم الأطراف والقوى الكردية والكردستانية، إلا أن بعض الأطراف أوضحت أنها غير مستعدة لعقد مثل هذا المؤتمر؛ لذلك سعى المؤتمر القومي الكردستاني وخلال العقدين الأول والثاني، إلى زيادة الحس الوطني والقومي وتوحيد الصفوف لمجابهة المخاطر المحدقة بالشعب الكردي والكردستاني، وتمكّن إلى حد كبير، من توحيد صف الشعب الكردي في قضايا كردستانية كثيرة، ولعل مقاومة كوباني، وبسالة الشعب الكردي في شنكال ومخمور وكركوك في وجه داعش، ومن ثم مقاومة العصر في عفرين والتفاف عموم الشعب الكردي والكردستاني اليوم، حول قوات الدفاع الشعبي خير مثال على ذلك.
إضافة إلى جهوده المستمرة والمتواصلة من أجل توحيد الصف الكردي، يسعى المؤتمر القومي الكردستاني إلى تحقيق وحدة شعوب ومكونات كردستان، ويرغب في أن ينضم الآشور، والسريان، والأرمن، والتركمان والعرب إلى هذه المظلة.
=KTML_Bold=المؤتمر نتاج نضال مائة عام=KTML_End=
مساعي المؤتمر القومي الكردستاني في رسم استراتيجية كردية مشتركة، مستمرةٌ حتى يومنا الراهن، ويؤكد الرئيس المشترك للمؤتمر أحمد قرموس في تصريح خاص لوكالتنا: تأسيس المؤتمر القومي الكردستاني جاء بعد نضال طويل وكبير للشعب الكردي يمتد لمائة عام.
بعدما تجزأت كردستان بموجب اتفاقية لوزان إلى أربعة أجزاء، انتفض الشعب الكردي ضد الدول المستعمرة، من أجل حريته وحقوقه الوطنية، وعلى الرغم من أن معظم تلك الانتفاضات قُمعت بشكل وحشي كانتفاضة الشيخ سعيد وديرسم وانتفاضة السيد رزا (رضا)، وقاضي محمد، إلا أن الشعب الكردي لم يقف مكتوف اليد، وبظهور حركة حرية كردستان ضاعف نضاله في هذا الصدد.
أحمد قرموس أوضح: كانت هناك فرص للشعب الكردي لتأسيس مؤسسة (المؤتمر القومي الكردستاني)، لكن الشروط كانت تبقى عائقاً أمام الشعب الكردي، ونوّه: في 24 أيار 1999، توحدت الجهود وتم الإعلان عن تأسيس المؤتمر القومي الكردستاني بمشاركة الأحزاب والمنظمات السياسية والاجتماعية والثقافية والشخصيات الوطنية في كردستان وفي المهجر، بهدف حماية المصالح الوطنية والقومية للشعب الكردي والكردستاني على حدٍّ سواء.
=KTML_Bold=أهداف المؤتمر القومي الكردستاني=KTML_End=
وأكد أحمد قرموس أن الإعلان عن تأسيس المؤتمر جاء متأخراً، والسبب هو المؤامرة الدولية التي طالت القائد عبد الله أوجلان في 15 شباط 1999، وأشار: الهدف الرئيس من تأسيس المؤتمر القومي الكردستاني هو توحيد الصف الكردي في الدرجة الأولى؛ ليكون مظلة جامعة لكافة القوى والتنظيمات السياسية والاجتماعية والثقافية الكردستانية.
على مدار 24 عاماً الماضية، مارس المؤتمر القومي الكردستاني عملاً دؤوباً دون كلل أو ملل، على صعيد الوحدة الوطنية، والبحث عن استراتيجية وطنية مشتركة تحمي المكتسبات الكردية؛ ويمكن تقييم عمل المؤتمر القومي الكردستاني بموجب عدّة أقسام، الأول؛ جهوده المستمرة من أجل توحيد الصف الكردي حول استراتيجية وطنية كردية موحدة، والثاني؛ حماية الثقافة واللغة الكردية والعمل على تدريسها ضمن المدارس الرسمية في كردستان؛ لأن الدول المستعمرة سعت وتسعى لإبادة الثقافة واللغة الكردية، وبالتالي إنكار وجود الشعب الكردي بشكلٍ عام.
وفي المجال السياسي والدبلوماسي، لعب المؤتمر القومي الكردستاني دوراً بارزاً من أجل تسليط الضوء على القضية الكردية والكردستانية، وأكد أحمد قرموس: كردستان محتلة من قبل أربع دول، وهذه الدول شريكة للدول العالمية، ومن بينها إحدى الدول التي وقّعت على اتفاقية لوزان، وأوضح أن هدفهم الرئيس في هذا المجال هو فضح هذه السياسيات أمام الرأي العام العالمي والمجتمعات.
وأحد أهم أهداف المؤتمر القومي الكردستاني هو العمل على نيل اعتراف رسمي بالشعب والقضية الكردية من المؤسسات الدولية العالمية كالأمم المتحدة، والتعاون والتنسيق ودعم كافة المؤسسات والتنظيمات الكردية في المهجر، ولأن المجتمع الكردي مجتمع متنوع، ويوجد ضمنه عدة مكونات، كالسريان والأرمن والعرب والتركمان، بالإضافة لعدة أديان ومذاهب، يسعى المؤتمر إلى توطيد أواصر المحبة والعيش المشترك في عموم أرجاء كردستان، وفق المبادئ والأسس الديمقراطية وبما يحمي حقوق الشعب الكردي وحقوق كافة المكونات الأخرى.
=KTML_Bold=أهمية المؤتمر القومي الكردستاني=KTML_End=
يعدّ المؤتمر القومي الكردستاني السقف الجامع لمعظم القوى والأطراف والكيانات والتنظيمات الكردية في كردستان، ينظم نفسه في أجزاء كردستان الأربعة وفي المهجر، ويناضل من أجل توحيد الرؤى في أجزاء كردستان الأربعة، وبالتالي توحيد عموم الشعب الكردي في كردستان والمهجر.
يؤيد المؤتمر التنوعَ الفكري والأيديولوجي للقوى الكردية والكردستانية، شريطة ألا تتعارض مع الأهداف الوطنية والقومية للشعب الكردي ومع الاستراتيجية الكردية، وألا تؤدي إلى حدوث مشاحنات وتناحر بينها. كما يؤيد القوى التحررية في كردستان التي تناضل من أجل حرية وحقوق الشعب الكردي.
وينبذ المؤتمر القومي الكردستاني تفضيل أي قوى أو حزب أو كيان كردي مصالحه الشخصية على المصالح الوطنية والتعاون مع المحتلين وأعداء القضية الكردية. وأكد أحمد قرموس: يجب ألا تتعاون أي قوى كردية مع الأعداء في سبيل إضعاف قوى كردية أخرى مهما كانت الأسباب.
وعبّر قرموس عن أسفه عما حدث في الخمسين عاماً الماضية: مع الأسف؛ ونتيجة ضعف الحس الوطني لدى بعض القوى الكردية، حدثت مشاحنات ومشادات وصلت إلى حد التناحر والاشتباكات.
أحمد قرموس أكد أن المؤتمر القومي الكردستاني مؤسسة قومية كردستانية، تناضل مع أجل الشعب الكردي في أجزائه الأربعة وفي المهجر، وتحترم حقوق كافة الشعوب والمكونات القاطنة في كردستان وتسعى لحمايتها وحماية ثقافتها وكامل حقوقها بموجب أسس ومبادئ الأمة الديمقراطية.
ونوّه قرموس أن عملهم مستمر في المجال القومي والسياسي وتطوير اللغة وحماية الثقافة الكردية، وأكد: في تاريخ الشعب الكردستاني وإلى يومنا الراهن، لم تؤَسس مؤسسة كالمؤتمر القومي الكردستاني، ونحن على قناعة أن هذه المؤسسة ستصبح ملك لكافة الكردستانيين، بغض النظر عن توجهه السياسي والفكري والمذهبي وحتى القومي.
وشدد أحمد قرموس على أن المؤتمر القومي الكردستاني مؤسسة لا تنتمي إلى حزب أو كيان معين، بل هي مؤسسة قومية كردستانية جامعة لكافة شرائح المجتمع الكردستاني ويحق للجميع الانتماء إلى هذه المؤسسة، ونوّه: نعم إلى الآن لا تمثل كافة شرائح المجتمع كردستاني، ولكننا نسعى للوصول إلى الهدف المرجو.
وبارك نضال ال 24 عاماً للمؤتمر القومي الكردستاني على عموم الشعب الكردستاني من الكرد والعرب والسريان والآشور والأرمن والتركمان، وأكد: النصر قادم لا محالة. الشعب الكردستاني بحاجة ماسة لتوحيد الصف، وحماية مكتسباته.[1]