أسماء قديمة ل الجزيرة السورية العليا
=KTML_Bold=الجغرافيا :=KTML_End=
الجزيرة السورية هي تلك الرقعة الجغرافية التي تشغل الشمال الشرقي من سورية, والممتدة من نهر الفرات جنوباً وغرباً حتى الحدود العراقية –السورية شرقاً, والتركية – السورية شمالاً ، وبمساحة تقدر حوالي 45000 كم2 , وتقسم جغرافياً إلى الجزيرة العليا 18000كم2، والجزيرة السفلى (بادية الجزيرة ) 27000 كم2، وتمثل الحد بينهما كتل جبلية : (سنجار شنكال ،عبد العزيز ،طوال العبا ) . وتعتبر الجزيرة وبجدارة أرض أقدم الحضارات, فمنها انطلقت صناعة الفخار، وفيها كانت القرى الأولى، وبداية التمدن، وعرفت الطور الممهد للكتابة، كما كانت لها الدور في تطور الكتابة، وعلى أرضها عاشت أقدم الشعوب، إلى درجة أطلق عليها من قبل الباحثين ( بلاد ألف عاصمة ). واختلفت أسماء الجزيرة من حين إلى آخر, فقد كانت ضمن ممتلكات الممالك المختلفة التي سيطرت على المنطقة, وارتبط تاريخها القديم على نحو خاص بتاريخ بلاد الرافدين, وعلى نحو عام بتاريخ الشرق الأدنى ككل ، وعرفت في التاريخ =KTML_Bold=بتسميات عديدة هي :=KTML_End=
1- سوبارتو ( سوبارو ) Subartu :
استطاع الأكاديون تأسيس إمبراطورية واسعة من خلال احتلالهم مناطق واسعة شملت بلاد الرافدين, وسورية, وذلك خلال الفترة ( 2350 – 2159 ) ق.م حيث قام الملك الأكادي شاروكين Šarrukin ( 2350- 2248 ) ق.م بحملات مختلفة على الجنوب ،والشمال ، واحتل في إحدى حملاته على الشمال سوبارتو.[مرعي تاريخ. ص47].
كذلك فعل نارام سين ( 2260-2223 ) ق.م حين احتل بلاد عيلام حتى باراخاشي ،وسوبارتو حتى غابة الأرز ،وأطلق على نفسه لقب ملك بلاد سوبارتو، ويؤكد معجم الحضارات السامية أن الأكاديين هم أول من أطلقوا على مناطق الشمال الرافدي اسم سوبارتو.
لقد استمر استخدام اسم سوبارتو في عصور لاحقة أيضاً, فقد عثر في مكتبة آشور بانيبال على رقم تحمل نصوصاً جغرافية, يقرأ من خلالها تقسيمهم لعالمهم إلى أربعة أقسام كانت إحداها سوبارتو.
كما أن مردوك أبال إديناالذي أعلن نفسه ملكاً على بابل أثناء الاضطرابات التي حدثت في عهد شاروكين الثاني ( 121-705 ) ق.م ملك آشور، يلقب شاروكين الثاني بملك بلاد سوبارتو بدلاً من آشور.
ويذكر طه باقر أن منطقة سوربارتو تشمل المناطق الجبلية الممتدة شرقي دجلة إلى زاﮔروس, وربما تمتد جنوباً إلى ديالى, وهناك من يضم إليها بلاد الﮕوتيين أيضاً، ويرى بعض الباحثين أن السوبارتيين ( شعب سوبارتو ) والحوريين تسمية لقوم واحد, ويرى البعض الآخر أن الشعبين يتمايزان عن بعضيهما, وإن اتفقا في بعض الأمور، فالعالم الأمريكي ﮔيلب يؤكد على ضرورة التفريق بين الحوريين والسوبارتيين, فالسوبارتيون هم الشعب الأصيل في شمالي بلاد الرافدين منذ أقدم العصور, أما الحوريون فهم أحفادهم المتأخرون، ولكن المسلم به أن تكون سوبارتو تسمية جغرافية, وان يكون الحوريون هم سكان سوبارتو بحكم انهم وجدوا جنباً إلى جنب مع الأكاديين في ظل السيطرة السياسية الأكادية وهذا ما يؤكده الباحثون كالدكتور فاروق إسماعيل والعالم سبايزر وجيرنوت فيلهلم .
ومهما يكن من اتساع سوبارتو فان الجزيرة السورية العليا أن لم تكن هي سوبارتو كلها فإنها تمثل الجزء الأكبر منها .
2- أوركيش –ناگار ناوار – نابادا
خلال النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد, وعقب انهيار الإمبراطورية الأكادية على يد الﮕوتيين, انتقلت السلطة السياسية في الجزيرة إلى الحوريين الذين أسسوا ممالك عديدة, ليؤسسوا فيما بعد وفي منتصف الألف الثاني قبل الميلاد إمبراطورية Mittani.
لقد كانت أوركيش مقر البانثيون الحوري, ومركزاً لكوماربي Kumarbi ملك الآلهة الحورية, وهناك نصوص مختلفة تأتي على ذكر أوركيش.
وتمكنت البعثة الأثرية الأمريكية العاملة في تل موزان _ ( إلى الجنوب الشرقي من عاموده بمسافة 8 كم ) _ بإدارة العالم جورجيو بوتشيلاتي من تحقيق هوية التل على أنه أوركيش القديمة, وذلك من خلال طبعات أختام نقشت عليها بكتابة مسمارية, واستعملت تلك الأختام لختم الجرار, والسلال, والحاويات الأخرى التي كانت في مستودعات القصر الملكي, وذلك لضمان محتوياتها.
وفي تل براك _ ( إلى جنوب من قامشلي بحدود 40 كم على طريق الواصلة بينها وبين الحسكة ) _ استطاعت البعثة البريطانية أن تؤكد هوية التل على أنه ناﮔار، ويعتقد الباحثون أن تل براك هو ناوار حيث ناﮔار ليس إلا الاسم الحوري لناوار في اللغات السامية وأصل الاسمين هو ناﮔوار Nagwar . كما تأتي نصوص ليلان ( شبات انليل – شخنا ) على ذكر ناﮔار من خلال معاهدة بين ملكها وملك كخت ( تل بري - بالقرب من تل براك )، تصف مناطق مملكة كخت بأنها تمتد من ناوار إلى ناوار, واستطاع العالم ي . أيدن أن يطابق بين ناوار وتل براك وكذلك بين ناوار الثاني وﮔرنواس ( القريب من مدينة نصيبين ) حيث تجري في الموقع تنقيبات تركية, وعرفت البعثة أن الموقع كان يدعى ناوال في الألف الثاني قبل الميلاد, ومن الجائز تحول اسمها من ناوار إلى ناوال. [ الحوريون تاريخهم ص 33-34 ].
لقد جاءت نصوص إيبلا ( تل مرديخ ) على ذكر ناﮔار, وصفت العلاقات التجارية معها، فقد كانت ناﮔار تقع على الطريق التجاري الدولي الذي كان يصل بين الجبال وجنوبي بلاد الرافدين.
3- ميتاني – خورو Mittani Huru:
حوالي منتصف الألف الثاني قبل الميلاد كانت الجزيرة جزء من الإمبراطورية الميتانية التي أسسها الحوريون بزعامة هندو –أوربية, وكانت عاصمتها واشوكاني wašukani , والتي ما تزال مجهولة الموقع, وإن كان هناك اعتقاد بأنها تل الفخيرية بالقرب من راس العين, أما حدود ميتاني فقد امتدت من جبال زاﮔروس في الشرق, وحتى البحر المتوسط في الغرب, وفي الشمال حتى بحيرة وان, أما في الجنوب فقد تمكنوا من الوصول حتى فلسطين. وقد خاضت ميتاني حروب كثيرة مع المصريين, والآشوريين, والحثيين, كما أنشأت لاحقاً علاقات دبلوماسية ومصاهرات مع فراعنة مصر. وورد اسم ميتاني لأول مرة في نص يعود إلى عصر تحوتمس الأول ( 1528- 1510) ق.م ولا يزال تفسير معنى الاسم مجهولاً .
وفي تلك الفترة عرف المصريون الجزيرة باسم نهارينا, كما عرفوا سوريا مع المناطق الخاضعة للميتانيين باسم بلاد خورو, بحكم السيادة الحورية على تلك المناطق، وترد هذه التسمية في رسالة معروفة باسم رسالة ميتاني والمرسلة من توشراتا ملك ميتاني الذي حكم حوالي 1350 ق.م إلى أمنحوتب الثالث فرعون مصر ( 1378-1350) ق.م حيث تأتي في صيغة خورووخ ، خوروخ أي اللغة الحورية كذلك وردت في النصوص الحثية بصيغة خورليلي المشتقة من خورلا hurla أي حوريين.
أما اسم الحوريين فما زال مجهول المعنى وان كان هناك محاولات عدة لتفسيره, فقد فسرت على أنها تعني ساكني الكهوف واتضح خطأ هذا التفسير، وقد تكون هناك علاقة بين حوري وكلمة خورادي والتي تعني (عسكري- حارس ) وهذا مشروط بان تكون الكلمة حورية.
4_ خاني گالبات Hani galbat:
ترد هذه التسمية في وثائق من مواقع مختلفة, ( نوزي يورﮔان تبه ،ألالاخ تل عطشانة ،خاتوشا بوغاز كوي ،اوﮔاريت رأس شمرة , آخيت آتون تل العمارنه ) ومن الباحثين من يرى أن هذه التسمية ميتانية اطلق على معظم مناطق الجزيرة العليا.
5_ بلاد آبوم Apum :
منذ بدايات الألف الثاني قبل الميلاد كانت أجزاء من الجزيرة تابعة لبلاد آبوم والتي تم الكشف عن عاصمتها في تل ليلان حيث كانت تدعى شخنا, وذلك قبل أن يحولها شمشي أدد šamši Adad ملك آشور ( 1782-1815) ق.م إلى عاصمة شمالية لمملكته ويطلق عليها اسم (شبات إنليل ). إلا أن شخنا استعادت تسميتها هذه بعد وفاة شمشي أدد, وتذكر نصوص ليلان أن شخصاً يدعى ياكون كان ملكاً على آبوم.
6_ بلاد آشور Ašur :
كانت آشور اول عاصمة للآشوريين اخذت اسمها من آشور كبير الالهة الآشورية وتعرف اليوم بقلعة شرقاط ( على بعد 100كم جنوبي الموصل ) ثم اصبحت مملكتهم كل تعرف بهذا الاسم وكانت الجزيرة تمثل الجزء المهم من بلاد آشور ففيها شبات انليل ( ليلان ) عاصمته واتخذ ملوكه لقب ملك آشور ف توكلتي نينورتا يلقب نفسه بالملك القوي ملك آشور ملك كاردونياش ....
وفي نص حول تأسيس مدينة كخت تل بري يلقب نفسه بملك العالم ملك بلاد آشور. وفي نص ل سمورامات (809-804) ق.م والدة ادد نيراري الثالث الذي كان صغيراً فحكمت امه باسمه خمس سنوات : نصب سمورامات سيدة قصر شنشي ادد ملك الكل ملك بلاد آشور ام ادد نيراري ملك الكل ملك بلاد آشور كما أن الميديين ايضاً اطلقوا على المنطقة تسمية بلاد آشور وذلك عندما تمكنوا من القضاء على الإمبراطورية الآشورية اثر تحالفهم مع الكلدانيين ( قبيلة كلدية الآرامية ) وتزعموا مقاليد السلطة السياسية عام ( 612 ) ق.م -عام سقوط نينوى - وتقاسموا مع الكلدانيين تركة الإمبراطورية الآشورية وعندما الت السلطة السياسية للأخمينيين عام ( 539 ) ق.م عرفوا الجزيرة ببلاد آشور وكانت بابل مع آشور تشكل إحدى ولايات الإمبراطورية وكانت اللفظة الفارسية آثور، في حين أن اللفظ الآرامي كان آتور Atur.
7_ آرام النهرين:
منذ نهاية الألف الثاني قبل الميلاد, وخلال النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد, استطاع الآراميون, وهم من شعوب الجزيرة العربية, احتلال سورية والجزيرة العليا وإقامة ممالك وإمارات متعددة وعرفت الجزيرة حينها باسم آرام النهرين أي ( حقل أو طريق آرام ) وهذه الإمارات هي :
بيت بخياني
قامت في مثلث الخابور وكانت عاصمتها كوزانا ( تل حلف) واستطاعت السيطرة على اغلب مناطق الجزيرة .
بيت عديني :
قامت بين وادي البليخ ومناطق غربي الفرات حتى حدود المنبج وكانت عاصمتها تل برسيب ( تل أحمر ) .
بيت زماني :
وقد اتخذت من آمد ( ديابكر ) عاصمة لها .
إمارات تيمانا :
وكانت تشتمل على مناطق نصيبين وماردين وعددها ثلاثة وهي : ( نصيبين – خوزيرينا – جيدار رقماتو ) .
8_ ميزوبوتاميا Mesopotamia:
أطلق الإغريق على المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات اسم ميزوبوتاميا وتعني بلاد ما بين نهرين وترد في المراجع العربية باسم بلاد الرافدين وقد استخدم الجغرافي الإغريقي سترابون Strapon ( 58 ق.م – 25 م ) هذه التسمية على الجزء الشمالي فقط من هذه المنطقة ولكن الروماني بلينوس ( 23-79) م وسع حدود ميزوبوتاميا لتشمل كل المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات حيث تشكل منابعهما الحدود الشمالية وينتهي في الجنوب بالخليج العربي ( الخليج الفارسي ) وخلال القرن الاول الميلادي دعيت الجزيرة باقليم كوماجيني حيث ظهرت فيها اسرة سلوقية ادعت حقوق الاسرة السلوقية .
9_ الجزيرة _ آقور
لقد عرفت الجزيرة خلال العصور الإسلامية المختلفة بهذا الاسم أي الجزيرة وقد كنب عنها المؤرخون والجغرافيون أمثال البلاذري – احمد بن يحيى – المتوفى سنة ( 279 ﮪ /893 م ) والطبري -محمد بن جعفر بن جرير – المتوفى ( 310 ﮪ /923 م ) وابن خرذابه – أبو قاسم عبيد الله بن عبد الله – المتوفى سنة ( 272 ﮪ /885 م ) وابن الفقيه - أبو عبد الله احمد بن محمد بن اسحاق الهمذاني – المتوفى بعد سنة ( 290 ﮪ /903 م ) وابن حوقل المتوفى سنة ( 380 ﮪ /990 م ) وأبو الفداء - عماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر – المتوفى سنة ( 732 ﮪ /1332 م ) وغيرهم من المؤرخين والجغرافيين ويذكرها ابن شداد – عز الدين محمد بن علي بن إبراهيم (613 –684 ﮪ /1217 -1285 م) تحت اسم جزيرة آثور أما المقدسي – شمس الدين أبو عبد الله المعروف بالبشاري ( 335-390 ﮪ / 946 –1000 م ) وياقوت الحموي - شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي – ( 575-627 ﮪ /1179-1229 م ) فيذكران الجزيرة تحت اسم آقور .
وعرفت الجزيرة بالجزيرة الفراتية, وذلك لأن نهر الفرات يأخذ حيزاً أكبر في رسم حدودها حيث تشكل حدودها الشمالية والشمالية الغربية بالإضافة إلى الجنوبية والجنوبية الغربية
المصدر :
بايجاز من مقالة فيkulilk
[1]