يتنامى الغضب في جميع أنحاء تركيا من جراء الطريقة التي تعامل بها أردوغان وحكومته مع الزلزال المدمر، وستهيمن استجابته للزلازل على الأشهر الأخيرة من الحملة الانتخابية المحتدمة.
تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم الجمعة، تأثيرات الزلزال على حكومة أردوغان وعلى مصيرها الانتخابي.
$أردوغان يواجه غضب شعبه بعد الزلزال$
قالت صحيفة اندبندنت البريطانية في تقرير لها: يتنامى الغضب في جميع أنحاء تركيا من جراء الطريقة التي تعاملت بها حكومة الرئيس، رجب طيب أردوغان مع الزلزال المدمر والهزات الارتدادية التي خلفت آلاف القتلى، حيث ما زال عمال الإنقاذ والمواطنين في تركيا وسوريا يبحثون عن الناجين الذين قد يكونوا عالقين تحت الأنقاض.
لكن تبادل الاتهامات السياسية قد بدأ بالفعل، مع تحديد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، يوم 14 أيار.
وتضرر أكثر من 13 مليوناً، أو 15% من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليوناً في 10 ولايات، بفعل الكارثة، حيث يواجه أردوغان وحزبه العدالة والتنمية اتهامات من الناجين من الزلزال؛ بأن الإجراءات الرسمية كانت بطيئة وغير متكافئة التوزيع، خاصة في المناطق الموالية سياسياً لأحزاب المعارضة.
واتهم أردوغان بإبلاغ مسؤولي البلدية من حزب العدالة والتنمية، لكنه تجنب ممثلي الأحزاب الكردية وأحزاب يسار الوسط المعارضة التي تسيطر على العديد من الإدارات المحلية في المناطق المنكوبة، كما لجأ الرئيس إلى موجات الأثير للشكوى من الأخبار الكاذبة ذات الدوافع السياسية المتعلقة بالزلزال.
وقال أردوغان في وقت سابق من هذا الأسبوع: نحن نراقب عن كثب أولئك الذين ينوون إثارة شعبنا ضد بعضهم البعض بأخبار مزيفة وتحريفات.
وأمرت حكومة أردوغان مزودي خدمات الاتصالات بمنع الوصول إلى موقع تويتر؛ خوفاً من إمكانية استخدامه لنشر معلومات مضللة غير محددة - قبل التشاور مع المديرين التنفيذيين للشركة واستعادة الوصول إلى موقع تويتر، يوم الخميس.
وأضاف إن تعطيل منصة تُستخدم لإيصال نداءات الاستغاثة وعروض المساعدة تسبب في غضب الكثيرين ومن بينهم المعارضون السياسيون.
ولكن لدى أردوغان مبرر وسبب وجيه للقلق، حيث ساعدت الاستجابة الفاشلة للحكومة التركية آنذاك لزلزال عام 1999 في شمال غرب البلاد، والذي قتل أكثر من 17000 شخص، في دفعه هو وحزب العدالة والتنمية إلى السلطة.
$الزلزال اختبار لزعامة أردوغان مع اقتراب الانتخابات التركية$
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن استجابة أردوغان للزلازل المدمر هذا الأسبوع ستهيمن على الأشهر الأخيرة من الحملة الانتخابية المحتدمة.
واستغل أردوغان زيارة يوم الأربعاء إلى مدينة قهرمان مرعش المدمرة، بالقرب من مركز الزلزال، لتوجيه الانتقادات لأولئك الذين اتهمهم بالاستفادة من الكارثة؛ لدفع أجندتهم الخاصة.
ويكشف خطاب أردوغان عن التحدي الذي يواجه الرئيس التركي المتمثل في الحفاظ على الدعم الشعبي في أعقاب واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد منذ عقود، قبل ثلاثة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تعد أصعب انتخابات يواجهها منذ عقدين في السلطة.
وأشرف أردوغان على فترة ازدهار اقتصادي في الجزء الأول من رئاسته، لكنه اتجه صوب موقف أكثر استبدادية منذ الاحتجاجات الجماهيرية في عام 2013 ومحاولة الانقلاب بعد ذلك بثلاث سنوات. ويضيف أنه في السنوات الأخيرة، سجن صحفيون وكبحت الحريات المدنية، حيث شدد الرئيس التركي قبضته على مؤسسات الدولة، كما أن شعبية أردوغان كانت تتراجع قبل وقوع الكارثة، حيث واجهت البلاد أزمة غلاء معيشية حادة، وأن ما سيحدث بعد ذلك يعتمد على كيفية تصور استجابة الرئيس البالغ من العمر 68 عاماً؛ للأزمة المتفاقمة.[1]