التآخي - ناهي العامري
شاركت التآخي الطائفة الأيزيدية احتفالاتهم بعيد رأس السنة الشرقية( 6557) قبل الميلاد حسب التقويم الأيزيدي, وشملت المشاركة تقديم التهاني لأخواننا الأيزيديين أثناء أداء طقوسهم بهذه المناسبة في مزارهم في بعشيقة وبحزاني, كذلك في معبدهم الكبير (لالش) في شيخان, وقد التقينا الباحث المتخصص بالتاريخ الأيزيدي قاسم جبر ليحدثنا عن تلك الطقوس قائلا:
يطلق على هذا العيد ب(السر صال), وهي كلمة كوردية مركبة, تتكون من مقطعين, وهما (سر) وتعني (رأس) و(صال) وتعني السنة. وبمجموعها تعني رأس السنة, حيث تبدأ السنة الأيزيدية في الأول من نيسان الشرقي, المصادف الرابع عشر من شهر نيسان الميلادي, ويحل العيد في الأربعاء الأولى من هذا الشهر الشرقي, إذ يحتفل الأزيديون بهذا العيد لاعتقادهم بنزول رئيس الملائكة (طاووس ملك) الى الأرض في هذا اليوم, ليمنح الخير والعطاء للناس, ويزين الأرض بحلة جديدة, ويتم في هذا الشهر منع إقامة الزواج, ومنع حفر الأرض, وتبدأ المراسم في ليلة العيد, أي مساء الثلاثاء الذي يسبق يوم العيد, حيث يتجمع الأيزيديون في معبد لالش المقدس, لكلا الجنسين من كافة الاعمار, حيث يجلس بابا شيخ في مكانة المعتاد في باحة المعبد, وعلى سجادته الخاصة, ويقف بجانبه بابا جاويش, عندها يسمح للناس بالسلام عليه وتقبيل يده, واحدا بعد الآخر, ومن ثم زيارة ضريح الشيخ عدي ابن مسافر( الشيخ آدي), ومراقد الشيوخ والأولياء الآخرين الموجودين داخل المعبد, وعند حلول المساء تشعل القناديل, وعددها ثلاثمائة وخمس وستون قنديلا, في الباحة الواقعة أمام المعبد, والقنديل عبارة عن فتيلة صغيرة من الشاش مبللة بزيت الزيتون, ويصاحب ذلك قراءة الأدعية والسبقات (الأقوال) الدينية, من قبل احد رجال الدين, حينها يقوم الناس بالابتهالات والتضرع لله ولطاووس ملك وللشيخ آدي, لكي يحل الخير الوفير عليهم, ويسود السلام في أرجاء المعمورة, وتستمر هذه الاحتفالات الدينية الى ما قبل منتصف الليل, وفي صباح يوم العيد يقوم الأزيديون بتعليق ورود شقائق النعمان (الحمراء), مع قليل من قشور البيض الملون بواسطة الطين على الأماكن العالية من أبواب البيوت أو الجدران الخارجية , كذلك يقوم الأهالي بتلوين البيض المسلوق, بألوان مختلفة وتقديمها للزائر مع الحلويات, إذ يتبادل الأهالي الزيارات فيما بينهم, لغرض تقديم التهاني والأمنيات بحلول السنة الأيزيدية الجديدة, وتكون مملوءة بالخصوبة والنماء والسلام, ثم تبدأ العوائل بنحر القرابين وطبخها, كذلك عمل نوع خاص من الخبز يسمى (صوك) وهو عبارة عن قرص سميك من الخبز يطلى بالدهن ويوزع على البيوت المجاورة, طلبا للرحمة للأموات, ويؤخذ قسم منه مع باقي الأكل الى القبور, لأكله وتوزيع الباقي على فقراء الناس المتواجدين هناك.
واضاف جبر: في هذا الشهر أي نيسان يحرم الزواج بين الناس, حيث يتم فيه زواج الملائكة حسب المثيولوجيا اليزيدية, كذلك يحرم حفر الأرض, لأنها حبلى بالثمار والحشائش, لذا يتم تلوين البيض لاعتقادهم ان البيضة تمثل الأرض في شكلها وجوهرها, ومن هنا تمثل الطبيعة في تنوعها وألوانها المعطاءة, أما استخدام شقائق النعمان فهي رمز للحياة الأبدية, وتعلق على الأبواب كبشارة للعالم, ان هذا العيد يمثل انتعاش الطبيعة واخضرارها, وعودة الخصوبة بعد الغياب والخفوت في فصل الشتاء.
وفي ختام حديثه أوضح قاسم إن الأزيديين يعتقدون أن هذا العيد مماثل لعيد رأس السنة البابلية, والمسى (أكيتو).[1]