=KTML_Bold=القصة الكردية تُبرز الواقع الكردي في المهرجان الثامن للقصة=KTML_End=
قامشلو/ علي خضير
بهدف مشاركة الشباب وتطوير أنفسهم، وإغناء #القصة الكردية# ، وتطويرها نحو الأفضل، أُقيمَ المهرجان الثامن للقصة الكردية هذا العام، تحت عنوان “القصة مهد الأم الكردية”، مساء الثلاثاء 13 حزيران الجاري، وانتهى بتاريخ 17 من الشهر ذاته، لعام 2023 في حديقة القراءة بمدينة قامشلو، بمشاركة 21 قاصاً وقاصّة، وبحضور العشرات من المثقفين والأدباء، والمهتمين بالأدب الكردي من إقليم الجزيرة.
نظَّم المهرجان اتّحاد الكتّاب الكرد في سوريا، والذي أُقيمَ بنسخته الأولى عام 2014م، وكان المفترض أن يكون هذا المهرجان بنسخة العاشرة، ولكن تمَّ تأجيله مدة سنتين؛ بسبب وباء كورونا، ومن الملفت في هذا العام مشاركة المرأة بنطاق واسع مقارنةً بالسنوات الماضية، استمر المهرجان على مدار خمسة أيام متتالية، ورافقت الأمسيات نشاطات ثقافيّة فنيّة ترفيهية موازية متنوعة.
تناولت القصص هموم ومآسي الشعب…
وحسب عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الكتّاب الكرد في سوريا “رضوان محمد” إنَّ أغلب القصص كانت تتمحور حول هموم الشعب ومعاناة المهجرين في شمال وشرق سوريا، في ظل الاحتلال التركي للمنطقة، سواء في عفرين أو في سري كانيه، وتمَّ تحديد جوائز مادية عن طريق لجنة سرية مختصة في كتابة القصة باللغة الكردية، فالفائز الأول نال مبلغ مالياً بقيمة مليونين ونصف ليرة سورية، والفائز الثاني مليون ونصف، والثالث مليون ليرة سورية.
وفيما يتعلق بشروط المسابقة، أن تكون القصة جديدة غير منشورة سابقا، وبخصوص عدد الكلمات من 500-2000 كلمة”.
ومقارنةً بالسنة الماضية، قال محمد: “هناك مشاركون أكثر في النسخة السابعة للمهرجان، لأن المهرجان كان يضم مشاركين من خارج المنطقة، أما هذا العام فاقتصرت المسابقة على مشاركين من داخل شمال وشرق سوريا، وأردنا منح جائزة مالية لمساعدة المشاركين، ومنحهم بعض الدعم ماديا أيضا”.
من القصص التي طُرِحَت
ولتسليط الضوء أكثر على المهرجان والمشاركين فيه التقينا القاص “جواني عبدال” وهو مهتم بالكتابة والشعر، والمسرح باللغتين العربية والكردية، والذي شارك في النسخ السبع لهذا المهرجان، وشارك في هذا العام بالنسخة الثامنة للمهرجان بقصة تحت عنوان (الحياة)، وتدور حول رجل عجوز سبعيني وزوجته العجوز، حيث هناك جفاء بينهما وبرودة ونفور وتلاسنات؛ ما يؤدي إلى مفارقة الزوجة للزوج، ليذهب ويعيدها بعد فترة، ويناديها من النافذة بطريقة ضمير الغائب (قل لها، وقولي له)، وهي ترد عليه بالطريقة نفسها، لتأتي إليه ابنته الكبرى، وتقول له كفى يا أبي، وكأنك تخاطب أمواتاً؛ انسَ هذه الحياة، وعش حياتك المثالية، وكفى جفاءً، وفي النهاية يذهب إلى غرفتها، لكن الزوجة تموت، فيقصد قبرها ويناجيها، ويتكلم معها بطريقة تمزج بين الاشتياق والحياة، التي مرت معهما.
وبيّن “عبدال” أنَّ المغزى من هذه القصة إيضاح أنّ الإنسان يصل إلى مستوى برودة وجفاء للحياة وللأشخاص، وبالوقت نفسه يشتاق لأشخاص قضى عمره معهم، ولا يستطيع التخلي عنهم، ولا سيما الزّوجان.
تقييم المشاركين للمهرجان
أوضح “عبدال” مُقيِّماً المهرجان مقارنةً بالسنوات الماضية: “كان هناك مشاركات أكبر في العام الفائت، من أطراف كردستان الأربعة، ب 29 قصة طويلة وقصيرة، وقصة حكاية، وقصة حدث، أمّا هذا العام كان هنالك 21 قصة، والملفت في مهرجان هذا العام أنه هناك تسع مشاركات من الوجوه النسائية، وهذا يدعو إلى الفخر، وأنه هناك اهتمام بالنص القصصي، وأن القصة أصبح لها باع طويل في طرح النموذج الأدبي”.
وعن تقييم القصص المشاركة لهذا العام أوضح أنَّه هناك إقبال للكتّاب والجمهور، ولكن بالنسبة لمستوى القصص هنالك تفاوت كثير، وعدم فهم عناصر القصة ككل، حيث يكتب القاص أي حدث وحكاية، وهذا يضعف القصة كنموذج أدبي خاص بذاته.
واختتم جواني عبدال حديثه: “أتمنى الاستمرارية في هذه المهرجانات والمناسبات الأدبية، التي تشجع الأهالي ككتّاب وقرّاء للمشاركة بهذه النشاطات والفعاليات، التي تقام سنوياً لكي تشد الشباب، وتنشط الأقلام والمشاركة، لأن شروط المشاركة أن تكون القصة من نتاج جديد، ما يدعو ويحفز لتقديم الأفضل والجديد”.
مشارَكة لأول مرَّة
كما والتقينا الشاب القاص “ميلاد غزالة“، والمشارك للمرة الأولى في هذا المهرجان: “شاركت قبل هذا المهرجان في مسابقة الشعر الكردي، الذي نظمه اتّحاد مثقفي روج أفا كردستان (HRRK)، ولدي خمس قصص، كوني في بداية مشواري القصصي، شاركت بهذا المهرجان لكي أرى تقييم كتابتي للقصة لوجود لجنة تقييم للقصص”.
أما قصته التي شارك فيها “شوهد من قبل”، وهي ظاهرة تحصل مع أغلب الناس، في حال حدوث شيء ما لشخص ما، ولكن لا يعلم لماذا، ومتى حصل هذا الشيء معه، وتحكي القصة عن شخص مختلف عن المحيط، الذي يعيش فيه، ويعيش في عالمه الخاص وبأفكاره الخاصة، فمن خلال ركوبه الباص ذاهباً لزيارة أخيه، يكتب عن سبب وجود الناس وعيشتهم من خلال مصادفته لهم في الطريق، ليتعرف على سبب وجوده أيضاً.
واختتم ميلاد غزالة: “أتمنى استمرارية المهرجانات لأجل دعم الكتّاب الشباب، بالإضافة لجعل المهرجان القادم على مستوى أجزاء كردستان كاملةً، وليس على مستوى شمال وشرق سوريا فحسب”.
المشاركون في المهرجان
أمَّا المشاركون فهم: (عبود مخصو، أناهيتا سينو، أفين يوسف، شاما محمد، آرام علي، عباس إسماعيل، شمس عنتر، ميلاد غزالة، دلفين كرمانج، آلان عبد الله، جواني عبدال، فاطمة أحمد، خورشيد أحمد، هيشيار مراد، محمد باقي محمد، ناز علي، عمران يوسف، صلاح سيدا، لمعة علي، عباس موسى، بوتان هوشي).
يعدّ مهرجان القصة الكردية تظاهرة أدبية سنوية في شمال وشرق سوريا، وتدل استمراريته قرابة عشر سنوات، على توفر إرادة تنظيمية من جانب القائمين عليه، من اتحاد الكتاب الكرد – سوريا، والإدارة الذاتية، التي لها الدور الكبير في تطوير واستمرارية ونوعية هذا المهرجان، وتنظيمه.
أما فيما يؤخذ عليه، فهو ضعف في نوعية الأسلوب وفي المستوى الفني للقصص المشاركة، وهو ما يؤثر في المستوى العام للمهرجان من ناحية مشاركة الكتّاب النوعيين للقصة، أو من ناحية الحضور، ومتابعة المهرجان في الوسط الأدبي والثقافي الكردي في شمال وشرق سوريا.[1]