=KTML_Bold=الدولة الفيدرالية هي المخرج لمشكلاتنا القومية=KTML_End=
#بير رستم#
الكاتب الآشوري؛ سليمان يوسف كان في كل كتاباته ينتقد الأحزاب وبعض الشخصيات الثقافية ذات التوجه القومي تحت دواعي الوطنية السورية، بالرغم من أن أي قارئ جيد كان يدرك بأن هو نفسه كان ينطلق في انتقاداته تلك من مواقف قومية بحتة ولن نقول عنصرية، لكن لم يمض به الوقت طويلاً ليكشف لنا كل أوراقه وبأن أكثر قومية وراديكالية من أي حزب قومي كردي وأعتقد من يتابعه يدرك ذلك جيداً وخاصةً من خلال منشوراته مؤخراً، لكن ما يلاحظ في منشوره الأخير وقبله أيضاً؛ بأن الكرد باتوا في قراءته السياسية نظراء لكل من العرب والترك في “قمع وسلب واحتلال أراضي الآشوريين” حيث يكتب قائلاً؛ “الآشوريون و (الصراع مع الذات) : إذا ما دققنا بما جرى ويجري على الساحة الآشورية من حراك ، أرى أنه لا يرتقي الى مستوى (النضال القومي ) لانتزاع الحقوق المشروعة للشعب الآشوري ممن تعدى على الآشوريين (سرياناً كلداناً ) وسلبهم أرضهم وتسبب في تشريدهم وتهجيرهم من موطنهم التاريخي (بلاد ما بين النهرين – بلاد آشور). بمعنى آخر ، الآشوريون(سرياناً كلداناً) لا يخوضون نضالاً حقيقاً ، لانتزاع حقوقهم من الحكومات ( العربية والتركية و الكردية ) التي تقاسمت بلاد آشور”! (انتهى الاقتباس).
ربما علينا نحن الكرد أن “نفرح” بهذا التصريح؛ بأننا صرنا في مصاف الدول الاحتلالية لأراضي وجغرافيات الآخرين وذلك بعد سنوات وعقود وأحقاب طويلة من المظلومية لاحتلالات الآخرين لأراضينا.. والآن دعونا من الحديث التوري وخلونا بالجد كما يقولون؛ أولاً لا خلاف بأن جغرافية المنطقة شهدت الكثير من الحروب والصراعات بين مكوناتها التاريخية من قبائل وشعوب وملل وإن جغرافية كل قوم وملة وأمة تعرضت للانكماش أو توسعت على حساب الآخرين بحسب قوة الدولة في مرحلة من المراحل وبأن الآشوريين مثلهم مثل باقي مكونات المنطقة تمددوا على حساب الآخرين وانكمشت جغرافيتهم في وقت آخر ولكن كل هذا الحديث لن يقدم أو يؤخر أو يغير شيء من الواقع على الأرض، كما قولنا نحن الكرد؛ بأن الأتراك جاؤوا من خارج المنطقة ورغم تاريخية وحقيقة المقولة، إلا إنها لن تعيد الأتراك لأواسط آسيا، وكذلك مقولات الأخ يوسف لن تعيد أمجاد الإمبراطورية الآشورية وجغرافيتها عندما كانت في أوج قوتها!
وبالتالي ليس أمامنا كشعوب وقوميات إلا التوافق والعيش المشترك ضمن هذه الجغرافيات والاتفاق على مشروع سياسي يحقق حقوق كل مكوناتها وبقناعتي الدولة الفيدرالية -سويسرا نموذجاً- هو التطبيق الأمثل الذي يمكن أن ينقذ مجتمعاتنا من صراعاته المستدامة حيث تجد (26) كانتوناً في سويسرا وداخل كل كانتون، بل داخل كل مدينة هناك بلديات عدة وبرلمانها المحلي وذلك بحسب حجم المدينة وعدد سكانها وبمقدور البلدية أن تمنحك الجنسية، طبعاً ترفع موافقتها للمركز العاصمة برن وهي توافق بشكل أوتوماتيكي كما يقال، كون موافقة البلدية هي الأساس وهكذا يمكن للأخوة الآشوريين أن يشكلوا بلديات خاصة بهم مثلاً واحدة في قامشلو وأخرى في تل تمر ومثلهم في إقليم كردستان وذلك بحسب توفر الحجم السكاني لهم مع تمثيلهم في كل المجالس والإدارات وهكذا يمكن تطبيق هذا النموذج على عموم الجغرافيا السورية وحينها ربما نتخلص من رهاب وفوبيا الصراعات القومية والطائفية المذهبية، أما أن تنتقد الآخرين بسبب قوميتهم وعنصريتهم وتقع في نفس المطب فهنا الكارثة.
وبالمناسبة العديد من الحركات الثورية ومنها الكردية وقعت في هذا الخطأ الجيوسياسي حيث وبعد أن كانت تصف الآخرين بالقوموية العنصرية وفور حصولهم على استقلالهم بدؤوا بممارسة العنصرية القوموية ضد بعض الأقليات الداخلة في جغرافيتهم المحررة ونأمل أن لا نعيد تجارب الآخرين في الاستبداد وقمع الحريات.[1]