=KTML_Bold=اللُّغة الكرديَّة من التَّهميش إلى النُّهوض بمساعٍ مؤسَّساتية=KTML_End=
صحيفة روناهي
قامشلو/ علي خضير
تقوم هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة وهيئة التَّربية والتَّعليم في شمال وشرق سوريا، بجهود حثيثة من أجل التَّركيز على لغات المنطقة، ولهجاتها بشكل عام، واللغة الكردية بشكل خاص، وذلك انطلاقاً من إيمانهما العميق بأهمِّيَّة اللُّغة، ودورها في التَّثقيف، ونشر المعرفة والعلم، والأدب في كل مكان، ناهيك عن ضرورة تعريف العالم باللُّغات المحلِّيَّة ولهجاتها.
حيث أنَّ اللغة الكرديَّة كانت الوحيدة من بين اللغات، التي لم يُسمْح بتدريسها، حتى تعدَّى الأمر إلى عدم السَّماح بالتَّكلم بها، ولا حتَّى الغناء بها قبل ثورة روج آفا، وتأسيس الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وتأسيس العديد من المؤسسات لإحيائها والحفاظ عيها من الصهر، وتعليمها لغة رسمية للأجيال.
دور هيئة الثَّقافة في الحفاظ على اللغة الكردية
فيما يخص الحفاظ على لغات شعوب المنطقة عامة، واللغة الكردية بشكل خاص، كان لنا لقاء مع الرَّئيس المشترك لهيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة “إلياس سيدو” وفي مستهل حديثه قال: “تسعى هيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة إلى إحياء ثقافات ولغات شعوب المنطقة بشكل عام، واللغة الكردية بشكل خاص، من خلال المشاركة في الفعاليات، التي تقيمها الهيئة خلال السنة، وهذه الفعاليات تتيح فرص المشاركة بلغات شعوب المنطقة، وهي اللغة الكردية، والسريانية، والعربية، لأنها اللغات السائدة في شمال وشرق سوريا، وقيام الشعوب ببناء الدُّور الثَّقافيَّة الخاصة بها، على سبيل المثال فيما يتعلق بالشعب السرياني وبرعاية هيئة الثقافة تمّ فتح دار عبد المسيح قرباشي في الحسكة، ودار نعوم فائق في قامشلو، ودار توما نهرويو في تربه سبية، وذلك لإحياء الثقافة واللغة السريانية والاهتمام بها”.
وعن دور هيئة الثقافة في توسيع نطاق اللغة الكردية أوضح “سيدو”: “إنَّ هيئة الثقافة تولي اهتماماً باللغة الكردية، لأنها كانت مهمَّشة عبر أزمنة مختلفة من حيث التعليم، وعدم إتاحة الفرصة للكتابة بلغة الأم، وطباعة النتاجات، وعدم وجود كتب باللغة الكردية متاحة للقرَّاء، وتشجع هيئة الثقافة على الكتابة باللغة الكردية وطباعة نتاجات الكتاب، وإقامة المعارض وفتح دورات تعليم اللغة الكردية في مؤسسات الهيئة”.
=KTML_Bold=ما دور النَّشر وما عدد الكتب باللغة الكردية؟=KTML_End=
وبين سيدو ازدياد عدد دور النشر في الآونة الأخيرة، حيث تقوم هذه الدّور بالترجمة والنشر، ودعم النتاج الثقافي من خلال مشاركاتها في معارض الكتاب، فعلى سبيل المثال إن عدد دور النشر المشاركة في معرض الكتاب الكردي لهذه السنة يصل إلى ثلاث عشرة داراً، وعدد الكتب 12140 كتاباً، وهو معرض سنوي يُقام بتاريخ 15-05-2023 وهو يوم اللغة الكرية ولغاية 17-05-2023.
الفعاليات التي أُقيمَت من أجل إنماء اللغة الكردية
تقيم هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة سنوياً فعاليات ونشاطات كثيرة، إضافة إلى مشاركتها في أغلب الفعاليات، التي تقام في شمال وشرق سوريا، وعن ذلك حدَّثنا سيدو “لقد أقامت هيئة الثقافة مسابقة الطفل بمناسبة عيد ميلاد القائد، وقدمت مدرسة المسرح التابعة لهيئة الثقافة الكثير من العروض المسرحية، في جميع مدن المنطقة، وتقوم بالتحضير حالياً لمعرض الكتاب الكردي، ومهرجان أوصمان صبري للأدب، ومهرجان أدب وفن المرأة، ومسابقة كاتب المستقبل للطفل، ومهرجان مردوثو السنوي، وغيرها من الفعاليات”.
=KTML_Bold=خطط مستقبلية من أجل تنمية اللغة الكردية=KTML_End=
وتابع سيدو: “طبعاً هناك العديد من المشاريع الخاصة بتنمية اللغة الكردية، وأولها طباعة الكتب باللغة الكردية، والاهتمام بطباعة كتب للأطفال، وإقامة ندوات ومحاضرات خاصَّة بها، وتشجيع الأطفال على الكتابة بها من خلال إقامة ورشات تدريبية لهم، وتكريم المبدعين في مجال اللغة الكردية، والفنانين أيضاَ الذين حافظوا على التراث والفولكلور الكردي من خلال إخلاصهم لها، وإبداعهم فيها”.
واختتم سيدو حديثه: “نتمنى أن يعم الاستقرار في المنطقة وترى هذه المشاريع النور في المرحلة القادمة، ويتحرر شعبنا من الظلم، ويتمكن من أداء دوره في الحضارة الإنسانية، ونحث جميع الشعوب على الاهتمام بلغة الأم ومشاركتهم بجميع الفعاليات والمهرجانات، التي تقام على مدار السنة”.
=KTML_Bold=الدور الكبير في إحياء اللغة الكردية يعود لثورة روج آفا=KTML_End=
والتقينا أيضاً الرئيسة المشتركة لهيئة التربية في شمال وشرق سوريا “سميرة حج علي” وتحدَّثت عن اللغة الكردية قبل ثورة روج آفا: “في ظل حكم البعث كانت الكردية ممنوعةً، بكل أشكالها، في التكلُّم بها، وتعليمها، وغنائها، فالشعب الكردي من حقه مثل باقي الشعوب أن يتعلم لغته الأم ويتكلم بها، ولكن الحكم الشوفوني لم يكن يسمح بممارسة هذا الحق المشروع، فالشعب الكردي يعاني من ضعف التعليم لأننا لم نتعلم بلغتنا الأم، فقد كان التعليم بالكردية يقتصر في ذلك الحين في البيوت وبشكل سري، وكان هناك اعتقال لمعلمي اللغة الكردية من قبل الحكومة السورية آنذاك، ساعين بسياسة القمع وكسر إرادة الشعوب ووجودها، وكان ذلك يؤثر نفسياً على كل شخص ومواطن كردي يجد ظروفاً حياتية مأساوية وصعبة”.
=KTML_Bold=كونفرانسات كانت تُقامُ سرَّاً بهدف الدِّفاع عن اللُّغة الكرديَّة=KTML_End=
وتابعت سميرة حاج علي: “بعد ثورة روج آفا كانت انطلاقة مؤسسة اللغة الكردية بكونفرانسها الأول في حلب 2007 والثاني 2009 في كوباني و2012 في عامودا، حيث كانت تعقد تلك الكونفرانسات سرَّاً بسبب منع الحكومة السورية لذلك، ومع بداية ثورة روج آفا كانت ثورة اللغة للشعب الكردي انطلقت مع ثورة 2011 وتم افتتاح مدارس في قامشلو وعفرين، وديرك، وكوباني، ففي كونفرانس عامودا تم إقرار فتح تلك المدارس، وأيضاً تدريب المدرسين على اللغة الكردية بشكل موسع، وإدخال اللغة الكردية إلى المدارس لأنَّه من حق أي شعب أن يتعلَّم بلغته الأم، ويعود ذلك لعشق هذا الشعب لوجوده العريق، فالدَّور الكبير يعود لثورة روج آفا في إحياء اللغة الكردية”.
=KTML_Bold=دور هيئة التربية والتَّعليم في تنمية اللغة الكردية=KTML_End=
أمَّا عن دور الهيئة أوضحت “سميرة” أنَّها قامت بتأسيس مؤسسة المناهج، وإعدادها وكانت تتضمَّن ثلاث لغات من بينها اللغة الكردية، وتدريب المعلمين في المعاهد كمرحلة أولى على هذه المناهج، وافتتاح جامعات كمرحلة ثانية ومعاهد لإعداد المعلمين لتدريب المعلمين، ولاستقطاب الطلاب الذين يتخرجون من مدارس الإدارة الذاتية. أمَّا المرحلة الثالثة بيَّنت أنَّه تم إنشاء أكاديميات لتقوية مدرِّسي اللغة الكردية، وباقي الشعوب على المناهج الجديدة.
=KTML_Bold=لمؤسساتنا دور ريادي بتطوير اللغة الكردية=KTML_End=
واستكملت “سميرة” حديثها عن دور تلك المؤسسات، التي تم إنشاؤها: “أنَّه دور ريادي كمؤسسات تربوية تابعة لهيئة التربية والتعليم، وحتَّى اليوم مستمرَّةً بعملها التربوي وبجهد مبذول للحفاظ وتطوير المناهج ضمن المدارس، وإيجاد الحلول وما يتناسب مع متطلبات التعليم في هذه المرحلة”.
وكما أوضحت “سميرة” يبلغ عدد معلمي ومعلمات اللغة الكردية في شمال وشرق سوريا 9681، تسعة آلاف وستمائة وواحد وثمانون معلماً ومعلمة، وعدد طلَّاب اللغة الكردية يصل إلى 102863 مائة وألفين وثمانمائة وثلاثةٌ وستون طالباً وطالبة.
واختتمت حديثها سميرة حاج علي الرئيسة المشتركة لهيئة التربية في إقليم الجزيرة: “نحيّي كل شعبنا في شمال وشرق سوريا وخاصَّةً الشعب الكردي بيوم اللغة الكردية، وللمعلمين والطلاب وكل الكادر التعليمي ضمن هيئات التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا، لنضالهم وعملهم الجاد تجاه المؤسَّسات التربوية والتَّعليمية”[1]