$سامي ريكاني: اتفاق الاعداء( التركي، الايراني، الروسي) ومستقبل الكورد$
هل من البعيد ان يتفق اعداء الامس واصدقاء اليوم، الاتراك والايرانيون وبرعاية روسية وتواطوء امريكي ضد القضية الكوردية من خلال صفقات سياسية واقتصادية وامنية يجري الحديث عنه عبر بغداد وانقرة على تقرير مصير العراق بعد الانتهاء من الموصل وحلب! كما يفعلونه الان في سوريا على حساب الكورد والسنة؟. لاتستبعدوا فالخطة جرى الاعداد لها سرا واحكم خيوطها بعد ان زرعت قنابل موقوته وهي بانتظار ساعة الصفر للضغط على زر الانفجار، والملفت في الامر ان هذا يجري امام اعين قادة الكورد وبعلمهم دون ان نسمع منهم اي دعوة او نداء الى مواجهة هذه المؤامرات المكشوفة والمفضوحة التي تحاك علنا ضد الوجود الكوردي، ولكن يبدو ان تورط الاحزاب الكوردية في اللعبة هو جزء اخر من القصة الذي لايعلمه الشعب الكوردي، والذي ستكون كتابة نهاية فصولها الاخيرة على ايدي قادتها بعد ان رضوا بالاستمرار فيها بعد ان رسم لهم هؤلاء المتامرون ادوارا سبق ان ادوها حتى اوصلوا بالمجتمع الكوردي وتجربتها الفتية الى حافة الهاوية عبر خلافاتهم واستقطاباتهم الحزبية وربط مصيرهم بمصير الصراع الاقليمي وبعد تهاونهم مع الفساد السياسي والاقتصادي.
طبيعة الاتفاق واهدافها
اتفاق تركي ايراني لانهاء دور اقليم كوردستان وافشال تجربتها بعد ان اضعفتها تدخلاتهما في شؤونها الداخلية خلال السنوات الماضية وذلك ليثبتوا للعالم بانهم شعب لايستحقون ان يكون لهم دولة ولتقدمهم كعبرة لاكراد تركيا وايران وسوريا.خاصة وان الدولتين استطاعوا عبر تلك السنوات ان يتوغلوا في العمق الكوردي عبر الاحزاب الكوردية مستغليين او مختلقين صراعات وخلافات بينهم نتجت عنها تقسيمين اداريين للاقليم كانت تدار عبر مؤسسات موحدة شكليا والتي لم تبقى على حالها هي ايضا في الاونة الاخيرة ، وانكشفت على حقيقتها بانها لم تكن في يوم من الايام تحت ادارة موحدة، بل كانت تدار عبر تنصيف السلطة بينهما طوال السنين التي فاتت من عمر تشكل الاقليم منذ التسعينيات، واستمر الحال حتى اصبح الوضع اليوم في الاقليم يعبر في اوضح اشكالها عما مايرسم لها التوغل لنفوذ كل من ايران وتركيا في العمق الاستراتيجي لكلا الادارتين التي تمدهما بعوامل الاستمرار في ابقاء الوضع على حالها طوال السنين التي فاتت حتى وصلت بالاقليم الى الشلل التام سياسيا واقتصاديا، ووصل هذا الترابط المصيري بين الاطراف الخارجية والداخلية حتى اصبح الحفاظ عليها لدى الادارتين لها الاولية عند كل واحد منهما على اي اولويات اخرى من قبيل بناء الدولة المؤسساتية اوتغليب الوحدة القومية او وحدة الاراضي الكوردية او مصلحة الشعب حتى غلبت على رؤيتهم حول حدود وصيغة الدولة الكوردية التي يزعمونها، ويبقى الخلاف واللامبالات بين الاحزاب الكوردية مستمرا مع تعاظم المؤامرات واقترابها يوما بعد يوم ضد القضية الكوردية ، وبدل الحراك لمواجهتها فانهم الان بانتظار التوصيات منهم لاكمال المهمة التي ستوكل اليهم بعد هذا الاتفاق الاقليمي الاخير الذي يقطع مراحله متنقلا من سوريا الى العراق ضد الكورد بحجة محاربة داعش، ولنكن منصفين فان القيادات الكوردية وعت اخيرا مخاطر مايجري وهم يحاولون عبثا ردم الهوة بينهم من طرف وبدا البحث والتحرك خارجا عن النطاق الاقليمي بالتعويل على الدعم الغربي والدولي من طرف اخر الا ان ذلك جاء متاخرا باعتقادي مع وجود بعض الحظوظ التي تحتاج الى جهد اكبر لتعويض مافات .
جذور الازمة ومراحل تطورها، التي اوجدت الارضية الصالحة للمؤامرة
حتى لانذهب بعيدا في تقصي جذور الازمة وحيثياتها التي ادت الى الوضع الذي يمر به اقليم كوردستان حاليا، والتي هيئة ارضية خصبة لايقاعها في فخ المؤامرات الاقليمية، ولكوننا قد اشرنا اليها مرارا وتكرارا عبر مقالاتنا السابقة فلا داعي لتكرارها، لذلك راينا بان نبدا منطلقين من فترة قريبة دون الخوض في اعماقها البعيدة ، والتي نعتبرها فترة هامة لكونها لطالما كانت مرحلة مفصلية في تطور الاوضاع وتاثيراتها على مستقبل الكورد في المنطقة والتي نحددها بما بعد انطلاقة ماكان يسمى بالربيع العربي، حيث بدات القصة في اعقابها مع العراق بعد الانسحاب الامريكي من العراق في 2011 بعد وصول هذا الربيع الى سوريا، وظهرت معها بوادر الصراع التركي الايراني مما تسبب بدمار الدولة السورية شعبا وارضا، وانعكس ذلك على الواقع العراقي، وتمخض عنها رمي المالكي نفسه في الحضن الايراني وتسليم مفاتيح بغداد لسيده الجديد قاسم سليماني، وبدا بتصفية الخصوم والاصدقاء من المشاركين معه في العملية السياسة في العراق من سنة واكراد، وبعد تقليص دور السنة ، اراد المالكي اتماما للمهام الموكولة اليه من قبل ايران الالتفاف على سيادة اقليم كوردستان للضغط على تركيا وحلفائها عبر ذريعة الحق الشرعي لسيادة بغداد على اراضي العراق ومنها اقليم كوردستان، فحاول عبثا عبر شد خيوط اطراف حيات الاقليم الكوردي السياسية والاقتصادية وعلاقاتها الخارجية نحو مركزية بغداد ومن ثم تقديمها مع باقي العراق مطية يركبها سيده الايراني، بعد ان سوق لها حرب طائفية.
وكان لتركيا بالمقابل حبل اخر عبر اقليم كوردستان اراد ان يشدها الى انقرة وذلك بالضغط على اربيل والسنة معهم ايضا وبذريعة مواجهة المد الايراني حتى انتهى المطاف بالحبلين ليركبهما البغدادي حتى اوصلته الى اعلان دولته للخلافة عبر بوابة نينوى.
الا ان انعكاس هذا الصراع الايراني التركي عبر المالكي واربيل لم يبقها في حدود الصراع بين بغداد واربيل بعد مواجهتها من قبل الاخير بعدم الانصياع لها، بل امتد ليقسم الصف الكوردي بين اربيل والسليمانية ايضا، وما بين شد الاقليم من قبل اربيل الى انقرة، وشدها من قبل السليمانية الى بغداد وقع الاقليم في فخ الدولتين حتى وصل الامر بان يكون امر الاقليم مرتبطا بالتنصيف بين تركيا وايران، وكانت من تبعاتها امدادهما لحبل دولة الخلافة لتمتد الى شنكال وكركوك ولولا التدخل الدولي وايقافهم لتمددها لكانت قد انتقلت معركتها الى اربيل ودهوك.
ومن جانب اخر فتركيا التي لم تسعف اربيل اثناء محاولة اقتحامها من قبل داعش، فانها اوقعت اربيل بحجة حمايتها من منافسيها الكورد ومن بغداد في صفقات اقتصادية وسياسية وامنية حتى وصلت الى ان اغرقتها بالديون حتى اصبح الانفكاك عنها مستحيلا ، مما تبعه تقزيم لدورها حتى في صنع قرارها الداخلي التي لا تكون الابموافقة انقرة، كما ان اشراك السليمانية في هذه السياسة من جهة ومحاولاتها ارضاء بغداد وايران من جهة اخرى بسبب خلافاتها الداخلية جعلت منها اضحوكة سياسية لايمكن لها ان تحل او تعقد اي مسالة ولم يبقى لها سوى الاستكان الى الحضن العراقي عبر بغداد ارضاء لايران لتحميها ومصالحها من الضغط التركي عبر اربيل وللتملص والابقاء على مكتسباتها مع اربيل ايضا في مواجهة شغب حركة التغيير الذي يهدد مستقبله السياسي في السليمانية وبغداد ايضا، كل هذا جعل من الاقليم الكوردي لعبة بيد بغداد وانقرة تتزايد على مستقبلها من اجل الحصول على مكتسباتها في الجولات التفاوضية التي تجري بينهما في الايام الاخيرة.
المناطق المستهدفة للانطلاق نحو تنفيذ الخطة؟
ويمكن ان يتم عبر نقطين بعد ان زرع فيهما مفخختين ترتقبان الضغط على الزر لتنفجر فيهما:
الاولى في شنكال: وذلك بربط حل التواجد التركي في العراق بذريعة تواجد حزب العمال الكوردستاني فيها والتمسك بان الاول لاينتهي الا بالانتهاء من الثاني، وستبدا الخطة باثارة الفتنة بين الاطراف الكوردية ودفعهم للاقتتال بينهم والذي لا ارى بانهم سيقعون في هذا الفخ بسهولة،خاصة ان الطرفين حكومة اربيل وقيادات البكك مع تراشقاتهم الاخيرة والتهديد بالمواجهة المسلحة بينهما الا ان قيادات عليا في كلا الحزبين نفوا ان يدخلوا في حرب الاخوة ضد بعضهم البعض، وفي حال فشل ذلك فان تركيا ستحاول التوغل عبر الاتفاق مع بغداد والدخول الى الاراضي الكوردية بحجة ملاحقة البكك(مسلحي الحزب العمال الكوردستاني) والتقرب لامداد الموالين لها تجهيزا لترتيب الاوضاع في نينوى بحيث يحد من النفوذ الكوردي والبدا باضعافهم اداريا وعسكريا لصالح الموالين لبغداد وانقرة.
الثانية في كركوك: واثارة الفتنة بين العرب والاكراد عبر الحشد الشيعي الموالي لايران التي اخذت مواقعها في مناطق حساسة حتى داخل اقليم كوردستان ولم يبقى لهم الا ترقب الاوامر باثارة الفتنة بينهم وبين البشمركة الكوردية او اثارتها بذريعة حل مستقبل كركوك، او العمل عبر عملية مخابراتية بتوجيه داعش الى كركوك كما فعلتها تركيا في كوبانى مما سيعطي الحجة لدخول كل من القوات العراقية من طرف والموالين لتركيا تحت حماية جيشها اليها، وسيساعد ذلك الى تغيير ديموغرافية كركوك وتوازنات القوة داخلها لغير صالح الاكراد، بعد ان كانت في ايديهم لحد الان، بحيث تدخل حلها ضمن صالح كل من بغداد وتركيا.
كيف سيبدا تنفيذ الخطة او المؤامرة المبيتة بين بغداد وانقرة ضد الاقليم
اولا: عبر تعميق الخلافات بين الاطراف الكوردية ومنع توصلهم الى اي اتفاق سياسي مع تعميق الازمة الاقتصادية التي بات حلها لايمر الا عبر بغداد وانقرة، وبهذا يكون الاكراد قد ابتلعوا الطعم واصبحوا لاحول لهم ولاقوة جراء السياسات الغير حكيمة في ادارة الاقليم وبعد تفريغ خزينة الاقليم وتدمير بنيتها التحتية مما اخرج خزينة الاقليم على الفاضي مديون للداخل والخارج يستجدي بغداد وانقرة والعالم اجمع ليدفع بها رواتب البشمركة فقط، اما الباقي من المشاكل فحدث ولاحرج.
ثانيا: التقديم على الخطوة الاخرى بعد الاتفاق بين بغداد وانقرة ستكون بطلب بغداد اولا من البكك الخروج من جميع مناطق العراق وبما فيها اقليم كوردستان وعلى راسها شنكال وفي حال رفض البكك الخروج فما على بغداد الا السماح للجيش التركي للقيام بذلك مما ستدفعها بعدها للبقاء فيها بنفس الحجة الى ان تكتمل الخطة مع ايران وذلك بتحريكها ايضا اتباعها عبر الحشد الشعبي من خلال كركوك لخلخلة توازن القوى واخراجها من قبضة الاكراد واضعافهم لصالح حلفاء الطرفين العرب والتركمان ووضعها تحت سلطة بغداد.
ثالثا: وبعدها يلزم انقرة بالمقابل بالانسحاب من الاراضي العراقية اذا ما اكتملت الخطة ويتم بموجبها ايضا سحب الدعم مع تحجيم دور اقليم كوردستان خاصة في مجال بيع مواردها من الطاقة اضافة الى تحجيم علاقاتها الخارجية ودورها السياسي، اضافة الى دفعهم للرجوع الى بغداد عند القيام باي عمل سياسي او اقتصادي ومقابل ذلك ستولي بغداد نفس الاهتمام والمكانة الاقتصادية لتركيا التي كانت تحظى بها من خلال اربيل، اضافة الى السماح لها بملاحقة حزب العمال الكوردستاني متى احست بخطرهم.
وبهذا سينتهي دور الكورد، وسيرغمون او سيشترطون بعدها كل من تركيا وايران على المجتمع الدولي الانصياع لاتفاقاتهم اذا مارغبوا المحافظة على مصالحهم في العراق وسوريا، وسيطلبون منهم الكف عن دعم الاكراد بعد محاولة اقناعهم بانهم لايصلحون لقيادة انفسهم فشعبهم بعد تجربة دام 26 سنة مع هذه الثروات الضخمة من الطاقة التي تنعم بها اراضيهم الا ان شعبهم يفتقر الى تحقيق ادنى مستويات المعيشة اوتوفير ادنى حاجاتها الضرورية لحد الان، ومع كل هذا التعاطف والحماية والتعاون الدولي لهم من طرف اخر الا انهم اثبتوا فشلهم في بناء واعلان دولتهم التي كانوا يحلمون بها، وبالنقيض مقابل ذلك احزابهم اصبحوا اغنى الاحزاب على المستوى العالمي وقياداتهم ينافسون اغنى الشخصيات العالمية في بناء ثرواتهم، فلم تتعبون انفسكم بشعب لايعرف شيئا عن مقومات الدولة الا اعتبارهم لها كونها شعارا وماركة تجارية رابحة يتقاتلون شخصياتها فيما بينهم من اجل تثبيت ملكيتها له ولعائلته ليستخدمه من اجل تضخيم ثرواته وامجاده الشخصية والحزبية ولايهتم اي منهم لباقي ابناء قومه ولايهمه بعدها ان يبيعه لهذا او ذاك اذا احس اي منهم بانه لايستطيع حمايتها من المنافسين له من ابناء جلدته.
مستقبل الاتفاق التامري ضد الكورد ومالاتها
مع بشاعة المنظر في الموقف الكوردي المشتت، ومع الاصرار الاقليمي على تنفيذ المؤامرة ضدهم عبر بنود هذا التوافق، وبغض النظر الى ماستؤول اليها تبعاتها المستقبلية، الا انها اتفاقية غير مكتملة وتتخللها ثغرات قاتلة ستعيقها عن تحقيق اهدافها على المدى البعيد، اضافة الى كون استمرار نجاحها عبر مراحلها الحالية الاولية ايضا متوقفة على ما ستؤل اليها الوضع بعد تسلم ترامب الحكم والذي بات وشيكا. وما ستسفر عنها الانتخابات الايرانية المزمع اجرائها في 2017.
فاستمرارية هذا التوافق الاقليمي الدولي بين تركيا وايران وروسيا الجاري الحديث عنه في المنطقة متوقف على ما ستؤل اليها استراتجيات كلتا الدولتين بعد هذين الحدثين وعلى انعكاساتها على هذا التوافق والذي باعتقادي ستؤول انعكاساتها على اقليم كوردستان الى احد الامرين .
فاما انهم سيواصلون الاستمرار في الاتفاق بعد ارضاء امريكا-تراب، وستمر بعدها المنطقة بعهد من الاستقرار المؤقت المتذبذب والبطيء نحو السلام، وذلك بارضاخ جميع القوى للقبول بحل يجهز لهم داخل الدولة عبر بغداد ودمشق، يحظي الجميع من خلالها بالحفاظ على مصالحه، وبذلك ستنجح خطتهم ضد الكورد حسب ماذكرنا اعلاه،بارضاخها وارجاعها الى عهدة بغداد، والذي استبعد ان يستمر جو الاتفاق طويلا.
واما ان المنطقة ستمر بحروب مستمرة، لعدم توافق الاطراف حول اي حل بسبب التضارب والتشابك الشديد بين مصالح واهداف الاطراف الاقليمية والدولية المتصارعة على المنطقة على المدى البعيد، مما سينعكس تبعات ذلك على اقليم كوردستان ايضا بحدوث الاتي
فبذريعة الحجتين السابقتين فلا استبعد اجتياح اقليمي لكوردستان العراق بتواطؤ داخلي تغذيها الصراع والخلاف الكوردي الكوردي واجنداتها المختلفة والمتعارضة مع بعضها البعض ولارتباطاتها الاقليمية، مما سينتج عنه تدخل ايراني عبر الحشد الشيعي تحت غطاء الجيش العراقي وبحماية ايرانية الى المناطق الخاضعة لادارة السليمانية وستحاول الدخول الى كركوك بحجة محاربة الارهاب، وسيتبعه توغل اكثر للجيوش التركية في دهوك واربيل والتقرب الى مشارف كركوك والتوغل اكثر في نينوى، مما سترغم كل من روسيا وامريكا بعد عجزهما عن حل الخلاف الكوردي الكوردي، بحيث لايبقى امامهما سوى الرضوخ لامر الواقع والرضى في التعامل مع ادارتين كورديتين متناقضتين في الاهداف والاستراتيجيات حفاظا على مصالحهما بعد ان تستعين على الدولتين التركية والايرانية لتحقيق ذلك وبعد ان تشترطا عليهم وترغماهم عبر اتفاق ملزم بالحفاظ عليها.
ولكن علينا ان لاننسى ايضا بان هناك عوائق اخرى اضافة الى الخلافات والاهداف والاستراتيجيات المتشابكة والمعقدة بين لاطراف الاقليمية والدولية التي ستحول دون استمرار هذا التفاق وهي العوائق المتعلقة بتحركات الاطراف والدول الاخرى التي تعتبر نفسها مستبعدة عن الاتفاقات الجارية في المنطقة وستكون لمواقفها تاثير بالغ على مجريات الاحداث، والتي تتحرك سرا وعلنا للحفاظ على مصالحها وهي الدول العربية وخاصة الخليجية منها، وكذلك الدول الاوروبية التي بدات عراها تتفكك عروة عروة بعد اظهار ترامب نية التخلي عنها او تغيير سياسات امريكا اتجاهها مما استنفرت تلك الدول قواها فرادا وجماعات للتدخل في المنطقة حفاظا على مصالحها، وهنا يجب ان لاننسى التنين الاحمر (الصين) الذي بات قريبا الى مايؤهلها للقيام بدور عالمي للحفاظ على مصالحها ومواجهة التهديدات التي تجلبها له التحركات الدولية الاخيرة في صراعهم على المنطقة الغنية بالموارد التي تقف عصب التقدم الحضاري للصين عليها ، والذي تخاف منها امريكا قبل اي دولة اخرى، وباعتقادي سيكون للصين تاثيره البالغ على تسريع التقارب بين واشنطن وموسكو لمواجهة طموحها.
لذلك نامل ان تعي القيادات الكوردية والحزبية حجم المؤامرات التي تحاك ضدهم وان يستغلوا معها تلك الثغرات والعوائق والاوراق التي تساعدهم للتخلص من مؤامراتهم وان تكون دافعا تتمخض عن الحوارات الجارية بين الاحزاب الكوردية حلا سياسيا بينهم يرافقه حل اقتصادي، يؤدي الى توحيد الصفوف ورسم استراتيجيات مستقبلية موحدة بحيث تؤهلهم ليكونوا في مستوى التحديات التي تواجهها القضية الكوردية في المنطقة برمتها ومستقبل اقليم كوردستان خصوصا.
“صوت كردستان”
[1]