عنوان الكتاب هو اليوم الذي حدثت فيه أشياء كثيرة، وقد أدت علاقات أميركا مع إقليم كوردستان وتعامل التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة مع الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية في كوردستان سوريا إلى أن تكون المسألة الكوردية حاضرة في مرات عديدة في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع والمؤسسة الاستخبارية الأميركية....
علي زلمي
يتحدث مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتن، في كتاب له عن ذكرياته في البيت الأبيض، ويذكر الكورد 28 مرة في كتابه.
عرف جون بولتن بتعاطفه مع الكورد، وبعد أن غادر منصبه ممثلاً للولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، عينه ترمب في 9 نيسان 2018 مستشاراً للأمن القومي الأميركي، وبقي في منصبه ذاك حتى 10 أيلول 2019.
عنوان الكتاب هو اليوم الذي حدثت فيه أشياء كثيرة، وقد أدت علاقات أميركا مع إقليم كوردستان وتعامل التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة مع الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية في كوردستان سوريا إلى أن تكون المسألة الكوردية حاضرة في مرات عديدة في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع والمؤسسة الاستخبارية الأميركية.
أصبح كتاب بولتن الذي يتحدث عن ترمب والبيت الأبيض موضوع الساعة في أميركا، ومادة عالمية كبيرة. ما تقرأونه في أدناه، ترجمة لمقاطع في الكتاب تتحدث مباشرة عن الكورد:
ترمب: الكورد يفرون باستمرار من مواجهة العراقيين والأتراك
في قسم من كتابه، يتحدث بولتن عن موقف الرئيس الأميركي من حرب داعش وبقاء قوات بلاده في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا، ويقول: أريد الخروج من الحروب السيئة (للشرق الأوسط). نحن نقتل مسلحي داعش لصالح الدول التي هي عدوة لنا. أنا فهمت أنه يقصد روسيا وإيران وسوريا. قال ترمب إن مستشاريه منقسمون قسمين، قسم يريد أن تبقى أميركا هناك إلى الأبد وقسم يريد بقاءها لفترة. كان لترمب رأي مختلف، وقال: لا أريد البقاء بأي شكل. لا أحب الكورد. إنهم يفرون من مواجهة العراقيين ومن مواجهة الأتراك. لا يهربون فقط عندما يتم قصف محيطهم بطائرات إف-18، لهذا سألني ماذا علينا أن نفعل؟، قال وزير الخارجية، مايك بومبيو: إمنحنا أنا وجون بولتن بعض الوقت، لكن كان واضحاً أن ترمب كان يريد انسحاب أميركا من سوريا.
في مكان آخر من الكتاب، يتحدث بولتن عن حادثة وقعت في العراق وإقليم كوردستان، ويقول: في يوم السبت وكان اليوم الثامن من الشهر، هاجمت الميليشيات، بدعم من إيران بلا شك، السفارة الأميركية في بغداد وقنصليتنا في البصرة. كما شنت إيران هجوماً صاروخياً على أهداف لنا بالقرب من أربيل في كوردستان العراق. الهجمات سبقت بأيام ذكرة هجمة 11 سبتمبر، وبالأخذ بهجوم 2012 على مكتبنا الدبلوماسي في بنغازي الليبية، كان علينا أن نفكر ستراتيجياً في الرد على تلك الهجمات، لكن لم يكن كذلك.
خلال السنوات الأخيرة، اجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عدة مرات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكان أحد تلك الاجتماعات في مطلع كانون الأول 2018 على هامش اجتماعات مجموعة G20. جاء في كتاب بولتن أن الاجتماع تناول مجموعة مسائل ومن بينها مسألة المقاتلين في كوردستان سوريا ومناطق الإدارة الذاتية وعبر أردوغان عن شكواه من هذه المسألة لترمب.
يمضي بولتن في الحديث عن هذا إلى القول إن الاجتماع جرى بينما كانت انتصارات كبيرة على داعش تتحقق، وكان بشار الأسد قد استعاد السيطرة على مناطق واسعة في سوريا، وكان الأوروبيون قلقين من إقدام تركيا على مهاجمة شمال شرق سوريا، أي المثلث الواقع إلى الشرق من نهر الفرات، وجنوب تركيا، وغرب العراق، وكان الجزء الأكبر من هذه المنطقة تحت سيطرة المعارضة السورية التي يشكل المقاتلون الكورد المكون الرئيس لها. كان ذلك بينما تم نقل آلاف الجنود الأميركيين والحلفاء إلى تلك المنطقة للمساعدة في الهجمات المتواصلة على خلافة داعش.
دعم سلطات أكبر واستقلال الكورد في أميركا
يقول جون بولتن: تبين أن أردوغان يستحسن القضاء على داعش، لكن الكورد كانوا عدوه الحقيقي. كان أردوغان يعتقد أن الكورد متحالفون مع حزب العمال الكوردستاني ولديه ما يبرر ذلك الاعتقاد. جاء ذلك بينما تعد أميركا حزب العمال الكوردستاني فصيلاً إرهابياً منذ فترة طويلة. أغلب الأطراف المشاركة في محاربة داعش كانت معادية لداعش، إلا أن طهران كانت تركز على الحرب التالية، أي الحرب التي تلي هزيمة داعش. فمع تقلص المنطقة التي يسيطر عليها داعش اتسعت رقعة المساحة التي تسيطر هي عليها، ما كان سيترك أميركا وحيدة في الساحة مع جهة معينة من الحلفاء. كانت أميركا منذ زمن بعيد تدعم مساعي الكورد لسلطة أكبر أو حتى استقلال الكورد في العراق، وكانت دولة كوردية محتملة بحاجة إلى تغيير حدود الدول القائمة حالياً في المنطقة. كان ذلك أمراً معقداً، لكن من الواضح أنه كان شعوراً قوياً بالإخلاص للكورد، الذين حاربوا داعش إلى جانبنا وكان تركهم من قبلنا يثير المخاوف ليس فقط من أننا لسنا مخلصين بل يترك تأثيرات سيئة في عموم العالم على أي محاولة قادمة لتحشيد الحلفاء.
ترمب أبلغ أردوغان بأنه سيترك له محاربة داعش في سوريا
يقول بولتن، في 14 كانون الأول تحدث ترمب وأردوغان عبر الهاتف. قبل الاتصال، زودت الرئيس الأميركي بمعلومات دقيقة عن الوضع في سوريا، فقال علينا أن نخرج من هناك، وكنت أخشى أن يخبر أردوغان بذلك مباشرة. تحدث ترمب وأردوغان عن عدة مسائل ومنها سوريا.
أبدى أردوغان انزعاجه من استمرار تدريب وحدات حماية الشعب وتحدث عن الاختلافات بين الإرادة السياسية لترمب وبين النشاط العسكري الأميركي في سوريا، وأن ذلك خلف عنده تساؤلات. قال أردوغان إن تركيا تريد التخلص من داعش ومن حزب العمال الكوردستاني، وأعتقد أن أردوغان كان يقصد المقاتلين الكورد عموماً بإشارته إلى حزب العمال الكوردستاني. فقال ترمب إنه مستعد لمغادرة سوريا إن تولت تركيا مواجهة داعش. قال ترمب: نستطيع الخروج من سوريا، ونترك لتركيا ما تبقى من حرب داعش. فتعهد له أردوغان بذلك، لكنه أشار أيضاً إلى أن القوات التركية بحاجة إلى الدعم اللوجستي. فقال ترمب لأردوغان إنه يطلب مني الإسراع بالبدء بالعمل على خطة لسحب الجيش الأميركي من سوريا، وترك حرب داعش لتركيا. بعدها شكر أردوغان ترمب ووصفه بالقائد العملي. بعدها بقليل، قال ترمب علينا أن نعد بياناً نقول فيه إننا انتصرنا على داعش، وأكملنا مهمتنا في سوريا، وسنخرج من هذا البلد. بعد ذلك هاتفت وزير الدفاع، جيمس ماتيس، ولا حاجة للقول إنه لم يسر بسماع الخبر.
الكورد كانوا سيقعون بين حجري رحى أردوغان والأسد
يقول جون بولتن إن ذلك كان مشكلة جدية لي. كنت أظن أن الانسحاب من سوريا خطأ كبير، لأنه سيؤدي إلى استمرار تهديد داعش عالمياً وزيادة التأثير الإيراني. كنت قد حدثت بومبيو وماتيس منذ حزيران عن ضرورة إنهاء سياستنا المتأرجحة تلك في سوريا، لأننا في كل مرة كنا نركز على مدينة أو منطقة في البلد، مرة على منبج وأخرى على إدلب، وأشرت إلى ضرورة النظر إلى الطورة الأكبر. كان القسم الأكبر من أراضي داعش قد تمت استعادتها، لهذا كان المشهد العام يعني إيقاف إيران. لكن إن بلغت الأمور حد تخلي أميركا عن الكورد، عندها يجب أن يتحالفوا مع الأسد ضد تركيا أو أن يقاتلوا لوحدهم. فيكون الكورد بين حجري رحى أسد وأردوغان، ولهذا كان السؤال: ماذا علينا أن نفعل؟
ماكرون لترمب: تركيا تحارب الكورد وتساوم داعش
في 18 كانون الأول، اجتمع وزير الدفاع، ماتيس، ورئيس الأركان، دانفورد، ومدير الاستخبارات الوطنية، دان كاوتس، ومديرة الاستخبارات المركزية، جينا هسبل، ووزير الخارجية، بومبيو وأنا في البنتاغون. رأينا أنا وماتيس ودانفورد وبومبيو أن نتصل بحلفائنا ليستعدوا لحدث غير متوقع، لكننا لم نحصل على دليل يدعم قولنا. قال لي المستشار السياسي لإيمانوئيل ماكرون، فيليب إيتيان، إن الرئيس الفرنسي سيحدث ترمب عن الموضوع، ولم يكن هذا الموقف محل استغراب عندي. ردود الفعل الأخرى كانت شبيهة برد الفعل الفرنسي وكانت متوقعة. بعد ظهر ذلك اليوم، كنت في البيت الأبيض، وأجرى ماكرون الاتصال الهاتفي وبدا أنه لم يكن مرتاحاً للقرار، لكن ترمب رد عليه بالقول إن حربنا على داعش انتهت وستتولى تركيا مواجهة من بقي من مسلحيهم. فرد ماكرون أن تركيا تريد مهاجمة الكورد وستساوم داعش. رجا ماكرون ترمب أن لا ينسحب من سوريا وقال له إن الانصر سيتحقق في فترة قصيرة، ولهذا يجب أن نكمل المهمة. وافق ترمب على أن يستشير مستشاريه مرة أخرى، وقال لي يجب أن أتحدث مع فريق ماكرون ويجب أن يتحدث ماتيس ودانفورد مع نظيريهما. بعدها بفترة قصيرة، اتصل ماتيس ليبلغنا بأن وزير الدفاع الفرنسي، فلورنس بارلي، ليس مسروراً بقرار ترمب. كما أبلغني السفير الإسرائيلي في أميركا، رون ديرمر، بأن ذلك اليوم كان أسوأ أيامه في فترة إدارة ترمب.
يتحدث بولتن في كتابه عن مواقف أعضاء الكونغرس ويقول إن الجمهوريين كانوا ضد القرار لكن الديمقراطيين لم يكونوا يحملون تلك المشاعر.
ترمب لأردوغان: عدد كبير من الأميركيين يحبون الكورد
بعد تلك الظروف قرر ترمب أن يتحدث مع أردوغان مرة أخرى ويوضح له نقطتين. أولاً، أن لا يهاجم أي جندي أميركي في سوريا، وثانياً، أن يتعهد له بأنه سيهاجم داعش وليس الكورد، لأن عدداً كبيراً من الأميركيين يحبون الكورد، لأنهم قاتلوا جنباً إلى جنب لسنوات ضد داعش. أشار ترمب إلى أن على تركيا والكورد أن يحاربوا داعش جنباً إلى جنب وأقر بأن هذه الستراتيجية قد تكون تغييراً بالنسبة إلى أردوغان. بعد ذلك خطرت لترمب فكرة، وهي إقامة المزيد من العلاقات التجارية بين أميركا وتركيا.
ضغط أردوغان على نفسه كثيراً حتى استطاع أن يقول إنه يحب الكورد والكورد يحبونه، لكنه عاد ليقول إن وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكوردستانية وحزب الاتحاد الديمقراطي يسيئون استخدام الكورد ولا يمثلون الكورد. أشار أردوغان إلى وجود وزراء وبرلمانيين كورد في حكومته، ويتعاطفون معه كثيراً، وكان هو الرئيس الوحيد الذي قام بحملة انتخابية كبيرة في المناطق الكوردية ولا يريد أن يقتل أحداً غير الإرهابيين.
رئيس الأركان الأميركي: تركيا تريد إسكان اللاجئين على الحدود
في الصحيفة 184 من كتابه، يقول بولتن: سأل القائد لاكاميرا: ما الذي نستطيع أن نفعله لحماية الكورد؟ قلت له إن الرئيس ترمب قال لأردوغان إنه لا يريد أن يلحق الأذى بالكورد، لأنهم ساعدوا أميركا في سوريا.
ثم يقول بولتن: إلى جانب كونه يريد إنهاء داعش في أسرع وقت، كانت لترمب أهداف رئيسة أخرى، زمنها الانسحاب من سوريا وحماية الكورد واتخاذ قرار بشأن صيغة تنظيم مسألة القاعدة العسكرية في التنف، عدم إطلاق سراح أسرى داعش ومواصلة الضغط على إيران.
ويستمر بولتن في الحديث عن الكورد ليقول: يعتقد أردوغان أن أفضل كوردي هو الكوردي الذي لم يعد حياً ومات. كان الجنرال دانفورد أيضاً يعرف أن هدف تركيا هو طرد الكورد من المناطق الحدودية وإسكان اللاجئين السوريين إلى تركيا على طول الحدود.
في الصحيفة 188، يقول بولتن: نحن نتوقع أن لا يتعرض الذين قاتلوا إلى جانبنا، وخاصة الكورد، جراء انسحاب قوات الحلفاء إلى أوضاع خطيرة، كانت تلك نقطة أوضحها الرئيس ترمب في محادثاته مع أردوغان.
وكتب بولتن: عندما وصلت إلى أنقرة، اتصل بي بومبيو وقال لي إن ترمب منزعج من مقال في جريدة (نيويورك تايمز) يشير إلى أخطاء في كلام ترمب ويذكر مواقف متناقضة لنا في سياستنا تجاه سوريا، نقلاً عن مسؤولين ضمن إدارة ترمب.
ويكتب بولتن: لا شك أن القسم الأكبر من تلك التصريحات المتناقضة أدلى بها ترمب، وكان بومبيو متفقاً مع القول إنه أدلى بتصريحات متشددة مثل قوله: لن نسمح لتركيا بأن تبيد الكورد.
تغيير خارطة جيمس جيفري وغضب أردوغان
في قسم آخر من الكتاب، كتب بولتن، إن جيمس جيفري كان قد أعد في تلك الفترة خريطة يقترح فيها المناطق التي يمكن أن تحتلها تركيا في شمال شرق سوريا والمناطق التي يمكن أن تبقى تحت سيطرة الكورد. لم يوافق رئيس الأركان الأميركي، جوزيف دانفورد، بأي شكل على ما جاء في الخارطة. سألت ألا يمكن أن يكون قصدنا إبقاء الأتراك داخل حدودهم شرق نهر الفرات؟ فقال دانفورد، وهذا هو موقفي أنا أيضاً. فأشرت إلى أنني أريد أن يبقى شمال شرق سوريا كما هو الآن، ولكن بدون القوات الأميركية. كنت أعلم أن تحقيق ما أطلبه ليس سهلاً، لكن كنت أرى أن ذلك يجب أن يكون هدفنا، حتى إن لم يتحقق. وافقني دانفورد الرأي. ثم نظرنا في مسودة الأسس التي كان ممكناً أن نقدمها للأتراك وزدت عليها جملاً جديدة ليكون واضحاً أننا لا نريد أن يساء التصرف مع الكورد ولم يكن سهلاً علينا قبول وجود عسكري أو أي وجود آخر لتركيا في شمال شرق سوريا. كان دانفورد وجيفري أيضاً موافقين على المسودة.
بومبيو: سأبلغ جاووش أوغلو بأن أمامهم خياراً واحداً
لم يكن مستغرباً أننا علمنا بأن أردوغان ألغى اجتماعه معي، لأنه كان قد خطط لإلقاء خطاب في البرلمان. لكننا علمنا فيما بعد أن خطاب أردوغان كان هجوماً مسبقاً على الموقف الأميركي الذي اقترحته. كان أردوغان مصراً على أن يكون لتركيا مطلق الحرية في شمال شرق سوريا، وكنت أرى أننا إن أردنا منع الانتقام من الكورد، علينا أن لا نسمح بتنفيذ سياسة تركيا تلك. ألقى أردوغان خطاباً قال فيه لن نساوم. عند عودتي تحدثت إلى بومبيو، واتفقنا أن آراءنا تجاه الكورد مختلفة تماماً عن رأي تركيا تجاههم. قال بومبيو إن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو يحاول الاتصال به، وسيحاول هو أن يقول له: أمامكم خيار واحد. إما أن نكون نحن على حدودكم أو يكون الروس والإيرانيون على حدودكم (لأنه بعد انسحابنا من الحدود لا شك أنهم سيصلون إليها)، وقد وافقته الرأي.
يقول بولتن: بعدها اتصلت بترمب، وكان يعتقد أن الأتراك قد أعدوا العدة منذ أشهر لاجتياح سوريا ولهذا تريد أميركا الانسحاب قبل أن تشن تركيا هجومها، والجنود الأميركيون موجودون هناك، وزاد ترمب: أردوغان ليس مهتماً كثيراً بداعش وأشار إلى أن أميركا تستطيع مهاجمة داعش، حتى بعد انسحابها من سوريا.
رئيس الأركان التركي: القيادات التركية لا تتفق مع رأي أردوغان
كتب بولتن: في نفس الوقت عرفت أن دانفورد يعتقد أن القادة العسكريين الأتراك ليسوا متحمسين كأردوغان لاجتياح سوريا، وكانوا يبحثون عن مبررات لعدم شن ذلك الهجوم. تحدث دانفورد عن بيان المبادئ، ومنها منطقة آمنة تمتد بين 20 و30 كيلومتراً يتم سحب الأسلحة الثقيلة للقوات الكوردية منها، وتتمركز فيها قوة دولية أغلب قوامها من الناتو، وتضمن عدم دخول الكورد إلى تركيا، وعدم دخول الأتراك إلى منطقة نفوذ الكورد. في نفس الوقت تتولى القوات الجوية الأميركية إسناد تلك القوة الدولية التي ستستقر هناك، وكنا أنا ودانفورد نعتقد أن هذه الخطوة ستساعدنا في إبقاء أجواء شمال شرق سوريا تحت السيطرة الأميركية.
يقول بولتن إن الفكرة كانت، أن يقدم جيفري الفكرة للجنرال مظلوم عبدي، ليعرف رد فعله. كان دانفورد يرى أن الخيارات المتاحة لمظلوم محدودة ويمكن أن يطالبنا بتطمينات. ثم تحدثت إلى بومبيو وأيد الفكرة، وأكد على أن نصر عليها. الدول العربية لا تحب تركيا، ولديها إمكانيات مالية، وهذا يجعل حلفاء الناتو والقوات الأخرى يشتركون في تلك القوة الدولية التي يمكن نشرها هناك. في 9 كانون الثاني تحدث دانفورد بالتفصيل عن إمكانية نشر قوة دولية في تلك المنطقة وأن الخطة ستنجح.
نقلا عن شبكة روداو الاعلامية[1]