نود قبل كل شيء تقديم الشكر الجزيل للبرلمان الاوروبي على هذه الفرصة و كذلك للمؤتمر الوطني الكوردستاني ك ن ك و المعهد الكوردي في بروكسل.
انعقد المؤتمر الثالث في ظل اجواء متغيرة من حيث طبيعتها السياسية و الاجتماعية في الشرق الأوسط و في العراق بشكل خاص. فمنذ المؤتمر السابق في العام الماضي شهدالعراق تحولات مهمة يمكن ذكر أهمها و هي القضاء على الدولة الاسلامية (داعش) و كذلك تطور هيكلية العلاقة بين الحكومة الاتحادية في بغداد حكومة اقليم كوردستان في أربيل بالاضافة الى الاستعداد لإجراء الانتخابات العامة، ورغم ان بعض هذه التحولات إيجابية في صورتها العامة الا ان الوضع الأمني مازال يحمل في طياته الكثيرمن المخاطر خاصة بالنسبة للاقلیات و منها أقلية الكورد الفيلية حیث ما زالت التجمعات الكوردية في العاصمة و المدن الكبرى و كذلك المناطق الجغرافية للغالبية الكوردية الفيلية مثل خانقين و مندلي و البدرة و الكوت تتعرض الى المزيد من التهديدات و استخدام العنف و العمليات الإرهابية، كماظلت هذه المناطق مهمشة و مهملة سياسيا و تنمويا، حیث ان بناها التحتية التاريخية تواجه التآكل و الانحدار في مستوى الخدمات مما شكل تحديا وجوديا دائما في وقت يتم تغييب شكاواها، و استبعاد الرؤى السياسية و الفكرية و المشاريع التنموية التي تتقدم بها أهل هذه المناطق ولم يسمح لها بالوصول يوما الى مركز القرار في بغداد او أربيل.
امام هذه التحديات الكبيرة فإننا نود ان نؤكد على ما يلي :-
اولا... اعادة تاكيد المرتكزات و المطالبات السابقة في المؤتمرين السابقين و الإصرار على متابعتها و العمل على تحقيقها.
ثانيا...التأكيد على ضرورة تفعيل التحول الديمقراطي و التغيير الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي و القانوي بما يضمن بناء اسس مستدامة لخلق مجتمع المساواة و المواطنة ونشر ثقافة احترام الاخر وخاصة الاعتراف السياسي و الاجتماعي بوجود الأقليات و توفير كل مستلزمات التطور و التنمية على أساس التعايش السلمي و المشاركة الفعالة في كافة مجالات التطور المجتمعي .
ثالثا... حيث ان المرأة تشكل احد اهم المرتكزات في في البنية المجتمعية فانه من الضروري خلق الارضيّة الثقافية و السياسية لضمان مساواة المرأة و الرجل في كل مجالات والأنشطة المجتمعية ( السياسية و الاقتصادية و الاجتناعية).
رابعا... ضرورة العمل على دعم الشباب و الأطفال مما يضمن لهم اختيارات تنموية و رؤية مستقبلية بعيدة عن العنف و الجريمة و الانعزال.
خامسا...مطالبة الاتحاد الاوربي تقديم الدعم المادي و السياسي في تحقيق الأهداف الاتی
1-افساح المجال امام المجتمعات الكوردية الفيلية في بغداد والمدن الاخری وكذلك في المناطق الجغرافية للكورد الفيلية لبناء ذاتها و تفعيل اداراتها المحلية في اطار تقوية النظام اللامركزي و بالتالي العمل على تبلور أساس اجتماعي و سياسي يوفر لها فرصة للتنمية والتطور و تأمين الحماية الذاتية.
2- تحويل هذه المنطقة الى واحة سلام تطور خلالها تحربتها التاريخية في التعايش السلمی و تلعب كذلك دوراً مهما في خلق حاجز سلمي بين المشاريع الكبرى المتصارعة شمالا و جنوبا، شرقا و غربا.
3- مطالبة الخكومةً الاتحادية في بغداد وحكومة الأقليم بضرورة المساهمة الفعالة في تنمية هذه المناطق عن طريق تخصيص حصص خاصة بها من الميزانية الاتحادية وميزانية الإقليم.
4- الاهتمام بالبنية التحية من طرق و جسور و بناء مؤسسات تعليمية و مستشفيات و كذلك ضرورة توفير مياه الري و دعم مشاريع تنموية صغيرة و متوسطة.
5- توفير الامكانيات التعليمية و التدريبية لقطاعات الموظفين و الشرطة المحلية التي تؤول اليها أمور الادارة الذاتية ، و كذلك لقطاعات المرأة والشباب والطفل وادارةالمشاريع وغيرها.
اننا نقدم هذه المطالب ونؤكد التزامنا بالمواثيق الاخلاقية للتعايش السلمي واستعدادنا للتعاون مع جميع المجموعات الدينية و الاثنية و القوى السياسية، و على هذا الأساس فإننا نناشد حكومتي بغداد و أربيل و كذلك كافة القوى السياسية العمل على تحقيق هذا التصور وتحويله الى مشروع يخدم الأمن و السلام وخلق الارضيّة للتعايش السلمي و الأمني في العراق ومع جيرانه... كما نناشد المنظمات الدولية و على رأسها الامم المتحدة و الاتحاد الأوربي و الدول الاقليمية و الدول الكبرى و المنظمات الدولية للمساهمة في هذاالمشروع الإنساني الذي من الممكن ان يؤسس خطوة مهمة في بناء شرق اوسط اكثر امنا وسلاما.
المؤتمر الدولي الثالث للكورد الفيلية المنعقد في مقر البرلمان الاوروبي في بروكسل بتاريخ #12-04-2018#