تاريخ انتشار المسيحية في منطقة عفرين
من المعروف ان اول ذكر للكورد في الانجيل كان في الاصحاح الثاني من انجيل متى حيث ذكر ان ثلاثة من المجوس الكورد قد اتوا بالهدايا بمناسبة ميلاد المسيح وجاء ايضا ذكر الكورد مرة اخرى في سفر اعمال الرسل حينما اجتمع اتباع المسيح بعد ارتفاعه للسماء حيث يذكر لوقا في هذا السفر كيف نزل الروح القدس عليهم واصبحوا يتكلمون بلغات سكان الارض المختلفة ومن بينها اللغة الميدية
ودخلت المسيحية منطقة عفرين في القرن الأول على يد القديس سمعان الغيور شمعون وهو احد تلاميذ السيد المسيح والذي دُفن في قورشية وقد شارك أسقفها سيريكيوس في مجمع نيقية عام 325م ،وتم بناء اول كنيسة مسيحية في جنديرس أواخر فترة حكم قسطنطين حوالي عام /327 / وقد بناه استريوس تلميذ جوليانس الرﮪاوي وفي عام / 391 م / اتخذ الملك (ثيودوسيوس) موقفاً حازماً وحرم اعتناق الوثنية في كل أنحاء الإمبراطورية ، وليس هناك مصادر تشير إلى أن هذا الملك منع الديانة الأزداهية التي كانت سائدة آنذاك في بعض مناطق عفرين أم لا .
وخلال النصف الأخير من القرن الرابع الميلادي
انتشر النساك العمودي في مختلف مناطق سورية وخاصةً في منطقة عفرين، وكان أبرز
هؤلاء النساك الأوائل هو المار (مارون) الذي ولدفي منتصف القرن الرابع بعد الميلاد حوالي عام / 350م/وفي هذه الفترة كان أغلب سكان منطقة عفرين ازداهيون
وانتقل المار (مارون) من بلاد القورشية إلى بلدة ناب و الواقعة في جبل نابو جبل ليلون حالياً ليعيش حياة النسك ،فنصب لنفسه خيمةً من جلد الخراف وكان يقضي أكثر وقته في الصلاة لله .وحين ذاع صيت المار مارون و زحفت إليه الجماهير من كل أنحاء سورية وجبل لبنان
وصولاً إلى أُورشليم وآسية الصغرى لسماع مواعظه وارشاداته وتعاليمه . وعلى مر الأيام بدأ القسم الجنوبي من عفرين يتحول إلى الديانة المسيحية بفضل المبشرين المسيحيين ، ثم أخذت هذه التعاليم تنتشر في جميع أنحاء القورشية ( مناطق نبي ﮪوري ) وتمتد شمالاً وشرقاً حتى أطراف آسية الصغرى ، ولكثرة النساك الذين تتلمذوا على يده انتشروا في مناطق مجاورة لمنسكه المقدس في جبل ليلون، وكان باستطاعة المار مارون أن يشرف على البستان الرهباني الذي أنشأه في القورشية (مثلث جبل بركات، أنطاكية ، نبي هوري )، حيث أنه كان يتنقل عبر طرق صعبة ومسالك وعرة يزور المناسك المنتشرة ،حيث أصبح منطقة عفرين في زمنه حوضاً جميلاً ومقدساً من النساك والمبشرين للدين المسيحي وكان من أبرز تلاميذ المار مارون يعقوب القورشي الذي تنسك في مدينة (قورش) نبي هوري حالياً التي تقع في القسم الشمالي الشرقي لمنطقة عفرين والتي اصبحت مكانا للحج وبات اسمها هاغيوبوليس اي المدينة المقدسة وكانت ابرشية تضم 800 كنيسة زمن الإمبراطورالرومي العظيم يوستنيانوس
واستلم يعقوب القورشي مهام الأسقفية بعد وفاة المار مارون وقد مات القديس مار مارون في الربع الأول من القرن الخامس الميلادي مابين / 410 423 / م ودفن في كنيسة (جوليانس) في قرية براد بجبل ليلون .
وبعد المار مارون تنسك ( سمعان العمودي ) في نفس المنطقة وعاش على عمود يرتفع اثنين وثلاثين متراً ولمدة سبع وثلاثين سنة ، وقد دعي جبل نابو (جبل ليلون )بجبل سمعان تيمناً بهذا القديس . وفي عام / 517 م /
وبينما كان قسم كبير من رهبان دير المار مارون في (آفاميا) يتنقلون باتجاه الشمال نحو دير مار سمعان في جبل ليلون ، وكنيسة جنديرس ، ومدينة قورش ترصد لهم الهراطقة و قتلوا منهم ما يناهز / 350 / راهباوبعد هذا القتل الجماعي اجتمع رؤساء الأديرة والكنائس وكتبوا رسالة إلى البابا (هوري مزدا ) بابا روما آنذاك
وأطلعوه على مجريات الأمور وأعلنوا خضوعهم الثابت لقداسته والكنيسة الجامعة. و وقع أكثر من / 200 / راهب من كهنة وشمامسة وثيقة الطاعة وهم يرئِسون أدياراً وكنائس مختلفة من بقعة تمتد من جبال (قورش )نبي هوري حالياً حتى بلاد آفاميا . وانتشرت المناسك
والأبراج والأديرة في كل منطقة عفرين والمناطق المحيطة بها وعلى مساحة واسعة تمتد من منبج وقورش شمالاً حتي الجبال اللبنانية جنوبا والى البحر وجبال الأمانوس غرباً
المصادر :
- الانجيل المقدس
- كتاب عفرين عبر العصور لمروان بركات
- مقالة ل جوزيف زيتون[1]