كونى ره ش- بعد عودتي من #جنوبي كوردستان#/ العراق وحضوري كضيف لمعرض الكتاب الدولي الثامن الذي أقيم في العاصمة #هولير# من 2 - 12 نيسان 2013م، واقتنائي لمجموعة من الكتب التاريخية والتراثية والأدبية، ومن ضمنها كتاب (الكرد في الوثائق العثمانية)، ترجمة الدكتور عثمان علي،
مؤسسة موكرياني/ هولير2010، بدأت بقراءة هذا الكتاب الوثائقي والذي بمجمله مجموعة من التقارير المرسلة من والي ولاية كردستان وقائد عساكر ولاية كردستان (هكذا كانت تسمى آنذاك)، وقائمقام لواء ماردين ومتصرف الموصل وقائد الجيش الهمايوني بالأناضول ووالي ولاية أرضروم ووالي ولاية سيواس إلى مكتب باب العالي – سكرتارية مكتب الصدر الأعظم (رئيس الوزراء العثماني)- وإلى السلطان.. وبالتالي توجيهات السلطان لهم حول الأمور الأمنية في الإمبراطورية العثمانية، وبشكل خاص تلك التي تخص كوردستان وثورة الأمير بدرخان بشكل اخص.
عند قراءتي لهذه الوثائق لم استغرب للعلاقة الوثيقة بين الأمير بدرخان الآزيزي والشيخ صفوك أو صفوق الفارس من آل الجربا، أمير قبيلة شمر المشهورة في الوطن العربي، كون الأميرين من شيمهم الإباء ورفض الضيم والذل.. فالأمير بدرخان ينتمي بنسبه إلى أمراء جزيرة بوطان المعروفين في التاريخ الكوردي، وهو صاحب المقولة المشهورة: الدين لله وكلنا أخوة وقيل في وصف عدالته: بدرخان هو العدالة والعدالة هي بدرخان، والشيخ صفوق الفارس ينتمي بنسبه إلى أعرق القبائل العربية في نجد والحجاز وقيل في وصفه: سلطان البرّ.
ومن هنا كان لقاء الأميرين ومعهم الأمير علي بك مللي زاده من آل خضر المللي الكبير، زعيم اعرق القبائل الكوردية في برية ماردين آنذاك، على رفض ظلم السلطات العثمانية والسعي إلى الحرية وإرساء العدل والمساواة... بهذا الشكل شارك الأمير صفوق والأمير علي بك مللي زاده إلى جانب الأمير بدرخان الآزيزي في ثورته المشهورة ضد السلطات العثمانية، والتي كنا نجهل هذه المشاركة لغاية الآن... وهنا بودي أن أصطحبكم معي في هذه الجولة السريعة، المقتطفة من الكتاب المذكور كما هي واردة حرفياً، حول العلاقة بين الأمراء الثلاثة:
وثائق عن بدرخان بيك
Irade Mesail-I Muhimme 1240
خزينة أوراق الباب العالي/ قائمة المرفقات الخاصة بالإرادات السنية
رقم الإرادة السنية 15 التاريخ 4 محرم سنة 63 = (22/12/1846)
الخلاصة: عن البدرخانيين/ الأوراق المرفقة بالإدارة السنية:
1 كتاب والي سيواس بتاريخ 19 ذي الحجة سنة 63 = (27/11/1847)
1 لائحة (تقرير)
1/ 3 محضر المجلس العالي بتاريخ 2 محرم سنة 63 = (20/12/1846)
اطلع مجلس الوكلاء الخاص يوم الاثنين الحالي على المذكرة المرفق بها تقرير والي الموصل الحالي اسعد باشا ومعه الرسالة المفصلة في عدة بنود جواباً على كتابنا إليه وإلى سائر الذوات بطلب بيان التدابير المحلية والآراء الشخصية بصورة سرية حول إكمال الأسباب اللازمة لإخماد الحركات المضرة والحالات غير المضرة لبدرخان بك. فما ابلغ به يفيد انه كان مهتماً باتخاذ الكثير من التدابير والاستعدادات، وإذا كان ممكناً اتخاذ التدابير اللازمة بالدرجة الكافية بفضل توجيهات وأوامر حضرة مولانا السلطان، باعتبار ان الذي سيكلف بهذه المهمة هو عطوفة عثمان باشا مشير جيش الأناضول الهمايوني، وقيام الحاجة إلى اخذ رأيه ورأي الرجال الآخرين في المنطقة والنظر في هذه الآراء مجتمعة، ونظراً لان المشير المذكور إذن له بالسفر إلى هذه الجهة وانه سيصل إلى دار السعادة قريباً، فلا حكم للرسائل والتقرير المذكور في الوقت الحالي، وكان الأنسب والأوفق التوقف ريثما ترد أجوبة الآخرين ويصل المشير المذكور.
وحيث ان الوالي المشار إليه هو في منصب والي الموصل فان الأوصاف التي بينها للتعيين تنطبق على هذا الوالي، وهي من العلامات الباهرة لتوفيق حضرة مولانا السلطان. كما رأى المجلس ان المذكرة المشار إليها وكذلك الرسالة الجوابية لعزت باشا المعين مؤخرا والياً على ارضروم مطابقتان لمقتضى الحال والمصلحة، وسيصار إلى إجراء مقتضاهما في حال صدور الموفقة السنية على ذلك وقد حررت هذه المذكرة وأرسلتها مع الرسائل المار ذكرها مع التقرير إلى المقام العالي للتفضل بالاطلاع عليها وإصدار الإرادة السنية بشأنها.
4 محرم سنة 63= (22/12/1846)
حظيت مذكرة الصادرة السامية هذه مع الرسائل والتقرير المرفق بها بالنظر العالي.
وعلى نحو ما بينته المذكرة لا حكم للرسائل والتقرير المذكور حتى ترد الأجوبة على الرسائل من الذوات في تلك المناطق ويصل المشير المذكور. والحقيقة ان الأوصاف التي ذكرها الوالي الوارد ذكره تنطبق عليه وذلك من العلاقات الباهرة لحضرة صاحب المقام العالي، وصدر الأمر السامي بالموافقة على ما ورد في اللائحة والرسائل السامية لإجراء ما يلزم. والأمر لحضرة ولي الأمر.
9 محرم سنة 63 = (27/12/1846)
Irade Mesail-I Muhimme 1240
الوضع القائم الذي يصوره أهل الخبرة والمطلعون على الأمور فيما يتعلق بالعملية المتصورة تجاه بدرخان بك، والتدابير الواجب اتخاذها في حالة الشروع بتلك المصلحة.
فالأمير المذكور يقيم حالياً في جهات وان والعمادية وماردين منذ خمس سنوات او ست سنوات سعياً منه لتوسيع دائرة نفوذه، يقيم علاقات وتحالفات مبطنة بالتهديد مع مجموعة من العصاة الأكراد وبعض أصحاب النفوذ المحليين من ذوي الأفكار الفاسدة والمتمردة على السلطنة السنية، ويخادع عموم الأهالي في المناطق المذكورة بقوله آخذ منكم خمسة قروش في كل عام بالإضافة إلى العشر من المحاصيل الزراعية ولا أريد غير ذلك وبذلك يجمع كثيراً من الأسر حوله وأسكنهم في جزيرة (ابن عمر) التي يسيطر عليها وألحقهم به، كما جاء بصفوق الفارس وهو من عرب بغداد وشيخ شمر الأسبق مع أكثر من ألف أسرة من العصاة العرب سعيا منه لاستمالة قبائل ماردين وضمان الوقوف في وجه القوات التي يحتمل سوقها من قبل الدولة، فخصص لهم مراعي ومشاتي بجهات البادية على بعد حوالي عشر ساعات من الجزيرة المذكورة ليزيد من قوته وتحكمه بالمنطقة، كما عمل على تقوية علاقاته مع المدعو علي بك (علي بك مللي زاده)، وهو أصلاً من سكان ماردين الذي عارض الولاة في وقت من الأوقات وتحصن مرتين بقلعة ماردين ومرة أخرى في عام ثمانية وخمسين بقلعة العمادية وأعلن تمرده فيها ثم اخرج من قلعة العمادية بإعطائه الأمان من قبل والي الموصل المتوفى محمد باشا، فجاء الأمير المذكور وهو يقيم منذ سنوات ببلدة الجزيرة المذكورة، كما تمكن الأمير المذكور من تحسين صلاته بالمتوفى طيار باشا، وكان شيخ قبيلة شمر يعين من جانب بغداد قديماً ففر سالف الذكر صفوق الفارس ومن معه من بيوت العرب من والي بغداد، ثم استطاع إقناع المتوفى المشار إليه ان شيخ القبائل المذكورة الموجودة بأطراف الموصل يعين من قبل والي الموصل، وبذلك نجح في تعيين علي بك المذكور كبيراً لقبائل الموصل وماردين وتعيين صفوق الفارس شيخاً على القبائل الموجودة لديه، سعيا منه لربط بيوت شمر وقبائل ماردين به.
وجملة القول انه استخدم الترهيب ضد معارضيه والترغيب تجاه الذين يسايرونه حتى استطاع السيطرة على أكثر تلك المناطق، وتحالف مع أكثرية الرؤساء الأكراد الذين تعودوا على الفتنة والعصيان. ولكن لولا الجنح السابقة للمذكورين صفوق الفارس وعلي بك تجاه الدولة، اي ان هذا التحالف بينهما و بين الأمير المذكور كان بسبب الخوف والاضطرار، لكان كل منهما انصرف إلى جهة مع صدور الإرادة السنية بتأديب الأمير المذكور والتنكيل به و لتركاه مكشوفاً. لكن المذكورين سبق وان تمردا مرات عديدة ولاذا بالأمير المذكور، ويبدوا أنهما مضطران لأن يقفا بجانبه علنا إذا توجهت القوات لتأديبه. وإذا كان من الواضح ان صفوق الفارس يمكنه تجنيد أكثر من ألف وخمسمائة من رجاله الفرسان الشجعان، فان القسم الأكبر من قبيلة شمر موالون للدولة وشيخهم الحالي المدعو نجريس موجود بجهات بغداد، وبينهم وبين صفوق الفارس ومن معه نزاع وعداوة وتعتبر جزيرة العرب المتصلة بجزيرة ابن عمر مسرحاً لهم، كما يمكن ان يتوجه الشيخ نجريس مع قبيلته في فصل الربيع من بغداد إلى جزيرة العرب ومن عادته القديمة ان يقوم بمحاربة وطرد من يصادفه في طريقه في المحل المذكور دون الحصول على إذن من والي موصل. كما ان علي بك المذكور موجود هذه الأيام في ماردين، فيقتضي الأمر والحالة هذه ان يتحرك القائد الموكل بالعملية في أوائل نيسان او في أواسطه. ونظرا لعدم جواز بقاء علي بك في ماردين، لأنه ان كان في ماردين يقبض عليه ويؤتى به إلى الموصل كي يبقى موقوفاً هناك على غرار الأعوام السابقة، فإذا قدم الشيخ نجريس مع قبيلته ومن معه من الموالين إلى الجزيرة المذكورة فسيقوم هؤلاء بمعارضتهم. وبدون والي الموصل لن يقدر صفوق الفارس على الوقوف في وجه الشيخ نجريس ورجاله مما يضطره إلى الفرار، وإذا حرض والي بغداد الشيخ نجريس ورجاله على التوجه إلى الجزيرة ومحاربة صفوق مدعومين ببعض القوة العسكرية قبل شهر من سوق العساكر نحو الأمير المذكور، فسيحدث القتال بينهما وسيضطر صفوق في نهاية الأمر إلى ترك الجزيرة المذكورة والفرار، فيفقد الأمير المذكور كل أمل بالدعم والمساعدة من صفوق وعلي المارديني .
الأمير المذكور ربط بعض قبائل ماردين به عن طريق علي بك وفي حال سوق القوات فلا بد ان يكون السوق عن طريق ماردين لان الطرق المختصرة وان وجدت فهي وعرة ويصعب عبورها، ذلك لان المتوفى رشيد باشا عندما حدث تمرد بقرية فافي التابعة لماردين اصطحب معه بعض العساكر والمهمات دون أي اعتبار للعوامل الأخرى التي رآها بسيطة لكن الأمر لم يكن كما توقعه فقد قطع الأكراد الطريق عليه وأوقعوه في حرج شديد. وفي حال اتخاذ الأسباب اللازمة لطرد صفوق الفارس من جزيرة (ابن عمر)، على النحو المبين أعلاه ودفعه إلى الفرار نحو الصحراء فقد يكون الطريق من ماردين إلى جزيرة ابن عمر آمناً من تسلط العرب ولكن إذا تظاهرت قبائل ماردين بالصورة المرضية حتى تصل القوات إلى المكان المقصود، فإنهم ما ان تصل القوات وتبدأ المعركة سيعملون على قطع طريق الإمداد سراً وعلناً، كما انه ليس ببعيد ان يتجرأ صفوق الفارس للعودة من الصحراء التي فر إليها ويقوم ببعض الأعمال غير المرضية. ولكي لا تتحقق مثل الاحتمالات يفضل اخذ التدابير التي من شأنها إيصال الذخائر والمعدات بأمن وسلام، وكف يد قبائل ماردين عن المساعدة الخفية والظاهرة للأمير المذكور، وذلك بتمركز مفرزة من الفرسان قبل سوق العساكر بشهر في نصيبين التي تبعد عن بلدة ماردين اثنتي عشرة ساعة وعن جزيرة ابن عمر ثماني عشرة ساعة وفيها الخيول والمياه وسبق ان تربت فيها دواب مفرزتين من الفرسان بها ثكنة عسكرية بحجة رعي الخيول، تقوم هذه المفرزة بحماية تلك المناطق حتى تنتهي العملية، وتضمن مرور ووصول المهمات والذخائر خلال العمليات بأمن وسلام، وبذلك تزول أسباب تلك المحذورات من جهة وتخف لمساعدة القوات المحاربة إذا لزم الأمر.
إذا كان الوقت المتصور لسوق العساكر صوب الأمير المذكور وهو شهر نيسان، فان المؤن القديمة ستكون قليلة والوقت مبكر لموسم الحصاد، ولكي لا تقع القوات المحاربة في ضيق بسبب شح المؤن يجب تامين المؤن الكافية من جهات دياربكر وماردين وإبقاء عدد كاف من العساكر للمحافظة على المؤن.
ألوية ونواحي الجزيرة وبهتان وحاجي بهرام تامان يعيش فيها خليط من قبائل لواء العمادية وقضاء زاخو التابعيين للموصل. وأكثر المتمردين الأكراد يأتمرون بأمر الأمير المذكور. وإذا فشل والي الموصل في منعهم ووجدوا الطريق إمامهم مفتوحاً فسيكونون إلى جانب الأمير المذكور، أو سوف يقومون ببعض الاضطرابات والمفاسد في جهات العمادية بتحريض من الأمير المذكور. وعليه يجب على والي الموصل وضع أعداد كافية من القوات مع مؤنها وذخائرها في قلعة العمادية وفي ثكنة الداودية التي تبعد مسيرة ست ساعات من العمادية، وتزويدها بمعدات الاستحكام، ونظراً لبعد جزيرة ابن عمر عن الموصل مسيرة ثلاث وثلاثين ساعة فان جلب المؤن من الموصل أمر عسير، لذلك يجب وضع عدد كاف من القوات في قلعة زاخو التي تبعد مسيرة اثنتي عشرة ساعة عن القصبة المذكورة على غرار الأعوام السابقة. وإرسال كميات كبيرة من المؤن إلى هناك على دفعات وتخزينها كيلا يشك فيها الأمير المذكور.
الأماكن التي يديرها الأمير المذكور تتبع الموصل، وأمام احتمال ان يقدم بغاة العمادية المساعدة للمذكور، فإذا كلف والي الموصل بالقيام بالعملية فإنهم لن يجرؤوا على الدعم علنا، ولذلك يتعين نصب قائمقام قوي وصاحب دراية، ولما كان أهالي الموصل وما حولها مجبولين على الفساد فلن يتوان الأمير المذكور عن تحريكهم للقيام بالمفاسد، لذا فانه من اللازم إبقاء طابور من العساكر في ثكنة الموصل وإضافة عدد من العساكر إلى الموجودين في ثكنتي العمادية والداودية وقلعتهما وفي قلعتي تلعفر وكسك كوبرى وثكنتيهما اللتين تقعان في جانب الصحراء من الموصل وهما من الأماكن التي تعتبر مسرحا لتجوال العرب، وينبغي دعم هؤلاء العساكر بالمعدات والاستحكام، وتكليف والي الموصل بالعمل على ان يكون إلى جانبه أمراء وأغوات القبائل التي تتحين الفرص للقيام بأعمال الفساد.
ليس من المؤمل في هذه السنة المباركة ان تكون المؤن في الموصل وما حولها أكثر من أقوات أهاليها. ولما كانت أربيل وهي من توابع بغداد وتبعد عن الموصل مسيرة ثماني عشرة ساعة من الأماكن التي تكثر فيها المؤن، وجرت العادة شراء المؤن اللازمة لولاة الموصل من أربيل، كما يؤمل وجود مخازن كبيرة للمؤن في أربيل لذا كان من المناسب ان يشتري والي بغداد المؤن اللازمة ويرسلها إلى الموصل ومن هناك ترسل على دفعات إلى زاخو.
من المتوقع ان يجمع الأمير المذكور من المتوطنين المحلين والغرباء في المناطق الخاضعة لإدارته أكثر من عشرين ألف مقاتل، لكن الغرباء بالإضافة إلى أهالي القرية الذين يعرفون ب دشتي ليسوا مسلحين بل هم من صنف الفلاحين وجمعهم لا يعدو كونه زيادة العدد وتكثير السواد. وإذا لم يتمكن الأمير المذكور من الاستخبار عن العملية قبل وقوعها ويأتي بأهالي تلك القرى إلى الأماكن التي يتحصن بها ويسيطر عليها فأنهم سيتبعون الطرف المنتصر. ولكن على نحو ما اشرنا إليه أعلاه، إذا جمع الأمير المذكور حوله القبائل وجاءه الدعم من جهات وان بالإضافة إلى جمعه لأكثر من عشرة آلاف ممن يسمون بالفدائيين، فبعون الباري عز وجل ودعاء حضرة مولانا السلطان لن يستطيع هؤلاء الصمود في وجه العساكر النظامية. فهذا الرجل معروف بالغرور الزائد، ويتوقع ان يحارب في جزيرة ابن عمر وما حولها ، وقد تكون خطته في حال انهزامه وتشتت قواته تقضي بالتحصن في قلعة مير سودين الحصينة والقوية وتبعد مسيرة ساعتين من مكان سكناه في درﮔلومسيرة ساعتين كذلك من جزيرة ابن عمر وهذه القلعة تعتبر بوابة جبل بهتان. وإذا تم خلعه من هذا المكان أيضاً بتوفيق مولانا الباري ويمن أنفاس صاحب التاج، فالمؤمل ألا يستطيع الصمود في اي مكان آخر، وإذا لم يقع في أيدي قواتنا فلا بد انه يلجأ إلى مكان يتصوره سلفاً.
إذا علم الأمير المذكور بالعملية قبل وقوعها، فسيثير قبائل وان ودياربكر وماردين والموصل جميعاً كي يحدث مشكلة كبيرة، لذلك يجب ان يكون التحرك في غاية السرية وتجب إشاعة خبر إرسال العساكر السلطانية إلى جهات بغداد او الموصل، كما يجب جمع المؤن في قرى الجزيرة المذكورة كي لا تقع العساكر في ضائقة بالنسبة للتموين، والعمل على إيصالها إلى الأماكن المطلوبة، وان يقوم مشير الجيش الهمايوني بإرسال رسالة مع رجل مناسب إلى الأمير المذكور. وكلما أرسلت قوات نظامية فلترسل إلى ناحية نصيبين بحجة رعي الدواب، لتكون جاهزة للحركة. ومع ان الأمير المذكور ليس من الصنف الذي يفيد معه اللطف والحسنى فمن المصلحة ان يعامله مشير الجيش الهمايوني ووالي الموصل بمزيد من اللطف والحسنى إلى ان تحين ساعة التحرك.
لما كان الواجب اتخاذ الأسباب التي من شأنها رفع وجود متسلم جزرة بدرخان بك الذي تجرأ على القيام بالحركات التي لا يرضى بها المقام العالي في تلك الجهات في اقرب وقت، ونظراً لان دولة الباشا مشير جيش الأناضول الهمايوني من أهل الروية وأرباب الجدارة فمن المناسب إسناد المهمة السرية إليه. وقد أخرجت صوراًً من التقرير الذي أعده الفريق اسماعيل باشا رئيس أركان الجيش المذكور وأرسلتها إلى ولاة الموصل وديار بكر وارضروم، وجاء في ذلك التقرير ان الموسم المناسب للقيام بالعملية هو أوائل شهر نيسان، وكان من اللازم قبل الشروع بالعملية بحث الموضوع بصورة مفصلة وحسب ما يلزم جرت بيني وبين الولاة المشار إليهم مكاتبات ومخابرات بالسؤال عن الأسباب التي يتوقف عليها دفع ورفع الأمير المذكور والموسم المناسب لبدء العمليات، وهل هناك ما يكفي من العساكر لدى الجيش الهمايوني المذكور لتخليص تلك الجهات من ذلك المفسد، وهل هناك حاجة لسوق أعداد متزايدة من العساكر، وما هو أسهل الطرق إلى نجاح العملية، وطلبت إرسال هذه الإجابات إلى مشير الجيش المذكور وإبلاغي بذلك، وصدرت الإرادة السنية بالموافقة على ذلك. وبموجب هذه الرادة تم إرسال الصور المذكورة إلى الولاة المشار إليهم كما أرسلت نسخاً من الصور مع مرفقاتها إلي، وتم بعد ذلك الإطلاع على الصور المرسلة آخذا بعين الاعتبار درجة أهمية الموضوع وضرورة إزالة هذه المشكلة...[1]
................
21 جمادى الثانية 63 = (5/6/1847)
دفتردار ولاية ارضروم
والي ولاية ارضروم