=KTML_Bold=الكرد والجغرافيا السياسية الجديدة=KTML_End=
#بير رستم#
أسقطت القوات الأمريكية طائرة مسيّ رة تركيّة، أثناء اقترابها من القاعدة الأمريكية في تل بيدر شمال الحسكة، وهي الطائرة الثانية التي يتم إسقاطها خلال شهر كامل، بنفس الطريقة ولذات الأسباب. (نقلاً عن فوكس برس).
بعيداً عن التمنيات باسقاط المزيد من الطائرات التركية ومعهم اسقاط النظام التركي نفسه في المراحل القادمة، لكن السؤال الأهم؛ هل حسمت أمريكا موقفها بخصوص الاعتداءات التركية وخاصةً باتت قواعدها مزخرة بالكثير من الاعتدة العسكرية المتطورة مع حشود عسكرية ضخمة بالمنطقة وبالتالي ارسال رسائل قوية لكل الأطراف؛ بأن المنطقة وجغرافيتها لن تعود لم كانت عليها قبل الأحداث الأخيرة وإن تغيير الخرائط باتت واقعاً مفروضاً وهكذا فعلينا التعاطي معها كواقع سياسي جديد مفروض علينا جميعاً!
طبعاً إن أخذنا القضية في هذا السياق -وهو الأرجح- فذاك يعني أن سوريا واقعاً باتت مقسمة بين ثلاث كانتونات؛ إسلامي متطرف بشقيه “الوطني والجولاني”، وهناك مناطق النفوذ الروسي الإيراني من خلال النظام السوري وأخيراً مناطق نفوذ قسد والإدارة الذاتية وبالتالي فرض الإرادة الأمريكية بخصوص مشروعها الشرق الأوسط الجديد عن رسم الخرائط وفق المصالح الأمريكية بتقسيماتها الإدارية الجديدة وهذا يعني فيما يخص الإدارة الذاتية بأنها باتت جزء من الواقع السياسي ولو أن الاعتراف الدولي ما زال مبكراً، لكن سيأتي هو الآخر لاحقاً وللعلم لو راجعنا نشوء وتكوين الدول العربية لوجدنا إنها تقريباً سارت على نفس المسار السياسي التدرجي الذي نسير عليه نحن الكرد في مرحلتنا الحالية حيث في البداية كانت عبارة عن إمارات ومشايخ ولاحقاً تأسست حكوماتها ونالت الاعتراف الدولي بها.. ربما يعتقد البعض أن تفاؤلنا هذا نابع من حالة شعوية أو رغبة عاطفية لتحقق المراد وليست قراءة واقعية لمسارات الواقع السياسي التي تمر بها المنطقة والقضية الكردية.
نعم ربما يكونوا محقين بعض الشيء في رؤيتهم تلك حيث المرء بالأخير ليس فقط عقلاً بارداً، بل أيضاً جملة عصبية لها الكثير من الحالة الشعورية العاطفية، لكن وبقناعتي فإن المتابع الذكي لم يجري في الشرق وبالأخص فيما يتعلق بالكرد وقضاياهم سيلاحظ حجم التطور والاهتمام الدولي في العقود الأخيرة حيث ورغم حجم وقوة وامكانيات الدول الغاصبة لكردستان ومصالح القوى الدولية معها، إلا إنها وبفضل الحلفاء استطاعت أن تقف على قدميها وتسير بخطوات كبيرة للأمام بالرغم من كل الأخطاء والهفوات وحتى الخيانات من بعض القوى والشخصيات الكردستانية بحق قضيتهم، بل وصل الأمر بعدد من الدول ذات الوزن العالمي -وفي المقدمة أمريكا- بأن تضحي ببعض مصالح حلفائها الاقليميين؛ تركيا مثالاً، وذلك للحفاظ على الحليف والشريك الكردي.. نعم الكرد سيحققوا مشروعهم الوطني بمساعدة القوى الدولية، كما سبقهم إلى ذلك الأخوة العرب حينما ساعدتهم القوى الاستعمارية الغربية في القرن الماضي.
[1]