=KTML_Bold=لما الكرد ما زالوا دون كيان سياسي؟!=KTML_End=
#بير رستم#
ربما يكون ذاك السؤال؛ أي “لما الكرد ما زالوا دون كيان سياسي”؟! أحد أكثر الأسئلة التي تشغل بال الأوساط السياسية والثقافية الكردية، إن لم نقل السؤال الأكثر إلحاحاً والأهم على الإطلاق وقد حاولت النخب الكردية -وما زالت- الإجابة عليه وذلك لما له من أهمية حيث معرفة ذلك يعني وضع المفتاح باليد وبالتالي الانفكاك عن واقع الاحتلال الانتقال لمرحلة تأسيس الدولة، طبعاً لا يمكن لأحدنا ومن خلال بوست قصير الإجابة على سؤال جوهري هكذا حيث يحتاج لملفات وأبحاث مستفيضة وهناك من كرس حياته وكتاباته لذلك، لكن بقناعتي يمكن تلخيص تلك الإجابة في قضية جد جوهرية؛ ألا وهو غياب الأيديولوجية الواحدة التي تجمع وتوحد أبناء شعبنا حولها حيث وجدنا كيف أن العرب انتقلوا من حالة الضعف والانقسام والاحتلال من قبل الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية إلى حالة القوة والسيادة والسيطرة والاحتلال للكثير من البلدان والأمصار وذلك من خلال توحدهم -أغلبهم- حول الأيديولوجيا الإسلامية وليكون لهم مشروعهم السياسي وقيامهم بتأسيس إحدى أعظم الإمبراطوريات في التاريخ.
لكن وبالمقابل لو نظرنا في حال الكرد، فإننا سوف نلاحظ بقاء شعبنا وفي مختلف المراحل التاريخية بقى مشتتاً بين عدد من الأيديولوجيات والمشاريع والولاءات حيث في عصر الديانات الكبرى ورغم مساهمات أجدادنا في عدد منها، إلا إننا بقينا مشتتين بين المزدية والزرادشتية والإيزيدية ولم يقدر أي مصلح ديني اجتماعي أن يوحد قبائلنا وعشائرنا حول دين واحد على غرار ما فعله محمد بن عبدالله مع القبائل العربية من خلال المشروع الإسلامي وأيضاً وخلال العصور الحديثة بقي الكرد منقسمين بين عدد من الزعامات الدينية والقطاعية ومقولة “عثمانية ومحمودكي” في ثقافتنا الشعبية لم تأتي من فراغ حيث تجسد واقعاً معاشاً كما هي حال الأدب الشعبي الذي ينبثق دائماً من واقع وحال شعوبها، بل إن ذاك الواقع ما زال موجوداً ويعاني منه شعبنا حيث وإن كنا نعاني من العثمانكية المحمودكية قبل قرن تقريباً، فإننا اليوم نعاني من الآبوجية البارزانية وللأسف .. فهل حانت اللحظة التاريخية لندرك؛ بأن أهم سبب في غياب الدولة الكردية هو غياب الأيديولوجيا والمشروع السياسي الواحد الذي يجمعنا ويوحدنا![1]