=KTML_Bold=الاختلافات بين الديانة الأيزيدية والزردشتية=KTML_End=
=KTML_Underline=مهدي كاكائي=KTML_End=
نظراً لأهمية الموضوع الذي قام الأستاذ Diako T Hormizyar ب=KTML_Bold=التعقيب=KTML_End= عليه والذي يتناول الإختلافات الموجودة بين الديانة الأيزيدية والزردشتية ولإطلّاع الصديقات والأصدقاء عليه، أنشر هنا النص الذي نشرتُه حول هذه الإختلافات وتعقيب الأستاذ المذكور عليه و ردّي على تعقيبه.
نص المقال
الاختلافات بين الأيزيدية والزردشتية
أهم إختلاف بين الديانة الأيزيدية والزردشتية هو أنه في الديانة الأيزيدية هناك إله واحد وهو إله خيّر وليس هناك إله للشر، بينما في الزردشتية هناك إلهان (قوتان) أحدهما خيّر والآخر شرّير وهذا الإختلاف جوهري وهام بين فلسفة الدينَين. الأيزيدية تفرض الصيام على معتنقيها مثل الصوم عن الطعام أو الصوم عن الكلام أو الصوم عن أكل نبات معين أو الصوم عن معاشرة النساء ليلة الأربعاء أو الإمتناع عن أكل لحم معيّن، بينما تُحرّم الزردشتية الصيام. مظاهر عبادة النار تطغي على الطقوس الزردشتية، بينما الأيزيدية تقوم بِتقديس الشمس وبقية الظواهر الطبيعية بإعتبارها من دلالات الوجود الإلهي. كما تختلف الأيزيدية عن الزرادشتية بإعتقادهم بِطاووس ملك وهو رئيس الملائكة وفي الثنائية المتجسدة في وحدة الله الواحد الأحد إضافة إلى وجود تمثال لهذا الطاووس يتبركون به.
التعقيب
الثنوية موجودة في الديانة الزرفانية وليس الزرادشتية. لا وجود لشيئ اسمه إله الشر في الديانة الزرادشتية.... راجع كل ترانيم زرادشت لن تجد شيئاً اسمه اله الشر.
=KTML_Bold=الرد=KTML_End=
كما ترى في إجابتي، أنني وضعتُ كلمة (قوتان) بين قوسين للإستدلال على (أهورامزدا) و(أهريمن) واللذين يمكن إعتبارهما إلهَين لأنّ كلاهما معاً يتحكمان بِمصير البشر، أحدهما يدفع الإنسان لِعمل الخير والآخر يدفعه لِعمل الشر وأهريمن يُمثّل (الشيطان) في الأديان الكتابية المُسماة السماوية. بعيداً عن المفهوم الكلاسيكي للإله، فأنّ زردشت إختلق قوتَين متضادتَين وهما في صراع مستمر، أحدهما يمثل الخير والثاني يمثل الشر. بهذه الصورة يُلغي زردشت إرادة الإله في القيام بالتحكّم بالكون والبشر و يمنح هذه الإرادة لِقوتَين مُعاديتَين ومتضادتين هما (أهورامزدا) و(أهريمن)، بينما في الديانة الأيزيدية تتمثل الوحدانية في خالق الكون (يزدان). في الديانة الأيزيدية، لا توجد تسمية خاصة للشر و لا يوجد إله خاص بالشرّ. في فلسفة العقيدة الأيزيدية، يزدان (الإله) هو نور وخير مطلق، ولا يمكن أن ينبثق الظلام من النور، ولا يمكن للإله الخيّر أن يُنتج كائناً شرّيراً، يسلّطه على مخلوقاته، فالخير والشر في العقيدة الأيزيدية هما من عمل الإنسان، ولذلك فأنّ الإنسان هو صانع أفعاله وأقواله، ولا وجود لِكائن شرّير بإسم (أهريمن أو شيطان) لتحميله وزر أفعال وأقوال البشر. كما أنّ وجود الشر في الدين الأيزيدي يتناقض مع مفهوم (الخالق) الذي هو خير مطلق. وهبَ الإله (يزدان) الإنسان العقل ولذلك فأنّ الإنسان مُخيّر بين القيام بأعمال خيّرة أو سيئة و هذا يعني بأن الإنسان مُخيّرٌ في التفكير والقيام بالأعمال، سواء كانت أعمالاً صائبة أو خاطئة، جيدة أو سيئة، وأنه يتحمل مسئولية قيامه بالأعمال التي يقوم بها، وهو بنفسه يتحمل مسئولية إرتكابه الأخطاء أو الجرائم ولا يُسببها (أهريمن). خلقْ زردشت لِأهريمن، يسلب إرادة الإنسان، حيث أنه لو أنّ كل ما يقوم به الإنسان هو من إرادة الإله (بسبب أهريمن)، هذا يعني بأن الإله يدفع الإنسان الى إرتكاب الجرائم والأعمال الشرّيرة الأخرى وأنه مصدر الشرّ. هذا يعني أيضاً أنه في هذه الحالة فأنّ الإنسان المُجرم برئ من جرائمه لأنه فاقد الإرادة وأنه مجرد آلة يستخدمها الإله (يدفعه أهريمن) في إرتكاب الجرائم و أنّ الإله هو المجرم الحقيقي والعقل المدبّر لكافة جرائم وشرور الإنسان. الفلسفة التي تتميّز بها الديانة الأيزيدية عن الديانة الزردشتية والديانات الكتابية (المُسمّاة السماوية)، هي أنه في الديانة الأيزيدية، الإنسان هو منبع الخير والشر و ليس الإله، حيث ليست هناك قوة شرّيرة (لا وجود لِأهريمن). هكذا فأن الفلسفة الأيزيدية تقول أنّ أعمال البشر لا يُحددها الإله، بل أنّ الإنسان بنفسه يُحدّد الأعمال التي يقوم بها وبذلك يمنح الدين الأيزيدي للإنسان حرية الفكر والإبداع والإبتكار والإختراع والإستقلالية والإعتماد على النفس والثقة بالنفس و العمل على خدمة الإنسانية وبناء الحضارة البشرية، بِعكس الأديان المذكورة التي تجعل معتنقيها يخضعون للأقدار ويعتمدون على الإله ويخضعون لِمكائد وشرور (أهريمن أو الشيطان) وبذلك يتم تغييب عقل الإنسان وإلغاء إرادته.
أود أن أُضيف نقطة إختلاف مهمة أخرى بين الأيزيدية والزردشتية وهي أنّ الدين الأيزيدي يؤمن بِتناسخ الأرواح وليس للموت وجودٌ في هذا الدين والإله (اليزدان) لا يُعقاب البشر، بل خلال إستمرارية الدورة الحياتية للإنسان من خلال تناسخ الأرواح، تتطهر الروح الخيّرة للإنسان من خطاياها وترتقي وتصبح في النهاية خالدةً وجزءاً من الذات الإلهية، بينما الإنسان السئ سيصبح عدماً، حيث ينقطع عن الإستمرارية في الحياة ويختفي، بِعكس الدين الزردشتي الذي يؤمن بِعقاب الإله للبشر وتعذيبه على غرار الأديان الكتابية.[1]