محمد مندلاوي
الذي يحز في نفسي ويؤلمني بين الفينة والأخرى يقول لي بعض الأصدقاء أو المتابعون مباشرة أو عن طريق الآخر خفض النبرة حين تتكلم عن الأنظمة التي لا زالت تحتل كوردستان تلك الأنظمة.. التي عرفتها في كتاباتي بمربع الشر، وكذلك كتاباتي النقدية عن بعض الأقليات العرقية والعقدية التي تعيش في كنف الشعب الكوردي بأمن وأمان ألا أن هذه الأقليات والطوائف جاحدة وناكرة لجميل الكورد. إن الطامة الكبرى،توجد هناك بعض الأخوة من أبناء شعبي الكوردي وهم كتاب ومثقفين وأكاديميين إلخ يطلبوا مني أن أخفف النبرة في كتاباتي، أليس هذا الكلام.. يظهر بما لا يقبل الشك أن الوعي القومي والنضوج الوطني والسياسي عند هؤلاء في خبر كان؟، عجبي، كيف يريد مني هؤلاء.. أن لا أصف هذه الأنظمة النتنة وأتباعها التي أنتن منها بأوصاف جارحة تليق بها.
هذه هي إيران، التي أسقطت جمهورية كوردستان وأعدمت رئيسها (قاضي محمد) وعدد من وزرائه. تصور عزيزي القارئ، إيران حكمت على محمد مصدق الذي قاد انقلاباً على محمد رضا شاه بثلاث سنوات، القصة معروفة حيث أن الشاه وعائلته فر إلى بغداد ومن هناك طار إلي إيطاليا حتى قادت أمريكا انقلاباً على مصدق وأعادت الشاه إلى السلطة مرة أخرة. لكن هذا الشاه اللعين حكمت على رئيس جمهورية كوردستان (قاضي محمد) الذي لم يشك أية خطورة على الشاه بالإعدام، مصدق يقود انقلاباً يحكم ثلاث ستوات وقاضي محمد ورفاقه يعدمون كيف تكون العنصرية الفارسي يحكم ثلاث سنوات والكوردي يعدم؟؟؟!!! هذه هي حقيقة الأنظمة التي تحتل كوردستان. وفي زمن حكم الجمهورية الإسلامية تغتال إيران القيادات الكوردية في قلب البلدان الأوروبية؟. وهجر الكورد في أصقاع شتى داخل إيران، إلى خراسان التي تبعد آلاف الكيلومترات عن شرق كوردستان. وفي هذه الأيام، تجد أن أفقر منطقة متفشية فيها الفقر والأوبئة والأمراض الفتاكة والبطالة داخل إيران هي شرق كوردستان. ليس هذا فقط، هناك بعض الكورد لكي يؤمنوا لقمة العيش يأتوا إلى جنوب كوردستان ويحملوا على ظهورهم شيئاً ما من احتياجات الناس ثم يقوموا ببيعها كي يحصلوا على بعض التومنات – العملة الإيرانية- ألا أن هذا الكفاح من أجل البقاء لا يروق للنظام الإيراني لذا يقوم جيشه.. باصطياد هؤلاء الكورد المغضوب عليهم على مر التاريخ الذين يسمون عند الكورد ب(كۆڵبەر – Kolbar) ما يمر من يوم ألا ونسمع من خلال وسائل الإعلام أن القوات الإيرانية قتلت كذا شخص منهم. ثم، إن التصرف الأخرق الذي يقض مضاجعنا، إن النظام الحاكم في طهران كالنظام الشيعي في العراق لا يطبق حتى الذي وضعه هو في دستوره كما جاءت في المادة 15. أضف لهذا، الاضطهاد المستمر للشعب الكوردي الجريح، وعدم اعتراف النظام الإسلامي بحقوقه القومية والوطنية، لم تقف إيران عند هذا الحد، بل جاوزها حيث صواريخها باتت تسقط على العاصمة أربيل في إقليم كوردستان!!!.
وفي غربي كوردستان، حيث نظام الكلب المستأسد، هو الآخر يضطهد الكورد ليل نهار بشتى صنوف وأنواع القمع والاضطهاد. في زيارة لي لدمشق وجدت أن الكوردي يخاف أن يكلمك باللغة الكوردية كي لا يسمعه أعرابي ويخبر عنه عن السلطات. طبعاً هناك تاريخ طويل من الاعتداءات السورية على الكورد في غربي كوردستان بدءًا من إسقاط الجنسية السورية مروراً بتغيير أسماء المدن والقرى والمزارع والتهجير القسري لهم من أرض آبائهم وأجدادهم ومن ثم قام النظام بمنح أراضيهم للعربان الذين كعربان العراق جاءوا بهم من الصحراء القاحلة واستوطنوهم في أرض الكورد الخصبة. إن العمل الأهوج الآخر، منذ القدم يوجد داخل دمشق حياً كوردياً اسمه “حي الأكراد” مثل “عقد الأكراد- عگد الأكراد” في بغداد لم يرق هذا الاسم لهؤلاء العنصريون الأوباش كالعادة قاموا باستخدام الدين خدمة لتطبيق سياستهم العنصرية ضد الكورد فعليه قاموا بتغيير اسمه إلى ركن الدين؟؟؟!!!. تماماً كما فعل المجرم اللعين صدام حسين حين سمى عملياته الإجرامية ضد الكورد بالأنفال وهي آية قرآنية، وهكذا تفعل تركيا وإيران أنهما يستخدمان الدين الإسلامي بمذهبيه الشيعي والسني ضد الشعب الكوردي المسلم.
ولم يختلف الكيان العراقي المصطنع عن مثلث الشر، لقد استخدم السلاح #الكيماوي# والقنابل النابالم المحرم دولياً ضد الشعب الكوردي الجريح في جنوب كوردستان، لم يكتفي نطام البعث المجرم بتلك، وقام دون وازع من ضمير بأنفلة الكورد وسبى بناتهم وباعهن في أسواق النخاسة في دويلات الخليج الفارسي ومصر، وقام قبل هذه الجريمة وبعدها بتهجيرهم شرقاً وغربا، وتصفية شبابهم جسدياً في معتقلاته الرهيبة، ومن ثم استولى ولا زال النظام العراقي يستولى على دور الكورد السكنية وأراضيهم الزراعية عنوة ويمنحها لأولئك الذين يستقدمونهم من الصحراء المتخمة للسعودية. للعلم،إلى الآن ونحن في زمن حكم الأشياع يحتل الكيان العراقي نصف مساحة جنوب كوردستان بدءًا من بدرة وجصان ومروراً بمندلي وخانقي وجلولاء وكركوك والمدن والقرى الأخرى وانتهاءًا بسنجار (شنگال). كي لا ننسى، في عام 2017 قام الحاكم الشيعي القزم المدعو حيدر العبادي باحتلال مدينتي كركوك وخورماتو وتوابعهما ونفذ جرائم ضد الكورد يندى لها جبين البشر من اغتصاب الفتيات وقتل وحرق وهدم دور المواطنين الكورد، ولازالت هذه الهجمة العنصرية المقيتة قائمة على قدم وسابق ضد الكورد في عموم المدن الكوردية التي تخضع لحكم بغداد.
وفيما يتعلق بتركيا الطورانية، إن كل الذي قلناه أعلاه لا تقوم بها الأنظمة المذكورة ألا بمباركة وبإيعاز من قيادات الكيان التركي الطوراني وعلى رأسهم رئيس جمهورية الأتراك. لقد شاهد العالم العاهر في تسعينات القرن الماضي كيف قام هذا الكيان الطوراني اللقيط بهدم 4000 قرية كوردية في شمال كوردستان وتهجير أهلها إلى المدن الكبير في تركيا؟. منذ أعوام عديدة يشاهد العالم يومياً الجرائم البشعة التي تقوم بها طيران التركي الطوراني على قرى ومدن جنوب كوردستان وتذهب ضحيتها القرويين الكورد دون ذنب يقترفوه سوى إنه كورد. ألم يقم الكيان التركي اللوزاني بدم بارد بقتل ثلاثة فتيات كورد في العاصمة باريس، والحكومة الفرنسية لم تحرك ساكناً، لأن الذي قام بالجريمة الشنعاء عضو في حلف الناتو..، ليس هذا فقط، بل هناك مصالح اقتصادية وغيرها هي التي تحكم فرنسا أن تسكت وتطأطئ رأسها كال…!!!. ألم تقم الطائرات التركية بقتل 19 مزارع ورعاة كورد داخل حدود تركيا المصطنعة، حينها قال رئيس جمهورية الأتراك المدعو رجب لن نعتذر عن هذه الحادثة!!!. أليس هذا الكيان المسمى تركيا هو الذي يضغط على البلدان التي تحتل أجزاءً من كوردستان أن لا تعترف بالحقوق القومية والوطنية للشعب الكوردي؟. هناك جرائم عديدة قامت بها تركيا ضد الشعب الكوردي لكن نكتفي بهذا القدر حتى لا نرهق القارئ الكريم.
قولنا الأخير،يا ترى بعد قراءة هذه النبذة المختصرة التي هي غيض من فيض عن جرائم محتلي كوردستان ماذا يقول الذي يطلب مني أن أخفف النبرة؟. يا أخي الكوردي، ألا تعرف حقيقة هؤلاء الأشرار، الذين لن ولم ولا يتركوا طريقة دنيئة إلا واستخدموها ضد شعبك الكوردي المسالم؟ بدءً من اللعين أتاتورك ومروراً برؤساء جمهورية الأتراك الأشرار. ومثلهم حكام طهران القدامى وهما شاه رضا ونجله محمد عليهما اللعنة. واليوم حكام إيران الجدد ليسوا أفضل ممن سبقهم في تعاملهم الوحشي مع الشعب الكوردي المسالم. وهكذا هم حكام العراق القدامى والجدد بدءً من اللعين فيصل الأول وانتهاءً بهؤلاء الأشياع الذين نكروا جميل الكورد معهم في السنين العجاف!!. وألعن من هؤلاء النظام السوري العفن، الذي يتبع سياسة الحزام العربي ضد الكورد في غربي كوردستان. هل ستطلب مني بعد الآن أن أخفف النبرة؟ أم ستكتب وتتكلم بذات الطريقة التي أكتب وأتكلم بها ضد محتلي كوردستان وأذنابهم؟.
“اغفروا لي حزني وخمري وغضبي وكلماتي القاسية.. بعضكم سيقول بذيئة، لا بأس أروني موقفاً أكثر بذاءة مما نحن فيه” (مظفر النواب).[1]