$عفرين تحت الاحتلال (106): فرض العملة التركية، حرق وقطع غابات، شح مياه الشرب، اعتقالات وفدى مستمرة$
من واجب هيئة الأمم المتحدة مراقبة مدى التزام الدول بالعهود والمواثيق الدولية التي وقَّعت عليها، من خلال منظماتها المنتشرة في معظم تلك الدول، لكن ما يحدث في بلدنا سوريا وبالتحديد في منطقة عفرين، من خرق يومي لتلك العهود والمواثيق الدولية، يضع سمعة ومكانة الهيئة الدولية في موضع شك وريبة، بسبب صمتها على الانتهاكات والجرائم اليومية التي ترتكبها سلطات الاحتلال التركي والميليشيات الارهابية الموالية لها بحق منطقة عفرين وأهاليها، وذلك لخلق واقعٍ جديد للمنطقة، بهدف توسيع وترسيخ التغيير الديموغرافي الذي تسعى اليها، في تعدٍ واضحٍ وصريح على السيادة الوطنية السورية، وقد رصدنا خلال الأسبوع الفائت هذه الانتهاكات:
– تقوم سلطات الاحتلال التركي منذ فترة بفرض التعامل بالليرة التركية بدلاً من العملة السورية في كافة المعاملات الإدارية والمالية والتجارية، وذلك بغرض فرض واقع جديد في المناطق المحتلة ومحاولة قطع عجلة الاقتصاد فيها عن باقي المناطق السورية؛ زد على ذلك رفع العلم التركي وصور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فوق معظم المقرات والمؤسسات العسكرية والمدنية التابعة لسلطات الاحتلال، في انتهاكٍ فج للسيادة الوطنية السورية.
– بغية قطع الأشجار والحصول على الحطب وصناعة الفحم، تقوم الميليشيات المسلحة بين فترةٍ وأخرى بافتعال النيران في الغابات الحراجية ضمن منطقة عفرين، حيث كان آخرها افتعال نيرانٍ في جبل هاوار – شرقي قرية آفراز- ناحية ماباتا، يوم: 31-08-2020، ومن أجل القضاء على الغطاء النباتي المميز للمنطقة.
كذلك قامت ميليشيا فيلق الشام بقطع حوالي /2000/ شجرة صنوبر في الغابة الواقعة بين قريتي كيلا و زركا- بلبل، بغية التحطيب وصناعة الفحم، خاصةً لتحضير مستلزمات فصل الشتاء. والميليشيات المتواجدة في قرى “جقماقا، جنجليا، علمدارا” – راجو تواصل بشكل يومي قطع الأشجار في الجبال المحيطة بها.
بلدة جلمة
قازقلي جميل محو
مراد رشيد محمد
– يعاني الأهالي في قرى (كَريه، كيلا، زركا) – ناحية بلبل من صعوبة ومعاناة تأمين مياه الشرب، بعد أن قامت العصابات الإرهابية بسرقة مضخة ومحتويات محطة مفرق رزكا عند اجتياحها لمنطقة عفرين في آذار 2018، ونفاذ مياه البئر القديم حالياً، مما يضطر الأهالي إلى شراء مياه الشرب من آبار القرى المجاورة وبتكلفة /13000ل.س/ للصهريج الواحد (بحدود 12 برميلاً)، فذاك التعدي على محطة المياه وتخريبه يُعد واحدةً من مئات الممارسات اللاإنسانية بحق أهالي عفرين، التي تهدف لدفعهم إلى النزوح والهجرة خارج المنطقة.
– قامت ما تسمى بالشرطة المدنية في يوم الخميس:27-08-2020 بحملة اعتقالات في بلدة جلمة – جنديرس، شملت كل من “محمد حسن زوري /40/عاماً، علي حسن زوري /30/عاماً، كنجو صبحي كنجو /35/عاماً، فهد علي علي /35/عاماً” بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، حيث أُطلق سراحهم بعد ثلاثة أيام، وبعد أن دفع كل واحدٍ منهم مبلغاً يتراوح بين (1000-2000) ليرة تركي. كذلك قامت ميليشيا “فيلق الشام” بتاريخ:31-08-2020 باعتقال المواطن الشاب قازقلي جميل محو /23/ عاماً من أهالي قرية هيكجه – جنديرس، من أجل ابتزاز ذويه لدفع فدية مالية، ولا يزال مجهول المصير. وأيضاً قامت ميليشيا “أحرار الشرقية” الإرهابية باعتقال المسن “مراد رشيد محمد /65/ عاماً” من أهالي قرية يلانقوز- جنديرس بتاريخ:31-08-2020 أثناء ذهابه إلى مدينة أعزاز، بعد أن سلبوا منه مبلغ /1250000ل.س/، ليطلق سراحه بعد ذلك.
– في ظل فوضى السلاح وبغية توسيع نطاق السيطرة والنفوذ لدى الميليشيات المسلحة وسرقة الأملاك العامة والخاصة، يحدث اقتتال بينها، بين فترةٍ وأخرى، كان آخره اقتتالٌ بين ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه- العمشات” وميليشيا “لواء الوقاص” المسيطرة على قرية سنارة- شيه، بغية السيطرة على تلة جرناز الأثري، حيث تمكنت الأخيرة من السيطرة على التل، لتضع نصب عينيها على سهول سنارة وآنقلة الخصبة والغنية بالزراعات الصيفية وأشجار الزيتون.
إن التعدي على السيادة الوطنية السورية أمرٌ مرفوض من قبل أهالي منطقة عفرين، لذلك يجددون مطالبتهم الحكومة السورية للقيام بواجباتها تجاه منطقتهم، أقلُّها مخاطبة هيئة الأمم المتحدة باتجاه تشكيل ضغطٍ على الحكومة التركية، لأجل وضع حدٍ للانتهاكات والجرائم اليومية المرتكبة بحقهم، وتهيئة الظروف واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعودةٍ آمنة للنازحين إلى ديارهم التي هجروا منها قسراً.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]