=KTML_Bold=نحن الكرد نفتقر للهوية الجامعة=KTML_End=
#بير ستم#
أحد أسوأ مشكلاتنا الكردية؛ إننا نفتقد للشخصية والهوية الثقافية الخاصة بنا -وأقصد الهوية الجامعة التي توحد الأمة- وليس الهويات الفرعية المتعددة وتوضيحاً أكثر أقول؛ بأننا لم نصبح بعد كرداً بهوية واحدة جامعة، بل نحن ملل ونحل (كردية) حيث نفترق بين المسلم والأيزيدي وحتى المسلم فهناك منا من هو سني وآخر شيعي وكذلك العلوي، بينما على المستوى الاجتماعي القبلي كنا -وما زلنا- منقسمين بين محمودكي عثمانكي (مجموعات قبلية متعددة متنازعة)، وسياسياً مرحلياً هو امتداد لذاك الانقسام القبلي العشائري بمسميات حزبية جديدة مسماً مكررة مضموناً .. طبعاً قد يقول قائل؛ بأن هذه التقسيمات المجتمعية والدينية والسياسية موجودة لدى كل الشعوب والأمم وليس شأناً وواقعاً خاصاً بالكرد وحدهم وهو صادق في إدعائه، لكن ما يميزنا عن الآخرين؛ بأن هم -أي الأمم والشعوب المجاورة لنا نحن الكرد- أستطاعوا تبني مشاريع تجمع الأمة وقد حققت لهم هوياتهم الثقافية الموحدة الجامعة؛ فمثلاً العرب أنقذهم محمد والإسلام وشكل هويتهم الثقافية العربية الإسلامية.
بينما الأتراك والفرس ورغم أنهم مثلنا خضعوا للإسلام، لكنهم أنتجوا أو أنساقوا نحو المذهبية الدينية التي شكلت لكل أمة من الأمتين شخصيتها وهويتها التاريخية حيث الخلافة العثمانية السنية للأتراك والإمبراطورية الفارسية الشيعية للفرس، أما نحن الكرد وللأسف ضعنا بين الجميع -أو كما يقال بين الأرجل- ولم نقدم أو نحقق مشروعاً يجمع الأمة عليها، كأن بقينا على دين الأجداد “الأيزيدية” أو على الأقل لو أستطعنا أن نسلك سلوك الأتراك والفرس، بأن نقدم مذهباً خاصاً بنا -العلوية مثلاً- بحيث يكون مذهباً جامعاً لكل الكرد وبذلك كنا قدمنا هويتنا وشخصيتنا المختلفة المتمايزة الخاصة بنا وذلك بدل هذا التشتت بين القبائلية والمذهبيات الدينية وأخيراً الأيديولوجيات السياسية المتصارعة .. أرجو أن لا يأتي أحدهم ويتهمني بالترويج للأديان والمذهبية الدينية وتحديداً العلوية حيث أنا عموماً أرفض أي قناعات دينية وإنما هنا أتحدث عن تشكيل هوية أمة في مرحلة تاريخية كان الدين يعتبر الملمح الأساسي في تشكلها الهوياتي الثقافي.[1]