=KTML_Bold=الدفاع عن كردستان هي مهمتنا جميعاً=KTML_End=
أحمد برسين
منذ أن قامت فاشية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية بقلب طاولة مفاوضات دولما بهجة وإلى اليوم، وهي تشنّ ضد الكرد حرب استبداد وإبادة متواصلة منذ ثماني سنوات. وقد بدأت في السابع عشر من نيسان الجاري بإطلاق هجوم جديد، وكشفت أنها لا تملك خلال العام الحالي 2022 أي سياسات أخرى، سوى سياسات الحرب. عند تقييم جميع مراحل الحرب هذه، سنرى أنّه في الوقت الذي لم تستطع فاشية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية التقدم مقابل حركة التحرر الكردستانية خطوة واحدة لا عسكرياً ولا سياسياً؛ فإنها سارت بتركيا نحو فوضى ومشكلة كبيرة وزجّت الشعب في فقر مدقع.
ونراها تواجه انهياراً كبيراً على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية، وتتجه نحو التدهور في كل النواحي. وفي نهاية المطاف تقلّص دعم الرأي العام. وهي الآن تواجه فقداناً للسلطة. إذاً، بقي على الانتخابات الآن عام واحد، فهل ستساعد هجمات الإبادة التي أُطلقتها فاشية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية في السابع عشر من نيسان الجاري على مواصلة سلطتها؟
كل من يراقب الحرب من الخارج، يرى أنه مضى على حرب الشعب الثورية التي تجري على أساس وحدة الشعب والكريلا والتي بدأت منذ الخامس عشر من آب، قرابة الأربعين عاماً 1984. لقد نفّذوا عشرات العمليات الخارجية ضد حركة التحرر الكردستانية منذ الهجوم الأول الذي شُنّ في 25 أيار عام 1983.
تنفذ الدولة التركية الهجمات بتحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني - الاتحاد الوطني الكردستاني وتواطئهما أحياناً وبتحالف الحزب الديمقراطي الكردستاني غالباً وبدعم من الناتو دائماً. ولكن النتيجة؟ هي صفر. لم يبقَ لا كنعان إفرين ولا الحكومات التي دعمته، لقد فشلوا وانهزموا واحداً تلو الآخر.
كانت القوات العسكرية والسياسية لحركة التحرر آنذاك ضعيفة ومحدودة جداً على مستوى؛ القابلية في خوض العملية، وأعداد الكوادر والمؤيدين، وعلى المستوى الإيديولوجي والسياسي والعسكري، ووضع وطنية الشعب الكردي، ودعمهم للحرب والعديد من القضايا الأخرى، وعلى الرغم كل ذلك، لم ينهزموا ولم يتم تصفيتهم. وبالمقابل فقد أوصل ذاته اليوم إلى مستوى عالٍ من التنظيم في أجزاء كردستان الأربعة كلها. ولم يصبح أملاً للشعب الكردي فحسب؛ بل أمل جميع شعوب الشرق الأوسط والبشرية الباحثة عن الحرية والديمقراطية. إذاً كيف سيهزمون الكريلا الآن؟
ما هي التكتيكات والأسلحة الجديدة التي سيستخدمها الجيش التركي والمرتزقة في هجوم الإبادة الذي أّطلق في 17 من نيسان الجاري والتي لم يستخدمها من قبل؟ على الرغم من أنّ الجيش التركي استخدم جميع أنواع التقنيات بالإضافة إلى الأسلحة الكيماوية، ألم يضطر للانسحاب من الهجوم الذي شنّه عام 2021؟ لا شك أن هذا الهجوم لم يسقط بسهولة. تحقّق هذا الانتصار بشخص الشهداء العظماء الذي يعد كل واحد منهم رمزاً للإنسانية، وبتضحيات عظيمة في جميع المناطق مثل سيانه، وورخيله، وزندورا، وتابه سور، ومام رشو، وآفاشين وزي. وقد أُثبت مرة أخرى في هذه العملية أن حركة التحرر هي حركة الوجود والحرية وحتّى أمن وحماية الشعوب.
تقاتل قوات الكريلا اليوم، بالتجربة السابقة لهذا الانتصار، ولهذا فقد استعدّت الكريلا لمواجهة هذا الهجوم. وقد أوضح الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني، جميل بايك، خلال تصريحه السابق حيال هذا الهجوم أنّه سيسقط، وأشار إلى أنّهم مستعدون. لذا أراد أن يكون الشعب الكردي مستعداً أيضاً. وفي النتيجة لم تتلقَّ الكريلا أي ضربات في الهجوم الأول بل وجّهوا الضربات للجيش التركي. والآن أيضاً يتلقّى الجيش التركي أكبر ضربات وجّهت له في تاريخه. لهذا لا يُعرف متى ستهرب الدولة الفاشية، إلّا أنه من المؤكّد أنها ستُهزم في هذه الحرب. لكن هل يستطيع الحزب الديمقراطي الكردستاني إنقاذ الجيش التركي من قبضة الكريلا؟
من الواضح أن نتائج هجمات الدولة التركية لن تكون مهمة لتحديد مصير الشعب الكردي فحسب، بل ستحمل معها في الوقت ذاته نتائج إقليمية مهمة. إن تحرك الدولة التركية وفقاً لتحقيق أحلام العثمانية الجديدة، ورغبتها في حكم المنطقة والسيطرة عليها هو أمر واقع. ولهذا تندّد القوى الإقليمية التي ترى أن الهجمات الاحتلالية والاستبدادية للدولة التركية ليست مقتصرة على حركة التحرّر الكردستانية بهذا الهجوم. وقد كذّب وزير الخارجية العراقية قول أردوغان ب نحن ننفّذ هذه العملية بتحالف مع الحكومة العراقية مرتين مؤخراً. ولكنّه صحيح أنّ هذا الهجوم لم يجر بدون موافقة الكاظمي. ومن ناحية أخرى، فقد أوضحت وزارة البيشمركة أنّها خارج مخطط الحزب الديمقراطي الكردستاني من خلال قولها لم نشارك في العملية بأي شكلٍ من الأشكال. كمّا اتّهمت الأحزاب الكردية مثل الاتحاد الوطني الكردستاني وكوران؛ الحزب الديمقراطي الكردستاني وحمّلته الذنب. ولهذا يجب إدراك أنّ هذا الهجوم الذي تشنّه تركيا بدعمٍ من الكاظمي وتحالفٍ من الحزب الديمقراطي الكردستاني، لن يُقبل من قبل القوى الإقليمية ويمكن أن تشهد ضغوطاً أكبر.
في الحقيقة، أُطلق الهجوم الاحتلالي والاستبدادي بالتزامن مع لقاء مسرور البرزاني مع أردوغان وهاكان فيدان. ويُرى بالفعل أنّ الهجوم بدأ من قاعدة بامَرني التي تحتلّها تركيا. وهذا يكشف أنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني قد قدّم معلوماتٍ استخباراتية للدولة التركية ونصب الكمائن للكريلا، وشارك في عملية تضييق نطاق نشاط الكريلا وحركتها، بالإضافة إلى توجيه الجيش التركي وتوفير كل أنواع الدعم اللوجستي له، وقد وعد بالوقوف إلى جانب الدولة التركية مباشرة هذه المرّة. ولكنه بالطبع لا يستطيع إعلان هذا. وبالفعل تكشف بعض الأخبار الواردة من منطقة الحرب أنّ بعض القوى التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني تنشط وتتحرك هناك. وتشير على وجه الخصوص إلى أنّ قوات زيرفاني التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني والمرتزقة التي تطلق على نفسها بيشمركة روج تنتشر في مناطق الكريلا وتفسح الطريق للجيش التركي.
يعرب الشعب الكردي عن غضبه حيال الخيانة التي قام بها الحزب الديمقراطي الكردستاني في هذه العملية. وهو يعرب عن استيائه منذ انطلاق هذه الحرب مساء السابع عشر من نيسان الجاري. والسخط الذي أبداه الكردستانيون حيال مسرور البرزاني في بريطانيا لم تكن فعاليّة بسيطة. يتحرّك الشعب في جميع أنحاد كردستان وفي أوروبا مستنداً على مبدأ الانتفاضة. فالشعب يدرك ما الذي تعنيه هذه الهجمات. وبغض النظر عن هدف هذه الهجمات في البحث عن طريقة لإنقاذ السلطة الديكتاتورية الفاشية لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، فقد فهم الشعب أنها تستهدف جميع مكتسبات الكرد بشكل كبير. إذ أن الاحتلال يهدّد حياة ومستقبل شعب باشور ويعرضهما للخطر. وذلك لأنه يتدخل بقدر الشعب مباشرة. ويُفهم أن الشعب الكردي لن يحصر موقفه على الاحتجاجات فحسب.
وكما رأينا في انتفاضة شيلادزي، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني يقطع الطرق أمام الشعب لأنه يخشى من توجّههم إلى قواعد الفاشية التركية. لذا فإن شعب باشور كردستان في مرحلة يستطيع فيها تولّي دوره أكثر. ينبغي أن ترفع الأحزاب السياسية في باشور كردستان ومؤسساتها، الشبيبة والمرأة صوتها عالياً. إذ يمكن وقف هجوم الدولة التركية هذا مع الكريلا. فمهمتنا هي الدفاع عن كردستان إلى جانب الكريلا. ينبغي أن نرى أن ترك النضال ضد شبكة الخيانة هذه للكريلا فقط هو انعدام للضمير.
وبغض النظر عن عدم إمكانية هذا الاحتمال، فإذا لم ينخرط الحزب الديمقراطي الكردستاني في هذه الحرب، فإنّ هجوم الدولة التركية لن يُعتبر مشروعاً على الصعيد الدولي، وسيفقد فرصته في الانتصار على الكريلا. وإذا انضمّ الحزب الديمقراطي الكردستاني لهذه الحرب فأّنه يعمّق انقسام الشعب الكردي أكثر، كما أنّه سيكون بداية لاندلاع حرب أهلية في أجزاء كردستان الأربعة. لن تقتصر هذه الحرب على مناطق الدفاع المشروع فقط. ولا شكّ أنه سيؤدي إلى حدوث صراعات في كل جزء أو منطقة نظّم فيه الحزب الديمقراطي الكردستاني ذاته. وبشكل خاص لن تقدّم العوائل التي يستشهد أبناؤها في الجبال الزهور لأحزاب مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني وامتداده المجلس الوطني الكردي السوري. فهذا الأمر سيبعد الشعب الكردي عن جميع مكتسباته من ناحية وعن حقيقة وجوده التاريخي من ناحية أخرى. ولا شك أن أكثر المستفيدين من هذا هو سلطة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية. إذ ستواصل سلطتها من ناحية، وستحقق النتيجة التي ترجوها من ناحية أخرى. إن الشعب الكردي يواجه خطراً تاريخياً لهذه الدرجة. والقضاء على هذه الألعوبة هي مهمة أساسية لجميع الكرد.[1]