=KTML_Bold=الكردي المهزوم داخلياً=KTML_End=
#بير رستم#
يبدو أن التاريخ الطويل من حالة الاستعباد لشعبنا يؤتي فعله دائماً لدى الكثيرين ومنهم بعض النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي حيث تجدهم ومع أول تهديد تركي بدؤوا بالتباكي والنواح وكأن تركيا باتت قاب قوسين على دخول كل المناطق الكردية الخاضعة للإدارة الذاتية، متناسين أن أي تحرك تركي غير ممكن دون تفاهمات وتوافقات دولية وبالأخص بين الروس والأمريكان وبأن الظروف الإقليمية والدولية وحتى الداخلية لبعض الحكومات العالمية وعلى رأسها الأمريكان حيث الانتخابات على الأبواب، لا تسمح بأن تقوم تركيا بأي هجوم حقيقي على المناطق الكردية وإلا فإن الرئيس الأمريكي الحالي؛ ترامب وحزبه سوف يلاقي صعوبات جمة في قضية المنافسة وهذا ما لن يقدمه ترامب لخصمه بايدن، بل إننا نود أن نضيف هنا ونقول: بأن أمثال أردوغان وحكومته الفاشية هم من يساهمون في حل القضية الكردية العالقة منذ عقود، بل قرون وذلك إلى جانب تضحيات أبنائنا وبناتنا طبعاً، نعم هؤلاء النازيون الجدد أمثاله -ومن سبقه مثل صدام- هم من يجعلون العالم يتحرك أكثر لحل المسألة الكردية.
وبالتالي فأي تحرك تركي آخر سيكون المزيد من الغوص لتركيا وبقناعتي هو مثل ذاك العالق في الرمال المتحركة حيث كلما أتى بحركة جديدة ينغمس أكثر في ذاك الفخ الذي وقع به ولذلك نأمل أن يكف البعض عن نعيقهم الغرباني وبكائهم التمساحي وبالأخص على صفحات التواصل ونقول لهم؛ حتى ولو أحتلت تركيا كامل روجآفا، بل وأجزاء كردستان الأخرى، فإن الكرد لن يموتوا وكذلك قضيتهم وهذه الحقيقة يعرفها أردوغان وأعدائنا، كما يعرفها أبطالنا وكل المدافعين عن قضايا شعبنا وإن أصوات نحيب بعض المهزومين ليس إلا نشاذاً في اللحن النضالي المقاوم -هذه ليست رومانسية نضالية بقدر ما هو إيمان راسخ بعدالة القضية وبقدرة شعبنا على المقاومة والتحرر من التبعية- وبهذه المناسبة أستذكر حكاية انتصارات عنترة بن شداد أمام خصومه حينما سألوه؛ “كيف ينتصر دائماً”، فطلب من السائل أن يعض كل منهما على معصم الآخر وليس إلا لحظات صرخ الآخر متألماً وكان إعلان إنتصاره عليه وحينها قال؛ أنا أيضاً كنت أتألم ولكنني صمدت أكثر وأنتصرت.
للأسف أغلب الذين يتباكون ولا يصمدون هم أولئك الذين على جبهات الفيسبوك وخلف شاشاتهم في دول أوربية، بينما لم نسمع يوماً نواح أحد أبطالنا على الجبهات والخنادق ولذلك نقول لأولئك؛ كفوا عن لعب دور الغربان في الإعلان عن هزائم لن تكون حيث العبد لن يخسر إلا القيود ويبدو أن البعض يتباكى على تلك القيود حينما يقول ويدعي؛ “إننا خسرنا الكثير بسبب سياسات هذا أو ذاك الطرف السياسي” وذلك في تسويف وتزييف كبيرين للحقائق والوقائع على الأرض وبطريقة هزلية جداً حيث من يتهمونه “سبباً في هزائمنا” هو الذي بقي صامداً وما زال في وجه سياسات الغاصبين، بينما هم تركوا البلاد والعباد خلفهم باحثين عن الأمن والأمان لذواتهم، بل ومتناسينا بأن ما تم تحقيقه إعلامياً وسياسياً وتدويلاً للقضية الكردية لم يكن إلا بفضل من بقي صامداً مقاوماً وليس متباكياً متذلالاً للأعداء أو مفترياً منافقاً مزايداً على من فضل البقاء.. بؤس نفاق الكثيرين من أبناء شعبنا!
أردوغان يحاول تحقيق أي مكسب سياسي ولو كان على حساب الكرد؛ أضعف الحلقات وذلك لكي يقول للناخب التركي، بأنه ما زال خليفتهم المنتظر ولذلك على شعبنا أن يأخذ كل الأمور بالحسبان ومنها حروب جديدة مفتعلة، لكن هل ذلك سيساعد في حل أزمات المنطقة وقضاياه وعلى رأسها القضية الكردية أم سيفجرها أكثر كما أراد وزير الخارجية الروسي أن يحمل تبعاتها لأمريكا متناسياً دور بلاده في تعقيد الأزمة الكردية تاريخياً ومرحلياً وبهذه المناسبة نقول لفريق أستانا وعلى رأسهم لافروف وأردوغان؛ بأن من يعقد الأزمة الكردية هو الذي يحاول طمس القضية ومحاولة لوي عنق الحقيقة الكردية وأن الكرد مغلوبين على أمرهم وهم كالغريق الذي يتمسك بالقشة وشعبنا لم يجد تلك القشة إلا في الأمريكان وللأسف، بينما أنتم تحاولون إغراقنا في المزيد من الدوامات وبالتالي إن كنتم تريدون قطع الطريق على الأمريكان بادروا لحل القضية الكردية وذلك من خلال الضغط على حلفائكم في كل من سوريا وتركيا وإيران وحينها ستجدون الشعب الكردي وقواه الوطنية تمد لكم يد المحبة والأخوة، أما أن تبيدوا شعبنا وتغيروا ديموغرافية مناطقه وتقولوا؛ لما تتمسكون بالقشة الأمريكية فتلك وقاحة ما بعدها وقاحة.
يلعن ويشتم أوربا وحضارتها ويصفها بكل الأوصاف والنعوت السيئة وهو الذي هرب من جحيم بلدانه الإسلامية إلى أحضان الثقافة الأوربية.. طيب يا أخي إذا أنت لهي الدرجة مأخوذ بالحضارة الإسلامية ليش ما قدمت اللجوء عند إخوتك من حركة طالبان في قندهار ولا شي مملكة وإمارة إخوانية أو حتى عند سلطانكم الداعشي أردوغان بدل أن تركبوا قوارب الموت لتجتازوا البحار وصولا لهذه القارة الكافرة الملحدة الماجنة.. فعلاً لا حدود للنفاق والدجل!
منذ لحظات وأنا بالسيارة أنتظر صديق أمام باب ميكرسيون المدينة التي أقيم بها، مرت إمرأة أربعينية بالزي الإسلامي الشرعي وهي راكبة اسكوتر من النوع الكهربائي وبسرعة قدرتها بين ال 20 و 30كم/سا، طبعاً تقديري لسرعتها ليست نباهة، بل بحكم أن السرعة بهذه الشوارع الخلفية أو السكنية هكذا تحدد.. المهم ليس فقط سرعتها وقدرتها على التوازن والتماسك على هذا الجهاز الذي يستخدمه عادةً الأطفال ولكن مؤخراً الكهربائي منه بدأ يستخدم في أوربا كوسيلة نقل إلى جانب الدراجة الهوائية (البسكليت)، نعم ما لفت إنتباهي ليس فقط قدرتها على التوازن وإنما لو كانت هذه المرأة في بلادنا الشرقية المسلمة، هل كان بمقدورها أن تفكر يوماً أن تركب اسكوتر أو دراجة إبنها ولو على سبيل التجربة داخل أسوار بيتها.. وبعد كل ذلك يأتي أصحاب العمائم أمثال القره زراعي ليقولوا؛ بأن (أوربا تعيش الأزمة).. لعلمكم يا من استجهلتم شعوبنا؛ إن بلداننا تحتاج لأكثر من قرنين لتلق هذه البلدان، طبعاً مع شرط تطبيق مبدأهم؛ الدين لله والوطن للجميع!
[1]