عنوان الكتاب: لأنك استثناء
اسم الكاتب(ة): سلمى جمو
مكان الأصدار: القاهرة
مؤسسة النشر: ببلومانيا
تأريخ الأصدار: سلمى جمو
لمحة عن الكتاب
لأنك استثناء: حينما يعرّي الشعر الواقع السامّ رومانطيقياً
إدريس سالم (شاعر وكاتب كردي سوري)يقول فرويد: «إن الشعراء والروائيين هم أعزّ حلفائنا، وينبغي أن نقدّر شهادتهم أحسن تقدير؛ لأنهم يعرفون أشياء بين السماء والأرض لم تتمكّن بعد حكمتنا المدرسية من الحلم بها، فهم في معرفة النفس شيوخنا، نحن الناس العاديون، لأنهم يرتوون من منابع لم يتمكّن العلم بعد من بلوغها».
في ديوان «لأنك استثناء» الصادر عام 2021م عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع في مصر تجمع الشاعرة الكردية سلمى جمو شعراً روحياً نفسياً معلَّقاً بين السماء والأرض بالتحليل النفسي، فهي ولكونها مختصّة في الإرشاد النفسي فقد تطرّقت وأجادتِ الوصف بمفهومه الدقيق إلى قراءة المجتمع الشرقي (كُرداً وعرباً)، والتعمّق بعيداً في أمراضه المخيفة والمستفحلة أكثر فأكثر، من خلال حوار العقل مع لبّ الشعور، بوجود كيمياء واضحة ولاذعة أثناء تبنّيها لأيّ فكرة مع مشاعرها، ورفضها لتفكيك الإنسان إلى فكر أو شعور، منفصلين، إلا أنها ومن خلال دائرة المعنى والدلالة تحاول كسر المحجور على تلك التربية والثقافة الاجتماعية المكبوتة والمقفولة والمغلوقة، سواء في لسان الوعي أو اللاوعي.
هي قد وهبت نفسها من خلال ذاك التحليل على قراءة لغة الأعراض لتلك الأمراض والاضطرابات النفسية، كشيزوفرينيا والسادية والبيدوفيليا والبارانويا والتحرّش الجنسي والعلاقة التراجيدية بين الرجل والمرأة، فهي مثلاً في قصيدة «شيزوفرينيا الكون» تضعنا في مواجهة حقيقية مع الفصَامية التي أصابتنا، وأصابت مجتمعاتنا على نحو آخر، وجعلتنا نُصاب بجنون العظمة، حتى باتت الفواجع والمصائب تدخل أدقّ وأبسط تفاصيل حياتنا، لتحاول جمو تحطيم أقفال نصّها والغوص في سراديبها وسراديب ذاتها المنهكة بها، فتقول:
«فاءٌ وميمٌ
فواجعُ باتتْ تحتلُّ أدمغَتنا وواقعَنا
حتى أصبحْنا كالمدمنين
لا نُجيدُ غير النحيبِ حرفةً
مآسٍ نتشرّبُها كلّما حاصرَنا عطشُ التمرّد».
قد يواجه القارئ مستوى عالياً من الموضوعات والقضايا الجدلية المثيرة مجتمعياً في هذا الكتاب الشعري، فالكثير منهم قد يمنع أو يعارض محتوى هكذا كتب من التداول وأخذ مساحات أبعد إلى المطلوب؛ لجرأة الطرح وتمرّد الفكرة واللغة على الصعيد النفسي والاجتماعي والجنسي، والتشبيهات السهلة الممتنعة خيالاً وتصويراً ولغةً، لكنها وبكتابها وكتاباتها هي (الشاعرة) دعوة صريحة ومطلقة، للتحرّر من «الخوف من التحرّر»، للتحرّر من «التخلّص من الأفكار والمعتقدات» التي تعيق ولا تنمّي أو تطوّر العقل والجسد معاً، فتقول في «شجرةُ الخطيئة»:
«ظلالُك تبسطُها
لِتقي الحيارى قيظَ التيه
فاكهتُك الشهيّةُ
فاكهةُ [1]