أكدت القيادية في وحدات حماية المرأة (#YPJ#)، آفيندار دَنيز، أنّه في ظلّ هذا البركان الثائر في مخيم الهول فإنّ تحرير الإيزيديتين هو أكبر إنجازٍ لحملة الإنسانية والأمن، وقالت: سنحرر النساء المختطفات من قبل #داعش# أينما كنّ.
مع هجمات دولة الاحتلال التركي؛ ازداد نشاط خلايا داعش النائمة في مخيم الهول أيضاً. حيث لا يمكن إخفاء العلاقات بين هذه الخلايا والدولة التركية. فبالتزامن مع الهجمات التي طالت سجن الصناعة في #الحسكة#؛ حاولت خلايا داعش النائمة بالإضافة إلى أسر داعش خلق الفوضى داخل المخيم ودعم داعش من الداخل.
تنتظر الخلايا النائمة فرصةً لإطلاق هجمات الانتقام من مخيم الهول نحو مناطق شمال وشرق سوريا والعالم. وعلى هذا الأساس يتم تدريب الأطفال داخل المخيم وتنشئتهم على الفكر المتطرّف، يتم حفر الخنادق، ويُقتل من يعارضهم.
وفي مواجهة تهديد هذا المخيم الذي يعدّ من أخطر المخيمات في العالم؛ أطلقت قوى الأمن الداخلي بمساندة وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية في الخامس والعشرين من آب المنصرم؛ المرحلة الثانية لحملة الإنسانية والأمن بهدف ضمان الأمن وملاحقة خلايا داعش النائمة.
هذا وتتواصل الحملة في يومها ال 22. فيما أسفرت عن تحرير امرأتين إيزيديتين مختطفتين من قبل داعش؛ إحداهما باسم وفاء علي عباس والأخرى سوسن حسن حيدر في حين يستمر نضال وحدات حماية المرأة بهدف تحرير النساء الإيزيديات.
تحدّثت القيادية في وحدات حماية المرأة (YPJ) وإحدى القياديات المشاركات في الحملة؛ آفيندار دَنيز لوكالتنا حول سير الحملة وقالت: تزداد خطورة هذا البركان في مخيم الهول يوماً بعد يوم. على جميع الدول التحرّك لحلّ هذه المشكلة.
إنّ مخيم الهول أشبه ببركانٍ ثائر
استهلّت آفيندار دَنيز حديثها بالحديث عن خطر مخيم الهول، وقالت: إنّ هذا المخيم الموجود في الهول مخيم داعشي ويضم أشخاصاً من كل الدول. لا يمكننا القول؛ إنّه مخيم آمن وأنّ اللاجئين قد أتوا إلى المخيم بسبب الاحتلال.
وتابعت حديثها قائلةً: إنّ العقلية التي تسود المخيم هي ضد البشرية جمعاء. ويضم المخيم أشخاصاً من أكثر من خمسين دولة حول العالم. ومهما تحدّثنا عن الخطر السائد هنا؛ فإنّه أكبر من أن نتمكّن من التعبير عنه. وهذا الخطر لا يحدق بشمال وشرق سوريا فقط بل بجميع دول الشرق الأوسط وأوروبا أيضاً.
كما أشارت آفيندار دَنيز إلى خطر الأشخاص الموجودين في المخيم، وأضافت قائلةً: ولذلك؛ فإنّ تجمّعهم في هذا المخيم خطرٌ على الجميع. صحيح أنّه تم إيقاف هؤلاء المنضمين من كل مكان في شمال وشرق سوريا وبتضحية كبيرة لكن لم يتم إيقافهم في مخيم الهول بعد.
ووصفت آفيندار دَنيز مخيم الهول بالبركان، وقالت: أصبح المخيم بركاناً تثور حممه وتتجدّد. ولاسيما أنّه يتم تعليم الأطفال بعقلية قذرة جداً. هنا تقع يومياً عمليات قتل. تم تقييد النساء بالسلاسل. كما أنّهن يُقتلن هنا بالسكاكين والمطارق. لقد حان وقت إيقاف هذا الخطر. وهذه الحملة التي أُطلقت تحت اسم الإنسانية والأمن تقوم على هذا الهدف.
هذا العبء لا يقع على المنطقة فقط
تنظّم نساء داعش أنفسهنّ بأسماء مختلفة بهذه الكلمات أشارت آفيندار دنيز إلى أساليب نساء داعش في تنظيم المخيم وقالت: تستخدم نساء داعش هؤلاء أساليب مختلفة. لكنّ العقلية هي ذاتها. ويقمن على وجه الخصوص، بتدريب الأطفال تحت اسم أشبال الخلافة لضمان استمرارية الجيل.
وقالت آفيندار دَنيز عن الأهداف التي تسعى نساء داعش لتحقيقها من تدريب الأطفال: هدفهنّ الأساسي هو استمرار العقلية. إنّهن لا يكترثن لموت الأطفال. وهذا بحدّ ذاته خطر.
وأشارت أيضاً إلى مساعي الإدارة الذاتية في تأمين احتياجات قاطني المخيم، وقالت: هناك درجة من التضحية من قبل الإدارة الذاتية في المخيم. فقد وفّرت لهم جميع احتياجاتهم رغم الإمكانيات المحدودة، واستقبلتهم هنا. لكن لا يمكن لأي كان تولّي هذا الدور. هذا العبء لا يقع على المنطقة فقط. تقول بعض الدول إنّه لم يعد لداعش وجودٌ في بلادنا وهذا تقييم خاطئ. فعلى العكس، سيكون أولئك الذين لا يحاسبون هؤلاء أعداءً لهم. على كل دولةٍ لها مواطنون ينتمون لداعش البحث في الأمر والتحقيق.
الخطر الأكبر في المستقبل
وذكرت آفيندار دَنيز أنّ الإدارة الذاتية تدعو دول العالم يومياً لإجلاء رعاياها وإيجاد حلّ لاستعادتهم. وتابعت حديثها في هذا الصدد قائلةً: توفّر الإدارة الذاتية فرصاً في هذا الموضوع. ولكن بالرغم من ذلك لا أحد يتولّى مسؤولية مواطنيه المنتمين لداعش. ما هو السبب؟ على الجميع تبنّي مسؤولية مواطنيه وإجلائهم من هنا. ثمّ إنّ كانوا يريدون محاسبتهم أو العفو عنهم فهذا شأنهم. يجب حلّ هذه المشكلة. إنّ مشكلة داعش هذه ليست مشكلة دولةٍ واحدة بل هي مشكلة إنسانية. إنّ داعش ضد من يقول بإنّه إنساني وديمقراطي. والدول التي تقول إنّه ليس لداعش وجودٌ لديها وأنّه لا خطر عليها، فالأمر ليس كما يقولون. ينبغي على الجميع شكر الإدارة الذاتية ودعمها لإيقاف هذا الخطر. إنّ المسؤولية عامة ومطلوبة من الجميع وحلّها يجب أن يكون شاملاً. وإن لم يحدث هذا، فلا ينبغي لأحد أن يخدع نفسه لأنّ الخطر الأكبر هو أمامنا في المستقبل.
أكبر إنجازٍ للحملة هو تحرير الإيزيديتين
أسفرت المرحلة الثانية لحملة الإنسانية والأمن عن تحرير وحدات حماية المرأة لامرأتين إيزيديتين من قبضة نساء داعش. واعتبرت آفيندار دَنيز تحرير هاتين الامرأتين أكبر إنجازٍ للحملة، وقالت: إنّ الأشخاص الذين يرغبون بالخروج من بينهم يخافون. إذ هناك خطرٌ كبيرٌ عليهم من الخارج والداخل أيضاً. إنّ تحرير هاتين الامرأتين الإيزيديتين إنجاز عظيم سواء بالنسبة لنا كنساء أو كحركة الحرية. إنّ شعبنا الإيزيدي هو أصل الكردايتية. وسنقوم بكل ما نستطيع لتحرير المختطفات من قبل داعش إن عرفنا مكانهن. هذا هو هدفنا. وأينما كانوا. وعلى شعبنا الإيزيدي أيضاً أن يكون متأهّباً ويقوم بالبحث لمساندتنا أكثر من أجل تحرير جميع النساء الإيزيديات. ولاسيما الشابات الإيزيديات المختطفات اللواتي يراد جعلهن داعشيات وملكاً لهم. لذلك فإنّ تحرير هؤلاء النساء مهمٌ جدّاً بالنسبة لنا. وسنسعى لمواصلة تحريرهنّ دائماً.
الحملة ستتواصل على الدوام
وذكرت آفيندار دَنيز في ختام حديثها أنّ حملتهم ستتواصل طالما أنّ عقلية داعش المتطرّفة موجودة، وقالت: بالطبع هناك تأثير لهذه الحملة. فعلى الأقل تم التخفيف من حدّة هذا البركان الثائر وقطع الطريق أمامه. لكن لا نستطيع القول بأنّه انتهى. لأنّ هذه العقلية تتجدّد يومياً وتستعدّ ضد الناس. ستتواصل حملتنا على الدوام. فعدم اتّخاذ الخطوات ضد هذه العقلية يزيد الخطر. هذه الخطوة التي تم اتّخاذها كانت خطوة مناسبة وفي مكانها وستتواصل على الدوام. طالما ظلّت هذه العقلية المتطرّفة فبالطبع سنكافحها. على جميع نساء العالم تبنّي نضال وحدات حماية المرأة ضد عقلية داعش والانخراط فيه ودعمه. الحرية والنضال الذي حقّقته وحدات حماية المرأة هي حرية جميع النساء. المجال مفتوح وعلى الجميع الانخراط فيه.
(ر)
ANHA
[1]