الاستاذ عابدين رشيد، ذلك الكاتب وتلك الشخصية التربوية التي تعجز الكلمات عن وصف وقاره. وبفضل تكرار زياراته الى مكتبة كاريز، تيسير لي معرفته عن قرب. انه شيخ جليل يواصل الحياة بجناحي الايمان والتفاؤل. كنت اجد نفسي عاجزا عن بلورة الاسئلة لتكون عدة حوار يليق بمقامه...
حاوره: طارق كاريزي
يعد من ابرز المربين والمدرسين في كركوك. احترف التدريس وهو الآن بمنزلة استاذ الاساتذة في الوسطين التربوي والثقافي في المدينة. رجل في منتهى الهدوء لا تفارق البسمة شفتیه. اجتمع لديه اوسع طيف من خصال المروءة والوجد والاريحية. ولع منذ صغره بعالم المعرفة وتابع الحرف والكلمة والجملة متواصلا معها بين صفحات الكتب جميعا بتوليفة فكرية اصيلة. تحول تاليا الى كاتب كوردي يبدع بلغة الضاد وذلك لشدة تعلقه بالثقافة الدينية وجواهر آيات النص الكريم.
انه باختصار . الفرصة لم تتاح بالكامل لذلك، وجدت من المناسب ان ادمج سلسلة اجاباته عن اسئلة متفرقة طرحتها عليه في أوقات متفاوتة:
*كيف كانت البداية مع عالم الكتاب؟
-لعل من حسن الاقدار انني ولعت بالكتاب منذ الصغر وانا طالب في مرحلة الابتدائية. كنا وعدد من زملائي نتابع الاصدارات التي كانت تصلنا من كتب ومجلات ادبية وثقافية. ويجب ان نذكر بكل امتنان دور اساتذتنا في ارشادنا وتوجيهنا لقراءة المنابع والمصادر المهمة لكبار المؤلفين والكتاب.
*وبالنتيجة سارت الامور بك نحو عالم الكتابة؟
-ان المعلومة فيها المزيد من الاشراق والحيوية مما يدفعك للاحتفاظ بها كجوهرة يمكن ان نستفيد منها حيثما اقتضت الحاجة لذلك. ولعل من حسن الحظ انني اتبعت تقليدا تجلى باحتفاظي بدفتر صغير لتدوين الملاحظات التي كانت تتبلور وتقدح في فكري وذاكرتي، وايضا كتابة الجمل والمقاطع والفقرات التي كانت تثير اعجابي في مسعى مني لتدوير وتداول المعلومة بأقصر وقت ممكن ومن دون الرجوع اضطرارا الى اصل المصادر. وبهذا فقد وفّر لي دفتر الملاحظات الكثير من الجهد والوقت واختصر لي الزمن من خلال جمعه كما من المعرفة المفيدة لي.
*كتابك الاخير يبدو كسفر فكري طرحت فيه كما كبيرا من الافكار والرؤى حول مختلف نواحي الحياة والوجود. كيف تبلورت هذه الخلاصة الفكرية في هذا السفر الرائع؟
-أشرت في اجابة سابقة لي الى انني اعتدت الاعتماد على دفتر ملاحظات ادوّن فيها افكاري وخواطري التي تبرق كلمح البصر ثم تختفي ان لم تستطع اقتناصها وتدوينها كتابة. والعمر المديد بما فيه من تراكم تجارب الحياة يوفر فرصة اكتشاف الكثير من الحقائق الموجودة اصلا في الكون وما على الاسنان سوى اعلانه اكتشافها. الحقيقة امنية كل كاتب هي ان ينال مؤلفه رضى الله ورضى القراء، ومن سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم الدين وفق الحديث النبوي الشريف. لا ادعي انني قدمت انجازا كبيرا، لذلك جاء عنوان الكتاب كلمات من دفاتر خواطري، وعنوان الكتاب يطابق فحواه، وان شمل الكتاب مساحة واسعة من المواضيع والمفردات، فأنني أشكر الله على نعماءه، والبركة في العمر الذي يثمر مع الايام طيب الكلام والمثمر من الاعمال. [1]