كيف يسمح للبعثي أن يعمل داخل المفوضية العليا للانتخابات؟
محمد مندلاوي
في صبيحة السادس من آذار انطلقنا من المدينة السويدية التي نقيم فيها، مع أنصار قائمة التحالف الكوردستاني – الاتحاد الوطني الكوردستاني- بالأهازيج و الأغاني الوطنية الكوردستانية، إلى مدينة سودرتاليا Södertälje)) التي تقع بالقرب من أستوكهولم (Stockholm) عاصمة مملكة السويد. لكي ندلي بأصواتنا في انتخابات العراق الفيدرالية (Federal Iraq) الرمز (FI) والتي سينبثق عنها البرلمان والحكومة الاتحادية القادمة. حيث أن الدستور العراقي الدائم، الذي اختاره العراقيون بعد التحرير، يمنح كل إنسان عراقي، من دون تمييز حق الاشتراك في الانتخابات و الإدلاء بصوته لمن يريد من المرشحين.
في جو قارص، كانت درجات الحرارة تحت الصفر، انتظرنا لساعات، في طابور غير منظم، إلى أن جاء دورنا، وسمحوا لنا بالدخول إلى المركز الانتخابي، الذي سوف ننتخب فيه، وبعد دخولنا البناية وجدنا أن في الداخل أيضاً طابوراً من الناس تنتظر أن يأتي دورها لكي تدخل القاعة المخصصة وتنتخب، لكن عددهم اقل من طابور الذي في الخارج، سئلنا عن سبب وجود هذه الكثافة من الناس أمام باب المحطة، قالوا أن الموظفين لا يعملون كما يجب. لم يكن باستطاعتنا عمل شيء غير الانتظار، حيث انتظرنا خلف الطابور حدود ساعة واحدة، خلال هذه الساعة، زارنا سعادة سفير العراق الفيدرالي، الدكتور (أحمد بامرني) وقف عندنا برهة قصيرة، تحدث مع عدد من أبناء الجاليتين الكوردية والعربية، ثم غادر المركز. أود هنا أقول كلمة بحق سعادة السفير الدكتور أحمد بامرني، إن سموا أخلاق و نبل هذا الرجل، دفعني أن أسجل هنا إعجابي و تقديري بشخصه الكريم، لما يتميز به من الاحترام و حسن الخلق الرفيع. أقولها بكل صراحة و صدق و إخلاص، أنه الإنسان المناسب في المكان المناسب، و أنه الأجدر و الأكفأ كسفير لجمهورية العراق الفيدرالي في مملكة السويد.
بعد أن اجتزنا مرحلتي الانتظار الأول في خارج المركز، ومن ثم الانتظار الثاني في داخل المركز. جاءت المرحلة الثالثة والأخيرة، وهي مرحلة التصويت، حيث دخلنا في المحطة رقم (6) لكي ننتخب، وهي عبارة عن قاعة صغيرة، يعمل فيها أربعة موظفين، ذهبنا إلى الشخص الأول وهي امرأة كوردية، تأكدت من وثائقنا،و قبل أن ترشدنا إلى الموظف الثاني وهو رجل، اشتكيت لها، بأن الشخص الجالس خلف الطاولة، الذي سيدون أسماءنا و المعلومات المطلوبة، هو إنسان بعثي صدامي، أعرفه حق المعرفة، يسكن في المدينة التي نقيم فيها، وهو إنسان لا يؤمن بمجمل العملية السياسية في العراق، بل هو بعثي صدامي، يدافع عن المقبور صدام حسين و نظام حكمه البائد، جل أهل مدينتنا من الكورد والعرب يعرفوه جيداً، حيث يستقبل الإرهابيين ويقدمهم إلى الناس باسم (المجاهدين) - عند سقوط صدام اللعين في (2003) وزعنا حلويات في مدينتنا ابتهاجاً بسقوط المقبور صدام، عن طريق الصدفة رأيناه ومعه امرأة أجنبية، قدمنا الحلويات له و للمرأة هو امتنع ولم يأخذ الحلويات بينما المرأة التي كانت برفقته أخذت قطعه من الحلويات، نهرها بعصبية و أخذ الحلويات من يدها و رماها على الأرض، ثم ولى الأدبار - بعد أن انتهيت من عملية التصويت، سألت عن مسئول المحطة، أرشدوني إليه، وهو شاب في العشرينيات من العمر، شرحت له الحالة الموجودة استمع لي بكل احترام، لكنه لم يفعل شيئاً، فطلبت منه أن يعطيني اسمه الكامل، فقدم لي بكل احترام الهوية التي يحملها على صدره، حيث دونت عندي اسمه الكامل كإجراء احتياطي، قد يحدث شيء في المستقبل. لأن الموظف البعثي ألصدامي، أصبح عنده رقمي الشخصي، كذلك رقم زوجتي و رقم ابنتي، لربما يتصرف بهذه الأرقام بسوء نية لإلحاق الأضرار بنا. لأنه يعرفني جيداً و يعرف أننا نعرفه بأنه صدامي معتوه. إن المواطن السويدي، أو الذي يقيم في السويد، يعرف جيداً أهمية الرقم الشخصي في هذا البلد، (Personnummer). المعروف عند جميع العراقيين أن هؤلاء البعثيين ليس لهم ذرة أخلاق ولا قيم و الشعب العراقي و الكوردستاني يعرفهم جيداً واكتوى بنيران أعمالهم الدنيئة فلذا اقتضى التنويه لتدقق المفوضية في المستقبل جيداً عندما تختار موظفيها لكي تكون أسماءنا و أصواتنا في أيدي أمينة. السؤال هنا كيف وجد هذا البعثي ألصدامي مكاناً له داخل المفوضية في السويد؟! أليس هناك شرط حتمي على من يقدم طلباً للعمل داخل المفوضية، يجب عليه أن يأتي بشخص معروف لدى المفوضية ليزكيه؟ إذاً من هو هذا الصادق الأمين الذي زكى هذا البعثي لدى المفوضية؟؟ ألا يعرف هذا المزكي أن صاحبه لا يؤمن لا بالديمقراطية، ولا بالعملية السياسية في العراق. أنه كصدامي يسعى بكل السبل لعودة الدكتاتورية العروبية إلى سدة الحكم في العراق. نتساءل للمرة الثانية كيف وجد هذا الصدام العروبي – سبق وأن شرحنا في مقالات سابقة بأن العروبي غير العربي العروبية مدرسة إجرامية تفوق بممارساتها الغير إنسانية الفاشية و النازية بينما العربي هو ذالك الإنسان المسالم التواق للحرية و العدالة - طريقه للعمل داخل المفوضية في السويد؟؟ لقد قادني الصدفة إلى هذا الشخص ألصدامي، وها أني أنقل ما شاهدته داخل المحطة رقم (6) لكن كم هناك مثل هذا ألصدامي يعملون داخل المفوضية العليا للانتخابات ولم يعرفهم أحد. لربما يقلدون مناصب رفيعة فيها ويستغلون تلك المناصب لتنفيذ دور سلبي في هذه المؤسسة الديمقراطية المستقلة التي تأتي من خلالها البرلمان و الحكومة.
كيف لا يكون لهم تأثير و دور سلبي وهم يملكون صلاحيات تخولهم فعل الكثير من الألاعيب و الخروقات داخل المفوضية؟. ألم يكونوا هم الذين حرموا أعداد كبيرة من الكورد من التصويت في بريطانيا و السويد وغيرهما من الدول الأوربية تحت أعذار واهية، حيث شاهدنا من خلال وساءل الأعلام أن بنات و أبناء الجالية الكوردية يبرزوا وثائقهم العراقية ومدون فيها جميع المعلومات عن حاملها، لكنهم حرموا من التصويت، لأنهم من سكان المناطق المستقطعة، وتحديداً من كركوك، لأن العروبيين داخل المفوضية يعرفون جيداً أن هؤلاء إذا منحوا حق التصويت سوف يصوتوا للتحالف الكوردستاني، لأنه هو الذي يعمل بجد و إخلاص لتنفيذ المادة (140) من الدستور الدائم من أجل عودة هذه المناطق إلى إقليم كوردستان. ليس هناك من هو أخلص وائمن من التحالف الكوردستاني لحمل مسؤولية هذه المهمة الوطنية مهمة مواصلة النضال من أجل عودة المناطق المستقطعة إلى الإقليم و على رأسها كركوك القدس و القلب.
أحد أصدقائي من مدينة كركوك، ذهب قبلي بيوم إلى مدينة (سودرتاليا) ليدلي بصوته، لكنهم منعوه من التصويت، بذريعة أن وثائقه العراقية غير مكتملة. قفل عائداً إلى المدينة التي نقيم فيها دون إن ينتخب، وفي اليوم التالي، ذهب مع مجموعة أخرى إلى العاصمة (استوكهولم) ليجرب حظه هناك، وإذا به يفلح هذه المرة و ينال المنال و ينتخب. يا عجبي في (سودرتاليا) يحرم من التصويت في(استوكهولم) يمنح حق التصويت المسافة بين المدينتين (30) كيلومتر فقط.
السبب الآخر الذي عرقلة الجالية الكوردستانية من التصويت بكثافة في أوروبا كان وجود بعض الموظفون العروبيين في المفوضية، حيث كانوا ينظرون من خلال نوافذ مراكز الانتخابات كثرة الأعلام الكوردستانية و الدبكات الكوردية من خلال رؤيتهم لهذه الأعلام و الدبكات أدركوا أن الأكثرية التي تنتظر لتنتخب هم من الكوردستانيين فلذا كانوا يعملون ببطء شديد لأن الانتخابات مرهونة بساعات محددة من الثامنة صباحاً إلى السادسة مساءً ثم تقفل الأبواب، و الذي لم يستطع أن ينتخب خلال هذه الساعات المحددة سوف يحترق صوته، وهذا ما حدث مع الجالية الكوردستانية في العديد من المدن الأوروبية حيث أن أعداداً كبيرة من بنات و أبناء الكورد حرموا من هذا الحق الدستوري وافسد عليهم فرحة المشاركة بهذا العرس الانتخابي.
[1]