تاريخ حركة الحرية الكردستانية الحلقة 12
جميل بايك
قمنا بإرسال قسم كبير من المجموعات التي كنا نريد إرسالها إلى الوطن. بالطبع بقيت بعض المجموعات للتدريب في لبنان، وقسم منهم في سوريا لتسيير الفعاليات ضمن سوريا. فبعد الحرب التي تمت في 1982 تم الحصول على المكان الذي أقيم فيه فيما بعد اكاديمية “معصوم قورقماز”. كانت موقعا للحزب الديمقراطي، كانوا يستعملونها للقيام ببعض الأعمال المركزية, فعند اندلاع ذاك الحرب، هم أيضا قاموا بترك هذا الموقع وفروا هاربين عند اقتراب القوات الإسرائيلية من القرية القريبة منها، كما إن القوات السورية أيضا تخلت عن ذاك الموقع، كانت لنا مجموعة من الرفاق هناك؛ قاموا بحماية ذاك الموقع تخندق الرفاق في التلة القريبة من مكان الاكاديمية وتصدوا للقوات الإسرائيلية، بقوا يدافعوا عن ذاك الموقع حتى انسحاب القوات الإسرائيلية من هناك. ولم يتركوا القوات الإسرائيلية أن تتقدم حتى ولخطوة واحدة. ولكن بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من هناك عاد كل من القوات الفلسطينية والسورية لجعل ذاك الموقع معسكرا لقواتهم، بالطبع لم ندعهم يقومون بذلك لإننا قمنا بالدفاع عنها. وقلنا لهم بإمكانكم أن تقيموا معسكرات خاصة بكم في أماكن أخرى. أي تم الحصول على ذاك الموقع بهذا الشكل. وتم تحويله بشكل تدريجي إلى اكاديمية “معصوم قورقماز”. بالطبع لعبت هذه الاكاديمية دورا هاما وكبيرا ضمن تاريخ حركتنا وتاريخ شعبنا. قامت بلعب دور تاريخي. إن كنا قد طورنا تاريخا في كردستان فدور تلك الاكادمية كانت أساسية في هذا العمل. تم اتخاذ قرار حل كافة مشاكل التحزب والتجييش في تلك الاكاديمية. تخرجت دورات تدريبية كثيرة. كل انواع التدريبات العسكرية والايديولوجية والتنظيمية. كما إن قرار التحول إلى كادر حقيقي تم اتخاذه في هذه الاكاديمية. لهذا السبب نقول بأنها لعبت دورا تاريخيا. ساهمت في تقوية وتطوير الحركة من كافة النواحي. كما طورت الكريلا وقوتها. وطورت وقوت السرهلدانات أيضا. تلك الخطوة التي قمنا بها في منزل في أنقرة والتي ساهمت في تشكيل البذرة الأساسية لهذه الحركة وعلى أساسها تم خطو خطوة في مجال التدريب ضمن مخيم الفلسطينيين في لبنان؛ تحولت إلى شكل نظام في هذه الاكاديمية أي إن الحركة ضمن هذه الاكاديمية شكلت نظام لتدريباتها. أي طورت الحركة في هذه الاكاديمية برنامجا تدريبيا على مستوى الاكاديميات. يعتبر هذا جانبا من حزب العمال الكردستاني ضمن تاريخه. ويحوز على الأهمية حتى قبل أن يتم تشكيل تلك الاكاديمية لم يستطيع القائد توفير إمكانية للتدريب كما يريده لهذا السبب لم يكن بمقدورهم تطوير نظام خاص بالتدريب. ولكن في هذه الاكاديمية تم الحصول على تلك الإمكانيات لهذا السبب طوروا نظام تدريباتهم أيضا. انطلاقا من هذا لعبت هذه الاكاديمية دورا هاما من أجل الحركة.
عند وصولي إلى الرفاق كان قد تم إنهاء المؤتمر، كان يتم التحضير لعقد اجتماع للمركزيين المنتخبين لم يكن لي علم حول ما تم معايشته في أجواء المؤتمر، شاركت في هذا الاجتماع فور وصولي إلى هناك. في الاجتماع عندما تحدث كل من القائد والرفيق عباس والرفاق الآخرين وتمت بعض المناقشات؛ حينها اتضح لي بأنه تم معايشة بعض الأمور في المؤتمر. ولكن لم أستطيع معرفة أسبابها وتفاصيلها الدقيقة. حيث أصبح لي علم عام بما حصل في المؤتمر بعد الاجتماع. أي إنه بعد هذا الاجتماع علمت بحقيقة هذا المؤتمر. في هذا الاجتماع تم اختيار شخصين مساعدين للقائد، يقومان بمساعدة القائد، لم تكن مهمة رسمية إنما كي يقوما بمساعد القائد، كان الأول الرفيق “عباس” والثاني “صلاح الدين جليك”، إلى جانب هذا تم وضع مخطط العام. في هذا الاجتماع وفق هذا المخطط كان العودة إلى الوطن أساسا، وتسيير الفعاليات في القسم الغربي لكردستان والثالث كان التدريب في الاكاديمية، حيث لم نكن قد قمنا بإنشاء الاكاديمية بعد. بالإضافة إلى وضع الرفاق في السجون. كان من الواجب أن تقوم المجموعات بالتمركز وفق ذاك المخطط خلال ستة أشهر وكان من الواجب أن يتم المباشرة بتكتيك الدعاية المسلحة وأن يتم إنهاء كل التحضيرات الخاصة بها. فإن تم إكمال هذه المهمات خلال ستة أشهر حينها من الواجب علينا فيما بعد الدخول في حرب الكريلا في منطقة بوطان. وإن لم يتم إكمالها خلال تلك الفترة من الواجب أن يتم إكمالها كحد أقصى خلال عام، ومن ثم البدء بحرب الكريلا. كان مخططنا على هذا الأساس. كما كان من الواجب علينا أن نقوي من قنواتنا في المنطقة الحدودية، لأنها كانت ضعيفة كان من الواجب علينا أن نقوي من تلك القنوات. كما كان من الواجب علينا أن نطور ونقدم من الفعاليات في القسم الغربي من كردستان. كانت لنا فعاليات هناك ولكن الفعاليات الأساسية تم البدء بها بعد المؤتمر الثاني. فعالياتنا في تلك الساحة حتى تلك الفترة كانت ضعيفة. اكتسبت فعالياتنا في تلك الساحة القوة بعد المؤتمر الثاني. لماذا؟ لأن عند اندلاع حرب لبنان تم نقل الرفاق إلى هناك حتى موعد انعقاد المؤتمر، ولكي يتم التحضير للمؤتمر، وزع القائد كل الرفاق في كافة المناطق لتلقي التدريب وأثر هذا طورا من علاقتهم أكثر. لهذا السبب توسعت قاعدتنا الشعبية بعض الشيء. فالشعب تعرف في كل مكان على الكوادر والحركة. لهذا السبب كانوا يرغبون في أن نقوم بتسيير الفعاليات هناك. حيث كان للرفاق تأثير كبير على الشعب، لهذا السبب بعد المؤتمرومن أجل توسيع تلك الفعاليات أكثر قمنا بإعطائها مكانة ضمن المخطط. حتى تلك الفترة كانت علاقتنا محدودة. وكانت موجودة في بعض المناطق، بالإضافة كانت علاقتنا محدودة أيضا ضمن طلبة جامعة دمشق. أي بدخول الكوادر إلى هذه الساحة ساهمت في توسع علاقاتنا ولهذا السبب قمنا بتسيير تلك الفعاليات بعد المؤتمر بشكل أقوى. المجموعة التي كانت تتلقى التدريب في لبنان كانت مجموعة صغيرة. وكانت في مركزين الأولى كانت في مكان اكاديمية :معصوم قورقماز” والآخر في بعلبك بعدها تم توقيف التدريب في بعلبك وتم نقلها إلى الاكاديمية. وهناك تم تدريجيا وضع أسس الاكاديمية. بالطبع عندما قمنا بوضع المخطط على هذا الأساس، وعادت أكثر المجموعات إلى الوطن، كان من الواجب أن يكون هناك رفاق يديرون تدريبات الرفاق، فبسبب عودة مجموعات كبيرة إلى الوطن، وقسم من الرفاق أصبحوا مركزيين، حصل فراغ في بعض الأماكن.
عند إرسال أغلبية المجموعات تم إرسال “باقي” أيضا معهم إلى الوطن، وتم إرسال “سمير” مرة أخرى إلى أوربا، بالطبع عند ذهاب سمير إلى أوربا قمنا بالمناقشة حول وضعه واقترحنا أن لا يذهب إلى أوربا، لأن وضعه أصبح مكشوفا، من الواجب أن لا يذهب، إن ذهب سوف يقوم بخلق المشاكل لنا. من الواجب أن يبقى هنا أو أن نقوم بإرساله هو الآخر إلى الوطن. إلا أن القائد كان مع فكرة ذهابه إلى أوربا، وقال بأسلوبكم من غير الممكن القيام بكسب “سمير” ولا التخلص منه، وقال بإمكانه الذهاب، حيث لا يستطيع فعل أي شيء ربما يقوم بخلق بعض المشاكل وإنها لا تشكل مشكلة لأننا نخوض نضال. أي في النتيجة تم قبول ذهاب “سمير” إلى أوربا. أي لولا قيام القائد بشرح الوضع ما كان الرفاق يقبلون بذهاب “سمير” إلى أوربا. بهذا الشكل ذهب “سمير” إلى أوربا من جديد. بالطبع ذهب “سمير” ولم يمضي فترة طويلة حتى بدأ بخلق المشاكل من جديد، ضد “فاطمة” لأنها هي الأخرى كانت هناك. في الظاهر كان يتناقض مع فاطمة إلا أن صراع “سمير” الأساسي كان مع القائد وليس مع “فاطمة”، كانت مع الحركة. حيث كان يسيير ذاك التكتيك للتستر على نفسه. كان تكتيكا قذرا للغاية. أي إن قام القائد بالوقوف إلى جانب فاطمة حينها سوف يستخدم “سمير” هذا ضد القائد، وإن لم يقوم بالوقوف إلى جانب “فاطمة” وإن هذا الاحتمال هو الأكبر حينها بإمكانه وبكل سهولة أن يقوم بتحقيق أعماله. فالتكتيك الذي كان يتبعه كان على هذا الأساس. بالطبع قال القائد لسمير إن مسألتك ليست فاطمة، لماذا تقوم بالصراع مع فاطمة، من تكون فاطمة حتى تقوم بمصارعتها. عندما قام القائد بمواجهة سمير ظهر سمير على حقيقته أي قام بالوقوف ضد القائد والحركة. فالقائد من خلال تحطيم مخططاته كشف سمير على حقيقته. حينها هرب سمير فورا. أي من أوربا. بالطبع إن سمير كان قد قام باللعب ببعض الأشخاص هناك لهذا السبب طلب القائد منهم الحضور وكذلك فاطمة أيضا. توقف القائدعندهم من أجل توحيدهم مع الحزب، إلا أن فاطمة لم تسمح بأن يقوم القائد بهذا. أي كانت تخرب كل الأعمال التي كان القائد يسيرها. كانت تقول لهم بإنكم مذنبين وتستحقون الإعدام، كانوا يحيون تلك النفسية لتحولهم إلى آلة خدمت مصالح مخططات سمير، فالقائد كان يسعى إلى إخراجهم من تلك النفسية، وكسبهم من جديد. لهذا السبب كان يتوقف عندهم بشكل خاص. أما فاطمة كانت تفرغ كل ما يقوم به القائد من محتواه. لهذا السبب -كنت هناك في تلك الفترة- قمت بإخراج فاطمة من ذاك البيت إلى بيت آخر وطلبت منها البقاء هناك. ومن الواجب عليك أن لا تذهبي إلى المنزل الآخر، أرادت أن تشتكي للقائد، إلا أن القائد لم يتدخل في هذا وقال لها عليك أن تفعلي مايطلب منك. منعت فاطمة من زيارة المنزل الآخر حتى تم كسب تلك المجموعة. لأني رأيت أن القائد يقول لفاطمة لماذا تفعلين هذا؟ لماذا تريدين الانتقام من هؤلاء الأشخاص؟ ربما تحولوا إلى آلة لسمير، ولكننا نريد أن نكسبهم من جديد. أي ماهي المنفعة التي ستجنينها من تصفية هؤلاء الأشخاص؟ لماذا تصرين على هذا؟ لماذا تتلاعبين بهؤلاء الأشخاص؟ حيث إن سمير تلاعب بهم وأدخلهم في هذا الوضع وأنت تريدين القضاء عليهم. لماذا تريد فعل هذا؟ عليك أن تتخلي عن هذه الأعمال. هي كانت تقول بعض الكلمات ضد القائد. لهذا السبب طلبت من فاطمة عدم البقاء هنا. فاطمة كانت تشبه مصاصة دم. كان يغمى على كل من يتعرض للدغتها. كانت ماهرة جدا. كانت قوية من ناحية الوصول إلى النتائج التي تريدها. كانت ماهرة في طريقة الإيقاع بالأشخاص.
بالطبع قام القائد بالقضاء على التصفية التي كان “سمير” يطورها. على هذا الأساس ومن أجل توضيح هذه النتيجة للحركة، قام ببعض تحليلات. كما ألف كتاب حول تاريخ كردستان في القرن التاسع عشر كذلك التطورات ومهماتنا. كلها كانت تحليلات قام بها في فترة التصفية. أراد القائد عن طريق تلك التحليلات والكتب تدريب الكادر حول كيفية ظهور التصفية والتصدي لها. حيث قام بتحليل الأسس التي تستند اليها التصفوية ومتى تظهر التصفوية في كردستان. وفي أي الثقافات تظهر. أي إنه من خلال هذا أراد تدريب الحركة والكوادر حول التصفية كي لا يتم معايشة التصفية مرة أخرى أو من أجل التصدي لها عند ظهورها. لأنه اتضح أن كل من الحركة والكوادر ضعفاء أمام التصفية. حيث كان “سمير” يستفيد من هذا. القائد قام بتثبيت هذا الضعف لهذا السبب كان يريد أن يقوم بالقضاء على هذا الضعف.
بعد مجيء “باقي” إلى الوطن أراد أن يضعف تأثير كل من الرفاق “عكيد ومحمد قره سنغور”. كي يتثنى له فرصة العمل. ولكن إن كل من الرفاق “عكيد ومحمد قره سونغور” لم يتركوا له الفرصة للقيام بهذا. بعد أن علم “باقي” بأنه لا يستطيع عمل أي شيء اقترح العودة إلى سوريا من جديد. لم نقبل باقتراحه. وطلبنا منهم البقاء هناك رغم إصراره الشديد للعودة إلى سوريا. وقلت نحن آتون أيضا فعملنا من الآن و صاعدا هناك. لم يبقى لنا أعمال كثيرة هنا، فعملنا الأساسي هنك أي في الوطن. عندما رأى بأنه لا يستطيع القدوم حيث كان هدفه الذهاب من هنالك إلى أوربا. عندما رأى بان الحركة تسد أمامه هذا الطريق، بدأ بخلق المشاكل في الوطن أي الجبال. حينها قام الرفاق باعتقاله. حيث قام الرفيق “محمد قره سونغور” باعتقاله وأبلغونا بوضعه وأنهم قاموا باعتقاله. وقال القائد ليتم إجراء تحقيق معه بهذا الخصوص.
بعدها ان كل من الرفيق “عباس” و”صلاح الدين جليك” و”ترزي جمال” أرسلوا من قبل القائد إلى الوطن، لأن أغلبية المجموعات أصبحت في الوطن وكان يتطلب وجود رفاق يقومون بإدارتهم هناك. لنتمكن من تحقيق المخطط الذي حددناه. بالطبع عند وصول هؤلاء الرفاق، اتضح فيما بعد إنهم لم يكونوا راضون في العودة كانوا قد حضروا أنفسهم على أن يبقوا على الحدود في سوريا ومن هناك يقومون بإدارة المجموعات. أي لم يكن بحسابهم أن يعودوا إلى الوطن من جديد. ففي الوقت الذي طلب منهم العودة إلى الوطن بالطبع لم يكونوا يستطيعون رفض هذا الطلب أو أن يقولوا بأنهم غيرجاهزين من أجل العودة.وكان هذا في شخص “صلاح الدين جليك” بشكل خاص. حيث لم يكن لدى الرفاق الآخرين شيء من هذا القبيل. حيث كانوا قد أتخذوا من الأسلوب البيروقراطي أساسا لهم. قبل أن تأتي تلك المجموعة تحدث القائد معهم وقال لهم إن الرفاق قاموا بالكثير من التحضيرات ومن الواجب عليكم أن تقوموا بإكمالها. ومن الواجب عليكم أن تطوروا حرب الكريلا ومن الواجب أن لا يتم التأخر فيها. على هذا الأساس عادت تلك المجموعة إلى الوطن. بعد وصول المجموعة إلى الوطن قامت بالتراجع عن الخطوات التي تمت حتى تم وضع حركتنا تحت سيطرة الحزب الديمقراطي تقريبا. حيث وضع الحزب الديمقراطي رفاقنا في مناطق حفتانين زاخو تحت إمرة ضباطها للمحاربة ضد نظام صدام. ففي تلك الفترة قال “صادق عمر”-كان مسؤل الحزب الديمقراطي في تلك المنطقة- للرفيق عكيد لماذا تقومون بوضع هؤلاء الرفاق في خدمة الحزب الديمقراطي. أي قام بتنبيه الرفيق عكيد حول مايقومون به هناك. فصداقتنا مع “صادق عمر” بدأت في تلك الفترة وتطورت. كما هو معلوم إن الحزب الديمقراطي قام بقتل هذا الشخص في عام 1992 لقيامه بمصادقتنا وزيارته للقائد. لهذا السبب تعاظم الخطر على الحركة. الاتفاق الذي عقده القائد مع الحزب الديمقراطي كان لنتمكن من التمركز في منطقة بوطان وتطوير حرب الكريلا هناك إلا أن إدارتنا استعملوا هذا الاتفاق بالشكل الخاطئ، تحركوا على أنه لا يوجد فرق بيننا وبين الحزب الديمقراطي ولا يوجد بيننا أي شيء ويتقربون من الحزب الديمقراطي كما يتقربون من الحركة، كانوا قد فهموا الاتفاق على هذا الشكل وطبقوها ضمن الممارسة العملية. فالحزب الديمقراطي أراد أن يفرض سيطرته علينا من خلال ذاك الاتفاق. وكان يعتقد بأنه سوف يحرز نتائج أيضا. كان للحزب الديمقراطي علاقة مع الدولة التركية، وإنها عندما قامت بعقد الاتفاق على مااظن لم يقوم بها من دون أذن أو موافقة الدولة التركية. أي كان يقول اتفق معهم سأبقيهم في العراق وسأستخدمهم لمصالحي. كيف ان الفلسطينين عقدوا اتفاق مع الدولة التركية على أن يبقوننا في لبنان على ما أظن إن الحزب الديمقراطي هو الآخر عقد الاتفاق على نفس الأساس. حيث لم يكن يريد أن نتطور في الشمال ونطور الحرب هناك، كان يرغب في أن نبقى في الجنوب. كانوا يسعون إلى إبقائنا في الجنوب وفرض السيطرة علينا من كل النواحي لإفقادنا التأثير، الحزب الديمقراطي كان يتقرب على هذا الأساس، وإن إدارتنا العملية في هذه المناطق قاموا بتطبيق هذا، مثلا الرفاق في الشمال كانوا قد قاموا بتحضيرات مناسبة من ناحية الخنادق والعلاقات أي كافة الإمكانات اللازمة لتسيير تكتيكات الدعاية المسلحة حتى كان بالإمكان من خلال الاستناد إلى تلك الإمكانيات التي خلقوها أن نبدأ بحرب الكريلا، فبدلا من أن يقوموا بتقوية تلك التحضيرات قاموا بالتراجع عن الخطوات التي تم خطوها هناك، حتى سحبوا الكوادر التي قامت بالتمركز في الشمال إلى الجنوب، وإدخال قسم منهم في منطقة زاخوا للحرب ضد صدام تحت إمرة الحزب الديمقراطي، لهذا السبب قام بتوجيه الكثير من الانتقادات حول هذا الموضوع، ومن خلال تلك الانتقادات التي وجهها أراد أن يفهم الإدارة العملية في تلك المناطق حجم تلك المخاطر، إلا أن تلك الإدارة كانت تتخذ نفسها أساسا، لهذا السبب كان هناك تناقض فيما بين الإدارة العملية والقائد، كان القائد يريد الحد من تلك المخاطر وإخراج الحركة من سيطرة الحزب الديمقراطي وتوجيهه نحو الشمال، وخطو خطوات نحو حرب الكريلا، والإدارة العملية على العكس تماما كانت تتراجع في خطو الخطوات وكانت تسحب القوات إلى ساحة الحزب الديمقراطي، تحت سيطرة الحزب الديمقراطي. حتى إنه في شتاء 1983 قامت بسحب كل القوات التي كانت متمركزة في الشمال تقريبا إلى الجنوب، لتدريب تلك القوات ومن ثم إرسالها، كانوا يقولون إن لم نقوم بتدريبهم وإعادة إرسالهم إلى الشمال من غير الممكن لنا أن نطور عملية التحزب والحرب بهذه القوات، حتى إنهم قاموا بوضع برنامج من أجل هذا. ففي الفترة التي رأى فيها القائد هذا الوضع وإصرارهم فيه، ولا يطبقون التكتيك الواجب اتباعه، وإن موقفهم هذا يشكل تهديدا على الحركة، قام بتوجيه انتقادات أكثر حدة وطلب من الرفاق الحضور إلى دمشق لعقد اجتماع حول هذا الوضع. في هذه الفترة كنا هناك كنت أسيير الفعاليات هناك. القائد كان قد طلب كل من فاطمة وزياد من أوربا، ومن الوطن أتى الرفيق عباس وفؤاد إلى الاجتماع. تم عقد الاجتماع المركزي في عام 1984 في شهر كانون الثاني في دمشق، في هذا الاجتماع قام بتحليلات قوية جدا حول الاشتراكية المشيدة الأحزاب الشيوعية وحول إدارتنا وحول الحزب الديمقراطي ووضع الدولة التركية، وحول التكتيكات التي نريد أن نطورها في هذه المرحلة، والتي تقوم الإدارة العملية بالتراجع عنها، وحول مشاكل الكوادر وحول تصفية التصفية التي ظهرت، حول كل المواضيع، كانت قرابة 800 صفحة، حتى إن فاطمة أرادت أن تحولها إلى كتاب أي توكلت هذه المهمة، اقترحت أن يتم تحويلها إلى كتاب وتوزيعها بين كوادر حركتنا. إلا إنها لم تقوم بهذا. حيث ماطلت بها كثيرا وفي النهاية لم تقوم بها. في هذا الاجتماع توقف القائد على الرفاق المركزيين فردا فردا، وتوجه بانتقادات من أجلهم، كما قام بتوجيه انتقادات من أجل المركز أيضا، بهذه الانتقادات أراد أن يجعل من المركز مركزا حقيقيا، في تلك الفترة كان قد أتضح من سيصبح مركزيا ومن لن يصبح مركزيا، واكتسب المركز رسميته، إلا انه انقسم إلى مركزين. لهذا السبب قام القائد بتوجيه تلك الانتقادات كي يجعلها مركزا واحدا، لهذا السبب توقف على كل رفيق على حدى ، من ناحية الجوانب الضعيفة والجوانب المعاكسة لحثه إلى خطو الخطوات، كما قام بتوجيه انتقادات للتصفية والوضع الذي دخله المركز، كما قام بتوجيه انتقادات إلى الوضع الذي دخله إدارة أوربا مقابل سمير، حيث قام القائد بتسيير الفعاليات هناك من خلال دفع الشعب والكوادر أي إن الإدارة هناك لم تقوم بأي فعاليات. في هذا الاجتماع قام القائد بتحليلات قوية حول الاشتراكية المشيدة والأحزاب الشيوعية قال: إن هذه الأحزاب لم تعد أحزاب شيوعية فمن الواجب على هذه الأحزاب إما أن تقوم بفسخ أحزابها أو أن تقوم بإعادة تنظيم ذاتها من جديد، كما قام بنقد الاشتراكية المشيدة، من نواحي عدة، هذا الاجتماع كان اجتماعا مركزيا؛ لعب دورا شبيه بالدور الذي يلعبه المؤتمر. فالتحليلات والانتقادت التي طرحها القائد في هذا الاجتماع أصبحت تحليلات من أجل المؤتمر الثالث. فتحليلات القائد في المؤتمر الثالث تطور على أساس هذا الاجتماع. أي إن هذا الاجتماع أصبح الأساس الذي تم إسناد المؤتمر إليه. تطور المؤتمر الثالث بالكامل على هذا الأساس. لهذا السبب يعتير اجتماعا هاما ضمن تاريخ حركتنا. وتحزبنا وتجييشنا. كيف إن الكونفرانس الأول حضر للمؤتمر الثاني فإن هذا الاجتماع حضر للمؤتمر الثالث أيضا. هذا الاجتماع له دور هام في تنظيمنا و تطور اجتماعيتنا. عندما قمنا بنشر نتائج هذا الاجتماع كبلاغ قامت الأحزاب الشيوعية بمهاجمتنا، وقالت بأن حزب العمال الكردستان يناهض الاشتراكية، لماذا؟ لأن البلاغ كان يحوي على انتقادات الاشتراكية المشيدة والأحزاب الشيوعية. وبشكل واضح جدا. لهذا السبب هاجموا الحركة. وقالوا بأن هؤلاء ضد الاشتراكية وإنهم قومويين إنهم بهذه الطريقة أرادوا تسيير حرب ايديولوجية ضد حزب العمال الكردستاني. حتى تلك الفترة لم يقوم أحد بإجراء تحليل بهذا الشكل. فالتحليل الذي قام به القائد في الاجتماع الذي انعقد في عام 1984 طبق في الواقع في عام 1989 واكتمل في عام 1990
تم عقد عدد من الاجتماعات على أساس ذاك الاجتماع، حيث لاحظ القائد آبو بأنه يتم التأخر بالخطوات الواجبة خطوها وبالإضافة إلى هذا قام بتوجيه عدة انتقادات حول هذا الموضوع. وقام بإرسال عدد من التعليمات مع الرفاق القادمين إلينا. أي أرسل تلك التعليمات مع الرفيق “فؤاد” وفي تلك الفترة أتى كل من “فاطمة” و”زياد” برفقة الرفيق فؤاد حيث أوضح في تلك التعلميات ما هو سبب تأخر خطو تلك الخطوات أي لماذا يتم تأخير الحملة التي نريد أن نبدأها. في تلك الفترة عقدنا اجتماعا “حديقة الرفيق عكيد” انضم جميع الرفاق المركزيين إلى هذا الاجتماع، واتخذنا قرارا وفق تلك التعليمات بأن نبدأ بالحملة، كنا بشهر حزيران عندما وصلتنا تلك التعليمات، في الأساس كان من المقرر أن نبدأ بالحملة في الرابع عشر من تموز، وذلك لإحياء ذكرى الرفيق خيري كمال بير ومحمد خيري دورموش، ولكن لضيق الوقت لأن تحضيراتنا لم تكن كافية للبدء بالحملة تم البدء بالحملة في الخامس عشر من آب، حيث كان من المقرر القيام بمهاجمة كل من أروه، جالتاك، شمدينلي والسيطرة على هذه المدن، كان المخطط على هذا الشكل. كنا قد هيئنا بعض القوات لهذا، حتى تم تحضير أسماء القوات التي ستشارك ، أي من سيدير هذه القوات ومن سيأخذ مكانه ضمن هذه القوات. أي تم تثبيت كل هذا، كما كان من المقرر وفق مخططنا إعلان HRK وبالإضافة إلى هذا كنا سوف نقوم بالإعلان عن ERNK المخطط كان على هذا الأساس. في تلك الفترة جميع التحضيرات العسكرية تم تخضيرها من هنا، كما إن الرفيق عباس قام بكتابة بيان H R K و كنا قد قمنا بتحضير بعض اللافتات أيضا. لتعليقها عند دخولنا إلى تلك المدن. و تم إرسال أبو بكر للقاء الرفيق عكيد لأنه لم يكن حاضرا الاجتماع لأنه كان في منطقة بوطان، أي لإبلاغ الرفيق عكيد بنتائج هذا الاجتماع لأن تلك العمليات كانت ستتم من الناحية العملية بإشراف الرفيق عكيد، لهذا السبب كنا قد أرسلنا أبو بكر للقاء الرفيق عكيد لإعطائه المعلومات. حيث كان من المقرر أن يدير الرفيق ” كوزلكلوعلي” و”مصطفى أومر جان” العملية على منطقة شمدينلي كان من منطقة بينكول أي كان من المقرر على الرفيقين أن يديرا الوحدات في منطقة شمدينلي. أما بالنسبة إلى جتاق كان “ترزي علي” وعلى منطقة أروه كان الرفيق”أردال ومجموعاته” والرفيق عكيد كان سيقوم بإدارتهم كلهم ضمن الممارسة العملية. بالطبع أرسلنا للرفيق عكيد التعليمات والبيان أو البلاغ واللافتات وأسماء الوحدات ومن هم الذين سيأخذون مكانا ضمن تلك الوحدات، وكيف سيتم تنظيم تلك الوحدات. حتى الخامس عشر من آب لم يتم المناقشة حول المواضيع التي تم إرسالها، حتى موعد العملية لحماية السرية، لكي لا نتلقى ضربة من هذا، فضمن المخطط كانت السرية أساسا وكان من الواجب عل الجميع التقيد بها، حيث كان عدد قليل من الرفاق لهم علم بحصول عملية في هذه المناطق، أي إن الرفاق كانوا يعلمون بحصول أشياء ولكن ما هي وأين سوف تحصل لا أحد كان يعلم بهذا، أي إنه تم التقيد بالمخطط والسرية حتى موعد العملية، بالطبع بعد الخامس عشر من آب لم نقوم بوضع مخططات خاصة بعد الخامس عشر من آب، هذه كانت النقطة الناقصة ضمن المخطط، لأننا كنا نعتقد بأن الدولة التركية بعد هذه العملية سوف تشن علينا هجمات كبيرة وإن المخطط الأساسي بعد هذه العملية هو عدم تقديم الخسائر أي الحماية فقط، اي افشال هجماتهم من خلال عدم إعطاء خسائر، فبعد أن يتم إفشال تلك الهجمات حينها بإمكاننا وضع مخططات أخرى، كان المخطط بعد الخامس عشر من أب على هذا الشكل.
بعد القيام بكل تلك التحضيرات كان “باقي افندي” معتقلا ويتم التحقيق معه، فمن إحدى التعليمات التي أحضرها الرفيق “فؤاد” معه من القائد كانت أن يقوم “باقي” بكتابة كتابة حول نفسه وإرسال تلك الكتابة إلى جريدة “سرخابون” ليقوم الرفاق بنشرها في الجريدة. بالطبع عند عقدنا الاجتماع في دمشق تم الوقوف على حالة التصفية فيها أيضا، كنا قد اتخذنا قرار التحقيق مع “باقي” أيضا حتى تلك الفترة لم يقوم الرفاق بالتحقيق معه، كان من المقرر أن يتم التحقيق معه. فمن أجل دخول هذا القرار حيز التنفيذ كنت قد قمت بالتحدث في هذا الاجتماع أيضا، أي كان لي قرار في هذا القرار أيضا، أنا بدوري ساهمت في أن يتم اتخاذ هذا القرار، حتى قمت بتوكل مهمة القيام بالتحقيق لتسير هذا التحقيق. عندما أتيت أجريت تحقيقا على هذا الأساس، ولكن لما جاء الرفيق فؤاد بتعليمات وانتقادات القائد حول الحملة التي كنا ننوي القيام بها في الخامس عشر من آب، كان قد أعلم الرفيق فؤاد بهذا القرار، بالطبع إن الأشياء التي كان الرفيق فؤاد يعلمنا بها والقرارات التي كنا قد أتخذناها في الاجتماع لم تكن متشابهة، كنت أعتقد بأن بعض الأشخاص يدخلون مسألة “باقي” الحدث كثيرا لهذا السبب يريد القائد ان يخرج هذه المسالة من الحدث، لهذا السبب يريد القائد أن يقوم باقي بكتابة كتابة حول وضعه ونفسه، لأنه لا يحوي أي معنى غير ذلك، حتى قلت للرفيق فؤاد هذا أيضا أي إن قرارنا لم يكن على هذا الأساس وإن هذا يعتبر قرارا جديدا لماذا يقول القائد هذا؟ أجاب لا أعلم لماذا ولكن القائد قال هذا. بالطبع خلق هذا لدي ترددا، ذهبت وتحدثت مع “باقي” ليقوم بتكابة كتابة كما أوضحت له إطار هذه الكتابة أيضا، أجاب بنعم سوف أقوم بالكتابة، بعد أن أنهى الكتابة قرأت الكتابة وجدتها غير مناسبة لأن تنشر في جريدة سرخابون ولكن هذا الذي كان بوسعه كتابته، قمت بكتابة ملاحظة خلف تلك الكتابة وأرسلتها إلى جريدة سرخابون وقلت فيها من الواجب عليهم إرسال هذه الكتابة إلى القائد وأن يقوموا بنشرها بعد مواقفة القائد على نشرها فمن دون إذن أو موفقة القائد لا تنشروها، ففي تلك الفترة لم يكن لنا إمكانية الإرسال مباشرة إلى سوريا كنا نرسلها عن طريق إيران إلى أوروبا عن طريق البريد وحتى إن الكثير من أشيائنا كانت تفقد. إيران كانت تستلوي عليها. لأن وضع إيران في تلك الفترة لم تكن مستقرة بعد لهذا السبب لم تكن تصل الأشياء التي كنا نرسلها إلى الجهات المعنية.
عند ذهابي إلى المعسكر المركزي في الصباح وجدت أحد الرفاق قادم ويلكم أنفاسه وقال بأن “باقي” هرب. سألته كيف حصل هذا قال لا أعلم فقد هرب. في الأساس تم تهريب “باقي” حيث قام واحد يدع “جلال” بتدبير هذا بالاتفاق مع الحزب الإصلاحي، أي في البداية ذهب باقي إليهم ومن ثم قاموا بإيصاله إلى أوربا. بالطبع عندما هرب باقي كان قبل أن يتم القيام بحملة الخامس عشر من آب المجيدة، في تلك الفترة كانت فاطمة هي هنا أيضا. حينها قلت للرفيق عباس والرفاق المركزيين بأن باقي هرب تحت مسؤليتي وإن الحركة قامت بنضال ضد التصفية وقامت بالقضاء على التصفية وإن هذه الحملة كانت سوف تنتهي بعملية التحقيق المسيرة ضد باقي وكنت قد توكلت هذه المهمة ولم تكتمل هذه المهمة تحت مسؤليتي لهذا السبب من الواجب على الحركة أن تتخذ قرار بحقي، رأيت هذا الشيء مهما من أجل الحركة، أي من أجل أن تتطور ثقافة ضمن هذه الحركة، أي أن لا يبقى أحد من دون محاسبة، أي من الواجب أن يتم محاسبة أي شخص ومهما كانت مكانته وأي كان نوع النقص أو الذنب أو الإهمال المرتكبة. هذا كان هدفي من هذا. بالطبع رأيت بان الرفيق عباس أرسل إلي رسالة ردا على رسالتي بإسم الإدارة لم أرى في تلك الرسالة أي شيء، أي شيء ك “إننا نقوم بتوقيف مهمتك أو إننا نسحب المهمة الموكلة إليك أو نفتح تحقيق مع احتفاظك بالمهمة أو غيرها، عند استلامي لهذه الرسالة تولد لدي رد فعل، وكان حول إنه بهذه الطريقة لا يمكن أن يتم محاسبة إدارة حركة، وإن مهمة إدارة الحركة هي صون الحركة ومقاييسها، حيث لم أرى أي شي ضمن الرسالة التي أرسلت إلي، لهذا السبب تولد لدي ردة فعل، لهذا السبب قمت بكتابة رسالة أخرى حيث عند قيامي بكتابة الرسالة حسبت حساب هذا أيضا اي “هل الرفاق يخافون من اتخاذ أي قرار ضدي، لما لا يقومون باتخاذ قرار ضدي هل يخشون أن أقوم بإظهار رد فعل معاكس والتقرب بشكل سلبي، لهذا السبب لا يستطيعون اتخاذ قرار ضدي” الرسالة التي كتبتها للمرة الثانية كانت على هذا الأساس، إن كان هناك احتمال بهذا الشكل من الواجب علي أن أبعد هذا الاحتمال أيضا، كي يستطيع الرفاق اتخاذ القرار براحة، لهذا السبب قلت بإمكانكم إعطاء المهمة التي أقوم بها لرفاق آخرين وحددت لهم أسماء هؤلاء الرفاق، وإن بمقدور هؤلاء الرفاق القيام بتلك المهمة، وأنا أستطيع القيام بمهمات أخرى، أي كانت الرسالة ضمن هذا الإطار، حتى قمت بتوجيه بعض الانتقادات أيضا، حول عدم قيام الرفاق باتخاذ أي قرار ضدي، بعد إرسالي لتلك الرسالة قام الرفيق عباس بإرسال رد على تلك الرسالة؛ ما دمت تريد فعل هذا قم بتسليم مهمتك لهؤلاء الرفاق، وأنت باستطاعتك الذهاب إلى إيران، وتسيير النضال هناك، لم يضمن اقتراحي الذهاب إلى إيران، كنت أود البقاء هنا، ولكن لم أكن أود النضال بهذا المستوى كنت قد أشرت إلى إنه بإمكان هؤلاء الرفاق القيام بهذه المهمة وأنا بدوري أستطيع القيام ببعض المهمات العملية هنا. قمت بتسليم المهمة إلى الرفاق وتوجهت إلى إيران، حيث كان طبيعة النضال هناك “العلاقات مع الحزب الديمقراطي الإيراني وتطوير العلاقات معهم والفعاليات بين صفوف الشعب وما شابه، فعلاقاتنا مع الحزب الديمقراطي الإيران كانت موجودة قبل مجيئي حيث كان الرفيق عباس يديرها بعد مجيئي استلمته منه، لم يكن لنا فعاليات بين الشعب في ايران، ولم يكن لنا علاقات مع إيران أيضا، فالعلاقات كانت متمحورة ضمن إطار التنقل فقط، فتحت طريق لعقد علاقة مع إيران، عن طريق الحزب الاشتراكي العراقي، علاقتنا مع إيران بدأت بهذا الشكل أي عن طريق الحزب الاشتراكي العراقي ولكن بعدها طورناها أكثر، بالإضافة قمت بتطوير بعض العلاقات في منطقة أورمية وكفر بين الشعب، بالطبع في هذه الفترة كنت بانتظار جواب من الرفيق عباس لأنه عندما قال لي أذهب إلى إيران بعد مضي فترة سوف نرسل لك تعليمات ووفق تلك التعليمات عليك أن تتحرك، انتظرت تلك الرسالة ولكن لم تأتي أية رسالة منهم، في هذه الفترة قلت إن كان الرفاق لا يستطيعون اتخاذ أي قرار سوف أقوم باتخاذه بنفسي، اتخذت قرارا وطبقته على أرض الواقع أيضا، وكان القرار هو أني حررت نفسي من المهمات الرسمية، ولكن من الناحية العملية كنت أقوم بكل الأعمال الواجبة القيام بها، أي لم أتراجع عن القيام بتلك الأعمال ضمن الممارسة العملية، حيث وجدت هذا القرار صائبا لهذا قمت بتنفيذه لأني لو لم أكن أراه مناسبا لما قمت به، وتابعت فيه إلى أن علم القائد بالموضوع وقال لي عبر الهاتف “ذهب باقي إلى الجهنم، ليذهب، فهو يقوم بإثبات إصرارنا، لماذا تقوم أنت بهذا؟ بعد ان نبهني القائد على هذا قمت بالتوقف على هذا وحينها فهمت بأن موقفي كان خاطئا، حتى تلك الفترة كنت أرى نفسي متخذا قرارا صائبا بحقي. فالرسالة الأولى التي قمت بإرسالها كانت في محلها، وكما الأقتراح الذي قدمته أثر الرسالة التي أرسلوها لي كانت في محلها، ولكن فيما تلى ذلك كان خاطئا كله، كان ناتجا عن رد فعل عاطفي. الموقف الذي اتخذته بأية حجة كانت ، كان مستندا إلى رد فعل وعواطف. ولم يكن له أي صحة، قمت بوضع نفسي مكان الحركة، هذه كانت خاطئة، أي بإمكانك أن تقترح للحركة وهي لها الخيار أن تقبل أو أن لا تقبل فأنت لا يمكنك أن تفرض شيء على الحركة. فأنا كنت أفرض ما أريده، لهذا كنت مخطئا حتى إنها تجاوزت مرحلة الفرض حيث وضعت نفسي مكان الحركة من خلال اتخاذي القرار وتنفيذه على أرض الواقع. يعتبر هذا جرم وذنب، أي أن تقوم برؤية نفسك كحركة وأن تتخذ القرارات وتقوم بتطبيقها أيضا يعتبر ذنبا وجرم أيضا. هذا ماقمت به، لم يكن لي الحق في أن اتخذ القرارات الواجبة على الحركة اتخاذها بحقي وتنفيذها، كنت شخصا ضمن هذه الحركة وبالأخص كنت عضوا إداريا ضمن هذه الحركة، إن قمت بهذا فأي شخص آخر يستطيع القيام بهذا، أي إن كل شخص يستطيع أن يحيا حزب بالطريقة التي يريدها، وكل وفق ما يراه مناسبا يتخذ القرارات ويقوم بتطبيقها أو عدمها. لهذا يعتبر ذنبا. فأي شخص ضمن هذه الحركة وعلى وجه الخصوص أن يكون هذا الشخص من أدراء الحركة لا يمكنه التقرب من المسائل واتخاذ القرارات وتنفيذها كما يحلو له. فإن قمت بهذا فإن كل من رد الفعل والعاطفة دفعاني لأن أقوم بهذا العمل، لا يمكن أن يصبح الإنسان أو الشخص ثوريا عن طريق العواطف وردود الأفعال، وعلى وجه الخصوص إن كنت من أحد إداري هذه الحركة فإن القيام بمثل هذه الأشياء تكلف الحركة خسائر باهظة، ليس لك الحق في أن تكبد الحركة هذه الخسائر، بالطبع عند خطوي لتلك الخطوات، كانت ناتجة عن رد فعل وبتحريض من العواطف ولكني كنت أراها بأنها خطوات صحيحة، كنت أريد أن أخلق ثقافة ضمن هذه الحركة، أن لا يبقى أي شي من دون حساب، وتطوير هذا المفهوم لدى الكوادر وضمن الحركة، أي كنت أنوي أشياء جيدة، هذه تبقى مجرد نوايا، فالنية لا تظهر أبدا الحقيقة، لا يمكنها أن تعبر عن الحقيقة، فحتى النية الحسنة إن قمت بإخراجها من كونها نية إلى الواقع حينها يمكن أن يكون لتلك النية معنى، فمن دون هذا ليس له أية قيمة. كما لايمكن أن نكون ثوريين عن طريق النية فقط، حيث إنك من خلال الاستناد إلى حقيقة هذه الحركة يمكنك أن تصبح ثوريا ضمن هذه الحركة فمن دون ذلك لا يمكن لك؛ أي عن طريق النية، أي له هدف ونهج ومقاييس ومهمات تستطيع من خلال الاستناد إلى هذا أن تصبح ثوريا، فمن خلال قول بعض الحقائق وتغييرها وخطو بعض الخطوات لا تعني أنك تقوم بما هو صحيح او مايساهم في إظهار الحقيقة، فهناك أشياء أخرى تعبر عن الحقيقة، حين تقوم بتحقيق كل ما تقول عنه صحيح على أرض الواقع فالحقيقة والصواب يكون هو، أي إن الحقيقة هي تطبيق كل ما تراه حقيقة وصواب على أرض الواقع، لا توجد حقيقة أخرى غير هذا، والأشياء الاخرى تبقى مجرد نوايا وعواطف وكلام لا غير، فأي شخص بإمكانه الحديث بشكل صائب وتوجيه انتقادات واقتراحات صائبة، وحتى بإمكانه اتخاذ القرارات أيضا، ولكن هذا لايعني إنه قام بشي صائب، فالصواب هو تطبيق كل هذا ضمن الممارسة العملية أي على أرض الواقع، حينها تكون قد قمت بشي صائب وصحيح، فمن أجل أن تعمل شيا صحيحا أو صائبا، المكان والزمان والجهد المبذول والجهد الحقيقي والأسلوب والوتيرة والطريقة كلها تدخل في العمل، أي تشكل عوامل من أجل تحقيقها، فعندما تقوم بتحقيق كل هذا حينها بإمكانك أن تنجز شيئا صائبا أو سليما، فحتى لو كانت جهودك صائبة ولكن لم يكن المكان والزمان والأسلوب والطريقة متكاملة لا يمكن لك إنجاز شيء صائب أو حقيقي، فليس سهلا عمل أو إنجاز شي صائب أو سليم، فهناك الكثير من الرفاق يخدعون أنفسهم بهذا حيث يقولون بأني قلت الحقيقة ووجهت انتقادات صحيحة واتخذت قرارات صحيحة وبذلت جهدا أيضا إذا انا صائب وسليم، ولكن في الحقيقة لاوجود لشيء صحيح وصائب، فهناك الكثيرون يقولون الحقيقة من دوننا أيضا فهذا لايعني إنهم يقومون بالأعمال الصحيحة ، فالحقيقة ليست سهلة كما يتصور وليست سهلة التحقيق أيضا، فحين تقوم بإنجاز عمل صحيح حينها تكون صحيحا وصائبا، حتى لو لم تصل إلى النتيجة وأن تقوم بإزالة الشيء السيء وإحراز التطور هناك وخلق القيم والمقاييس لا تكون صحيحا وصائبا، فصحتك وصوابك لا تفيد أو تعبر عن أي شيء للحياة ضمن الحركة.
في تلك الفترة كنت أتقرب كما يحلو لي كنت أقول بأني أقوم بالشيء الصحيح، لا يوجد أحد أصح مني، وعندما قام القائد بانتقادي بذاك الشكل، وقفت على ذاك الحديث، رأيت بأن الأشياء التي كنت أقوم بها وكنت أراها صحيحة كانت خاطئة، هذه أيضا أذهلتني وأدهشتني، فهروب باقي كانت قد أذهلتني فانذهلت مرة أخرى، ففي حياتي الثورية أثرت هذه على حياتي الثورية بعمق إلى أبعد الحدود، لم أكن أستطيع تقبل هذا، لا هروب باقي ولا الموقف الذي دخلته. لأنني قمت قي تلك الفترة بتحرير نفسي من المسؤولية الرسمية، تطورت كثير من الأمور وكنت أراها لم أقوم بمداخلتها، لأني كنت أقول بأني انسحبت من كوني أحد المركزيين لا أستطيع القيام بالمداخلة، أن المداخلة هي عمل الرفيق المركزي، فبأي صفة سأقوم بالمداخلة، لهذا السبب لم أقوم بالمداخلة، ربما لم أرى الكثير من الأمور ولكني كنت أرى أكثرها، لهذا السبب لم أقوم بالمداخلة، لأن الثورية المنصبية هي التي كانت مسيطرة على ثوريتي، كنت اتخذ من المنصب أساسا، ولأني كنت قد حررت نفسي من المنصب لم أقوم بالمداخلة، حيث كنت أقوم بكل الأعمال ضمن الساحة العملية ولا سيما أني كنت أحد الأعضاء المركزيين ضمن الحركة، لم تكن الحركة قد قامت بسحب هذه المهمة مني، ولكني كنت قد سحبت هذه المهمة من نفسي بنفسي، كنت أقول بأني لست مركزيا لهذا السبب لم أقوم بالمهمات التي كان من الواجب علي القيام بها، لأني كنت أقول لست مركزيا ليس لدي تلك الصلاحية لمداخلة تلك الأشياء، حيث كان المنصب طافيا على ثوريتي. ضمن هذه الحركة لم يسند العمل والنضال إلى المنصب أبدل. كان النضال والعمل والثورية ضمن هذه الحركة من خلال الاستناد إلى أهداف ومهمات ومقاييس ونهج هذه الحركة أساسا، ربما في حديثي كنت أقول هذا ولكن أتضح ضمن الممارسة العملية لا اتخذ هذه الأمور أساسا لي، واتخذ من المنصب والرتبة أساسا، لكوني قد حررت نفسي من المسؤولية في تلك المرحلة ظهرت الكثير من الأشياء السيئة، حيث إن “كور جمال” خطى خطوته في تلك المرحلة، إن أصبح “كور جمال” بلاء على الحركة فيما بعد، أن هذه المرحلة هي التي فتحت له المجال. لو لا هذا لما أصبح “كور جمال” بلاء على الحركة، من الواجب أن لا يفهم بالشكل الخاطئ، لم أقترح يوما أسم “كور جمال” أبدا، ولكن لحدوث فراغ فالفراغ ساهم في أن يخطو “كور جمال” خطوته في تلك المرحلة، قام “كور جمال” بكسب ثقة بعض الرفاق بهذه الطريقة فتح الطريق أمام “كور جمال” في المؤتمر الثالث. حيث كان شقيا من أشقياء الجبال كان قد قام بقتل بعض الأشخاص على أثرها كان محكوما وشقيا في جبال “ماوا” عقد مع الرفاق علاقة وانضم إلى الحركة، رغم إنه انضم وتلقى الكثير من التدريبات لم تكن شخصيته تشبه شخصية هذه الحركة صحيح إنه كان قويا من الناحية العملية، كان يعرف أشخاص أكثر وتطور العلاقات ولكن لم تنمو بعد في شخصيته شخصية وأخلاق وثقافة هذه الحركة. لم يكن شخصا يستحق أن يفتح أمامه المجال، ولكن مع الأسف فتح المجال أمامه في تلك المرحلة ففي الفراغ الحاصل قام بخطو خطوته بالإضافة إلى أنه كان قد حضر بعض الأشياء من الناحية العملية وكان قد فرض تأثيره على بعض الرفاق بهذا الشكل فتح الطريق للمؤتمر بهذا الشكل، وفي المؤتمر فتح له المجال بهذا الشكل، تحول إلى بلاء على الحركة، إذا إن لم نقوم بالثورية وفق حقيقة هذه الحركة، والقيام بها وفق النية وعلى هواه وبردود الفعل والعواطف فالنتيجة ستكون هذه، حيث يستطيع الرفاق أن يلاحظوا ويروا هذا ضمن ممارستي العملية.[1]