حاورته سمر سيد - القاهرة
تحتل جريدة كردستان مكانة بارزة في تاريخش الصحافة الكردية لا لكونها أول صحيفة كردية فقط، بل لتميزها بطابع ديمقراطي متقدم واضح من اول عدد لها؛ ولمعالجتها الكثير من المواضيع الحيوية المختلفة باسلوب سلس وسهل، فهي جريدة ولدت في ظل التعسف العثماني فكانت هذه الصحيفة اول شمعة تضيء في تاريخ الصحافة الكردية، وجاءت لتعبر عن الإرادة الحرة للمثقفين الكرد ولتعريف العالم بالشعب الكردي وبمطالبه العادلة ... ...
والمعروف ان أول اصدار لها كان فى مصر عام 1898وأنشأها المناضل مقداد مدحت بدرخان والمعروف عن عائلة بدرخان انها ناضلت كثيراً من أجل نيل حقوق الشعب الكردي.
ولذلك ونحن نحتفل بذكرى جريدة كردستان كانت لنا هذه الوقفة مع احد احفاد عائلة بدرخان في مصر وهو المخرج السينمائي الثورجي علي بدرخان فهو سليل الأسرة البدرخانية الكريمة ونجل المخرج الكبير الراحل احمد بدرخان ويعتبر علي بدرخان من اجرأ المخرجين ومعروف عن أفلامه الخطوط المستقيمة التي لا تقبل الطرق الملتوية، وهو واحد من ألمع مخرجي السينما المصرية؛ أعماله علامات فى تاريخ السينما وتحمل أفكاراً كبيرة تستحق التحليل والمتابعة، وهي أعمال شكلت علامات مضيئة في تاريخ السينما، ربما لأنه يهتم بقضايا وطنه فتأتي أعماله شديدة الجرأة والتميز، وهو من أكثر مخرجي السينما المصرية الذي تناول في معظم أفلامه فكرة كشف الفساد السياسي والأمني والاقتصادي، ومن اهم أعماله فيلم الكرنك وأهل القمة والجوع وشفيقة ومتولي واستطاع من خلالها فرض اسمه بقوة وسط جيل من المخرجين المبدعين ...
عندما تجلس معه تشعر انه مناضل وثائر حتى يثور على كل انواع الظلم وعلى كل مظاهر الفساد وبؤر الإفساد ولم يكن ابداً موالياً لنظام او مداهناً لحاكم، فهذا المخرج الكبير الثورجى يستحق بجدارة ان يكون حفيدا لعائلة عظيمة ومناضلة مثل عائلة بدرخان فهو محارب من الطراز القدير وهذا ماستشعر به في كلامه من خلال السطور القادمة حيث التقت مجلة الحوار به داخل مقره الثقافي مكتبة بدرخان بشارع أستوديو الأهرام حيث كان المحور الرئيسي لحوارنا معه حول عائلة بدرخان وقد تطرقنا معه أيضا الى بعض من الموضوعات الفنية الاخرى.
الحوار - في البداية ... هل لك ان تحدثنا عن المعلومات المتوفرة لدى عائلتكم الكريمة حول ملابسات اصدار جريدة (كردستان) ؟.
- لم تكن هناك صحافة كوردية قبل البدرخانيين؛ فهم أول من بدأوا بتأسيس صحافة كردية ونشروا أول صحيفة باسم كوردستان في القاهرة عام 1898 وذلك برئاسة الأمير مقداد مدحت بدرخان وهو كاتب وصحفي وسياسي هاجر الي القاهرة وأسسها بالتعاون مع شقيقه عبد الرحمن فأصبح بذلك رائدا للصحافة الكردية؛ وبإصداره جريدة كردستان وضع حجر الاساس الاول للصحافة الكردية التي تواصلت منذ ذلك الحين دون انقطاع رغم كل المحاولات البائسة لايقاف عجلة التقدم والرقي للشعب الكردي، وكان صدور هذه الجريدة كمبادرة شخصية منه لإدراكه اهمية الصحافة في مجال التوعية لحياة شعب مضطهد محروم مثل الشعب الكردي حيث كتبت جريدة كردستان بلغة كردية سلسة وتناولت في صفحاتها شتى الموضوعات السياسية والأدبية والفكرية التي تهدف إلى تثقيف الشعب الكردي والانتباه إلى حقوقه القومية، ومن بعده تابع شقيقه الأمير عبد الرحمن نشرها في لندن و جنيف و صدر منها 31 عدداً الي عام 1902. وتاريخ صحيفة كردستان هو جزء مهم من تاريخ الشعب الكردي الذي عانى ما عاناه من الظلم والاضطهاد عبر عقود طويلة من الزمن بعضها مازال مستمرا الى اليوم في مناطق عديدة من كردستان المجزأة، وهذه الصحيفة دليل على مدى المعاناة والجهد والتحدي الذي واجهه المرحوم مقداد بدرخان وإصراره على الاستمرار في إصدار هذه الجريدة رغم المنع والمضايقات والتهديدات التي كانت تلاحقه.
الحوار -لماذا وقع اختيار آل بدرخان على القاهرة وليس على مكان ثان مثل لندن؟.
-مصر منارة العالم ودائما تحتضن كل صاحب حق، وكانت ملجأ لكل من كان يهرب من سخط السلطان العثماني، وكان يوجد علاقات قديمة بين الفراعنة والكرد منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد؛ برزت من خلال زواج بعض الأميرات الميتانيات من الملوك المصريين الفراعنة فكانت متياني أم إخناتون والملكة نفرتيتي من الأكراد اللواتي حكمن عرش مصر.. وكان في وقت الامير الكردي المثقف لم يكن في مقدوره اصدار صحيفته في أي مدينة كردية خاضعة للسيطرة العثمانية او الايرانية، فقد توجه الى القاهرة المستقلة عن العثمانيين لاطلاق مشروعة الثقافي السياسي الرائد باللغتين الكردية والتركية، وكان اختيار القاهرة لصدور اول جريدة كردية بسبب الرقابة الشديدة في اسطنبول التي لم تمكن الكرد من اصدار جريدة باللغة الكردية مما دفع مقداد بدرخان واسرته للهجرة الى القاهرة، وهي مسألة ليست جديدة على الكرد لان بلاد الكرد تم تقسيمها اثر معركة بين الامبراطورية العثمانية والامبراطورية الفارسية. وقد اصبحت القاهرة فيما بعد ملجأ لكل من كان يهرب من سخط السلطان العثماني، كما ان عدداً كبيراً من ابناء هذه الاسرة كغيرها من الاسر اندمجت مع المجتمع المصري وانجبت رجالا عظاما في مجالات مختلفة، واختار المعارضون الاخرون من الاتراك والارمن مصر واوربا ساحة لنضالهم، ومن العوامل التي ساعدت الكرد في مصر هو الزعيم جمال عبد الناصر الذي أتاح للاكراد ان يطلوا على العالم من خلال محطة اذاعية هي الاولى من نوعها، واستقبل الزعيم الكردي مصطفى بارزاني وأنشأ علاقة متواصلة معه لمناهضة الحرب التي شنت على الاكراد، فكان عبد الناصر نصيرا لحرية الشعب الكردي في القاهرة التي ولدت فيها اول صحيفة كردية باللغة الكردية فهو رجل كان يؤمن بالقضية الكردية وكان يصف الاكراد بانهم خوذة الامان للوطن العربي التي تحميه، وكان ينادي بأن يستقر هذا الشعب حتى تستقر الامة العربية باكملها.
و مصر كانت مكانا للمناضلين الكرد في كل الازمنة وليس غريبا ان لا يشعر الكردي بالغربة في مصر فهي البلد الذي احتضنت بحرارة السياسيين والمثقفين الكرد الى جانب احتضانها لاول صحيفة كردية.
الحوار- ولماذا انتقلت ملكية وإدارة وتحرير الجريدة منذ العدد السادس الى الأمير (عبدالرحمن بدرخان) شقيق الأمير (مقداد مدحت بدرخان) مؤسس الجريدة؟.
-جاء ذلك بعد اصدار حكم الاعدام الغيابي بحق شقيقه من قبل السلطان العثماني وانشاء (فرسان الحميدية) وهي قوة غير نظامية (مليشيات بالمفهوم الجديد) لضرب الكرد وغيرهم؛ ووقفت الجريدة موقفا مشرفا من قضية الارمن، واستنكر عبد الرحمن بدرخان المآسي التي حلت بالأرمن، وقيل انه تم التحول من المنهج الاصلاحي الى المنهج الاقرب الى الثورية بعد ان تسلم عبد الرحمن مقداد بدرخان شقيق مدحت بدرخان مسؤولية الجريدة.
الحوار -لماذا صدرت جريدة كردستان في اكثر من مكان، فطبعت في جنيف وفولكستون ولندن وفي فترات متقطعة؟.
-لعوامل سياسية غيرت الجريدة مرارا مركز إصدارها؛ فكانت السلطات العثمانية تلاحق كل معارض لسلطتها وتضعة في السجن وكانت الملاحقة مستمرة حتى في الخارج، في مصر واوربا ايضا، وكذلك من بين الاسباب الاخرى بعد الملاحقة هي الجانب المالي.
الحوار -جريدة (كردستان) رغم أنها – كما جاء في صدر الصفحة الأولى منها – كانت ترسل (2000) نسخة من كل عدد إلى كردستان، ومع ذلك لم يعثر الباحثون الكرد على نسخة واحدة من أعدادها (الواحد والثلاثين) في الوطن الكردستاني! هل لديك فكرة اين يمكن الحصول على هذه الأعداد؟ وهل تحتفظ العائلة بأرشيف خاص بها؟.
-نحن نتحدث عن تاريخ طويل وعن صحيفة مطبوعة انتقلت في اكثر من بلد وللاسف لايوجد منها نسخ في ارشيف عائلتنا.
الحوار - هل لك ان تحدثنا عن تاريخ عائلة بدرخان النضالي في مجال الدفاع عن حقوق الشعب الكردي؟,
-نضال عائلة بدرخان لم يقتصر على النضال المعرفي والثقافي فقط بل شمل نضال الدفاع عن حقوق المواطن الكردي وعلى المجابهة مع السلطان العثماني عن طريق القوة، ومن اكثر الشعوب التي حاربت الحكم العثماني هم الاكراد.
تاريخ عائلة بدرخان ومناضليها طويل يعود الى عهد تولي القائد الكردي صلاح الدين الايوبي مصر؛ المؤسس الأول لهذه العائلة المضحية هو الأمير بدرخان البوتاني الكبير الذي سعى جاهداً إلى إنشاء إمارة كوردية عام 1843، إمارة واسعة الأرجاء ما بين أجزاء كردستان المختلفة واستقل بها في تركيا، وقام بصك النقود باسمه وصنع السلاح بالتعاون مع محمد علي في مصر، وفي عهده سادت العدالة أرجاء إمارته حتى قيل في وصفه العدالة هي بدرخان وبدرخان هو العدالة، وسلك هذا الأمير درب الثورة الفرنسية, وذلك بفصل الدين عن الدولة من خلال شعاره الدين لله والوطن للجميع كان هذا الشعار كفيلا بتوحيد الأمة والارتقاء بها كي يمضي بثقة نحو إنشاء إمارته والوقوف بحزم وثبات أمام الباب العالي، ثم جاء أسر الأمير بدرخان البوتاني ونفيه إلى اسطنبول وجزيرة كريت ودمشق ثم توفي فيها، هذا بالنسبة للمؤسس الأول للعائلة البدرخانية.
أما بالنسبة لأبنائه وأحفاده و ما قدموه من تضحيات كثيرة في سبيل قضية شعبهم سالكين نفس نهج الأمير بدرخان الكبير خاصة حفاظهم على اللغة الكردية , لكن للأسف الشديد كان مصيرهم النفي والقتل والتشتت لأن مستعمريهم كانوا دائما خائفين من إنشاء دولة كردية قوية على غرار دولة محمد علي باشا في مصر كي يحافظوا على مصالحهم في منطقة الشرق الأوسط ويأمنوا طرق اتصالاتهم مع القارة الهندية.
الحوار-هل تخلت الاجيال المعاصرة من البدرخانيين عن هذا التاريخ النضالي، بحيث انقطع الجيل عن التاريخ واصبحتم بحكم العروبيين؟.
- الأنسان لايتغير عرقه وأصله أو شخصيته؛ ربما التأثير اللغوي يترك آثاره لديه بشكل فعال، ولكن هذا لايعني أنه ينكر أصله من حيث الأمة التي ينتمي اليها، وحلم كردستان لم يفارق مخيلة عائلة بدرخان؛ هذه العائلة التي تعتبر من العائلات المناضلة والمطالبة بحقوق الشعب الكردي.
الحوار-هل تتابع مسار القضية الكردية حاليا، وكيف تنظر الى مسألة قيام دولة كردية، حيث ان هناك مؤشرات تدل على احتمال قيام مثل هذه الدولة في المدى المتوسط؟.
-بالفعل اتابعها فأنا علي يقين ان القضية الكردية لاتقل اهمية عن القضية الفلسطنية بل تزيد؛ ومع تصاعد نضال شعبنا الكردي المستمر منذ عقود لاجل نيل حريته وحقوقه المشروعة والعادلة سيأتي يوم يتحقق فيه مانريده، وفي سياق التحولات الجارية في المنطقة وثورات الشعوب ضد الظلم والاستغلال في اطار ربيع الشعوب بدأت المؤامرات التي تستهدف وجود شعبنا الكردي وهويته إذ تتكثف وتتطور بشكل رهيب في عموم اجزاء كردستان. فهذا شعب له تاريخ معروف لايقل عن تاريخ الفراعنة ولهم لغة وارض فمن حقهم ان يطالبوا بكل حقوقهم.
الحوار-هل حاولت ان توظف اسمك الكبير وخبرتك الفنية الراقية في خدمة القضية الكردية ؟.
-كنت اعتزم اخراج فيلم عن الزعيم الكردي مصطفي برزاني ومن خلال هذا الفيلم اقوم باظهار نضال الشعب الكوردي وتضحياته في سبيل الحرية، علاوة على تعريف العالم بالبارزاني الخالد والشعب الكوردي، وكان اختياري لمصطفي برزاني ليكون محور الفيلم لإنه اسطورة ويمثل النضال والمقاومة الحقيقية ضد الاحتلال الانجليزي في معركتة داخل إقليم كردستان فكان بطلا حقيقيا ومعلما وقائدا تاريخيا وكانت حياته وسيرته هي سيرة وحياة هذا الشعب الكردي الذي عرف به العالم وعرفه العالم من خلال البارزاني الخالد، ونتيجة لشعور الاستعمار بخطورته وشعورهم بالتفاف الاكراد حوله قاموا بمحاربته بالطائرات والمدفعيات وبالرغم من كل هذا لم ينجح الاستعمار في هزيمته، هذا بالاضافة إلي نجاح هذا المقاوم الأسطورة عندما حاصروه في الجبال بعد أن أبادوا القرى التي كان يحتمي بين أهلها والذين خرجوا معه إلى الجبال من برزان إلي المناطق الكردية في إيران هاربين من الجيش الانجليزي ومصطفي برزاني دافع عن قضيته وعمره 17 عاما الى ان توفي في السبعين وهو حامل سلاحه، ورفض مغادرة أراضيه الكردية وكنت اتمني ان أنفذ عملا اظهر من خلالة استعراض للقضية الكردية وحقوق الانسان المهدرة عبر التاريخ، وكنت اتمنى أن اتمكن من تصوير الفيلم في أماكنه الطبيعية ونظهر جغرافية كردستان الرائعة التي يوجد بها اقدم مغارة عاش فيها الانسان على وجه الارض والادوات البسيطة التي كان يستخدمها، والجودي التي رست عليه سفينة نوح ومقبرة نوح فالمنطقة غنية بالزراعة والمعادن والبترول .. وكنت اتمنى ان يتم مشروع هذا الفيلم لكن لظروف ما توقف العمل مرة واحده!.
الحوار- هل زرت كردستان؟ او فكرت بزيارتها ؟ او تنوي زيارتها؟.
-طبعا زرت كردستان العراق وهي بلد جميلة وشعبها اجمل، ودائما ما يأتي الى مركزي الثقافي اكراد يزوروني عندما يزورون مصر.
اسمح لي ان انتقل مع حضرتك الى محور ثان يتعلق بتوجهات السينما المصرية بعد الثورة ....!!.
الحوار - هناك تراجع في الانتاج السينمائي بنسبة 50% هل تعتقد ان هذا التراجع سيستمر؟.
-بعصبية شديدة قال المخرج علي بدرخان وايه يعني من الاساس لايوجد سينما في مصر واعتبر حديثي عن السينما في ذلك الوقت عبارة عن انفصال تام عن ماتمر به البلاد من مشاكل وحراك، فمصر تجتاز نفق ثورة عظيمة يجب أن نعي بشدة سياسية الطريق القويم للخروج من هذه المشاكل الى دولة ديمقراطية تعلي من شأنها، فانا مؤمن ان المخرج والفنان لايجب ان ينفصل عن شعبة ويجب ان يهتم بما يهتم به الشارع المصري؛ وبعد نجاح الثورة نتحدث عن السينما كما نشاء.
الحوار-انت مخرج مناضل من الدرجة الاولى، الى اي مدى ترى انه من حق الفنان التعبير عن رأيه وموقفه السياسي؟.
-الفنان الحقيقي دائماً مهموم بمشاكل بلده ومجتمعه، واذا كان فنانا حقيقيا فلابد ان يتفاعل مع مجتمعة الذي يشعر بجميع مشاكله ويعبر عن نبض الشارع الحقيقي للوصول به للأفضل، وأعماله هي مرآة وانعكاس للواقع، أما عن موقفه السياسي فيجب أن يتميز برؤية خاصة من دون أن يلزمه رقيب او جهة تتدخل وتعوق إبداعه ويجب أن يكون حراً وليس عليه رقابة، فالفن هو رسالة إنسانية ترتقي بالمشاعر وتسمو عن المسائل المادية إلى مسائل بها مشاعر وأحاسيس تأخذ بيد الناس، ولكن الأهم من كل هذا هو الأسلوب في ذلك.
الحوار- هناك من يربط بين وصول التيار الاسلامي وتراجع الفن، هل انت مع هذا الطرح؟.
-لا أخشى من صعود التيارات الاسلامية ولا اجدها مشكلة، فهي اختيار الشعب؛ والأخوان المسلمين هم القوة المنظمة الوحيدة المتواجدة في الشارع المصري الآن، والتي لم تهتز في الفترة السابقة، لذلك وجود التيار الاسلامي بقوة على الساحة امر طبيعي جدا لانهم مرتبين ولديهم برنامج أكثر من أي حركة او حزب اخر، والاهم انهم اختيار الشعب، والإخوان أناس محترمون جداً ورغم الادعاءات التى تشن ضدهم طوال تاريخهم الا انهم لا يردون على ذلك سوى بالاحترام والأدب، وهم ناس عمليون ويكفي أنهم يسيرون على نفس مبادئهم دون تغيير أو حياد عن المسار الذى رسموه لانفسهم، وانا ارى انه لايوجد في السينما المصرية ابداع او فيلم نخشي عليه؛ فاذكري لي فيلما او ابداعا نخاف عليه من وصول الاسلاميين للحكم ؟ فهل نخشى علي فيلم مثل اللمبي مثلا او على المشاهد الساخنة؟ وانا اتوقع تغير صورة الفن خلال الفترة القادمة لأن الناس لن تتحمل التفاهات وسيكون الاهتمام بالموضوعات الجادة وسوف تختفي في السينما المشاهد السطحية التي تدور في فلك تجارة الجنس واللعب على الغرائز، فمن الافضل و بدل الحديث عن الخوف من الاسلاميين ومن تراجع السينما غير الموجودة اساسا ان نتحدث عن وضع الدستور، نتحدث عن احوال البلد غير المعروفة الى الان، وعن عدم التوازن، وعن مايحدث من تباطؤ في محاكمة رموز الفساد، فلابد ان يكون الفنان والمخرج على اتصال بما يحدث في بلده، ومن المفروض ان يحدث هذا التغيير في الاطار الفكري في كل شيء؛ في السينما وفي السياسة وفي الحياة في مصر كلها، ولكن المشكلة ان الثورة نفسها وحتى الآن لم تستطع ان تحقق اهدافها كاملة، ومازالت الاحتجاجات والاعتصامات متتالية. وبرأيي اننا يجب أن نقف كلنا كثوار حتى تتحقق اهداف الثورة وعندما تتحقق فبالتبعية ومن الطبيعي ان تتغير اطارات ومبادئ باقي المجالات الاخرى، والفيلم المصري لن تقوم له قائمة إلا إذا عبر عن الروح المصرية الصحيحة.
الحوار- من هو المرشح الاقرب اليك الى الان في الانتخابات الرئاسية القادمة؟.
-كنت اتمني ان يظل الدكتور محمد البرادعي في السباق الرئاسي فهو رجل مصري على درجه عالية من الثقافة والعلم، ويستطيع في اي وقت وقبل الرئاسة ان يرفع السماعة ويتحدث الي اي رئيس دولة دون تحديد ميعاد من مكتب الرئاسة على عكس اي مرشح الآن، بالاضافة الى انه استطاع أن يدير مؤسسة دولية كبرى بنجاح على مدى سنوات طويلة لذلك عنده خبرة كبيرة في التعامل الدولي، وعاش في الخارج تحت ظل أنظمة ديمقراطية، لذلك فهو متشبع منها، اما الان فسأعطي صوتي لعبد المنعم ابو الفتوح او حمدين صباحي.
الحوار - اخيرا ... المخرج العملاق المشهور ماذا يمكن ان يقول لشعب وشباب كردستان من خلال مجلة الحوار في كلمة اخيرة؟.
-اقول للشعب الكردي فات الكثير ولم يبق غير القليل ونستمر في العطاء وان شاء الله سيكون في دولة.
واقول للشباب الكردي الثائر انت صانع المستقبل السياسي للشعب الكوردي وهذه هي مسؤولية كبيرة وثقيلة تقع على عاتقكم ولكن الإيمان والعزيمة القوية تساعدكم على تحمل كل الصعوبات.[1]