خاضت المرأة الإيزيدية نضالاً كبيراً طوال عام 2022، قاتلن وساهمن في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والعسكرية.
ستي روج
شنكال ودع العالم سنة أخرى، شهد خلالها حرباً بين الدول المحتلة والمناضلين من أجل الحرية، ومقاومة المرأة والطبيعة وكل الكائنات الحية. أصبح هذا العام عاماً للبحث عن الحرية والديمقراطية وفي نفس الوقت أصبح عاماً لتدمير الطبيعة والناس والكون. نقترب من نهاية عام لا تزال فيه الحرب مستمرة، والمقاومة تتزايد بقدر الحرب، فكيف كان عام 2022 من وجهة نظر المرأة الإيزيدية؟.
للتحدث عن مجريات عام 2022، كان لوكالتنا حوار مع كل من الناطقة باسم حركة حرية المرأة الإيزيدية ريهام هيجو، وعضو اتحاد الشابات الإيزيديات ليزا زردشت.
في حوار مع حركة حرية المرأة الإيزيدية ريهام هيجو، تطرقت إلى الانتفاضات التي انطلقت تحت شعار Jin Jiyan Azadî، والإنجازات التي حققتها النساء بفلسفة القائد عبد الله أوجلان، والنساء اللواتي تم إنقاذهن من الإبادة الجماعية، وأكاذيب دول العالم من حيث الاعتراف بالإبادة الجماعية، ونظام الحكم الذاتي في شنكال، والمشاكل الاجتماعية، وعمل وأنشطة الإيزيديات في غضون عام والعديد من القضايا الأخرى.
ثورة المرأة خارج حدود ال 70 كم
تحولت فلسفة Jin Jiyan Azadî إلى ثورة نسائية في العالم. كيف تعاملت المرأة الإيزيدية مع الانتفاضات النسائية التي ميزت هذا العام؟
بالنسبة لنا نحن الإيزيديات، كان عام 2022 مليئاً بالمصاعب والنجاحات والإنجازات. لقد شهد هذا العام تطورات جديدة. لهذا السبب، نعتقد أن عام 2022 كان مهماً وناجحاً من الناحية المعنوية. مما لا شك فيه أن موقف الأمهات هذا العام ترك بصمته على المقاومة الشجاعة والجريئة. بعبارة أخرى، سنقول أن الأمهات أصبحن رواد وقادة المقاومة.
وأصبحت الانتفاضة التي بدأت بمقتل جينا أميني، مرحلة جديدة للثورة النسائية في العالم. كانت هناك ثورة بدأت في الشرق الأوسط منذ 11 12 سنة، بدأت الثورة الأكثر فاعلية وتأثيراً تحت شعار Jin Jiyan Azadî وتستمر هذه الثورة بروح وإرادة المرأة. تتمتع الثورة النسائية الحالية بروح يمكن أن تجمع كل نساء العالم معاً. أخذت المرأة الدور القيادي للثورات في المنطقة. لذلك تم استهداف النساء في كل مكان. كنساء إيزيديات انخرطنا أيضاً في هذه الثورة. لقد فعلنا ما كان علينا القيام به من أجل ثورة المرأة. أصبحت روحنا واحدة وأعطتنا القوة والمعنويات، وأصبحت مرحلة شجاعة ودرس بالنسبة لنا.
وعلى الرغم من كل الهجمات على شنكال، التفت الإيزيديات حول النساء الرائدات. هذه الحقيقة، تطورت لدى الإيزيديات بتأثير فكر وفلسفة Jin Jiyan Azadî التي قدمها القائد عبد الله أوجلان. في السابق كانت حدود الإيزيديات واضحة، ولم تكن هذه الحدود تتجاوز ال 70 كم. كانت هذه الحدود طبعاً هي حدود شنكال. عدا ذلك، لم نكن مهتمين بما يحدث وكيف تعيش المرأة والمشاكل والإنجازات والمجازر. لكن بعدها تعرفنا على أفكار القائد عبد الله أوجلان وفلسفته. هذه الفلسفة غيرتنا وعبرت بنا الحدود لنتجاوز ال 70 كم. لم نعد كما كنا من قبل، لقد حمينا إنجازات المرأة وأصبحت لدينا القدرة على الوقوف ضد المجازر التي تحدث بحقها. بالنسبة لنا، نضال النساء مشترك.
طوال العام، استنكرت الإيزيديات استخدام الأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي الكريلا، والعزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان في إمرالي وجميع أشكال العنف ضد المرأة. فيما يلي بعض الأنشطة التي قامت بها الإيزيديات خلال العام:
• كانت إحدى الأجندة الرئيسية للإيزيديات خلال العام التركيز على العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، ومقاربات لجنة مناهضة التعذيب والمؤسسات الدولية، وسياسات نظام إمرالي للإبادة الجماعية.
• الالتفاف حول ثورة المرأة، ومقاومة الإيزيديات، والسير على درب النساء اللواتي قُتلن في سبيل هذه القضية تحت شعار Jin Jiyan Azadî.
• المطالبة بحق الطفلة آخين فاروق ميرزا البالغة من العمر 6 سنوات من مخيم جم مشكو في إقليم كردستان، التي قُتلت بعد اغتصابها. واعتبرت النساء هذه الحادثة استمراراً للفرمان.
• اتخذت النساء موقفاً من هجمات الاحتلال والأسلحة الكيماوية المستخدمة ضد المناضلين من أجل الحرية، وسعوا لدعمهم من خلال الأنشطة والفعاليات.
• التوعية ضد العنف على النساء، وإظهار ردود أفعالهن على ذلك، وعقد ندوات ومسيرات تضم كافة شرائح المجتمع.
• مثل كل عام، أقيمت أيضاً الاحتفالات والمهرجانات والطقوس الدينية هذا العام وفقاً للثقافة الاجتماعية.
• تم جمع 40446 توقيعاً لإخراج حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب.
في الفرمان ال 74 تم إنقاذ 2500 امرأة من بين 3504 سقطن في أيدي مرتزقة داعش. مع مرور ثماني سنوات وهزيمة المرتزقة لا تزال مئات النساء في أيدي الخلايا السرية تنتظر الإنقاذ. كيف تناضلون لإنقاذ الأسيرات؟
كل من كان ينتمي لنظام شنكال المستقل والديمقراطي، كان واجبه الأول النضال والقتال من أجل تحرير شعبنا من أيدي داعش. كان الهدف الوحيد للحركة النسائية في عام 2022 هو النضال من أجل تحرير الأسيرات من قبل داعش. لقد بذلنا جهوداً إضافية في هذا الشأن. حتى الآن، تم إنقاذ وتحرير آلاف النساء من قبل قوات سوريا الديمقراطية QSD ووحدات حماية المرأة YPJ ووحدات حماية الشعب YPG. نحن أيضاً على اتصال مع شمال وشرق سوريا منذ بداية العام. إن الإيزيديات المختطفات لا تتواجدن فقط في الرقة أو دير الزور أو مخيم الهول، لقد تم توزيعهن في جميع دول الشرق الأوسط والعالم. نعلم أن مرتزقة داعش خطفت هؤلاء النساء وأخذوهن إلى العراق وتركيا. عملنا بلا كلل وملل للكشف عن ذلك. التقينا هذا العام في العراق مع مسؤولين حكوميين وممثلين عن الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية. أردنا تشكيل لجان مشتركة. من خلال هذه اللجان، أردنا أن تتم محاكمة الأشخاص الذين انضموا إلى داعش في البلدان التي يعيشون فيها، وأن تتم محاسبتهم، وبذل الجهود للعثور على المفقودات في العراق بأكمله. نعلم جيداً أن هناك خلايا سرية لداعش في جميع أنحاء العراق وهم يهاجمون أماكن مختلفة كل يوم. في بعض المناطق هناك المزيد من الهجمات، وأردنا التحقيق والبحث في هذه المناطق، لكن العديد من المؤسسات التي التقينا بها لم ترد علينا ولم تقدم لنا الدعم. كلهم أرادوا فقط أن يتم الترحيب بالنساء اللواتي تم إنقاذهن من مخيم هول من قبل الحركة النسائية وتسليمهن إلى عائلاتهن.
بعبارة أخرى، أرادوا أن يكونوا شركاء في نجاح عضوات وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية والإيزيديات. كان هذا النهج مصلحة ذاتية. لقد فهمنا أن المجزرة التي حدثت بحق الإيزيديات لا تهم الدول والمؤسسات التي تتحدث عن الديمقراطية. حتى لو لم نكن موجودين فإن وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الإيزيديات أينما كنَّ. من جانبها، أجرت حركة حرية المرأة الإيزيدية TAJÊ أنشطة دبلوماسية مستقلة.
كيف عملتم دبلوماسياً من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية خلال هذا العام؟
بالإضافة إلى إنقاذ المختطفات، عملنا أيضاً في مجال الدبلوماسية من أجل الاعتراف بالفرمان كإبادة جماعية. نظمنا هذا العام ورشة عمل ومؤتمر في شنكال حول المجزرة بمشاركة نساء عربيات وناشطات من إقليم كردستان وكركوك. ومن أجل الاعتراف بالفرمان الذي تعرضت له الإيزيديات على أنه إبادة جماعية، تم إنشاء لجان مشتركة. كما عقد مؤتمر حول نفس الموضوع في بغداد، وكانت المشاركة في هذا المؤتمر أوسع، وتم اتخاذ العديد من القرارات. كان هدفنا هو توحيد الإيزيديات والعربيات والوقوف ضد الفرمان، في العراق بشكل أساسي. عدا ذلك، وقدر استطاعتنا شاركنا في الأعمال والأنشطة النسوية التي تمت دعوتنا إليها في الخارج.
وفي ألمانيا وبدعم من جمعية النساء الإيزيديات، أجرينا أنشطة دبلوماسية في أوروبا. كما تمت دعوة الحركة النسائية الإيزيدية لحضور المؤتمر الذي عقد في تونس بمشاركة نساء من 40 دولة. كان هناك جانب مأساوي من المؤتمر، فالعديد من الأشخاص الذين شاركوا لم يكونوا على دراية بالإبادة الجماعية التي حدثت لنا وما تعرضنا له وعانيناه. حتى ذلك الوقت، كنا نظن أن العالم كله كان على دراية بالإبادة التي تعرضنا لها. في الوقت نفسه، كنا محظوظين لأنه سنحت لنا الفرصة للتحدث عن أنفسنا. أخبرنا النساء عن الإبادة التي تعرضنا لها والهجمات المستمرة دون انقطاع. كلما استمعنا إلى النساء في المؤتمر، زاد فهمنا لمستوى الإبادة الجماعية. النساء اللواتي جئن إلى هناك مررن بنفس الأحداث التي شهدناها. لقد رأينا أن هناك إبادة جماعية ضد النساء في كل مكان في العالم، والفرق الوحيد هو أن كل واحدة تحدث بطريقة مختلفة.
كما تمت دعوة الإيزيديات إلى مؤتمر النساء في ألمانيا، وأيضاً تمت دعوتهن إلى المؤتمر النسائي الدولي، لكن ألمانيا لم تمنح تأشيرات دخول لهن للمشاركة في المؤتمر ومنعتهن من الحضور. لهذا، لم تتح لنا الفرصة للذهاب إلى هناك للحديث عن الإبادة. بهذا الموقف حاولت ألمانيا إخفاء تعاونها مع داعش. كل الدول تعرف ما حدث لنا، لكن شعوب تلك البلدان ونسائها لا يعرفون. ليس لدينا أي أمل أو توقع من الدول وحكوماتها، أملنا نساء وشعوب البلدان.
في عام 2022 تم إنقاذ 11 امرأة وطفل من قبضة داعش
النساء والأطفال الذين تم إنقاذهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية (QSD) ووحدات حماية المرأة (YPJ) هم:
• سوسن حسن حيدر 23 سنة ولدت في شنكال.
• وفاء علي عباس 19 سنة من قرية كوجو.
• مازن جردو خلف 15 سنة من قرية الوردية.
• روسيتا حاجي باجو 16 سنة من تل قصاب.
• جانه زياد حيدر 15 عاما من قرية سولاخ.
• شقيقتان من قرية سولاخ وهما عليا خلف خضر 10 أعوام ونضال خلف خضر 13 عاماً
• النساء اللواتي أنقذتهن أسرهن من أيدي داعش في أنقرة عاصمة تركيا:
دلال البالغة من العمر 25 عاماً وابنتها البالغة من العمر 8 سنوات
روجدا البالغة من العمر 23 عاماً.
من أجل فهم مقاربات البلدان ووجهة نظرها تجاه الإبادة الجماعية والفرمان الذي تعرض له الإيزيديون، فإن البلدان التي اعترفت بالإبادة الجماعية والفرمان في عام 2022 وما قبل ذلك هي على النحو التالي:
• في 2015 2016 ذكرت المفوضية العليا في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تقريرها أن داعش نفذ إبادة جماعية مخطط لها ضد الإيزيديين.
• في عام 2016 قرر البرلمان الأوروبي الاعتراف بالإبادة الجماعية للإيزيديين.
• في عام 2016 أعلنت الولايات المتحدة في بيان أنها تعترف بالإبادة الجماعية ضد الإيزيديين والأقليات الأخرى.
• في عام 2017 دعت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا (AKPM) الدول الأوروبية إلى الاعتراف رسمياً بالإبادة الجماعية المرتكبة ضد الإيزيديين والمسيحيين والسنة في العراق وسوريا.
• في عام 2018 اعترف البرلمان الأرميني بالجرائم المرتكبة ضد الإيزيديين على أنها إبادة جماعية.
• في عام 2018 اعترفت كندا بالإبادة الجماعية ضد الإيزيديين فقط على أنها محو الهويات لكنها لم تسميها إبادة جماعية. كما طبقت كندا سياسة خاصة لأخذ الإيزيديات اللواتي تم تحريرهن من داعش لتعشن في كندا.
• في عام 2018 وافق مجلس النواب في البرلمان الأسترالي على مشروع قانون يدين الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش ضد المجتمع الإيزيدي. وطالب بالتحقيق مع الجناة ومحاكمتهم.
• في عام 2019 اعترف البرلمان البرتغالي بالإبادة الجماعية.
• في عام 2021 اعتبر البرلمان البلجيكي الجرائم التي ارتكبها داعش بحق المجتمع الإيزيدي إبادة جماعية.
• في عام 2021 قبل البرلمان الهولندي الجرائم التي ارتكبت ضد المجتمع الإيزيدي عام 2014 على أنها إبادة جماعية.
• في عام 2022 أدانت الحكومة البريطانية وحشية داعش ضد الإيزيديين، لكنها لم تعترف بالجرائم على أنها إبادة جماعية. وأشارت إلى أن القرار يتضمن سياسة ستطبق في محكمة الجنايات الكبرى.
• في عام 2022 أقر برلمان لوكسمبورغ ما حدث ضد الإيزيديين بأنه إبادة جماعية.
كيف ناضلت الإيزيديات لبناء شنكال مستقلة وديمقراطية؟
تم سجن الإيزيديات في منازلهن تحت الضغط، لقد حررنا الإيزيديات اللواتي كن عبيدات، وأخرجناهن من المنازل التي تم سجنهن فيها. كان هدفنا الرئيسي هو أن تشعر الإيزيديات بقوتهن وحقيقتهن ومعرفة وجودهن. نحاول أن نصل بالنساء إلى مستوى يمكنهن فيه حماية أنفسهن والوقوف على أقدامهن. يجب أن تكون المرأة على دراية وواعية بجميع المجالات. لهذا السبب، عملنا بشكل أساسي على التوعية هذا العام.
نظام الإدارة الذاتية هو نظام جديد على الإيزيديين. هذا النظام طبق منذ 8 سنوات. نحن الإيزيديين تعلمنا نظام الدولة وأسلوب الحكم السلطوي لسنوات. لذا، عندما تخلينا عما تعلمناه في السابق وطبقنا نظام الإدارة الذاتية، كانت هناك صعوبات. الشيء الذي قاد المرأة للمشاركة والانضمام إلى نظام الإدارة الذاتية كان اتباع نظام الرئاسة المشتركة، وهذا بالتأكيد جذب انتباه المجتمع. كان المجتمع قد تعلم أن يكون له رئيس رجل. وفقاً للمجتمع، كان المدراء في مؤسسات الدولة من الرجال فقط. بعد أن اتبعنا نظام الرئاسة المشتركة، اعتبر الرجال أنهم المسؤولون الرئيسيون، وأن المرأة التي تشغل منصب الرئيسة المشتركة مساعدة لهم فقط. كانت هناك صعوبات في اتخاذ قرارات مشتركة وقبول طريقة العمل. ناضلت النساء ضد هذا النهج. حالياً، تم إنشاء وتطبيق نظام الرئاسة المشتركة، لكننا حتى الآن نواجه مشاكل في قبوله من قبل المجتمع. وفي هذا الصدد عقدنا ندوات وزرنا العائلات وفتحنا دورات تدريبية. تم تطبيق نظام الرئاسة المشتركة في المجالس والمؤسسان. كان وضع وموقف المرأة فعالاً بشكل خاص في مجال الدبلوماسية.
كيف ركزت حركة حرية المرأة الإيزيدية على المشاكل الاجتماعية وحلولها هذا العام؟
كان أحد أنشطتنا الرئيسية هذا العام هو القضايا الاجتماعية. في المجتمع، يتم تدريب وتعليم النساء على الزواج فقط. تتعلم الفتيات الصغيرات كيف تصبحن ربات في المنزل والقبول بذلك. لا شيء آخر يعتبر شرعياً للمرأة سوى الزواج. بسبب هذا المفهوم واجهنا العديد من المشاكل هذا العام. حاولنا حل 300 مشكلة. ومن بين هذه المشاكل الرئيسية الزواج المبكر وتعدد الزوجات والأمراض النفسية. أيضاً، يجب أن نقول إن حالات انتحار النساء وقتلهن كانت أقل هذا العام مقارنة بالعام الماضي. عملنا بلا توقف لسنوات على حالات الانتحار والقتل. انتقلنا من قرية إلى قرية، ومن منزل إلى منزل. خلال تلك الزيارات، تحدثنا مع الرجال والنساء عن المشاكل الاجتماعية، يمكننا القول إننا جعلنا كل منزل مكاناً للتعليم. في جذور كل المشاكل كانت الهجمات ضد المعايير الأخلاقية وقواعد المجتمع. تم خداع الفتيات القاصرات وتزويجهن بحب مزيف في سن مبكرة، وعادة ما تنتهي هذه الزيجات بالطلاق والانتحار. رأينا أن تعدد الزوجات أيضاً أدى إلى أزمات نفسية في المجتمع.
لهذه الأسباب، تطلقت 250 امرأة هذا العام، كانت كل هؤلاء المطلقات تقريباً تقل أعمارهن عن 25 عاماً. لكن أخطر المشاكل حدثت كانت في المخيمات الإيزيدية في إقليم كردستان حيث زادت حالات قتل وانتحار النساء في تلك المخيمات هذا العام إثر الضغوط النفسية والظروف المعيشية وسياسة القمع المتبعة في المخيمات، دخلت هذه المخيمات إلى أجندة هذا العام، من خلال الجرائم مجهولة الهوية والاغتصاب والعنف ضد المرأة.
هذا العام، قمنا بزيادة جهودنا لحل المشاكل الاجتماعية وتعليم المرأة. وفي غضون عام، تم تقديم دورات تعليمية حول مواضيع المرأة والأسرة، وتاريخ المرأة، والجنولوجيا، وقيادة المرأة في نظام الإدارة الذاتية. قدمنا هذا العام 7 دورات تدريبية مغلقة، استمرت كل واحدة منها 10 أيام. كما تم تقديم دورتين تدريبيتين حيث تم تدريب النساء في مجال حرب الشعب الثورية والحماية. تقول النساء إننا لا نريد أن نتعرض لمجازر وفرمانات أخرى ولهذا سنحمي أنفسنا من الفرمانات. يجب أن تكون رسالة المرأة هذه مفهومة جيداً. هذا العام، تم تدريب حوالي 300 إلى 400 امرأة تحت رعاية مجلس المرأة.
في نهاية العام عقدنا مؤتمرنا الثاني أي عندما كانت تتعرض شنكال للهجمات، وأعددنا تقارير عن أنشطتنا خلال عامين وقيمنا عملنا في المؤتمر ووضعنا الخطط للمستقبل. قمنا بإعداد جدول زمني لأنشطتنا خلال العامين المقبلين. تركت مسألة التنظيم والحماية من الفرمانات طابعها على المؤتمر. لهذا، تم إنشاء لجنة تسمى احمِ نفسك من الفرمانات. فحالة الحرب في المنطقة والعالم واضحة. لذا فإن الحاجة الأساسية للمجتمع والإيزيديات هي حماية أنفسهن من مجازر العدو واضطهاد الرجال. أردنا تشكيل لجنة مصالحة، فنحن نعلم أنه عندما تنتهي الخلافات بين الإيزيديين، سنتمكن من حماية أنفسنا من المجازر والفرمانات بالتحالف والنضال المشترك. في العام الجديد، سنقود النساء إلى النضال وتنظيمهن بالمفهوم الذي يعتمد على القوة الجوهرية. سنجعل لجاننا أكثر نشاطاً وقوة ونقوم بعملنا بمزيد من المشاركة في العام الجديد. شعارنا Jin Jiyan Azadî.
النشاطات التي قامت بها الإيزيديات خلال عام 2022 ضد إبادة النساء:
• في 29 كانون الأول/ديسمبر، اجتمعت الإيزيديات والعربيات بقيادة حركة حرية المرأة الإيزيدية في ورشة عمل حول الإبادة.
• شاركت النساء بفاعلية في مؤتمر الكرد الفيليين والإيزيديين الذي عقد في 5 آذار/مارس في العاصمة العراقية بغداد.
• في 7 تموز/يوليو عقد في بغداد مؤتمر دولي للمرأة تحت عنوان إبادة جماعية ضد النساء بقيادة الإيزيديات. وشاركت في المؤتمر نساء من الدول العربية وروسيا وألمانيا والعراق وإقليم كردستان.
• تم تأسيس منسقية النساء الإيزيديات، والتي تضم ممثلين عن الإيزيديات المقيمات داخل البلاد وخارجها.
• في ذكرى الإبادة التي تعرض لها الإيزيديون، تم إرسال ملفات الإبادة إلى 200 مؤسسة ومنظمة ومؤسسة وأكاديمية وشخصيات معروفة في العراق وخارجه. رداً على الملف، جاءت رسائل دعم ومساندة للإيزيديين من العديد من الدول العربية والمؤسسات والمنظمات الأوروبية.
• كما شاركت الإيزيديات في مؤتمر تونس حيث كانت هناك نساء من 40 دولة.
• المشاركة في مؤتمر الإبادة الجماعية المنعقد في السليمانية.
• بالنسبة للمؤتمر العالمي للمرأة الذي عقد في برلين، بسبب منع الدولة الألمانية، تم إرسال رسالة مرئية.
• تحت قيادة حركة حرية المرأة الإيزيدية، عقدت اجتماعات مع المنظمات النسائية والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والمسؤولين الحكوميين في كردستان والموصل وبغداد حول الإبادة الجماعية ضد الإيزيديات والاعتراف بالإدارة الذاتية لشنكال.
• تم عرض الفيلم الوثائقي للمخرجة دريا دنيز هذا العام ويحكي قصة قيادية في وحدات حماية المرأة شنكال التي تم تحريرها بعد 3 سنوات من أيدي مرتزقة داعش. شارك الفيلم الوثائقي في مهرجانات دولية عديدة وحصل على 9 جوائز. أثر الفيلم الوثائقي على ضمير العالم، لكن الإبادة الجماعية ضد النساء الإيزيديات لم يتم الاعتراف بها.
وفي الحوار الذي أجرته وكالتنا مع عضو منظمة المرأة الشابة الإيزيدية ليزا زردشت، تم التطرق إلى دور المرأة الشابة في النضال من أجل الحرية وما النشاطات التي قامت بها في عام 2022 وكيف نظمت الشابات أنفسهن.
ما الذي تم التركيز عليه في نضال المرأة الشابة الإيزيدية خلال عام 2022؟ وهل ساهم تنظيم المرأة الشابة في خلق روح النضال المشترك؟
لا يقتصر عمل المرأة الشابة على ست سنوات، إن الفعاليات والنشاطات التي كانت تنظم من قبل المرأة الشابة، لم تكن تنظم تحت اسم رسمي، نعتبر أنفسنا كجزء من نضال الحركة النسائية. ومن بين الأنشطة، أولت الشابات أهمية للرياضة والفنون هذا العام. في منتصف العام، رأت الشابات الحاجة إلى تنظيم شامل وعملن على تنظيم المرأة الشابة حولهن. لذا اتخذنا قرار عقد كونفرانس المرأة الشابة في منتصف العام.
لقد ناقش الكونفرانس المشاكل التي تواجه المرأة الشابة والعقبات التي تواجه التنظيم واحتياجات المرأة. تمت مناقشة القضايا الاجتماعية التي تتأثر بها الشابات بشكل خاص. على سبيل المثال؛ الزواج المبكر له الأثر الأكبر على المرأة الشابة. لقد تحول الزواج في سن مبكرة إلى مشكلة متجذرة، ويؤدي إلى اغتصاب المرأة وقتلها، وهي مشكلة اجتماعية. تنظيمنا ساهم بشكل أكبر في حل مشاكل المرأة. لا نضم فقط الإيزيديات، بل أيضاً العربيات المقيمات في شنكال. لأن المشاكل التي تواجهها المرأة هي نفسها. رأينا أننا نفتقر إلى التعليم والثقافة والفن والرياضة واللغة والإعلام فركزنا على هذه المجالات هذا العام. الدورات التدريبية في كرة الطائرة وكرة القدم التي افتتحناها للشابات والأطفال جذبت انتباه الشابات.
كما نطور أنفسنا بناءً على أفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان ونستمد القوة والعزم والشجاعة من هذه الفلسفة. ونعتبر أن العزلة في إمرالي هي عزلة علينا أيضاً. خلال هذا العام، عملنا بلا توقف من أجل نقل أفكار القائد عبد الله أوجلان إلى المرأة الشابة، ومن أجل تحريره جسدياً قمنا بتنظيم العديد من النشاطات هذا العام وسنواصل ذلك.
كيف تلقت الشابات الإيزيديات التدريب هذا العام، وما مدى أهمية التدريب؟
هذا العام، عقدت ندوات للنساء في كل قرية. تم افتتاح 3 دورات تدريبية. افتتحنا معسكراً تدريبياً للجنولوجيا. استفدنا الكثير خلال التدريب في المعسكر. تم التدريب على الكاراتيه وأساليب الحماية للشابات. المعرفة والدفاع عن النفس مهمان جداً بالنسبة لنا، لذلك كلما عرفنا أكثر، كلما تمكنا من الوصول إلى النساء. كلما نجحنا في هذه المجالات، كلما تمكنا من حماية الإدارة الذاتية في شنكال. لقد عاهدنا على النضال. لأننا نعلم أن تنظيم المجتمع سيتطور بقيادة المرأة.
شهد هذا العام العديد من الهجمات في إطار تنفيذ اتفاقية 9 تشرين الأول/أكتوبر، كيف يمكن للمرأة الشابة الرد على هجمات الاحتلال والقمع؟
هذا العام كان هناك العديد من الهجمات ضد شنكال. وقفت الشابات من خلال نشاطاتهن ضد هذه الاعتداءات. في الوقت نفسه، كانوا القوة الرائدة والديناميكية لكل نشاط. أصبحن جزء من المقاومة في شنكال. بشكل عام يمكننا القول أن كل هجوم تم الرد عليه من قبل النساء لم يصل إلى هدفه. العديد من العائلات لا تريد لفتياتها أن تشاركن في النضال وتمنعهن من ذلك. هناك ضغوطات على المرأة الشابة. نعتبر ذلك جزء من سياسة العدو ضد الإيزيديات، لأن العدو يضع المرأة الإيزيدية تحت الضغط، ونحن نعارض ذلك. وكاتحاد للمرأة الشابة، نقول إننا مستعدون لمواصلة نهج وثقافة وإيمان ونضال شهدائنا. وللقائد عبد الله أوجلان قول مأثور بدأنا مع الشباب، وسننتصر مع الشباب. لطالما كان الشباب قادة المجتمعات.
بعض الأعمال التي قامت بها الإيزيديات في مجالات البيئة والفن والتعليم والاقتصاد عام 2022:
• قامت مؤسسة دعم المرأة الإيزيدية والبلدية بزراعة 6000 شجرة في جميع أنحاء شنكال خلال هذا العام.
• في نيسان/أبريل وهو شهر ميلاد القائد عبد الله أوجلان، بدأت عملية غرس الأشجار في شنكال وزُرعت آلاف الأشجار.
• افتتح وقف المرأة دورات في الفنون والرقص الشعبي واللغة للشابات والأطفال.
• افتتح مركز (ستيا نخشاي) لثقافة وفن المرأة دورات مستمرة للأطفال لتعليم الرقصات الشعبية ودورات تدريبية على الآلات الموسيقية.
• أقيم مهرجان شنكال الثقافي الأول تحت شعار حماية ثقافتك ضد المجازر.
• تم عرض الفيلم الوثائقي (نوجيان) من إخراج جيندا أسمن في شنكال لأول مرة.
• هذا العام، غنت فرقة (Hêviya Jinên Şengalê) أغنية Ewin YJŞ التي ألفت الفرقة كلماتها وموسيقاها، بالإضافة على تصوير فيديو كليب.
• افتتحت أكاديمية الشهيدة بنفش آغال 4 دورات تدريبية مغلقة هذا العام.
• تحت مظلة كافة المجالس النسائية تم عقد دورتين تدريبيتين.
• عقد ندوات صحية للمجالس النسائية والشابات والمجالس العامة.
• تلقت مجالس النساء والشابات تدريباً على الدفاع عن النفس وفق مبدأ (دافع عن نفسك من المجازر).
• تم هذا العام تدريب 400 امرأة في المجتمع، وتحول كل بيت وقرية إلى ساحة تدريب.
• من أجل الوصول إلى المزيد من النساء، افتتحت حركة حرية المرأة الإيزيدية موقعها الإلكتروني في وسائل الإعلام الرقمية هذا العام.
• عقدت المرأة الشابة كونفرانسها الأول في شنكال وأعلنت تأسيس اتحاد المرأة الشابة في شنكال.
• افتتحت الشابات معسكراً تدريبياً لعلم الجنولوجيا لمدة أسبوع شاركت فيه العديد من الشابات.
• عقدت حركة حرية المرأة الإيزيدية مؤتمرها الدوري الثاني.[1]