أكد الرئيس المشترك لمكتب الطاقة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ولات درويش أن دولة الاحتلال التركي تستخدم المياه والملف الاقتصادي لابتزاز الإدارة الذاتية في إطار الحرب التي تخوضها ضد المنطقة بعد فشلها عسكرياً في تحقيق أهدافها.
حققت دولة الاحتلال التركي رقماً قياسياً في وحشية تعاملها مع ملف نهر الفرات الذي يتدفق إلى الأراضي السورية قادماً من شمال كردستان، حيث باتت حياة الملايين من السوريين محفوفة بالمخاطر نتيجة انخفاض منسوب النهر إلى مستويات تاريخية، حيث تستمر بخفض منسوب مياه نهر الفرات عن الأراضي السورية منذ 27 كانون الثاني/يناير من العام الماضي 2021 أيّ على مدى 20 شهراً متتالياً.
تركيا تسعى لتهجير السكان من المنطقة باستخدام ورقة المياه
الرئيس المشترك لمكتب الطاقة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ولات درويش، تحدث لوكالتنا عما آلت إليه أوضاع أكبر الأنهار في سوريا الفرات في ظل استمرار دولة الاحتلال التركي بحبس كميات كبيرة من المياه.
وأشار درويش إلى أن دولة الاحتلال التركي تعتمد ملف نهر الفرات كورقة ضغط ضد المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا منذ العام 2015؛ عندما بدأت قوات سوريا الديمقراطية بتحرير المناطق من مرتزقة داعش، وتستخدم المياه والملف الاقتصادي لابتزاز الإدارة الذاتية في إطار الحرب التي تخوضها ضد المنطقة بعد فشلها عسكرياً في بلوغ أهدافها.
وحول أهداف دولة الاحتلال التركي من حبس المياه، أوضح ولات درويش أن خفض منسوب مياه نهر الفرات عمداً لها أهدافٌ قصيرة المدى كالتشجيع على الهجرة وإفراغ المنطقة وتهجير سكانها، والمعروف أن المناطق الواقعة بين نهري دجلة والفرات تعاقبت عليها حضارات كبيرة منذ القدم
وتضخ دولة الاحتلال التركي المياه للأراضي السورية بمعدل 200 متر مكعب في الثانية بخلاف الكمية المتفق عليها بين أنقرة، دمشق وبغداد، حيث من المفترض أن تضخ طبيعياً 500 متر مكعب من المياه في الثانية، بحسب الاتفاق المبرم بين الدول الثلاث عام 1987.
الانخفاض له تداعيات كارثية تعيشها مناطق شمال وشرق سوريا
خسرت بحيرة الفرات وهي أكبر بحيرة اصطناعية في سوريا 6 أمتار من ارتفاعها وهي كميةٌ كبيرة نظراً لمساحة البحيرة التي تقارب ألف كم2 في ظل ضخ المياه لتوليد الطاقة الكهربائية وتزويد مناطق في الرقة وديرالزور بالمياه، وسجل صيف العام 2021 مستوىً متدنياً قياسياً للبحيرة ومجرى النهر.
وحول ذلك يشير ولات درويش إلى أن بحيرتا سد الفرات وسد تشرين انخفض منسوبهما إلى مناسيب ميتة، ما أثر في تقليل كمية التيار الكهربائي المغذي لمناطق شمال وشرق سوريا.
مضيفاً معظم محطات مياه الشرب خرجت عن الخدمة جراء الانخفاض الكارثي لمنسوب النهر، بالإضافة إلى تأثر قطاع الثروة السمكية التي كان يعتمد عليها الآلاف في المناطق المجاورة للنهر، بالإضافة إلى ذلك تقلصت نسبة الأراضي الزراعية التي كانت تعتمد على مياه نهر الفرات خلال الفترة الماضية.
الحكومتان السورية والعراقية تلتزمان الصمت
وعن تحرك الحكومتين السورية والعراقية حيال ملف الأنهار؛ قال درويش لا تزال الحكومتان السورية والعراقية تلتزمان الصمت حيال ممارسات دولة الاحتلال التركي فيما يخص الأمن المائي؛ بإمكان الحكومة في بغداد أن تتعامل مع أنقرة بالمثل وأن تجبرها على أن تضخ حصة كل من سوريا والعراق الطبيعية من مياه الأنهار، فحجم التبادل التجاري بين العراق ودولة الاحتلال التركي يصل إلى 20 مليار دولار سنوياً، بإمكان العراق استخدام هذه الورقة في الضغط عليها، لكن في ظل الاضطرابات والأوضاع السياسية غير المستقرة في العراق ليس هنالك أي جهة بإمكانها أن تتصرف حيال ممارساتها.
وتابع درويش أما بالنسبة لحكومة دمشق فهي تمر بظروف صعبة وهي في أضعف حالاتها وتستغل دولة الاحتلال التركي ذلك في خفض منسوب مياه نهر الفرات.
وفي ختام حديثه أوضح ولات درويش أن دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، قدمت للمنظمات الدولية المعنية بالملفات الإنسانية، بالإضافة إلى إبلاغ كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا بما تمارسه دولة الاحتلال التركي لكن دون جدوى.
ونشرت وكالة الفضاء الأوروبية صوراً التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية في آب/أغسطس من العام الماضي، أظهرت مدى تراجع منسوب بحيرة الفرات بشكلٍ مرعب مقارنةً بالأعوام السابقة.
(د)
ANHA
[1]