قال سعود مسطو، عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى ، إن المواطنين الايزيديين في شنگال (سنجار) ما زالوا يعانون من عدم الاستقرار الأمني والمظاهر المسلحة التي من المرجح أن تقود المنطقة إلى أزمة إنسانية أخرى إذا لم يتم التعامل معها بحكمة.
سعود مسطو أوضح ل(باسنيوز) أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية التي تواجه شنگال هو تنفيذ اتفاقية أربيل - بغداد لعام 2020 والتي تنص على إخراج كل الجماعات والفصائل والميليشيات المسلحة من المنطقة من أجل استعادة القانون وتحقيق الامن والاستقرار والشروع بعملية إعادة البناء والاعمار.
ولاتزال قوات موالية ل PKK وفصائل في ميليشيات الحشد الشعبي تنتشر في شنگال على الرغم من الاتفاقية التي وقعتها حكومتي اقليم كوردستان والاتحادية، في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 بهدف إعادة الاستقرار والنازحين إلى المدينة عبر إنهاء وجود PKK وميليشيات الحشد والجماعات المرتبطة بهما في المدينة ونشر قوات اتحادية نظامية.
سعود مسطو ، أوضح ان الوضع في شنگال يسير باتجاه كارثة أخرى وهناك أمل ضئيل لأن الجماعات المسلحة خارج الهيكل الدفاعي للدولة تحكم المنطقة بدلاً من إدارة حكومية شرعية. لافتاً الى ان الخدمات العامة في المنطقة مدمرة ولايبدو ان هناك أي مبادرة لاستعادة السلطة والامن والاستقرار الى المنطقة. كل هذا جعل من شنگال معقل للجماعات المسلحة التي تخدم أجندات خارجية.
سعود مسطو، عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى ، أشار الى ان الأيزيديين تعرضوا لجرائم مروعة ولم يعد بإمكانهم تحمل كارثة أخرى ، كان على القوى المتواجدة في شنگال أن تحترم معاناتهم وتضحياتهم . لافتاً الى أن هذه الجماعات المسلحة هي سبب معاناة مواطني شنگال المستمرة ، حيث ان الأيزيديين يدفعون ثمن عنف وأجندات هذه الجماعات الخارجية. داعياً أهالي شنگال لأن يتحدوا لطرد هذه الجماعات ومنعها من استغلال المدنيين ومعاناتهم في المنطقة.
وحول ما إذا كانت الحكومة العراقية عاجزة أم غير راغبة في إخراج الجماعات المسلحة من شنگال ، قال سعود مستو ان الحكومة العراقية اهملت شنگال في حين يجب أن تكون مسؤولة عن الحكم والخدمات والأمن في المنطقة. مردفاً بالتأكيد على انه لو لم تكن الحكومة العراقية قد دعمت هذه القوات في المقام الأول لكان الوضع مختلفاً الآن.
وتابع ، بالقول بعد تحرير شنگال من تنظيم داعش ، قدمت بغداد الدعم المالي لهذه الجماعات ، مما ساعدها في النهاية على تعزيز وجودها ونفوذها في المنطقة ، والوضع فوضوي للغاية الآن لدرجة أن لا أحد يعرف من المسؤول عن شنگال .
وبشأن الكيفية التي يمكن بها أن تدخل اتفاقية أربيل - بغداد لعام 2020 حيز التنفيذ ، أوضح سعود مسطو، عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى ان الاتفاقية هي في الواقع الأمل الوحيد لاستعادة الإدارة الحكومية الشرعية والامن والاستقرار ، وتطبيع الوضع ، وإخراج الخارجين عن القانون ، وتقديم الخدمات العامة ، ومساعدة النازحين على العودة إلى ديارهم. كون ان الأمم المتحدة والجهات الدولية الفاعلة والمنظمات الإنسانية يدعمون الاتفاقية التي تحظى بالدعم الوطني والإقليمي والدولي.
وعلى الرغم من إعراب المجتمع الدولي مرارًا وتكرارًا عن قلقه إزاء الوضع الحالي في شنگال ، لكن مع ذلك ، لم يتخذوا عمليا أي خطوات لمساعدة شنگال ، ردّ سعود مسطو ، بالقول ان الأطراف الدولية تؤيد المسار الشرعي لحل القضية. إنهم يتعاملون مع القوى الشرعية وقد طالبوا مراراً بإخراج القوات غير الشرعية من شنگال لكن المشكلة أن هذه القوات ترفض المغادرة وتستمر في فرض نفسها على أهالي المنطقة بالقوة .
ورغم أن قوات البيشمركة تمكنت من طرد إرهابيي داعش من شنگال في 2015 في عملية عسكرية واسعة شارك فيها الآلاف من مقاتلي البيشمركة بإشراف مباشر من الزعيم الكوردي مسعود بارزاني وبدعم جوي من قوات التحالف ، إلا أنها انسحبت من المنطقة بعد أحداث 16 تشرين الأول / أكتوبر 2017 تفادياً للصدام مع القوات الأمنية العراقية وميليشيات الحشد التي شنت هجوماً واسعاً غير مبرر على المناطق الكوردستانية المستقطعة ومن بينها شنگال عقب استفتاء الاستقلال في إقليم كوردستان في العام نفسه، كما أن PKK وجد له موطىء قدم فيها بالتنسيق مع فصائل من ميليشيات الحشد.[1]