أصدر يوم الأربعاء، مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، تقريراً مطولاً حول جملة الانتهاكات التي تعرض لها الكرد الإيزيديون، مع احتلال عفرين من قبل الجيش التركي وميلشياته الإسلامية السورية العاملة ضمن ما يسمى “الجيش الحر”.
وأكد المركز تتزايد حالات استهداف الإيزيديين في عفرين، في مسعى لتهجير من تبقى منهم، وقال المركز أن المليشيات السورية الموالية لتركية تجبرهم على اعتناق الإسلام، وتفرض عليهم التوجه للمساجد الاسلامية للصلاة، وهي منازل لهم تمت مصادرتها وتحويلها الى جوامع ورفع الآذان والاناشيد الاسلامية فيها.
وأضاف المركز أنه ومنذ فرض تركيا سيطرتها على منطقة عفرين، سجلت العشرات من انتهاكات حقوق الإنسان التي طالت الإيزيديين من تدمير أماكن العبادة والمزارات المقدسة وسرقة محتوياتها، وتهجير السكان واعتقالهم.
ورصد المركز قيام مسلحي “فيلق الشام” بإجبار أطفال قرية باصوفان التابعة لناحية شيراوا في عفرين على ارتياد المساجد وتعلم الإسلام وقراءة القرآن، فيما عمدت “فرقة الحمزات” إلى تحويل مدرسة قرية كاخرة في ناحية موباتا إلى مدرسة شرعية يتم تدريس الديانة الإسلامية فيها.
ويتوزع الإيزيديون في عفرين داخل 22 قرية، ولا توجد إحصائيات دقيقة لأعدادهم في سوريا، ولكن وفقاً لإحصائيات غير رسمية يبلغ تعداد الإيزيديين في كل من عفرين وحلب حوالي مئة ألف نسمة، وقد تناقصت أعدادهم في السنوات الأخيرة نتيجة الاستهداف المتكرر لقراهم، مما دفع بالكثير منهم للنزوح أو اللجوء إلى خارج سوريا.
وعلى الرغم ان المجتمع الايزيدي مسالم لكنه تعرض الى الكثير من الاضطهاد والتصفية العرقية، قديماً في حكم الدولة العثمانية وإبان حكم صدّام حسين، وعلى يد ميليشيات “داعش”، وكان آخرها انتهاكات مسلحي المعارضة السورية الموالية للجيش التركي في معركة سمتها ” غصن الزيتون”، حيث ينتمي اغلب هؤلاء المسلحين إلى فصائل إسلامية متشددة تقاتل انطلاقاً من أيديولوجية دينية متطرفة.
ومنذ دخولها عفرين ارتكبت تلك المليشيات انتهاكات كثيرة بحق الإيزيديين الذين بات تعدادهم حالياً نحو 15 % فقط (من مجموعهم الكلي \ وفقاً للمركز)، نتيجة تهجيرهم من قراهم، والاستهزاء بديانتهم، وإجبارهم على اعتناق الإسلام، إلى جانب عمليات الاعتقال والاختطاف، وبناء مساجد في القرى الإيزيدية، وغيرها من الانتهاكات طالت الأموات والأحياء والمعتقلين وكذلك المزارات والمراقد الدينية الإيزيدية.
ويقول عضو “البيت الإيزيدي” زياد رستم، أن ما حصل في “شنكال” عام 2014 يتكرر اليوم في عفرين حيث يجبر الإيزيديين على الذهاب للجوامع وتغير دينهم.
واجتاح تنظيم “داعش” منطقة شنكال\سنجار في العراق ذات الغالبية الإيزيدية وارتكب بحقهم مجزرة راح ضحيتها الآلاف حيث أعلن “المجلس الإيزيدي الأعلى” شهر آب 2016، عن مقتل 10 آلاف شخص واغتصاب 6 آلاف امرأة وفتاة بسوريا والعراق على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”
مع بدء الهجوم التركي على منطقة عفرين، بدأت المجموعات الإسلامية المتشددة المرافقة للجيش التركي بإطلاق تهديدات بالقتل والذبح والسبي للإيزيديين، وبأنهم سيكملون ما بدأوه في شنكال، وعند دخولهم القرى الإيزيدية دمروا المزارات الإيزيدية وحاولوا ولايزالون، إرغام الإيزيديين على ترك دينهم واعتناق الدين الإسلامي، وفرض اللباس الإسلامي على النساء الإيزيديات.
وأردف المركز “بدورنا كمركز نرصد ونسجل بعض الانتهاكات التي تمكننا من الحصول عليها، لأن المجموعات المسلحة والجيش التركي يفرضون رقابة صارمة على السكان لمنعهم من نشر ما يجري في عفرين من انتهاكات وبالأخص تلك التي طالت المكون الايزيدي، فقد تم رصد خلال هذه الفترة حالات عديدة للانتهاكات ووفقا للقوانين والعهود والمواثيق الدولية الخاصة بحرية ممارسة الطقوس والشعائر الدينية، ونذكر منها:
– ميثاق الأمم المتحدة 1945
المواد 1 و13 و55: تتضمن الإشارة إلى “احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا والتشجيع على ذلك إطلاقا بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال والنساء”.
– الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948
المادتان 26 و18: تعتبر المادة 18 وتشير المادة 26 إلى أن التعليم “.. يجب أن يعزز التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب وجميع الفئات العنصرية أو الدينية”.
– العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1966
لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين. ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة.
لا يجوز تعريض أحد لإكراه من شأنه أن يخل بحريته في أن يدين بدين ما، أو بحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره.
– اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها 1948
المادة 2: تعرف الإبادة الجماعية، بعدة أفعال مذكورة على سبيل الحصر يكون القصد منها “التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو اثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه”..
وذكر المركز جملة من الانتهاكات المتفرقة التي رصدها بحق الكرد الإيزيديين في عفرين، وفقاً للتالي:
((– مقتل امرأة تدعى فاطمة حمكي زوجة حنان بريم من ايزدي قرية قطمة، عن عمر 66 عاماً إثر إلقاء قنبلة يدوية على منزلهم في الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
– حنان بريم تم اختطافه وتعذيبه وتعرضت العائلة لمضايقات متكررة على أيدي المسلحين وعائلات المستوطنين في القرية.
-قرية قيبار:
– مقتل المدني عبدو بن حمو فؤاد ناصر، تم استهدافه من قبل المسلحين في منزله بواسطة لغم، بالإضافة الى اعتقال وتعذيب ومن ثم اخذ فدية من والد الضحية للإفراج عنه بتاريخ 1-4-2018.
– اختطاف 6 أشخاص من عائلة “عرفو” من قرية قيبار وأخذهم الى مكان مجهول.
– قتل المدني من المكون الايزيدي “عمر ممو شمو” من قرية قيبار في بيته بعد رفضه النطق بالشهادة الاسلامية.
– اعتقال حنان علي من قرية قيبار بتاريخ 31/5/2018 ولايزال مكانه مجهولاً.
قرية قطمة:
– اختطاف الأشخاص التالية اسماءهم: حج احمد 70 عاماً – حسين إيبو 70 عاماً – حميد قاسم – عدنان قاسم – نضال قاسم مع ابنه حمدوش 15 عاماً. – فوزي محمد شمو مع ولديه البالغين من العمر 15 و16 سنة – أيمن حمادة – حنان حسن بريم وابنه آزاد، حيث تعرضوا لتعذيب شديد في معتقلاتهم، وطالبوهم بدفع 25000مبلغ دولار.
– شيخو جمعة، لازال مجهول المصير والمكان.
قرية قسطل جندو:
– التعدي على ممتلكات اهالي قرية قسطل جندو، وسرقة مواشيهم، واستلاء على كامل محصول الكرز.
– اختطاف السيد علي علو ايبو 75عام، واقتياده الى مكان مجهول.
– عائلة حسن عبدو المعروفة بعبدوكة من قرية قسطل جندو التي نزحت الى مناطق الشهباء هرباً من بطش المرتزقة، ومن ثم قتلت العائلة كلها نتيجة انفجار لغم بالسيارة التي تقلهم الى حلب، وأسماء العائلة (حسن عبدو 90 عام وزوجته قدرت سليمان بنت موسى 65 عام، ياسر عبدو بن حسن 32 عام وزوجته حميدة حسو بنت خليل 22 عام وابنتهم روهين عبدو بنت ياسر 7 أشهر.
– مقتل امرأتين من عائلة حمدو وهما: فيدانة رشيد بنت خليل 60 عام وابنتها شيرين سمو بنت حمدو26.
– اعتقال الشاب سيدو عمريكو بن بشار 24 عام.
– اعتقال موسى نبي 32 عام، من قرية جقلى جوم.
– اعتقال عبد الرحمن قازقلي حسو من قرية جقلي جوم.
-اختطاف زردشت (دشتي) مجيد عيسو 40 عام من قرية فقيرا في أواخر شهر أيار الماضي الى مكان مجهول.
قرية باصوفان:
– عمليات خطف الرجال والشباب في قرية باصوفان مستمر بشكل يومي والتحقيق معهم بعد تعذيبهم بشكل وحشي واتهامهم زوراً بتهم لا أساس لها بهدف بث الرعب في نفوسهم.
– فرض اللباس الإسلامي البعيد عن عادات وثقافة الإيزيديين، على النساء والفتيات.
– البدء ببناء جامع في قرية باصوفان الإيزيدية، بالرغم من عدم وجود مسلم واحد في القرية.
المفقودين:
– جوان سعيد رش 22 عام، من قيبار.
– خطف حسن درويش شمو 75 عام من قرية قيبار، تم خطفه من منزله في عفرين.
– خطف عدولة حميد سفر 63 عام واقتيادها الى سجن مارع.
المزارات التي تم استهدافها:
– افراغ مزار الشيخ علي في قرية باصوفان والعبث بمحتوياته.
– تدمير مزار الشيخ غريب في قرية سينكا في ناحية شرا، والاستهزاء من إيزيدي القرية.
– تدمير مزار قرة جرنه قرب ميدانكي.
– تدمير مزار ملك آدي في قرية قيبار.
– تدمير المزارات الإيزيدية في قرية قسطل جندو (مزار بارسة خاتون ومزار الشيخ حميد)
– وفي مركز مدينة عفرين تم تدمير مقر اتحاد الإيزيديين الثقافي والاجتماعي، وتم تدمير تمثال النبي زرادشت، وقبة لالش.
– استهداف الطائرات الحربية التركية معبد عين دارا الذي يعود تاريخه الى 1300 ق.م وكان المعبد الوحيد من نوعه في العالم.
– تدمير مزار الشيخ جنيد وعبد الرحمن في قرية فقيرا.
– تدمير مزار حنان في قرية مشعلة.
– الاستيلاء على أكبر مزار إيزيدي في سورية الواقع على قمة جبل الشيخ بركات المشرف على بلدة دارة عزة، الذي جعلت منه تركيا مركز مراقبة، وإزالة المعالم الإيزيدية عنه وصبغه بصبغة إسلامية.[1]
#08-08-2018#