الحراك الدبلوماسي الكوردستاني
سربست بامرني*
شهدت كوردستان خلال الأيام القليلة الماضية حراكا دبلوماسيا مكثفا ومتصاعدا ابرزها مشاركة السيد رئيس إقليم كوردستان في المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) الذي انعقد في 19 أيار الحالي في الاردن تحت شعار (تمكين الأجيال نحو المستقبل) ولقائه جلالة الملك الأردني والعديد من صانعي القرار الدوليين ومن ثم مغادرته الى بلغاريا ولقائه بالسيد رئيس الوزراء البلغاري والسيد رئيس البرلمان، وقبلها مغادرة وفد رفيع المستوى برئاسة مستشار امن الإقليم الى الولايات المتحدة الامريكية بناء على دعوة رسمية ولقائه بمبعوث الرئيس الأمريكي الخاص الى التحالف الدولي بريت ماكغورك واجتماعه بكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جيرد كوشنر ومستشار الامن القومي هيربرت ماكماستر واخرين هذا بالإضافة الى الاجتماع المرتقب بين السيد رئيس حكومة الإقليم والسيد لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية خلال حضوره المنتدى الاقتصادي الدولي في بطرسبورغ (13) حزيران.
من الواضح ان هذا الحراك الدبلوماسي المكثف وعلى هذا المستوى من المشاركة والتمثيل، لا ينحصر في الأمور الاقتصادية والتنموية كما يفهم من سياق منتدى دافوس ومؤتمر بطرسبورغ رغم أهمية المشاركة والحصول على الدعم الدولي الاقتصادي وثقة المستثمرين الكبار للعمل في كوردستان، كما لا يتوقف عند حدود الحرب على الإرهاب والقضاء على عصاباته المنفلتة والخطوات المستقبلية لتحصين المنطقة وكوردستان من عودة هذه العصابات تحت مسميات جديدة، اذ على قدر أهمية هذه الاجندات فان ما يهم شعب كوردستان هو حريته ومعرفة مستقبله واجراء الاستفتاء الشعبي لتقرير مصيره بنفسه، وهو الملف الذي حمله السادة ممثلو شعب كوردستان الى العالم الخارجي، اذ رغم قانونية ومشروعية الاستفتاء فهو بحاجة الى تفهم عربي واقليمي ودولي ودعم أصدقاء شعب كوردستان وكل الأطراف المنادية بالحرية والديموقراطية وحقوق الانسان.
الحراك الدبلوماسي الكوردستاني يصب في صالح تعريف الرأي العام الدولي والعربي بعدالة القضية الوطنية الكوردستانية ومشروعية الاستفتاء وضرورته، خاصة بعد ان وصلت كل الطرق التي سلكها الكورد مع الحكومة الاتحادية الى أبواب موصده ولم يعد امام الشعب الكوردي، مع التنكر الصارخ لحقوقه الإنسانية والقومية الديموقراطية وانهيار المنظومة الدستورية والقانونية لصالح التوجهات الطائفية والاجندات الخارجية والتقسيم الفعلي للعراق على الأرض، إلاّ اللجوء للاستفتاء الشعبي العام لتقرير مصيره بنفسه وإعلان الاستقلال الذي اصبح امرا مفروغا منه كما اكد رئيس وكالة المخابرات الدفاعية الامريكية فنسنت ستيوارت وان الامر كما يقول هو متى يعلن الاستقلال؟.
للحراك الدبلوماسي عنوان وهدف واحد لا غير هو ضمان حقوق شعب كوردستان والتأكيد ان الاستفتاء سيجري في موعده المحدد وان الاستقلال قادم لا ريب وبتأييد أطراف كثيرة مهمة في المجتمع الدولي والعربي لقيام دولة كوردستان واحة السلام والتعايش واحترام الآخر.
[1]