=KTML_Bold=الجرأة في تشكيل الوعي الجديد=KTML_End=
مقابلة مع “#بير رستم# “
نضال يوسف
جنديرس – كفر صفرة
اسم معروف في الخارطة الأدبية الكردية بمساهماته وإبداعاته القصصية التي جعلته أحد رواد القصة الكردية في “سورية”، ينتمي إلى جيل الثمانينيات من القرن الماضي الذي أسس للقصة القصيرة الكردية، إنه الأديب “بير روستم”.
مدونة وطن “eSyria” التقته بتاريخ 18-05-2014، وأجرت معه اللقاء التالي:
* حدثنا عن بدايات تجربتك الأدبية؟
** أنا من قرية “شيخ جقلي” في “عفرين”، وبحكم انتمائي إلى البيئة الريفية تشبّعت وأنا طفل بالقصص والحكايات الشعبية التي كانت تُحكى في ليالي الشتاء الطويلة حول مواقد النيران من قبل الجدات والأجداد، ومن أبرز الحكواتية في تلك الفترة أتذكر أحد أقرباء الوالد حيث كان يتقن القراءة والكتابة فكان مصدر عشقي الأول للقص والسرد، كان يمتّعنا بحكاياته الشيقة عن الجان والحوريات وقصصه الشعبية الطريفة حول نوادر “جحا” والملاحم الدينية، مثل “محمد حنيفي” وغيرها من حكايات الأبطال الشعبيين.
وبعد انتقالي إلى “جنديرس” في العام 1970 للدراسة في مدارسها وتحسين الوضع المعاشي للعائلة تعرفت من خلال مكتبة المركز الثقافي هناك على الأدبين العربي والعالمي المترجم الذي رحت أقرأهما بنهم حتى تكونت لدي نواة مسيرتي الأدبية التي تكللت بمجموعة من النتاجات الأدبية.
* نتاجات عدة تكللت بها مسيرتك الأدبية، حدثنا عنها؟
** دخلت حقل الكتابة من خلال القصة القصيرة باللغة الكردية، ولي أربع مجموعات قصصية مطبوعة حالياً وعمل روائي واحد ككتاب إلكتروني، وهي: “العصافير المجهضة” Civîkên Beravêtî – منشورات “آسو” 1992 – “بيروت”، “العنكبوت” Pilindir -منشورات “آسو” 1993 – “بيروت”، “النحات” Pûtvan -منشورات “مرخ” 1998 – “بيروت”، “الماء الثقيل” Tîrav -منشورات
من نتاجاته القصصية الكردية
“سبي ره ز” 2000 – “دهوك”، “طفولة مرآة وأشياء أخرى” Zarotiya Neynikekê û tistin din – وهي رواية إلكترونية – 2006، إضافة إلى عدد من الدراسات النقدية والبحثية والتراثية في دوريات كردية مختلفة.
* المتتبع لخطك الأدبي يلاحظ أن هويتها الاجتماعية طاغية، فما المواضيع التي تثيرك وتدفعك للكتابة عنها؟
** تثيرني كل المواضيع التي تتعلق بإنسانيتي من بكاء الطفل إلى قضايا الشرف والثأر، وقتل المرأة بدواعي العرف والأخلاق إلى الظلم الاجتماعي العام بحق الشرائح المهمشة، ناهيك عن الخوف والرعب من الآخر والمختلف، وذلك بلغة وتعابير بسيطة وأكثر تعبيراً ودلالة، إنني أكتب عن البسطاء والمشردين والتائهين والفاشلين في هذه الحياة، ومن يبحث عن كلمة تطيّب خاطره في هذه الصحاري والقفار والبراري التي انعدمت وتلاشت فيها القيم النبيلة من حياتنا.
* برأيك، ما أهمية الكتابات القصصية ودورها في توعية المجتمع وتطويره ثقافياً؟
** برأيي كل النتاج المعرفي الإنساني يساهم ويؤسس لوعي اجتماعي حضاري جديد، لكن القصة والحكاية وبما تملكان من عناصر السرد والتشويق، وكذلك الرشاقة في الأسلوب والمعاني والدلالات لهما التأثير المباشر والفاعل في المجتمعات والجماهير.
الشعوب المتقدمة تولي أهمية قصوى للحركة الثقافية كالمسرح والدراما التلفزيونية والسينما والشركات العالمية تصرف الملايين لإنتاج فيلم سينمائي ربما لا تتجاوز مدته الساعة، ولكن تأثيره في المجتمع وثقافته يكون عميقاً.
* بماذا
الشاعر تموز شمالي
تحدثنا عن واقع القصة الكردية في “محافظة “حلب”؟
** القصة الكردية عموماً تعاني الشح والفقر النتاجي الكمي ناهيك عن النوعي، أعتقد أن أنشط مرحلة لهذا النتاج في “سورية” عموماً كان مع جيلنا في الثمانينيات من القرن الماضي، وقد عرف في منطقتي “عفرين” و”كوباني” عدد من الأسماء لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، أمثال كل من الأصدقاء والزملاء: “صالح دميجر”، و”روني علي”، و”صالح بوظان”، و”جان دوست”.. وأسماء أخرى لم تلمع ولم تستمر في إنتاج ما يمكن التأسيس عليه أو تعريفه بمنتج قصصي، يمكن القول: إن جيل الثمانينيات الذي أنتمي إليه أسس للقصة القصيرة بمعناها الأدبي والتعبيري في الثقافة والأدب المكتوبين باللغة الكردية.
* صدر مؤخراً قرار بتدريس اللغة الكردية في الجامعات السورية، ما تأثيرات هكذا قرارات على انتعاش الأدب الكردي؟
** لا أعتقد أنها ستؤتي الثمار والنتائج مباشرةً، لكنها سوف تؤسس لعدد من المشاريع الثقافية مستقبلاً؛ لكون الجيل الذي سيتخرج أكاديمياً سوف يقوم بإنتاج فكري معرفي أكثر عمقاً ودلالة وبمستويات أدبية عالية.
وحول التجربة الأدبية للأديب “بير روستم” تحدث الشاعر “تموز شمالي” بالقول: «استطاع الأستاذ “بير روستم” نشر أفكاره ورؤاه وإيصال رسالته الأدبية إلى قرائه ومحبي نتاجاته عبر القصة القصيرة التي كتبها بالكردية، وقد اختارها من بين باقي الأجناس الأدبية ومن خلالها ترك بصمته بوضوح في الخارطة الأدبية
الأديب بير روستم
الكردية في “سورية”.
إن المتتبع لتجربته الأدبية يلاحظ بوضوح وجود خطين متوازيين يميزان نتاجاته القصصية، أولهما الجرأة في طرح مواضيعه التي يكتب عنها، وثانيهما واقعيته حيث يستمد مواضيع قصصه من البيئة المحيطة به».
يُذكر أن، “بير روستم” هو اللقب الأدبي للأديب والأستاذ “أحمد مصطفى”، وهو من مواليد العام 1963 في قرية “شيخ جقلي” التابعة لناحية “شيخ الحديد” ب”عفرين”، درس في “جامعة حلب” – كلية الهندسة الميكانيكية، ثم تفرغ للعمل الأدبي، له مشاركات عديدة في الندوات والمحاضرات المتعلقة بتاريخ الأدب الكردي وواقعه المعاصر.
[1]