=KTML_Bold=كردستان موجود قبلك وقبل أجدادك يا أكار=KTML_End=
دجوار أحمد آغا
تناقلت الصحف التركية والعربية ومواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن التصريح الذي أدلى به وزير دفاع دولة الاحتلال التركي “خلوصي أكار” خلال اجتماع التصديق على مقترح ميزانية وزارة الدفاع للعام 2022، ومناقشتها مع لجنة التخطيط والميزانية بالبرلمان.
نقلت صحيفة “الزمان” التركية المعارضة الصادرة بتاريخ 18-11-2021 عن وزير الدفاع لدولة الاحتلال التركي، خلوصي أكار، تصريحه بعدم وجود، منطقة جغرافية تسمى كردستان، سواء في تركيا أو خارجها، وأفادت الصحيفة: أن أكار أدلى بهذا التصريح “خلال اجتماع التصديق على مقترح ميزانية 2022 لوزارة الدفاع، بعد مناقشته في لجنة التخطيط والميزانية بالبرلمان”.
وبدأ الموقف بتصريح “تولاي أوروتش” النائبة في البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي HDP، قالت فيه بحضور أكار: “هناك مزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية، وغاز مسيل للدموع مؤخرا في إقليم كردستان الفيدرالي”.
ورد أكار على البرلمانية “أوروتش”، مؤكدا عدم وجود منطقة جغرافية، تُسمَّى كردستان، سواء داخل تركيا أو خارجها.
وعقب تصريح أكار، قال البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي HDP، “جارو بايلان”: ” لماذا؟ ألا توجد كردستان العراق؟”، وعقب وزير دفاع دولة الاحتلال التركي على تساؤل بايلان، بقوله: “لا لا توجد”.
ولفتت صحيفة “الزمان” إلى أن الوزير التركي خلوصي أكار، ورئيس الأركان العامة “ياشار جولار”، كانا قد زارا إقليم كردستان العراق في كانون الثاني الماضي، والتقيا مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني.
إلى ذلك رصدت صحيفة “الزمان” في هذا السياق، أن إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بالحكم الذاتي، حين أعلن نتائج استفتاء عام 2017، التي جاءت لصالح الانفصال عن العراق، كانت تركيا “من أبرز الدول التي أجهضت هذا الحرك، إذ فرضت على الإقليم بجانب إيران حصارا شاملا، وأغلقت المنافذ البرية والجوية جميعها، مع كرد العراق؛ لدعم الحكومة المركزية في بغداد، إلى أن أعلن زعيم الإقليم السابق مسعود بارزاني تراجعه واستقالته من منصب رئيس الإقليم”.
إلى هنا وينتهي الحدث والاقتباس من صحيفة الزمان، والذي أخذت عنها معظم وسائل الأعلام التركية والإقليمية، وحتى الدولية وأثار جدلا واسعا على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي. لكن ماذا كان رد حكومة إقليم كردستان على هذا الإنكار لوجودها! فقد جاء ردّها بعد ثلاثة أيام في الثاني والعشرين من تشرين الثاني 2021 من وزارة شؤون البيشمركة، حسب قناة “ناس” البغدادية، حيث أصدرت الوزارة بياناً جاء فيه: “إن خطاب وزير دفاع تركیا خلوصي أكار، بشأن إنكار وجود كردستان، مثير للدهشة فيما يتعلق بنا، لأن الأمر يتعلق بشخص في الموقع الرسمي للدولة، يسمح لنفسه إنكار واقع تاريخي، وديموغرافي، وجغرافي، ليس مقتنعا به حقا”.
وأضاف البيان، أنّ “وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قد زار في وقت سابق كردستان، فليخبرنا أين هذه المنطقة وما اسمها؟”.
وتابع، “إذا كان هذا الرجل لديه أي شكوك حول وجود جغرافية كردستان، دعه ينظر إلى الوثائق والتاريخ العثماني، ثم سيعرف ما إذا كانت كردستان موجودة أم لا، إن عقلية إنكار أمة وجغرافية، كانت دائماً مصدر المشاكل دون توصل إلى أي استنتاجات”.
سأخبركم ماذا يُسمَّي أكار، ورئيسه أردوغان والساسة الأتراك جميعهم إقليم كردستان، هم يسمونه (شمالي العراق) “كوزي إراق” بالتركية، ولم يسموها أبداً باسمها، وإن كان هذا ردكم فأين هو رد حكومة الإقليم؟ والحزب الديمقراطي “الكردستاني” الذي يدّعي الكردايتي، وحرصه على وحدة الصف الكردي، وتحرير كردستان!؟.
أورد لكم بعضاً ما جاء في كتاب الرحالة التركي “أوليا جلبي” عن رحلته في كردستان سنة 1655م، أي قبل ما يقرب350 سنة من الآن، حيث يقول في مجلده الرابع من كتابه “سياحة نامة” المؤلف من ستة أجزاء، وهذا الجزء الرابع، الذي نستطيع بحق أن نسميه مجلد كردستان:” في مقتبل الربيع يخرج الناس في كردستان الى الحقول والسهوب ويسرد في مجلده أوصاف المدن الكردية، من ملاطية الى أرغني وآمد “ديار بكر” وميافارقين وجزيرة وبدليس وغيرها، ويتحدث عن أهلها الكرد وعاداتهم. فليرجع خلوصي أكار الى ما كتبه مؤرخّه، وليس شرفخان البدليسي، أمير الكرد في إمارة بدليس صاحب كتاب “شرفنامة”
كتب الأستاذ صلاح علمداري حول هذا الموضع، تحت عنوان (رد غير سياسي على خلوصي أكار وأمثاله) بالقول: “هذه المرأة التي أنا بجانبها هي أمي، وهي لا تعرف لغة غير الكردية، ولا تعرف وطناً غير هذه الأرض، التي نعيش فوقها، ونأكل من خيراتها، وهذه الشجرة، التي أستند عليها هي زيتونة زرعَتْها أمٌّ أخرى قبل حوالي ثلاثمائة عام، كما ترويها أمي عن جدتي، وهي الأخرى، عن جد جدي .. وهكذا فهنّ، وهم أصدق من التاريخ الذي دونه أجدادكم بالقوة.
المسافة بين الأشجار مقاسة بال قدم (قبل اختراع المتر، وأدوات الحساب)، البستان من حولنا عبارة عن عشرات الأشجار المتناثرة، لا تناسق دقيقاً بينها؛ بسبب وعورة المكان، السوق فيها متشققة، منخورة، وبعضها – حتى- مجوفة بالكامل، ومع ذلك ترى الأغصان فتية، تتسابق في حمل الحَبِّ والعطاء.
أما قريتنا فمشادة على سفحٍ وعرٍ، لجبل أشم يطل على سهل خصب، تتخلله أنهار موسمية وجداول تُفرِّغ فيه ما فاض من الينابيع.
زيتونة جدِّ جدّي. هذه (في الصورة مثالاً) تعرضت لعدوان خارجي (عواصف، جفاف، صقيع واعتداء من قبل أشرار) كما تعرضت للدود، ونخر من الداخل، لكنها بالرغم من ذلك كله، بقيت خضراء، معطاء.
إنكاركم، عدوانكم وجرائمكم كلها، لفناء الكرد ومحو كردستان… الدود الذي ينخر في الداخل لأسقاط القامة.. كل هذا لن يفلح في استئصال الجذر المتأصل في عمق التراب، والذي ينبت على الدوام أغصانا جديدة سرعان ما تعاود العطاء.
زيتوننا إلى جانب البلوط والسنديان والسرو.. رموز مقاومتنا، تظل خضراء رغماً عن أنف الخريف ذاته، جبالنا حماة سهولنا والسهول سند الجبال في الشموخ.
هكذا نحن الكرد يا خلوصي أكار، نسمّي الأرض التي نعيش عليها، ونأكل منها بكردستان، هي وطننا ومحبوبتنا وعشقنا الأزلي، هي دنيانا الصغيرة، التي لا نحيا إلا فيها، سمِّها أنت ما شئت لكن لن تستطيع نكران وجودها طالما ثمة كردي واحد حي، وثمة حفنة تراب يقف عليها -فثمة كردستان إذاَ”.
هكذا كنا ولا زلنا، متآلفين مع مفردات المكان منذ آلاف السنين، لم نأت من جغرافيا أخرى – كما أنتم -، لم نغزُ بلداً آخر، لم نرتكب إبادات وجرائم بحق أحد… لم نعتدِ على الجيران، ولم نسرق تراثهم، خيراتهم، كنوزهم، محاصيلهم … لم نلغِ أحدا من الجغرافيا، والتاريخ كما تفعلون أنتم”.
نكتفي بهذا القدر، ونترك لكم قراءنا الأعزاء التعليق، والرد المناسب على خلوصي أكار.[1]