المركز الكردي للدراسات
بعد تهديد وزير الخارجية التركية هاكان فيدان باستهداف البنية التحتية في مناطق شمال شرق سوريا، إثر العملية التي استهدفت مقر وزارة الداخلية التركية في أنقرة مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول، وتبناها حزب العمال الكردستاني، بدأت الدولة التركية بشن سلسلة من الهجمات ابتداء من يوم 5 أكتوبر/تشرين الاول، مستخدمة الطائرات الحربية والمسّيرات، شملت مناطق شمال شرق سوريا ابتداء من ديريك ومروراً بعامودا وعين عيسى وانتهاء بمناطق الشهباء. ورغم نفي الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا في بيان رسمي لها أي صلة لها بمنفذيّ عملية أنقرة، والذيّن بخلاف اتهامات الجانب التركي، لم يتواجدا في مناطق شمال شرق سوريا أبداً، إلا أن الرغبة التركية في استغلال الحدث لتوجيه ضربات عسكرية إلى البنية التحتية للمنطقة، بغرض التخريب والتهجير، كانت قوية، وبدا الهدف معلوماً وهو إحداث أكبر قدر ممكن من التخريب والدمار.
قام المركز الكردي للدراسات، عبر مراسله، باعداد سلسلة من التحقيقات الاستقصائية واللقاءات الميدانية بغية توثيق تفاصيل وتداعيات الهجمات التركية واستهدافاتها للبنية التحتية في المنطقة. كما قام مراسل المركز بزيارة للمواقع المستهدفة وتوثيق الأضرار والخسائر بالصور ومقاطع الفيديو، وإجراء لقاءات مع المسؤولين عن ملفات الطاقة والخدمات، والقائمين على مخيمات اللاجئين التي تعرضت للقصف المباشر.
أعداد الضحايا
أدت هجمات الدولة التركية، والتي بدأت في 5 أكتوبر/تشرين الاول على مناطق شمال شرق سوريا، إلى فقدان 9 مدنيين (5 مدنيين في كوباني، 3 مدنيين في الحسكة، مدني واحد في تربة سبية) لحياتهم، كان من بينهم إمرأتان. في نفس الوقت أصيب 10 مدنيين، من بينهم 4 اطفال و3 نساء. وكانت دولة الاحتلال التركي قصفت في ريف جنوبي عامودا مركزاً لقوى الامن الداخلي، ما أدى إلى فقدان 6 عناصر من قوى الأمن الداخلي لحياتهم. بعدها ارتكبت الدولة التركية مجزرة في مركز تدريب تابع لقوى الأمن الداخلي في ريف مدينة ديريك، حينما قصفت المركز مما أدى إلى فقدان 29 عنصراً من قوات مكافحة المخدرات لحياتهم، واصابة 28 آخرين.
أعداد الهجمات
حسب المعلومات التي وثقها المركز الكردي للدراسات، فإن دولة الاحتلال التركي قصفت عشرات المرات، مستخدمة الطائرات الحربية والمسيّرات، البنية التحتية والمعامل في مناطق قامشلو والحسكة والشهباء وديريك وعين عيسى وكوباني ومنبج والريف الجنوبي لكري سبي.
الهجمات على البنية التحتية في شمال شرق سوريا
هاجمت الدولة التركية، هذه المرة، البنية التحتية والمصالح الاقتصادية والمعيشية بالتحديد، مثل محطات الكهرباء والنفط، والتي تم استهدافها، وهي كما يلي:
تربة سبية ومنطقة آليان (المنطقة الممتدة بين تربة سبية وكركي لكي)
استهدفت الدولة التركية سبع محطات وآبار نفط، حيث خرجت جمعيها عن الخدمة بشكل تام. كذلك استهدف الهجوم التركي محطة الكهرباء والصوامع في تربة سبية ما أدى إلى قطع الكهرباء عن منطقة تربة سبية بالكامل.
ديريك
قصفت الدولة التركية محطة السويدية للغاز، وهي الوحيدة في المنطقة، ما أدى الى قطع الكهرباء عن منطقة ديريك بالكامل. كما ان المحطة خرجت عن الخدمة وأصحبت غير قادرة على إنتاج الغاز. كما قصفت الطائرات التركية محطة الكهرباء الواقعة في قرية تقل بقل التابعة لديريك، ما أدى إلى خروج المحطة عن الخدمة. في نفس الوقت دمرت الدولة التركية مشفى كورونا الواقع في مدينة ديريك، والذي كان يقدم الخدمات لنحو مائة الف شخص.
قامشلو
قصفت الدولة التركية محطة الكهرباء ما أدى إلى خروجها عن الخدمة.
عامودا
قصفت الدولة التركية صوامع الحبوب ومحطة الكهرباء ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن منطقة عامودا بالكامل.
عين عيسى
قصفت الدولة التركية محطة المياه ومحطة الكهرباء وصوامع الحبوب.
الحسكة
قصفت الدولة التركية محطة الكهرباء ومحطة المياه ومعمل الانشاءات ومخيم (واشوكاني) لنازحي سري كانية/ رأس الهين.
كوباني
قصفت الدولة التركية معمل الدهانات ودمرت مشفى بشكل كامل.
إغلاق المدارس
حسب المعلومات التي حصل عليها المركز الكردي الدراسات من هيئة التربية و التعليم لإقليم الجزيرة، فإنه ونتيجة هجمات الدولة التركية العشوائية واستهدافها للمدارس، اضطرت الهيئة لإغلاق 31 مدرسة، ما يعني أن 4039 طالباً وطالبة أصبحوا غير قادرين في هذه الفترة على الذهاب إلى المدرسة. كذلك أغلقت المدارس في المناطق التالية: في جل آغا أغلقت مدرستان، في ديريك أغلقت خمس مدارس. في تربة سبية أغلقت خمس مدارس. في الدرباسية أغلقت مدرستان. واغلقت مدرسة مخيم واشو كاني الواقعة في مدينة الحسكة. وفي ناحية الزركان التابعة لمدينة الحسكة، أغلقت 15 مدرسة.
انقطاع المياه
بسبب استهداف محطات الكهرباء من ديريك وحتى الحسكة، خرجت جميع محطات المياه عن الخدمة، الأمر الذي نتج عنه وضع معيشي كارثي ومعاناة كبيرة للمدنيين.
انقطاع الغاز المنزلي
استهدفت الدولة التركية بشكل متواصل محطة السويدية بالقرب من مدينة ديريك لإنتاج الغاز المنزلي، وهي المحطة الوحيدة في كل شمال شرق سوريا لإنتاج الغاز المنزلي وتوليد الطاقة الكهربائية، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة، وتسبب بوقف إنتاج الغاز المنزلي والكهرباء.
وأجرى المركز الكردي للدراسات لقاءً مع مسؤولي المؤسسات الخدمية وخاصة مؤسسات الكهرباء والنفط والغاز الذين تحدثوا وبشكل تفصيلي عن الهجمات التركية على هذه المؤسسات وتأثيرها على المدنيين. في هذا الصدد، أجاب زياد رستم الرئيس المشترك لمكتب الطاقة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على أسئلة المركز الكردي للدراسات المتعلقة بالأضرار التي لحقت بمحطات نقل الكهرباء وتأثير ذلك على الحياة اليومية للمدنيين وخاصة فيما يتعلق بتأمين الكهرباء والماء.
وفيما يلي نص اللقاء:
– المركز الكردي للدراسات: كم عدد مراكز الكهرباء التي استهدفتها الهجمات التركية في شمال شرق سوريا وأين تتركز تلك المراكز؟
– زياد رستم: استهدفت تركيا خمس محطات نقل الكهرباء في منطقة الجزيرة وهي محطة السد الغربي القريب من الحسكة، محطة الكهرباء الشمالية في قامشلو، محطة مدينة عامودا، محطة مدينة تربه سبيه ومحطة السويدية التابعة لمدينة ديرك.
– المركز الكردي للدراسات: كيف يؤثر هذا الاستهداف على سكان المنطقة؟
– زياد رستم: تعاني المنطقة أساساً من مشكلة شح الكهرباء، وكان لهذا الأمر تأثير سلبي. وجاء الاستهداف الأخير ليتسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن كامل منطقة الجزيرة، وأدى ذلك بدوره لانقطاع المياه عن المنطقة. كما خرجت محطة السويدية للغاز عن الخدمة، وانقطع الغاز المنزلي بشكل كلي. انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى خروج محطات المياه عن الخدمة، وهو ما تسبب بحرمان سكان منطقة الجزيرة من الكهرباء والمياه.
– المركز الكردي للدراسات: كيف يؤثر انقطاع التيار الكهربائي على تأمين مياه الشرب لسكان المنطقة؟
– زياد رستم: لا شك أن محطة علوك كانت المحطة الوحيدة التي توفر مياه الشرب لمدينة الحسكة ومخيمات الهول وعريشة وواشوكاني، لكنها خرجت عن الخدمة بسبب استهداف محطات الكهرباء. كما أن جميع محطات المياه في قامشلو وتربه سبيه وكركي لكي وديرك خرجت عن الخدمة كونها تعتمد على الكهرباء، علماً أن غالبية هذه المحطات لا يمكن تشغيلها بالاعتماد على مولدات الكهرباء، وهو ما أدى لانقطاع مياه الشرب عن كامل منطقة الجزيرة. في محصلة الحديث، محطات المياه التي خرجت عن الخدمة نتيجة استهداف محطة السويدية هي محطة علوك، محطة قامشلو، محطة سافان في ديرك، محطة عويجة بريف قامشلو، محطة جقجق ومحطات أخرى تتوزع في تل كوجر وتل براك وتل حميس.
– المركز الكردي للدراسات: ما هي التكلفة التقديرية لصيانة الأضرار الناجمة عن الاستهداف؟
– زياد رستم: بحسب المتابعة الأولية، استهدفت تركيا ثمانية محولات كهربائية، كما قصفت بشكل مباشر عنفة كهربائية في السويدية، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالعنفات الأخرى. وبحسب النتائج الأولية، تقدر تكلفة صيانة الأضرار ب50 مليون دولار.
– المركز الكردي للدراسات: هل تمتلك الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الإمكانية لصيانة الأضرار؟
– زياد رستم: تعمل الإدارة الذاتية من خلال مكاتب الطاقة التابعة لها في كافة المناطق بكل إمكاناتها لصيانة الأضرار الناجمة عن القصف، ولكن المنطقة تعاني من قلة المعدات والمواد اللازمة للصيانة ويصعب توريدها من الخارج. تتوفر لدى الإدارة الذاتية فرق صيانة ومهندسين ولكن المشكلة تكمن في تأمين محولات بديلة.
– المركز الكردي للدراسات: كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يساهم في إعادة صيانة الأضرار؟
– زياد رستم: من المؤسف أن المجتمع الدولي، وإلى الآن، لم يعترف بمشروع الإدارة الذاتية، فضلاً عن عدم اتخاذه قرارات مهمة لحماية المنطقة. يتوجب على المجتمع الدولي أولاً وضع حد للهجمات التركية قبل المساهمة في إعادة صيانة الأضرار، كذلك يتوجب عليه وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان. فتركيا تستخدم الماء والكهرباء كسلاح ضد سكان شمال شرق سوريا عبر قطع مياه نهر الفرات واستهداف محطات الكهرباء. لذا، ينبغي مناقشة مسألة إعادة الإعمار والصيانة بعد وضع حد لهذه الانتهاكات.
استهداف حقول النفط ومنشأة السويدية للغاز والكهرباء
وفيما يتعلق باستهداف حقول النفط ومنشأة الغاز، أجاب عكيد عبد المجيد، الإداري في منشأة السويدية للغاز، على أسئلة المركز الكردي للدراسات حول الأضرار التي لحقت بهذه المنشآت.
– المركز الكردي للدراسات: متى قصفت تركيا منشأة السويدية للغاز؟
– عكيد عبد المجيد: في ظهر يوم السادس من شهر أكتوبر/تشرين الأول، قصفت الطائرات التركية منشأة السويدية، سبقه قصف آخر لمحطات النفط كمحطة عودة وزارب وغيرها. ونتيجة القصف، خرجت المنشأة عن الخدمة وانقطعت الكهرباء. حاولنا إعادة تشغيلها ولكن استمرار القصف حتى الساعة السادسة مساء، حال دون ذلك. حاولنا بمساعدة رجال الإطفاء إخماد الحريق المستعر في المنشأة.
– المركز الكردي للدراسات: ما هي الأضرار التي لحقت بمنشأة السويدية نتيجة الاستهداف؟
– عكيد عبدالمجيد: تتألف المنشأة من عدة أقسام رئيسية. استهدفت تركيا قسماً رئيسياً ضمنها ودمرته بشكل كامل. أدى ذلك لتوقف المنشأة عن العمل وانقطاع الكهرباء. قصفت تركيا الأقسام الثلاثة للمنشأة وهي الغاز والنفط والكهرباء وباتت جميعها خارج الخدمة وهو ما أدى لانقطاع الكهرباء والغاز.
– المركز الكردي للدراسات: هل تتوفر لديكم الإمكانات لصيانة المنشآت المتضررة من القصف؟
– عكيد عبد المجيد: تتوفر لدينا إمكانية لصيانتها ولكننا نواجه صعوبات. نعاني نقصاً في عدد الفرق الهندسية. في بيان سابق، ذكرنا أن تركيا تسعى من خلال هجماتها إلى إفراغ المنطقة من السكان ودفعهم إلى الهجرة، خاصة الكوادر المختصة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، تعد منشأة السويدية ضخمة وتحتاج العديد من القطع والمعدات. ولكن وبحكم أن منطقتنا محاصرة، يصعب علينا تأمين المعدات وقطع الغيار اللازمة للصيانة. نقوم بصناعة بعض القطع والمعدات في المنطقة، ولكن صناعة بعضها الآخر تفوق قدراتنا ويتوجب علينا استيرادها من الدول الأوروبية، وهناك بعض القطع يتعين عليها استيرادها من الولايات المتحدة حصراً. وكما أسلفنا سابقاً، بسبب الحصار المفروض على المنطقة، فإن تأمين القطع والمعدات سيستغرق وقتاً ونحتاج أموالاً كثيرة لذلك، فعلى سبيل المثال، يحتاج معمل الغاز وحده إلى مليوني دولار لصيانته وإعادته للعمل. توقفت عملية صناعة الغاز المنزلي ضمن منشأة السويدية، كما تم وقف تغذية العنفات الغازية المولدة للكهرباء والتي تقدر ب600 ألف متر مكعب من الغاز يومياً.
– المركز الكردي للدراسات: فيما يتعلق باستهداف المواقع النفطية، كم عدد المواقع النفطية التي استهدفتها تركيا حتى الآن؟
– عكيد عبد المجيد: استهدفت تركيا نحو 15 موقعاً نفطياً، من بينها 3- 4 حقول وآبار نفط تتوزع حول منطقة تربه سبيه، بالإضافة إلى استهداف محطات نفط كمحطة سعيد وزارب واريان التي تتواجد في منطقة عليان (تقع هذه المنطقة بين كري لكي وتربه سبيه)، واستهدفت أيضاً ما بين 4- 3 حقول نفط في السويدية، ما أدى إلى خروج الكثير من الحقول عن الخدمة.
– المركز الكردي للدراسات: ما هو نداءكم للمجتمع الدولي وخاصة التحالف الدولي وماذا يتوجب عليه فعله تجاه الهجمات التركية؟
– عكيد عبد المجيد: يقع على عاتق جميع منظمات حقوق الإنسان والدولية التحرك لإدانة القصف التركي والعمل على وقفه، ولكنهم يغضون الطرف عندما يتعلق الأمر بمناطقنا. تنتهك تركيا بهجماتها جميع القوانين الدولية، ولكن المجتمع الدولي يلتزم الصمت. ندعو جميع الأشخاص المعنيين سواء منظمات حقوق الإنسان أو المنظمات الأوروبية إلى وضع حد للهجمات التركية. هناك نحو 4- 5 مليون شخص في شمال شرق سوريا وهم الآن محرومون من الكهرباء والماء والغاز والخبز. هؤلاء يواجهون خطر الموت. إلى متى سيلتزم المجتمع الدولي الصمت حيال الهجمات التركية؟.
تركيا ترتكب جريمة أخرى باستهداف مخيم واشوكاني
في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعرض مهجروا سري كانيه/رأس العين في مخيم واشوكاني إلى قصف بينما كانوا يستعدون لإحياء ذكرى احتلال مدينتهم من قبل تركيا. وعاش المهجرون حالة من الخوف والهلع، ولا سيما أنهم على يقين تام أن عدواً مثل تركيا لا يفرق بين الأطفال والنساء والرجال وكبار السن. لقد قصفت تركيا المخيم من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشر قبل الظهر. ويأوي مخيم ( واشوكاني) حالياً 16900 شخص من أبناء سري كانية/تل أبيض. تركز القصف على المنطقة المحيطة بالمخيم، ولم ينجم عنه أي أضرار بشرية أو مادية، ولكنه تسبب بحالة من الذعر للمهجرين وأعاد لذاكرتهم الهجوم التركي الوحشي على مدينتهم عام 2019.
ولمعرفة الأوضاع في المخيم بعد القصف، زار المركز الكردي للدراسات المخيم والتقى بمسؤوليه. وفي هذا الصدد، أجاب الرئيس المشترك لمخيم واشوكاني برزان عبد الله على أسئلة المركز، والتي تمحورت حول القصف وتداعياته على المهجرين، بالإضافة إلى موقف المنظمات التي تعمل في المخيم من القصف، والصعوبات التي يواجهها المهّجرون في تأمين المياه والكهرباء.
نص اللقاء مع الرئيس المشترك لمخيم واشو كاني:
-المركز الكردي للدراسات: في أي يوم قصفت تركيا مخيم واشوكاني؟
– برزان عبد الله: في يوم الخميس الموافق 5 أكتوبر/تشرين الأول، بدأ القصف التركي من الساعة الثامنة صباحاً واستمر حتى الحادية عشر قبل الظهر. تعرضت المنطقة المحيطة بالمخيم إلى ضربات جوية من قبل الطائرات التركية أربع مرات.
– المركز الكردي للدراسات: هل نجم عن القصف أي أضرار؟
– برزان عبد الله: تركز القصف بشكل خاص غربي المخيم، وسقطت شظايا الصواريخ بين الخيم. على إثر ذلك، اضطر المهجّرون لمغادرة خيامهم والبحث عن أماكن آمنة.
– المركز الكردي للدراسات: كيف كان أثر القصف على المخيم والنازحين؟
– برزان عبد الله: صادف القصف نصب النازحين لخيمة، وذلك لاستذكار الذكرى الخامسة لاحتلال سري كانيه. حدثت الضربات الجوية باستخدام الطائرات الحربية، والتي اخترقت حاجز الصوت. وهو ما ألقى الرعب ودفع النازحين لمغادر المخيم خوفاً من القصف. كذلك أضطر النازحون الذين يقطنون غربي المخيم لمغادرته. كان الوضع سيئاً للغاية. لقد تسبب القصف بحدوث حالات من الصدمة وخاصة بين الأطفال والنساء.
– المركز الكردي للدراسات: ماذا كان موقف المنظمات الإغاثية ومنظمات حقوق الإنسان العاملة في المخيم أثناء حدوث القصف وماذا فعلت لتنبيه وحماية المدنيين؟
– برزان عبد الله: يتوجب على المنظمات الدولية والإنسانية ألا تترك المهجرين والنازحين في المخيم. ولكن من المؤسف، أثناء وقوع الهجوم، أغلقت 12 منظمة كانت متواجدة في المخيم جميع مكاتبها ولاذ موظفوها بالفرار، ولم يرجعوا إلا بعد مرور نحو 3-4 أيام على القصف. واجه المهجرون صعوبات جمة خلال الأيام التي علقت فيها المنظمات عملها في المخيم.
– المركز الكردي للدراسات: ما هو الوضع بالنسبة لخدمات المياه والكهرباء في المخيم حالياً؟
– برزان عبد الله: الجميع على علم أن الهجمات التركية استهدفت البنية التحتية وخاصة محطات الكهرباء ومنشأة الغاز. وكان لهذا تأثيراً كبيراً على المهجرين جراء انقطاع المياه عن المخيم ليومين، وانقطاع الكهرباء لستة أيام. يمكن القول أن الحياة توقفت في المخيم.
– المركز الكردي للدراسات: كيف يمكن للمجتمع الدولي مساعدة المهجرين في مخيم واشوكاني؟
– برزان عبد الله: في اليوم الذي نفذت فيه تركيا الهجوم، حاولنا التواصل مع المنظمات الدولية وأخبرنا القائمين عليها بأن القصف لم يقتصر على مخيم واشوكاني فحسب، إذ تعرض محيط مخيمي روج ونوروز في ديرك للقصف أيضاً، وأن وضع المهجرين والنازحين في تلك المخيمات بات صعباً للغاية، ولكن مع الأسف لم نتلقَ أي رد حتى الآن.[1]